الأربعاء، 23 سبتمبر 2020

قصص القرآن : قصة أصحاب الحجر

من هم أصحاب الحجر وما قصتهم ؟!
سورة الحجر سورة مكية وقد سميت بهذا الإسم لذكر قصة أصحاب الحجر فيها ضمن حكايات وقصص أخرى لامم آخرين , ذكر الله حكاياتهم مع رسلهم الذين سبقوا رسولنا الكريم – محمد- صلى الله عليه وسلم وكيف كذبوهم , لكي يهون عليه مايلاقيه من اعراض وتكذيب , حيث يقول الله تعالى في سورة الحجر
.. وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ .. “وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ

وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ .. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ .. فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يَكْسِبُونَ..”

فمن هم أصحاب الحجر؟؟
أصحاب الحجر هم ثمود قوم النبي صالح (عليه السلام). أمّا الحجر فهو اسم المنطقة التي بُعث فيها النبي صالح لهداية أهلها، فسُمّوا بها ..
وقد لبث صالح (عليه السلام) فيهم يدعوهم إلى الله مدّة مائة وست عشرة سنة، لم يؤمن به خلالها أكثر من سبعين منهم .. وقال تعالى انهم كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال – بوادي الحجرفي أرض الحجاز- من غير خوف , وقد مر به رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ذاهب الى تبوك فأسرع دابته وقال لأصحابه ” لَا تَدْخُلُوا بُيُوت الْقَوْم الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا خَشْيَة أَنْ يُصِيبكُمْ مَا أَصَابَهُم “ْ

آية صالح عليه السّلام
وأعظم آية ومعجزة للنبي صالح (عليه السلام) هي الناقة. فقد طالبه جماعة من قومه أن يُخرج لهم ناقة من بطن الجبل ليتبيّن لهم صدق دعواه. فإنّه إن كان نبياً استجاب الله دعوته. ولم يردّ صالح (عليه السلام) طلبهم فتوجّه إلى الله تعالى وسأله ذلك. فخرج صوت رهيب من الجبل ، وخرجت ناقة عظيمة من صخرة صماء, قيل إنّها كانت تعادل في ضخامتها عشرات النوق.

وكانت الناقة جميلة لا تؤذي شخصاً ولا حيواناً ولا زرعاً ولا شيئاً. وكانت تأكل من حشائش الأرض حتى إذا وصلت زرع الناس لم تنل منه حتى بمقدار حبة، وكانت لا تطأ في سيرها زرع أحد أو أنساناً أو حيواناً أو حشرة رغم ضخامتها بل كانت تتحاشى ذلك في مشيها وسيرها؛ وكانت الحيوانات الأخرى تخشاها بقدرة الله تعالى، وقد كانت تشرب في اليوم الواحد ماء القرية بأكمله، وتدع اليوم الذي يليه لأهل القرية يشربون منه. فكان لها شرب ولهم شرب يوم معلوم كما ورد في الآية الكريمة في قوله تعالى: «قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم». وكانت تعطي الحليب كل يوم بمقدار الماء الذي شربته. وتلك معجزة أخرى. فإنّ الحيوانات التي تعطي الحليب لا تعطي بمقدار ما شربته من ماء بل أقلّ منه بكثير، لكن هذه الناقة كانت معجزة في كلّ شؤونها .

عقر الناقة
أعرض أصحاب الحجر عن الآيات كلها وقرّروا قتل الناقة بزعم أنّها تحرمهم من الماء يوماً كاملاً، مع أنّهم كانوا يستفيدون من حليبها .. ووعظهم نبيهم صالح قائلاً: إن عقرتم الناقة فإنّ الله تعالى سينزل عليكم عذاباً من عنده. فقالوا: فلينزل علينا العذاب فلا نبالي .. ولم يبالوا بتحذيرات النبي صالح (عليه السلام) وعقروا الناقة؛ عقرها أشقاهم ,ثم تقاسموا لحم الناقة بينهم ..

نزول العذاب
وهنا أخبرهم نبيهم (عليه السلام) أنّ الله سينزل عليهم العذاب بعد ثلاثة أيام، تصفرّ وجوههم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في اليوم الثاني، وتسودّ في اليوم الثالث.. ثمّ ينزل عليهم العذاب إن لم يرجعوا حتى ذلك الحين ..
ومع أنّ هؤلاء القوم كذّبوا المرسَلين واستمرّوا في تكذيبهم حتى بعد نزول الآيات، إلا أن الله برحمته يمهلهم ثلاثة أيام عسى أن يتوبوا فيعفو عنهم ويقبلهم، ولكنّهم لم يرجعوا مع ذلك واستمرّوا في غيّهم، حتى كان اليوم التالي فاصفرّت وجوه الذين لم يؤمنوا بصالح (عليه السلام)، فقال ضعفاؤهم لكبرائهم: لقد اصفرّت وجوهنا وإنّ صالحاً صدق فيما قال. فأجابوهم: دعوها تصفرّ..

وفي اليوم الثاني احمرّت وجوه القوم، لكنّ الأشقياء أجابوا المعترضين: لعلّ صالحاً سحركم، دعوها تحمرّ. حتى كان اليوم الأخير فاسودّت وجوههم فقالوا: لن نؤمن له ولو هلكنا , فأنزل الله عليهم صيحة قضت عليهم وأصبحوا في ديارهم جاثمين , ولم تغني عنهم بيوتهم ولازروعهم ولاأموالهم …
‏ ونزل بهم جميعا ما يستحقون من غضب الله وتنكيله وبطشه نتيجة لعنادهم واستكبارهم وبعدهم عن الحق.
من تفسير ابن كثير والمراغي

التسميات: ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية