علاج وساوس القلب وأمراضه
السؤال : أشكو من قسوة شديدة في قلبي ومن ضجرٍ ومللٍ وكسلٍ في أداء الفرائض، إني أشعر كأن قلبي صحراء قاحلة، وظلام دامس، وجميع آفات القلب مسيطرة علي من كبرياء، ورياء، وحقد، وحب للمدح، وبغض للذم.. الخ. يقول: فلا أدري هل أنا مؤاخذ على هذه الخواطر، وكيف أستطيع معالجة نفسي الأمارة بالسوء أرجو منكم مساعدتي وإرشادي إلى الصراط المستقيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعـد:
أيها السائل ينبغي أن تعلم أن هذه الخواطر وهذه الأوهام وهذه الأشياء التي تؤذيك كلها من الشيطان ، كلها من عدو الله لما رأى ما لديك من الحرص على الخير وطلب العلم والاستفادة والاجتهاد أراد أن يشوش عليك حياتك وينغصها عليك بهذه الأوهام وهذه الشكوك وهذه الأشياء التي تقض مضجعك فينبغي لك أن تحاربها بذكر الله والاستعداد للقائه .
وأن تعلم أنها من الشيطان فينبغي تركها والحذر منها ، والإقبال على قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل والإكثار من ذكر الله والاشتغال بما ينفعك من خيري الدنيا والآخرة ، يكون لك مكسب ، يكون لك عمل يشغلك عن بعض هذه الوساوس مع الإقبال على الله والاستكثار من تلاوة كتابه الكريم والضراعة إليه أن يعالجك من شر هذا العدو ومن أوهامه ومما يلقيه عليك من الوساوس، وربك – جل وعلا- جواد كريم، هو القائل سبحانه : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [(60) سورة غافر]. فاسأله – جل وعلا- واضرع إليه حتى يخلصك من هذه الوساوس وهذه الأوهام ، وهذه المكائد التي يكيد بها عدو الله.
وقد وقع هذا للصحابة ، لأصحاب النبي ﷺ وشكوا عليه هذا ، قالوا يا رسول الله : إن أحدنا يجد في نفسه ما لا أن يخر من السماء أحب من أن ينطق به، فقال عليه الصلاة والسلام : هي الوسوسة، وفي لفظٍ : الحمد لله الذي أرد كيده إلى الوسوسة، وفي لفظٍ : ذاك صريح الإيمان، يعني محض الإيمان وخالصه، يعني ما يقع في القلوب من كراهة هذا الشيء وإنكاره واستعظامه هذا من الإيمان ومن صريح الإيمان فاحمد ربك فقد أصابك ما أصاب غيرك من الأخيار الأولين فجاهد نفسك في هذا الأمر وأبشر بالخير والعافية ومتى صدقت مع الله كفاك الله شر هذه الوساوس، وقد قال النبي ﷺ لمن أتاه الشيطان فقال له : هل الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ قال النبي ﷺ: من وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته، وفي لفظ ثاني: فليقل : آمنت بالله ورسله.
فإذا وجدت هذه الوساوس فقل آمنت بالله ورسله ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانتهي ، ودع السير مع هذه الوساوس واللين معها ، دعها، وابتعد عنها واحذرها ، ولا تلن ، ولا تسترخي معها فإن ذلك مما يطمع الشيطان ولكن دعها وحاربها واشتغل بشيءٍ آخر من ذكر الله وقراءة القرآن وغير هذا من المشاغل التي تشغلك عنها من أمور الدين والدنيا جميعاً ، وهذا هو العلاج فيما نعتقد والله هو الموفق.
الإمام إبن باز رحمه الله
التسميات: فتاوى
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية