الاثنين، 28 فبراير 2022

ما حكم إلقاء السلام على المصلي، ورد المصلي السلام على من سلم عليه؟

 

ما حكم إلقاء السلام على المصلي، ورد المصلي السلام على من سلم عليه؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد…
فذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز إلقاء السلام على المصلي حال صلاته، لكن لا يجوز للمصلي أن يرد السلام باللفظ على من سلم عليه، وإنما يكتفي بالإشارة بيده أو برأسه أو لا يفعل شيئًا من هذا.
جاء في كتاب “مواهب الجليل” “فقه مالكي”:
“قَالَ فِي الْمُدَوَّنَةِ وَلَا يُكْرَهُ السَّلَامُ عَلَى الْمُصَلِّي فِي فَرْضٍ أَوْ نَافِلَةٍ وَلْيَرُدَّ مُشِيرًا بِيَدِهِ أَوْ بِرَأْسِهِ”. ] مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (2/ 32)[.
وجاء في كتاب “المجموع شرح المهذب” “فقه شافعي” :
“والسَّلَامُ عَلَى الْمُصَلّي مباح وَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَرُدَّ بِاللَّفْظِ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الرَّدُّ لَكِنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَرُدَّ فِي الْحَالِ إشَارَةً وَإِلَّا فَبَعْدَ السَّلَامِ لَفْظًا”. ](المجموع شرح المهذب (4/ 104)[.
وجاء في كتاب” كشاف القناع” “فقه حنبلي”:
” والمذهب : لا يكره السلام على المصلِّي نصَّ عليه وفعله ابن عمر لقوله تعالى : ( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) [النور: 61] .
أي : أهل دينكم، ولأنه – صلى الله عليه وسلم – حين سلَّم عليه أصحابه لم ينكر ذلك (وله) أي : المصلي (رده) أي : السلام (بإشارة)
رَوى الترمذي – وقال حسن صحيح – عن ابن عمر أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – «كان يُشير في صلاته» وكذا روى أبو داود والدار قطني
عن أنس”. ] كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 378) [.
وذهب الحنفية إلى كراهة السلام على من كان في صلاة ونحوها، ولا يجب عليه الردّ.
جاء في كتاب “تبيين الحقائق” “فقه حنفي” :
” وَيُكْرَهُ السَّلَامُ عَلَى الْمُصَلي وَالْقَارِئِ وَالْجَالِسِ لِلْقَضَاءِ أَوْ لِلْبَحْثِ فِي الْفِقْهِ أَوْ لِلتَّخَلِّي وَلَوْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ لَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ الرَّدُّ لِأَنَّهُ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ”.
تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي (1/ 157) .
وبناءً على ما سبق : فإن السلام على المصلي جائزٌ، لكنَّ المصلي لا يجوز له أنْ يردَّ باللفظ ، وإنما يكتفي بالإشارةِ بيده أو برأسه، أو يردَّ لفظًا بعد الانتهاء من الصلاة.
نسأل الله – تعالى – أن يفقهنا في ديننا .
وبهذا يُعلم الجواب إذا كان الحالُ كما وَرَدَ بالسؤال، والله تعالى أعلى وأعلم.
إذا أتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

التسميات: ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية