وشرفت عيني برؤية سيدنا ابراهيم الخليل
مقام ابراهيم, وهو حجر يشبة المكعب، ومن علي هذا الحجر قام ابراهيم بدعوة الناس إلى الحج
ولهذا الحجر قصة مع الشيخ الشعراوي, تعود وقائعها إلى 1954 حينما كان يعمل استاذا بكلية الشريعة في مكة المكرمة.
في هذه الأيام .. كانت هناك فكرة لنقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر, أي أن يرجعوا بالمقام إلى الوراء ليفسحوا المطاف الذي وجدوه قد ضاق بالطائفين، وتحدد يوم الثلاثاء ليقوم الملك سعود بنقل المقام.
يقول الشيخ الشعرواي: “قبلها بخمسة أيام عرفت بالموضوع مصادفة حينما كنت أصلي في الحرم الشريف، وأن العلماء في السعودية استندوا في نقل المقام أن النبي صلي الله عليه وسلم قد نقل المقام من قبل بعدما كان ملاصقا للكعبة. اعترض الشيخ الجليل علي الفكرة واعتبرها مخالفة للشريع فبدأ بالتحرك السريع، واتصل ببعض العلماء السعوديين والمصريين في البعثة لكنهم قالوا إن الموضوع منتهي وإن
المبني الجديد قد أقيم .
قال الشعراوي “أرسلت برقية من خمس صفحات إلى الملك سعود ..
وعرضت فيها المسألة من الناحية الفقهية والتاريخية .. وقلت إن الذين احتجوا بأن رسول الله قد قام بنقل المقام قد جانبهم الصواب لأن الرسول رسول ومشرع وليست هذه حجة لكي نستند إليها وننقل المقام من المكان الذي وضعه فيه رسول الله؛ ثم إن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لم يفعلها .. وإنه حينما وقع سيل شديد في عهده وجرف “حجر المقام” من مكانه وذهب به بعيدا .. جاء عمر فزعا من المدينة وجمع الصحابة وسألهم: “أناشدكم أيكم يعرف موقع هذا المقام في عهد رسول الله؟” فقام رجل وقال: أنا يا عمر .. لقد اعددت لهذا الأمر عدته .. لذلك قست المسافة التي تحدد موضع المقام بالنسبة لما حوله .. واستخدم هذا الرجل الحبل في قياس المسافات وبالفعل أرسل عمر في طلب الحبل من بيت الرجل وتأكد من صدق
كلامه وأعاد المقام إلى مكانه.
وصلت البرقية الى الملك سعود , فجمع العلماء وطلب منهم دراسة برقية الشعراوي, فوافقوا علي كل ما جاء في البرقية, فأصدر الملك قرارا بعدم نقل المقام. وأمر الملك بدراسة مقترحات الشعراوي لتوسعة الطواف, حيث اقترح الشيخ أن يوضع الحجر في قبة صغيرة من الزجاج الغير قابل للكسر، بدلا من المقام القديم الذي كان عبارة عن بناء كبير يضيق على الطائفين. وطلب الملك الشيخ الشعراوي, وكرمه واعطاه عباءة وساعة وقلم, ثم يسكت الشيخ قليلا وراح ينشغل بنفسه وتضئ الفرحة وجهه وهو يقول: بعد يومين اثنين من الأمر الذي أصدره الملك سعود بنقل المقام ..شرفني الله ..وشرفت عيني برؤية سيدنا ابراهيم الخليل رحم الله شيخنا الكبير ونفعنا بعلمه .
( نقلا عن كتاب من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر للشيخ أحمد ربيع الأزهري)
التسميات: إسلاميات, مقام ابراهيم والشعراوى
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية