الاثنين، 16 نوفمبر 2020

فتحت بابا جديدا من أبواب الجنة

فى يوم من الأيام، فُتِح باب من الجنة لم يفتح قبل ولا بعد ذلك اليوم، ليبعث الله – عز وجل – لنا منه كنزًا من كنوز الجنة وهدية غالية لعباده سنعرف قصتها من سيرة نبينا عبر السطور التالية:

نوران للنبي محمد وأمته

في إحدى الليالي كان القمر يضيء سماء مكة، ويحمل هواؤها مسكًا ينتشر في أرجائها، بينما يجالس “جبريل عليه السلام” “محمدًا رسول الرحمة والسلام”، وفجأة سمع جبريل صوتًا من فوقه فرفع رأسه، ثم ابتسم وقال لمحمد:
(هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم).
ومن هذا الباب شاهد جبريل ملكًا ينزل فقال:
(وهذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم).
ثم قال لنبينا الكريم:
(أبشر يا محمد بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). (أخرجه الإمام مسلم والنسائي وغيرهما عن عبدالله بن عباس)

أكثر سور القرآن أسماءً

ما أجمل وأعظم مكانة سورة الفاتحة، التي قال النبي “صلى الله عليه وسلم” عنها لأحد الصحابة: (لأعلمنك أعظم سورة في القرآن).
فقال: ما هي يا رسول الله؟
فقرأ عليه النبي “صلى الله عليه وسلم”: الحمد لله رب العالمين..الرحمن الرحيم..إلى آخرها

من أسماء الفاتحة :

ولمنزلتها السامية وشرفها كثرت أسماؤها، فهي أكثر سور القرآن الكريم أسماءً.

فقد قال النبي “عليه الصلاة والسلام” عنها: “الحمد لله رب العالمين أم القرآن و أم الكتاب ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.

ومن أسمائها أيضًا:

“الفاتحة، وفاتحة الكتاب، وفاتحة القرآن”، فقد حصل بها افتتاح كلام الله وابتداء القرآن العظيم، فهي أول شيء في المصحف من حيث الترتيب، وتفتتح بها الصلاة؛ حيث نقرأها في أول صلاتنا، ولذا فمن أسمائها أيضًا “سورة الصلاة”.

أم الكتاب و أم القرآن :
ويرجع معنى الأم في اللغة الى أصل الشيء وابتدائه، وهي كما قلنا بداية القرآن والصلاة.

سورة الرقية والشفاء

ومن أسمائها أيضًا “سورة الرقية ، والشفاء”، فقد جاء في رواية أبي سعيد الخدري “رضي الله عنه وأرضاه” عن نبينا “صلى الله عليه وسلم” أنه قال: فاتحة الكتاب شفاء من كل سم، وقد كان نبينا يقرأها في الرقية من أي شر أو سوء.

وتعرف أيضًا بـ “سورة الحمد”

فها هي تبدأ، بعد البسملة، بحمد العباد لربهم الكريم الذي أنعم عليهم بفيض من كرمه وجوده ونعمه.

وهي ” السبع المثاني ”

ففى هذه السورة العظيمة سبع آيات تثنى وتكرر وتعاد في كل ركعة، وفيها ثناء عظيم على المولى سبحانه، وقد استثناها الله لهذه الأمة المرحومة أمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

سر الفاتحة

يرجع سر عظمة هذه السورة إلى أنها جامعة لكل أهداف القرآن، ولا شتمالها على جميع معاني القرآن، حيث يدور كتاب الله حول ثلاثة معان هي:
المعنى الأول عقيدة: فيمن نعتقد
وهنا نقرأ قوله تعالى: ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ (٣)مالك يوم الدين (4
فالتوحيد والإيمان باليوم الآخر هما أساس عقيدة المسلم

والمعنى الثاني عبادات: كيف نعبد من نعتقد فيه
وفي محور العبادة نقرأ: إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ (5.
فنحن هنا نرى نموذجًا للعبادة الصحيحة وإقامة الشعائر والتوكل على الرحمن والاستعانة به فى كل نواحي حياتنا.

أما المعنى الثالث فهو منهج حياة: وهو المنهج الذى أراده الله لنا لنحيا به و فيه نقرأ: ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٲطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (٦) صِرَٲطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ (٧
فالعبادة ليست كافية لوحدها لأن الإسلام منهج حياة شامل ومتكامل.

وهكذا فإننا حين نفهم ونتدبر الفاتحة، نستشعر جمالها ونرددها دائمًا بقلوبنا لا بألسنتنا فقط.

التسميات: ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية