الجمعة، 30 يوليو 2021

إذا بليتم فاستتروا

 

ما مدى صحة مقولة «إذا بليتم فاستتروا»؟ وهل يقع البلاء بسبب أفعال الإنسان أم هو من عند الله؟

يقول الدكتور محمد قاسم المنسى: هذه المقولة معناها صحيح شرعًا، فمن غلبه هواه ووقع في معصية، فإنه مأمور شرعًا بألا يفضح نفسه.وستر البلاء معناه أيضًا الرضا بقضاء الله وقدره، حفاظًا على ثواب وأجر الصبر الجميل، فإن أمر الحياة قد بنى على قانون لا يتخلف أبدًا هو قانون الابتلاء، الذي جاء ذكره في آيات عديدة في القرآن الكريم وجاء ذكره كذلك في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يشير إلى أن جميع البشر معرضون للابتلاء، بألوان مختلفة من البلاء على نحو ما ورد في قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
ويخبرنا النبي- صلى الله عليه وسلم- بأن أشد الناس بلاء هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، أى من يقترب في إيمانه من درجة الأنبياء، ومعنى ذلك أن البلاء مرتبط بالإيمان ارتباط زيادة أو نقصان، فكلما زاد الإيمان زاد البلاء وكلما قل الإيمان قل البلاء.
والبلاء عندما يقع فهو يقع بسبب أفعال الإنسان وتصرفاته الإيجابية أو السلبية. فمن التصرفات الايجابية أن يعمل الإنسان ويجتهد في عمله، لذلك يوسع الله عليه في الرزق بسبب اجتهاده ومن ثم يكون تصرفه الحسن فى هذه الحالة هو الذي أدى به إلى بلاء العطاء.أما التصرفات السلبية فمنها أن يتكاسل الإنسان في أداء عمله، فيعاقب بالخصم من الأجر أو الإبعاد عن العمل، بحسب إهماله في عمله، ومن ثم يكون تصرفه السيئ هو الذى أدى به إلى بلاء المنع وانقطاع الرزق عنه .

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية