الأحد، 13 مارس 2022

آداب الدعاء وشروط الإجابة

 


كشف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عن آداب الدعاء وشروط الإجابة ، وحصرها فى 14 نقطة كالآتى:
– الإخلاص في الدعاء وحضور القلب
– الجزم بالدعاء
– حسن الظن بالله واليقين بالإجابة
– عدم التعجل في إجابة الدعاء
– التواضع والتذلل مع الإلحاح في الدعاء
– اختيار الأوقات الفاضلة
– اختيار الأحوال الطاهرة
– افتتاح الدعاء بالحمد والثناء على الله عز وجل
– الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
– الحرص على طيب الطعام والشراب
– الدعاء بالخير
– اختيار جوامع الدعاء
– الحرص على الطاعات
– تجديد التوبة
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

التسميات: , ,

الأحد، 20 فبراير 2022

ثلاث صلوات لا يعرفها كثير من المسلمين وأجرها عظيم

 

الصلاة الأولى : هى صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر بين الأذان والإقامة
قال رسول الله ﷺ رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا
يعنى هذه الصلاة سبب لجلب رحمة الله عز وجل ونصليها بعد الأذان وقبل صلاة العصر وتصلى ركعتين ونسلم ثم ركعتين ونسلم .
الصلاة الثانية : صلاة التوبة
قال رسول الله ﷺ : مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ – وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ .
ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} [آل عمران: 135].
أى ما من عبد يذنب ذنبا، أي: يرتكب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا، فيحسن الطهور، أي: فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيصلي ركعتين، أي: تكون الركعتان بنية التوبة عن ذنبه هذا، ثم يستغفر الله، أي: لذلك الذنب، إلا غفر الله له، أي: إلا كان حقا على الله أن يغفر ذنبه هذا الذي من أجله تطهر ثم قام فصلى ثم استغفر الله منه.
الصلاة الثالثة : صلاة قضاء الحاجة
ذهب كثير من أهل العلم إلى مشروعية صلاة الحاجة، حيث روى أحمد بسند صحيح عن أبى الدرداء أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلًا أو مؤخرًا».
الدعاء المستجاب فى صلاة قضاء الحاجة كما ورد عن الرسول
أخرج الترمذى عند عبد الله بن أبى أوفى رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من كانت له إلى الله حاجة، أو إلى أحد من بنى آدم، فليتوضأ وليُحسن الوضوء، وليصلّ ركعتين، ثم ليُثن على الله، وليُصلِّ على النبى صلّى الله عليه وسلم، ثم ليقل: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك مُوجِبات رحمتك، وعزائمَ مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل إثم، لا تدع لى ذنباً إلا غفرته، ولا همَّاً إلا فرَّجته، ولا حاجة هى لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين»، ثم تدعو حاجتك إلى الله.
إذا أتممت القراءة لا تبخل بنشرها وثقل ميزانك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

التسميات: , , ,

السبت، 19 فبراير 2022

حاجتين لو عملتهم كل يوم تبقى من أهل الجنة بإذن الله

 

حاجتين لو عملتهم كل يوم سيدنا النبي ﷺ أخبر إن اللى يحافظ عليهم يبقى من أهل الجنة
بعد كل صلاة تقول سبحان الله عشر مرات و الحمد لله عشر مرات والله اكبر عشر مرات
وقبل النوم تقول سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين مرة
لو حسبناها أحبتى فى الله ستجد أنك سبحت الله عز وجل مائتان وخمسون مرة فى اليوم لو ضربتهم فى عشرة سيكون الناتج 2500 حسنه فى ميزانك بإذن الله تعالى
و الذكر عقب الصلاة من الأمور المطلوبة شرعًا؛ وذلك للأمر الرباني بالذكر عقب الصلاة في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103].
وعن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((قالوا: يا رسولَ اللهِ، ذهَبَ أهلُ الدُّثورِ بالدَّرجاتِ والنَّعيمِ المُقيمِ، قال: كيف ذاكَ؟ قالوا: صلَّوْا كما صلَّيْنا، وجاهَدوا كما جاهَدْنا، وأنفَقوا مِن فُضولِ أموالِهم، وليسَتْ لنا أموالٌ، قال: أفلا أُخبِرُكم بأمرٍ تُدركونَ مَن كان قبْلَكم، وتسبِقونَ مَن جاء بعدَكم، ولا يأتي أحدٌ بمِثلِ ما جِئتُم به إلَّا مَن جاء بمِثلِه؟! تُسبِّحونَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عَشْرًا، وتحمَدونَ عَشْرًا، وتُكبِّروَن عَشْرًا )) رواه البخاري (6329)، ومسلم (595).
 لو أتممت القراءة لا تبخل بنشرها وثقل ميزانك بذكر سبحان الله والحمد لله والله أكبر

التسميات: ,

السبت، 5 فبراير 2022

قصة الصحابي الذي شغلته النساء وعاتبه النبي

 

خوات بن جبير، هو أحد شباب الصحابة الكرام كان له موقف مشهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روي جبير قصته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان خوات متعلقا بامرأة، وله خليلة من قبل إسلامه في الجاهلية، فذات يوم خرج خوات يسير في إحدى طرقات المدينة فقابل تلك الفتاة، وظلت عيناه معلقة بها حتى اصطدم ببجدار فسالت دماؤه وتهشم وجهه، يقول جبير فيما نقل عنه ابن الجوزي في كتابه المنتظم في تاريخ الأمم: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الحالة فقال: مهيم، فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: “فلا تعد إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرًا عجل له عقوبته في الدنيا”.
وبعد عدة أيام، مر الرسول صلى الله عليه وسلم على خوات مرة أخرى، وكان جالسًا مع نسوة من أهل المدينة يتمازحون ويتضاحكون، فعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رآه ولكنه لم يقل له شيئًا، فلما جاء اليوم التالي أتى خوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي قال له: يا خوات أما آن لذلك البعير أن يرجع عن شروده؟ قال: قلت: والله يا رسول الله ما شرد منذ أسلمت، قال: صدقت ولكن لا تعد إلى ذلك المجلس فإنه مجلس شيطان.
وقد روى الطبراني تلك القصة بطريق مختلف حيث قال أن خوّات بن جبير – رضي الله عنه – قال: “نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرّ الظهران، قال: فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن، فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت عيبتي فاستخرجت منها حلة فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبّته فقال: أبا عبد الله، ما يجلسك معهن؟ فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته، واختلطت، قلت: يا رسول الله، جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيداً، فمضى واتبعته، فألقى رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ فأقبل ظاهراً (راجعاً) يسيل من لحيته على صدره أو قال يقطر من لحيته على صدره، فقال صلى الله عليه وسلم: «أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟”، ثم ارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: “السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل؟”، فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد فأتيت المسجد فقمت أصلي، وخرج رسول صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطوّلت رجاء أن يذهب ويدعني، فقال: طوِّل أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائماً حتى تنصرف، فقلت في نفسي: والله لأعتذرنّ إلى رسول الله ولأبرئنّ صدره، فلما قال: “السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل؟”، فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال صلى الله عليه وسلم: “رحمك الله ثلاثاً، ثم لم يعد لشيء مما كان”.

التسميات: ,

الجمعة، 28 يناير 2022

من هو الصحابي الذي قال الله فيه "فإن حزب الله هم الغالبون"؟

 

كان الصحابة الكرام يبيعون الدنيا بالآخرة، ويقدمون ولائهم لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم على أي شئ أخر، بل كان ولائهم الأول والأخير لله ولرسوله وللؤمنين.
ومن هؤلاء الصحابة العظام صحابي جليل من أوائل من أسلم من الأنصار، وكانت عشيرته في المدينة مرتبطة بحلف مع يهود بني قيقاع، وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، بدأ اليهود يكيدون له ويناصبونه العداء ويؤذون المسلمين، فما كان من هذا الصحابي إلا أن أنهى وأبطل حلفه مع اليهود والوقوف إلى جانب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
إنه الصحابي عبادة بن الصامت .. الذي أنزل الله سبحانه وتعالى آيات تتلى تمتدح موقفه وتحييه عليه، فقال تعالى: {ومن يَتَولّ اللّهَ ورَسُوله والذين آمنوا فإنّ حِزْبَ اللهِ هُمْ الغَالِبُون}.
كان عبادة بن الصامت واحدًا من اثني عشر نقيبًا من أوائل من أسلموا من الأنصار، وقد بايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيعتي العقبة الأولى والثانية، وأخلص لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان ممن جمع القرآن في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يُعلّم أهل الصّفّة القرآن الكريم، وفي عهد سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه كان أحد الذين شاركوا في جمع القرآن الكريم في المصحف الشريف، ولمّا فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن الخطاب وأرسل معه معاذ بن جبل وأبا الدرداء ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم بالدين، وأقام عبادة بن الصامت بحمص وأبو الدرداء بدمشق ومعاذ بفلسطين، ولما مات معاذ عام طاعون عمواس صار عبادة إلى فلسطين، وكان عبادة أول من ولي قضاء فلسطين.
وكان الصحابي عبادة بن الصامت مجاهدًا له بطولات عديدة حيث شهد المغازي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بدر وما تلاها، وكذلك بعد انتقال النبي مه الخلفاء الراشدين فشارك في فتح مصر وقبرص.
ولمّا حضرت عبادة بن الصامت رضي الله عنه-الوفاة قال لأهله: أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، ثم قال: اجمعوا لي مَوَاليَّ وخدمي وجيراني، ومن كان يدخل عليّ فجُمِعوا له، فقال: إنّ يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليّ من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإني لا أدري لعلّه قد فرط منّي إليكم بيدي أو بلساني شيء ، وهو -والذي نفس عبادة بيده- القِصاص يوم القيامة، وإحرِّج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتصّ مني قبل أن تخرج نفسي فقالوا سيرة الصحابي عبادة الصامت الله بل كنت مؤدباً. قال: “اللهم فاشهد”.
ثم قال: “أمّا لا، فاحفظوا وصيّتي: أُحَرِّج على إنسانٍ منكم يبكي عليَّ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا وأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كلّ إنسان منكم المسجد فيصلي ثم يستغفر (لعُبَادة) ولنفسه؛ فإن الله تبارك وتعالى قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}.. [البقرة: 45]. ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تُتبِعُني نار، ولا تضعوا تحتي أرجوانًا”.
وفاضت روح الصحابي الجليل عبادة بن الصامت إلى بارئها في عام 34 هجريا في بيت المقدس في خلافة سيجنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ودفن في مقبرة الرحمة بجوار سور الحرم الشرقي بمدينة الرملة بفلسطين.

التسميات:

أبوها نبي وزوجها نبي وابنها نبي ..من هي؟

 

هي ليا أو رحمة زوجة سيدنا أيوب عليه السلام وهي من نسل سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب عليهما السلام ، وكانت ذات جمال وحسب ونسب وعِلم، أهّلَها لأن تكون الزوجة التقية النقية والقادرة على تحمُّل الابتلاء والصبر على مرض الزوج وفقد المال والأولاد، فما شكت وما جزعت – إنها الصابرة العفيفة الخدومة.
لذلك لا تُذكر قصة “رحمة ” إلا وكانت مقترنة بقصة أيوب عليه السلام ولا تُذكر قصة أيوب عليه السلام إلا وذكرت قصة زوجته الصابرة العابدة المخلصة لزوجها ودينها والتي تُعطي لكل زوجة درساً في الإخلاص لزوجها والصبر على تحمُل المحن.
ولهذا وصفها الإمام ابن كثير – رحمه الله – بقوله:الصابرة، والمحتسبة، المكابدة، الصديقة، البارة، والراشدة، رضي الله عنها وابنها هو ذو الكفل عليه السلام .
إبن كثير – قصة أيوب عليه السلام
إذا أتممت القراءة لا تبخل فى نشرها وأترك ذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

التسميات:

الثلاثاء، 25 يناير 2022

ثلاثة أوقات ترفع فيها الأعمال

 

قال أهل العلم إن رَفْعُ الأعمال إلى رب العالمينَ يكون في ثلاثة أوقات هي :
وقت العصر والفجر
أنه يُرفع إليه سبحانه وتعالى عملُ الليل قبل عمل النَّهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم (وهم) يصلون، وأتيناهم وهم يصلون”.
يومي الأثنين والخميس
أن الأعمال ترفع إليه يوم “الاثنين” و”الخميس” من كل أسبوع، لقلو النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم”.
شهر شعبان
أن الأعمال ترفع إلي الله عز وجل في شهر “شعبان” خاصَّةً، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن شهر شعبان: “إنَّه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى”.
ورفع أعمال العبد إلى الله وهو صائم أدعى إلى القبول عند الله وأحب إليه سبحانه وتعالى، وهو ما يسعى إليه المؤمنونَ تَأَسِّيًا واقتداءً بالنبي – صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم.
وقد ذكر بعض العلماء : أن رجب هو شهر الزرع، وشعبان هو شهر السقيا، ورمضان هو شهر الحصاد، ولا يحصد الإنسان إلا ما زرع.
وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن شهر شعبان شهر يَغفلُ فيه الناس، فقال “ذلك شهر يغفل الناس عنه”، وإذا غفل الناس عن شعبان، لا يجب أن يغفل عنه المؤمنين، لأن المؤمن يجب أن يكون دائمًا في إقبال على الله سبحانه وتعالى، لا ينقطع عن ذكره وعبادته وطاعته، حتى إذا رفعت الأعمال إلى الله، ترفع وهو في حال طاعة ووصل مع الله عز وجل فتكون أرجى في القبول وغفران ما قد يكتنفها من ذنوب وتقصير، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

التسميات: ,

الأحد، 23 يناير 2022

من هو الصحابي الذي مات وخده على رجل النبي؟

 

صحابي جليل .. كان ممن دافعوا باستماته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد، حتى أثخنته الجراح فوقع على الأرض، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة أن يدنوه منه، فأدنوه فوضع النبي خد ذلك الصحابي على رجله حتى استشهد.
إنه الصحابي الجليل زياد بن السكن، وتحكي عن ذلك كتب السنة والسيرة أن سيدنا رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم لما ألْحَمَه القتال يوم أحد وخَلَص إليه ودنا منه الأعداء، ذبَّ عنه مُصْعَب بن عُمَير حتى قُتِل وأبو دُجانة سِماك بن خَرَشَةَ، حتى كثرت فيه الجراح وأصيب وَجْهُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وثُلِمَتْ رُبَاعِيتُه، وكُلِمَتْ شَفَتُه، وأصِيبَتْ وَجْنَتُه، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد ظَاهَرَ بين درعين، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “مَنْ يَبِيعُ لَنَا نَفْسَهُ”؟ فوثب فئة من الأنصار خمسة، منهم: زياد بن السكن، فقاتلوا، حتى كان آخرهم زياد بن السكن، فقاتل حتى أثْبِت، ثم ثاب إليه ناس من المسلمين فقاتلوا عنه حتى أجْهَضُوا عنه العدو.
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لزياد بن السكن: “ادْنُ مِنِّي”. وقد أثْبَتَتْه الجراحة، فوسده رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قَدَمه حتى مات عليها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو له.

التسميات: ,

من الصحابي الذي ذكر الله اسمه ونسبه في الملأ الأعلى؟

 

لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدر عظيم، ولبعضهم قدر أعظم حيث اختصهم الله سبحانه وتعالى بمزيد فضله فكانت لهم مزية عن غيرهم من الصحابة.
ومن هؤلاء صحابي جليل كريم من الأنصار، أسلم وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وكان هذا الصحابي ممن يُحسنون الكتابة من العرب في الجاهلية قبل الإسلام، وكانوا معدودين فاختاره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليكون كاتبه الأول للوحي، وهو الذي جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعرضه عليه.
إنه الصحابي الجليل أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه، ومن فضائله وخصائصه أن اسمه ونسبه ذكر في الملأ الأعلى، وقصة ذلك رواها الإمام البخاري في صحيحه بسند عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأُبَيٍّ: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}.. [البينة: 1] ” قال: وسماني؟ قال: «نعم» فبكى. في رواية للطبراني من وجه آخر عن أبي بن كعب قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى”.
قال الإمام القرطبي تعليقًا على هذا الحديث: “تعجب أُبي من ذلك؛ لأن تسمية الله له ونصه عليه ليقرأ عليه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – تشريف عظيم، فلذلك بكى إما فرحا وإما خشوعا. قال أبو عبيد: المراد بالعرض على أبي ليتعلم أبي منه القراءة ويتثبت فيها، وليكون عرض القرآن سنة، وللتنبيه على فضيلة أبي بن كعب وتقدمه في حفظ القرآن ، وليس المراد أن يستذكر منه النبي – صلى الله عليه وسلم – شيئا بذلك العرض”.
وأُبي بن كعب من الصحابة الأربعة الذين أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يأخذ منهم القرآن فقد ذكر الإمام ابن حجر في شرح صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة”.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُجل أبيًّا، ويتأدب معه، ويتحاكم إليه. وقد روى عن عمر بن الخطاب قوله: «أقضانا علي، وأقرؤنا أبي، وإنا لندع من قراءة أبي، وهو يقول: «لا أدع شيئًا سمعته من رسول الله ، وقد قال الله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.. [البقرة : 106].
كما رُوي في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي أنه طلب رجل حاجة إلى عمر، وإلى جنبه رجل أبيض الثياب والشعر، فقال الشيخ: «إن الدنيا فيها بلاغنا، وزادنا إلى الآخرة، وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة». فسأل الرجل: «من هذا يا أمير المؤمنين؟»، قال: «هذا سيد المسلمين أبي بن كعب». وحين خطب عمر بالجابية، قال: «من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيدًا، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذًا، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني؛ فإن الله جعلني خازنًا وقاسمًا».
وقد اختلف في سنة وفاته رضي الله عنه؛ فقيل: تُوُفِّي في خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وقيل: سنة اثنتين وعشرين. وقيل: إنه مات في خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين. قال في المستدرك: وهذا أثبت الأقاويل؛ لأن عثمان أمره بأن يجمع القرآن في مصحف واحد.

التسميات: ,

الخميس، 20 يناير 2022

من هو الصحابي الذي امتحن الله قلبه؟

 

للصحابة الكرام أحوال من الأدب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عجيبة، فقد كانوا رضي الله عنهم يستجيبون بشكل فوري لكل ما فيه أدب مع الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، بل ويشعرون بالندم إن قصروا وإن كان هذا التقصر دون قصد.
ويدلل على ذلك قصة الصحابي الجليل ثابت بن قيس الأنصاري، الذي شعر بالندم الشديد عندما نزل قول الله تعالى: {يا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاتَرْفَعُوا أصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتَ النّبِي، ولا تّجْهّروا له بالقَوْلِ كجَهْرِ بَعْضكم لبَعْض، أن تَحْبِطَ أعْمَالكُم وأنتُمْ لا تَشْعُرون}.
فما أن سمعها ثابت بن قيس حتى أغلق عليه داره وأخذ يبكي بحرقة شديدة، وعندما شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغيابه قال من يأتيني بخبره؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، وذهب إليه، فوجده في منزله محزوناً منكساً، قال: ما شأنك يا أبا محمد؟ قال: شرّ، قال: وما ذاك؟ قال: إنّك تعرف أني رجل جهير الصوت، وأنَّ صوتي كثيراً ما كان يعلو صوت النبي، وقد نزل من القرآن ما تعلم، وما أحسبني إلا أنني قد حبط عملي، وأنني من أهل النّار”.
فرجع الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بما رأى وما سمع فقال: “اذهب إليه وقل له: لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة”.
حينها انفرجت أسارير ثابت بن قيس وقال: رضيتُ ببُشرى الله ورسوله، لا أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله.
وهنا نزلت الآية الكريمة: {إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عندَ رَسولِ الّله أولئِكَ الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى، لهم مَّغْفِرةٌ وِأجْرٌ عَظِيمٌ}.
وكان ثابت بن قيس من سادات الخزرج ومن أوائل المسلمين من الأنصار، وعندما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة مهاجرًا استقبله ثابت بن قيس في كوكبةٍ كبيرة من فرسان قومه وأكرموا استقباله، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جميع الغزوات عدا غزوة بدر فقد كان أميرًا لجند الأنصار، وبشره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالشهادة ودخول الجنة.
وثابت بن قيس كان خطيبًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبب جهارة صوته وقوته، فكلما كانت تأتي النبي صلوات الله وسلامه معليه وعلى آله وسلم الوفود، ويتبارون أمامه بشِعرهم وخطاباتهم، يدعو النبيُّ الكريمُ سيدَنا ثابت بن قيس ليقف خطيباً ينطق باسم النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله.
واستشهد في خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة، بعد أن حارب المرتدين بجسارة، فتمت له بشرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالشهادة.

التسميات: , ,

الأربعاء، 19 يناير 2022

من هو الصحابي الذي طلب من الله أن يعيده للدنيا بعد استشهاده؟

 

منزلة الشهداء عند الله عظيمة، وقد أعد الله للشهداء أجرًا كبيرًا لبذلهم أرواحهم في سبيل الله عز وجل ولإعلاء كلمة الدين والدفاع عنه.
وهناك من الصحابة الكرام من كان الموت في سبيل الله غايته حتى أنه تمنى لو أنه يجود بنفسه ألف مرة، فيموت ويحيى ليستشهد مرة أخرى لما رآه من فضل الله، ونزل فيه قرآنًا ليخبر عن ما أعد الله للشهداء.
هذا الصحابي الجليل هو عبدالله بن عمرو بن حرام والد الصحابي جابر بن عبدالله، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه خبرًا عجيبًا بعد استشهاده في غزوة أحد، فقال رسول الله عليه وآله وسلم لأبنه جابر الذي يروي الحديث قال: “لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “يا جابر، ألا أخبرك ما قال الله – عز وجل- لأبيك؟ قلت: بلى، قال: “ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحًا، فقال: يا عبدي، تمن عليَّ أعطك، قال: تحييني، فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب، فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة فأنزل الله – عز وجل – هذه الآية: {ولا تَحْسَبنّ الذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أمْواتاً بل أحْياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُون * فَرِحينَ بِمَا أتَاهُم الله مِن فَضْلِه ويَسْتَبْشِرون بالذين لمْ يَلحَقُوا بِهم مِن خَلفِهم ألا خَوْف عليهم ولا هُم يَحْزَنُون}.. [آل عمران : 169-170].
وكان الصحابي الجليل عبدالله بن حرام أحد الأنصار السبعون الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيعة العقبة الثانية، ولما اختار النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله منهم نقباء، كان عبدالله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء، حيث جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبًا على قومه من بني سلمة.
وقد كان عبدالله بن حرام يعشق الجهاد ويتمنى الموت في سبيل الله، فشهد غزوة بدر الكبري وأظهر فيها بسالة وشجاعة، وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو، ففرح فرحًا كبيرًا لعلمه بلقاء ربه، ودعا إليه ولده جابر بن عبدالله الصحابي الجليل، وقال له: “اني لا أراني إلا مقتولًا في هذه الغزوة.. بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين، وإني والله، لا أدع أحدًا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن عليّ دينًا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرًا”.
وبعد انتهاء المعركة ذهب جابر بن عبدالله يبحث عن أبيه، حتى وجده بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا بغيره من الأبطال، ووقف جابر وبعض أهله يبكون الشهيد، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يبكونه، فقال: “ابكوه أو لا تبكوه.. فإن الملائكة لتظلله بأجنحتها”.

التسميات: ,

من هو الصحابي الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن؟

 

كان يلقب بـ “حِبَّ رسول الله” .. وكان يكن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم حبًا شديدًا، حتى أنه تبناه قبل أن يحَرَّم التبني، وصار الناس ينادون بابن محمد.

كانت قبيلته قد تعرضت لإغارة فتم استرقاقه وبيعه لحكيم بن حزام الذي اشتراه وأهداه لأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، والتي وهبته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ابن ثمان سنين، حينها صار النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله في حل حلق قريش، ويقول: “هذا ابني وارثًا وموروثًا”.

إنه الصحابي الجيل زيد بن حارثة .. الذي اختار البقاء مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن يعود لوالديه، وذلك عندما رآه أحد أقاربه في مكة وحمله السلام لوالديه وقال له أخبرهم أني عند أكرم والد. حينها انطلق والده وقومه إلى مكة لفدائه، وسألا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبروه أنه في الحرم عند الكعبة، فانطلقوا إليه، وقال: يا بن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه.

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ومن هو؟” قالو: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” فهلا غير ذلك “!

قالو: وما هو قال: ” ادعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا “. قال: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال: ” هل تعرف هؤلاء ” قال: نعم. قال: من هذا قال: هذا أبي. وهذا عمي. قال: ” فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما “. قال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم. فقال: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك!

قال: نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئ. ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبد. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: “يا من حضر. اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه”. فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرف.

وكان زيد بن حارثة ثاني المسلمين بعد أن حمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الرسالة، وكان النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يثق فيه، تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: “ما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه”.

ولما بعث الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإسلام أبطل التبني، ونزل قوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ)، فاصبح يناديه زيد بن حارثة امتثالًا لأمر الله.

ومن حب النبي لزيد ابن حارثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد زوجه من ابنة عمته “زينب”، وقبلت زينب الزواج حياءً من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن لم تدم العشرة بينهم وسرعان ما دبت الخلافات فانفصلا، وزوج النبي حارثة بزوجة جديدة هي “أم كلثوم بنت عقبة”، وتزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم “زينب” بعد انقضاء عدتها.

وحينها انتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة: كيف يتزوج النبي مطلقة ابنه زيد؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى قرآنًا يتلى إلى يوم الدين: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ..

بل ذكر الله سبحانه وتعالى اسم زيد صراحة في القرآن الكريم، وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن، يقول تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرً‌ا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَ‌جٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرً‌ا وَكَانَ أَمْرُ‌ اللَّـهِ مَفْعُولًا}.. [الأحزاب: 37].

شهد زيد بن حارثة العديد من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فشهد غزوة بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر، حتى استشهد زيد بن حارثة في موقعة مؤتة، سنة ثمانية للهجرة، وكان عمره خمس وخمسين سنة.

ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر استشهاد زيد بن حارثة، مع جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال: “اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد”.

التسميات:

كيف أطعم النبي أكثر من 100 شخص بطعام يكفي رجل واحد؟!

 

أيد الله سبحانه وتعالى نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بالعديد من المعجزات، التي تنوعت واختلفت بتنوع المواقف والأشخاص، ومن بين تلك المعجزات التي هي كذلك من بركات الحبيب صلوات الله وسلامه عليه معجزة تكثير الطعام وزيادته حتى يكفي جميع الصحابة في حين أنها في الظاهر قد لا تكفر إلا شخص واحد.

إن معجزة تكثير الطعام والشراب قد تكررت فبلغت عشرات المرات، وفي ظروف مختلفة، ومناسبات عديدة ، فيروي لنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه احدى تلك الوقائع فيقول: قال أبو طلحة لأم سُليم: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء ؟ قالت: نعم، فأخرجت أقراصاً من شعير، ثم أخرجت خِماراً لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس.

فسأل النبي عن الأمر، ولما علم أن هناك طعام دعا الصحابة رضوان الله عليهم ليشاركوه الطعام، الذي لا يكفي أصلا إلا شخصًا واحدًا، فذهبوا إلى أبو طلحة في داره، وحينها فوجئ أبو طلحة وشعر بالحرج لأن الطعام الذي عنده لا يكفي إلا رسول الله وقد جاء الصحابة معه، فقال أبو طلحة لزوجته: يا أم سُليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم.

فأنطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له النبي: هاتي يا أم سُليم ما عندك من طعام؟ فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففت، وعصرت أم سُليم عكة فآدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما شاء أن يقول، ثم قال لأبو طلحة أخل عشرة من الأصحاب ليأكلوا، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال النبي: أدخل عشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، وهكذا حتى أكل الأصحاب كلهم، وكان عددهم بلغ سبعون أو ثمانون رجلاً.

وفي غزوة الخندق، النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألف نفر من شاة صغيرة وصاع من شعير، فقد جاء في الحديث المتفق عليه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رأى جوعاً شديداً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى بيته، وأخرج جراباً فيه صاع من شعير، وذبح شاة، وجهز هو وزوجته طعاماً، ثم دعا رسولَ الله – صلى الله عليه وآله وسلم – إليه، فلما رأى جابرٌ النبي – صلى الله عليه وسلم – وبصحبته أهل الخندق فزع من ذلك المشهد ، وذهبت به الظنون كل مذهب ، وقال في نفسه : كيف يمكن لهذا الطعام أن يكفي كل هذا الحشد ، فعلم النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يدور في نفس جابر رضي الله عنه فأخبره بألا ينزل القدر، وألا يخبز الخبز، حتى يأتيه ويبارك فيه، ثم أكلوا جميعاً وشبعوا، والطعام كما هو.

ويحكر لنا عبد الرحمن بن أبي بكرٍ الصديق-رَضيَ اللهُ عَنْهُما- احدى معجزات النبي في تكثير الطعام فيقولك كنا مع النَّبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وآله وسلم- ثلاثين ومائة شخص، فقال النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وآله وسلم-: “هل مع أحد منكم طعام؟” فإذا مع رجل صاع من طعام فعجنه، ثم جاء رجل بغنم يسوقهاـ فاشترى منه شاة وشويت، وأمر النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وآله وسلم- بسواد البطن أن يشوى.

ويقسم عبدالرحمن بن أبي بكر فيقول: “وأيم الله ما في الثلاثين والمائة إلا وقد قطع النَّبيّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- له قطعة من سواد بطنها، إنْ كان موجودًا أعطاه إيَّاها، وإن كان غائباً خبأ له، فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا، ففضلت القصعتان، فحملناه على البعير.

التسميات: , ,

الثلاثاء، 18 يناير 2022

لماذا منع النبي علي بن أبي طالب من الزواج على فاطمة رضي الله عنهما ؟

 

السؤال: لماذا منع النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه من أن يتزوج بنت أبي جهل مع أنها كانت مسلمة، وقد كان أبوها مات أيضاً في ذلك الوقت؟.. لماذا حرّم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع أنه أمر مباح أصلاً؟

الإجابة: الحمد لله. يجب على المسلم أن يسلِّم بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل، وأن يعلم أن الحكمة كل الحكمة فيما قاله أو فعله النبي صلى الله عليه وسلم، علم ذلك من علمه، وجهل ذلك من جهله.
وتعدد الزوجات من الأمور الثابتة في هذه الشريعة بالنصوص الواضحة الصريحة، والتي لا مطعن فيها بوجه من الوجوه، مهما أرجف المرجفون، وقال الأفاكون.

إلا أن هذا الزواج قد يعرض له من الملابسات والمفاسد التي تفوق المصالح المقصودة منه، فيمنع منه حينئذ، كعدم قدرة الرجل على العدل، وخشيته من الظلم، أو نحو ذلك من الأمور التي تجعل المفاسد المترتبة عليه أعظم من المصالح المقصودة منه.

ومن هذا المبدأ منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من الزواج على ابنته فاطمة رضي الله عنها، مع أن أصل التعدد مباح له ولغيره.

فعن الْمِسْوَر بْنَ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ.

فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي، وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا».

قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ. رواه البخاري (3110)، ومسلم (2449).

وقد ذكر العلماء جملة من الأسباب التي من أجلها منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من هذا الزواج، وهذه الأسباب ترجع في مجملها إلى أربعة أمور.

الأول: أن في هذا الزواج إيذاءً لفاطمة، وإيذاؤها إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم، وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم من كبائر الذنوب، وقد بَيَّن ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله: «وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا».
وفي لفظ: «فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا». رواه البخاري (5230)، ومسلم (2449).
قال ابن التين:
أصح ما تُحمل عليه هذه القصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّم على علي أن يجمع بين ابنته وبين ابنة أبي جهل؛ لأنه علل بأن ذلك يؤذيه، وأذيته حرام بالاتفاق.
فهي له حلال لو لم تكن عنده فاطمة، وأما الجمع بينهما الذي يستلزم تأذي النبي صلى الله عليه وسلم لتأذي فاطمة به، فلا “. نقله عنه في ” فتح الباري ” (9/328).
وقال النووي: ” فإن ذَلِكَ يؤَدِّي إِلَى أَذَى فَاطِمَة، فَيَتَأَذَّى حِينَئِذٍ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَهْلَك مَنْ آذَاهُ، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ لِكَمَالِ شَفَقَته عَلَى عَلِيّ، وَعَلَى فَاطِمَة “. انتهى من ” شرح صحيح مسلم ” (16/3).
قال ابن القيم: ” وفى ذكره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِهره الآخر، وثناءَه عليه بأنه حدَّثه فصدقه، ووعده فوفى له، تعريضٌ بعلي رضي الله عنه، وتهييجٌ له على الاقتداء به، وهذا يُشعر بأنه جرى منه وعد له بأنه لا يَريبها ولا يُؤذيها، فهيَّجه على الوفاء له، كما وفى له صهرُه الآخر”. انتهى من ” زاد المعاد ” (5/118).
وما سبق لا ينطبق على امرأة أخرى غير فاطمة رضي الله عنها.

الثاني: خشية الفتنة على فاطمة في دينها.
كما جاء في رواية البخاري (3110): «وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا».
وعند مسلم (2449): «إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا».
فإن الغيرة من الأمور التي جبلت عليها المرأة، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن تدفعها الغيرة لفعل ما لا يليق بحالها ومنزلتها، وهي سيدة نساء العالمين.
خاصة وأنها فقدت أمها، ثم أخواتها واحدة بعد واحدة، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تُفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة.
قال الحافظ ابن حجر: ” وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة، ولم يكن حينئذ تأخر من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غيرها، وكانت أصيبت بعد أمها بأخواتها، فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها “. انتهى من ” فتح الباري” (7/86).

الثالث: استنكار أن تجتمع بنتُ رسول الله وبنتُ عدوِّ الله في عصمة رجل واحد.
كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ، وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا».
قال النووي: ” وَقِيلَ: لَيْسَ الْمُرَاد بِهِ النَّهْي عَنْ جَمْعِهِمَا، بَلْ مَعْنَاهُ: أَعْلَمُ مِنْ فَضْل اللَّه أَنَّهُمَا لَا تَجْتَمِعَانِ، كَمَا قَالَ أَنَس بْن النَّضْر: (وَاَللَّه لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرَّبِيع).
وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَاد تَحْرِيم جَمْعهمَا… وَيَكُون مِنْ جُمْلَة مُحَرَّمَات النِّكَاح: الْجَمْع بَيْن بِنْت نَبِيّ اللَّه وَبِنْت عَدُوّ اللَّه “. انتهى “شرح صحيح مسلم ” (8/199).
قال ابن القيم: ” وَفِي مَنْعِ عَلِيّ مِنْ الْجَمْعِ بَيْنَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا وَبَيْنَ بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ حِكْمَةٌ بَدِيعَةٌ، وَهِيَ: أَنّ الْمَرْأَةَ مَعَ زَوْجِهَا فِي دَرَجَتِهِ تَبَعٌ لَهُ، فَإِنْ كَانَتْ فِي نَفْسِهَا ذَاتَ دَرَجَة عَالِيَةٍ وَزَوْجُهَا كَذَلِكَ كَانَتْ فِي دَرَجَةٍ عَالِيَةٍ بِنَفْسِهَا وَبِزَوْجِهَا. وَهَذَا شَأْنُ فَاطِمَةَ وَعَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا.
وَلَمْ يَكُنْ اللّهُ عَزّ وَجَلّ لِيَجْعَلَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ مَعَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ، لَا بِنَفْسِهَا، وَلَا تَبَعًا، وَبَيْنَهُمَا مِنْ الْفَرْقِ مَا بَيْنَهُمَا، فَلَمْ يَكُنْ نِكَاحُهَا عَلَى سَيّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مُسْتَحْسَنًا، لَا شَرْعًا، وَلَا قَدَرًا.
وقد أَشَارَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى هَذَا بِقَوْلِهِ: «وَاَللّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللّهِ وَبِنْتُ عَدُوّ اللّهِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ أَبَدًا»، فَهَذَا إمّا أَنْ يَتَنَاوَلَ دَرَجَةَ الْآخَرِ بِلَفْظِهِ أَوْ إشَارَتِهِ “. انتهى من “زاد المعاد ” (5/119).

الرابع: تعظيماً لحق فاطمة وبياناً لمكانتها ومنزلتها.
قال ابن حبان: ” هذا الفعل لو فعله علي كان ذلك جائزاً، وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم تعظيماً لفاطمة، لا تحريما لهذا الفعل”. انتهى من “صحيح ابن حبان” (15/407).
قال الحافظ ابن حجر: “السياق يشعر بأن ذلك مباحٌ لعلي، لكنه منعه النبي صلى الله عليه وسلم رعاية لخاطر فاطمة، وقَبِلَ هو ذلك امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي يظهر لي أنه لا يبعد أن يُعدَّ في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتزوج على بناته، ويحتمل أن يكون ذلك خاصاً بفاطمة رضي الله عنها” انتهى من “فتح الباري” (9/329).

والحاصل: أن هذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة هي التي من أجلها منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من هذا الزواج.
وليس في القصة أدنى مستمسك لمن يحاول التشبث بها، للحد من تعدد الزوجات، وقد دفع النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللبس والوهم بقوله في نفس القصة: «وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا».
رواه البخاري (3110)، ومسلم (2449). والله أعلم.

– الإسلام سؤال وجواب

التسميات: , ,

السبت، 15 يناير 2022

ستة يشبهون النبي خِلقة فمن هم؟

 

نستعرض بشكل موجز بعض ممن شبهوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلقة، وهم عديدون، ومنهم من أقر بقربهم الخِلقي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في روايات صحيحة.. ولعل أبرزهم إبراهيم الخليل عليه السلام…

إبراهيم عليه السلام
“أشْبَهُ النَّاسِ به صاحِبُكُمْ”..هذا الشبه الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ألتقى في مسراه بسيدنا إبراهيم عليه السلام، ووهو يروي كيف رفع الله إليه بيت المقدس لينظر إليه حين سألته قريش، قال كيف ألتقى بجماعة من الأنبياء عليهم السلام، ومنهم سيدنا إبراهيم عليه السلام كان قائمًا يصلي، ووصف النبي شكله لأصحابه قائلًا بأنه أقرب الناس شبهًا إليه.
جعفر بن أبي طالب
“أشبهت خُلُقي وخَلْقي”..هكذا أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر، وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب، وأخو علي بن أبي طالب لأبويه، ولقب بجعفر الطيار، ففي صحيح البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: أشبهت خَلقي وخُلقي.، وجعفر هو من أوائل من أسلموا وهاجر الهجرتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل يوم غزوة مؤتة شهيدًا.
الحسن بن علي
هو ريحانة رسول الله، وابن ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأقرب الناس شبهًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي مسند أحمد عن عقبة بن الحارث قال: خرجت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه من صلاة العصر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال وعلي عليه السلام يمشي إلى جنبه فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول:
وَا بأبي شبه النبي * ليس شبيها بعلي. قال: وعلي يضحك.
أبو سفيان بن الحارث
هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيه من الرضاعة، فعن عبد الله بن الحارث بن نوفل، أن أبا سفيان بن الحارث كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم.
السائب بن عبيد..جد الإمام الشافعي
هو السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب، وهو جد الإمام الشافعي رحمه الله، وذكره ابن حجر في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، فقال أنه كان ممن يشبهوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الزبير في كتاب النسب ولد عبيد بن عبد يزيد السائب وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأسر يوم بدر، وكذلك ذكر الكلبي أنه كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم.
قثم بن العباس بن عبد المطلب
وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أسلم وهو صغير، وهو أخو الحسين بن علي رضي الله عنهما من الرضاعة، يقول عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: “وكان يشبه بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وهو قليل الرواية . وعن ابن عباس قال : كان آخر من خرج من لحد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قثم”، وكان يرى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه هذا الشبه، فيروى عنه أنه أنشد قائلًا يومًا:
حِبِّي قُثَم، حِبِّي قُثَمْ
شَبيه ذي الأنف الأَشمّْ
نبيِّ ربِّ ذي النِّعَمْ
برغْم أَنفِ مَن رَغِمْ
اذا اتممت القراءة صل على الحبيب ﷺ وشارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

التسميات: ,

من هم سفراء النبي صلى الله عليه وسلم الـ11؟

أمر الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الدين للناس كافة، قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ}.. [سبأ : 28]، فصدع النبي صلى الله عليه وسلم بما أُمِرَ به، ودعا قومه ومَنْ حوله أولاً، وتعرض هو وأصحابه لمحن كثيرة، وحوربوا بأساليب شتى، وعندما استقر له الأمر، وأصبحت له دولة بالمدينة المنورة، قام بإرسال رسائل مع بعض رسله وسفرائه لدعوة الملوك والأمراء في جميع أقطار الأرض إلى الإسلام.

وتعتبر رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء نقطة تحول هامة في سياسة دولة الإسلام الجديدة في المدينة المنورة؛ إذ بها نقل النبي صلى الله عليه وسلم دعوته إلى ملوك الأرض وشعوبها، وعرَّفهم بالدين الجديد، الذي يكفل لأتباعه سعادة الدارين، وفي ذلك دلالة على عالمية الإسلام، تلك العالمية التي أكد عليها القرآن الكريم في قول الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.. [الأنبياء : 107].

وقد ذكر علماء السِيَّر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعض أصحابه رضوان الله عليهم برسائل إلى الملوك والأمراء يدعوهم فيها إلى الإسلام، وهذه بعض أهم أسماء سفراء ورسل النبي صلى الله عليه وسلم للملوك والأمراء، وما حمِّلُوه من رسائل:

بعث النبي صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه إلى قيصر ملك الروم، وذلك في مدة هدنة الحديبية، روي عن ابن عباس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه دحية الكلبي) رواه البخاري.

وقد سأل هرقل عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم، فثبت عنده صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة نبوته، فهمَّ بالإسلام، فلم توافقه الروم، وخافهم على ملكه فأمسك، وقد قال هرقل: (فلو أني أعلم أني أخلص إليه، لتجشمت لقاءه (تكلفت وتعبت للوصول إليه)، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه) رواه البخاري، وفي رواية مسلم: “لأحببت لقاءه”.

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه بكتاب إلى كسرى ملك الإمبراطورية الفارسية، فمزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم.

كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ملك الحبشة أرسله مع عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه.

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس حاكم مصربكتابه مع حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، فقال المقوقس خيراً، ولم يسلم، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مارية القبطية.

بعثه النبي صلى الله عليه وسلم برسالة إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق، قال شجاع رضي الله عنه: فانتهيت إليه، وهو بغوطة دمشق، فقرأ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رمى به.

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سليط بن عمرو العامري رضي الله عنه بكتاب إلى هوذة بن علي الحنفي عند مقدمه من الحديبية, فأكرمه.

كما أرسل صلى الله عليه وسلم أبا العلاء الحضرمي رضي الله عنه بكتابه إلى المنذر بن ساوي العبدي أمير البحرين بعد انصرافه من الحديبية، فاستجاب لكتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأسلم معه جميع العرب بالبحرين.

بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه بكتابه إلى جيفر وعبد ابني الجلندي الأزديين بعمان فأسلما.

بعث النبي صلى الله عليه وسلم سليط بن عمرو إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن علي الحنفيين ملكي اليمامة، كما بعث شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك في الشام.

أرسلهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن داعيين إلى الإسلام، فأسلم عامة أهل اليمن وملوكهم طوعاً من غير قتال.

قال الطبري في تاريخه: “وقد اختلف تلقي الملوك لهذه الرسائل، فأما هرقل والنجاشي والمقوقس، فتأدبوا وتلطفوا في جوابهم، وأكرم النجاشي والمقوقس رُسُلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأرسل المقوقس هدايا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأما كسرى لما قرئ عليه الكتاب مزقه”. قال ابن المسيب: (فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق) رواه البخاري.

انطلق سفراء النبي صلى الله عليه وسلم يحملون بشائر الهدى وأنوار الهداية، من خلال رسائل وخطابات مختومة بختم النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل في طياتها دعوته صلى الله عليه وسلم وحرصه على إسلام هؤلاء الملوك، وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لسفرائه قائماً على مواصفات يتحلون بها، من علم وفصاحة، وصبر وشجاعة، وحكمة وحسن تصرف وحسن مظهر.

يقول ابن حجر في كتابه “الإصابة” عن دحية الكلبي رضي الله عنه سفير النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم: “كان يُضرب به المثل في حسن الصورة”، وكان مع حسن مظهره فارساً ماهراً، وعليماً بالروم. وعبد الله بن حذافة رضي الله عنه الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، كان له دراية بالفرس ولغتهم، وكان مضرب الأمثال في الشجاعة ورباطة الجأش. أما حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك مصر، فقد قال في وصفه ابن حجر:”كان أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية”، وكان له علم بالنصرانية، ومقدرة على المحاورة.

لقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً جديداً من أساليب الدعوة إلى الله عز وجل، وهو مراسلة الملوك والأمراء ورؤساء القبائل لإبلاغهم دعوة الإسلام ودين الله، وفي ذلك حكمة نبوية ظاهرة، كما فيه كذلك فضيلة للصحابة رضوان الله عليهم، الذين حملوا تلك الكتب والرسائل قاطعين الصحراء والجبال؛ ليشاركوا في تبليغ دعوة الإسلام إلى الدنيا كلها، غير مبالين من أن يُقتلوا، وكان لهذا الأسلوب الجديد الأثر البارز في دخول بعض الملوك والأمراء في الإسلام، كما كشفت هذه الرسائل مواقف البغض من بعض هؤلاء الملوك والأمراء تجاه الإسلام، ومن ثم استطاعت الدولة الإسلامية من خلال ردود الفعل المختلفة تجاه الرسائل النبوية للملوك والأمراء أن تنتهج نهجاً سياسيًّا وعسكريًّا متناسباً معهم.

التسميات: ,

الأربعاء، 12 يناير 2022

ماذا رأى بلال فى منامه بعد أن ترك المدينة

 

كان عبدًا مملوكًا فحرره الله بالإسلام .. أسود اللون ولكن نور الإسلام أضاء قلبه ووجهه .. نحيفًا مفرط الطول كث الشعر، إلا أن له بهاء ومهابة كانت تزاد كلما نطق وهو يعذب : “أَحَدٌ .. أَحَدٌ”..

إنه بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أوائل المسلمين ممن صبروا على أذى المشركين وبغيهم. وُلِد بمكة بعد حادث الفيل بثلاث سنين أو أقل، وقبل البعثة النبوية بثلاثين سنة، وأصله من الحبشة، ويقال أن أمه وتسمى “حمامة” هي ابنة أخت أبرهة الحبشي وأسرتها قريش عندما غزا أبرهة مكة ودمره الله بطير أبابيل، وكانت فاتنة ومتكبرة فزوجها سيدها لعبده رباح تأديبا لها فانجنبت بلالًا.

بدأت أنباء الرسالة المحمدية تترامى إلى مسامعه، عبر سادته وضيوفهم، ويوم إسلامه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيدنا أبو بكر الصديق معتزلين في غار، فمر بهما بلال وهو يرعى غنم “عبد بن جدعان”، فأطلع الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله رأسه من الغار وقال: “يا راعي هل من لبن؟”، فقال بلال: “ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم”، فقال رسول الله: “إيت بها”، فجاء بها بلال، فدعا رسول الله بقعبه، فاعتقلها فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالا حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت، ثم قال: “يا غلام هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله” وعرفه بالإسلام، فأسلم، وقال: “اكتم إسلامك”، ففعل وانصرف بغنمه.

وفي يوم دخل بلال الكعبة ولم يكن هناك أحدًا من المشركين، فذهب إلى الأصنام وأخذ يبصق عليها ويقول: “خاب وخسر من عبدكن”، فرآه أحد من قريش فهرب حتى دخل دار سيده فذهبوا ورائه وطلبوه من سيده، وأخذوه مكبلًا.

وبدأت رحلة تعذيب بلال، فكانوا يخرجون به في الظهيرة إلى الصحراء، فيطرحونه على حصاها المشتعل وهو عريان، ثم يأتون بحجر ساخن يحمله أكثر من رجل فيضعونه فوق صدره، ويصيحون به: اذكر اللات والعزى، فيرد عليهم: “أَحَدٌ أَحَدٌ”.

وفي يوم مر الصديق أبو بكر رضي الله عنه ورق لحاله فصاح بهم: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟”، ثم يصيح في أمية: خذ أكثر من ثمنه واتركه حراً. وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره، وأصبح بلال من الرجال الأحرار، وفي هذا قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “أبو بكر سيدنا أعتق بلالًا سيدنا”.

و بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين إلى المدينة، آخى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول للصلاة أذانها، واختار بلال رضي الله عنه ليكون أول مؤذن للإسلام.

وشهد بلال مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغزوات كلها بداية من غزوة بدر، وكان يزداد قرباً من قلب الحبيب صلوات الله وسلام عليه وعلى آله، وجاء فتح مكة، ودخل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الكعبة ومعه بلال، فأمره أن يؤذن، فصعد بلال على ظهر الكعبة ورفع الأذان لأول مرة في الكعبة المشرفة.

وكان آخر آذان لبلال يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،فلم يطق أن يبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: “أشهد أن محمدًا رسول الله” تخنقه عَبْرته، فيبكي، فاستأذن أبو بكر الصديق أن يسافر إلى الشام ليظل مجاهدًا في سبيل الله مع المجاهدين.

وبعد سنين رأى بلال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في منامه وهو يقول: “ما هذه الجفوة؟، أوحشتنا يا بلال”.. فانتبه حزيناً، وركب إلى المدينة المنورة، وأتى روض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه بوجهه ويقبله، فأقبل الإمامان الحسن والحسين ابنا الإمام علي بن أبي طالب فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: (نشتهي أن تؤذن في السحر!) .. فعلا سطح المسجد فلمّا قال: “الله أكبر .. الله أكبر”، ارتجّت المدينة فلمّا قال: “أشهد أن لا آله إلا الله”، زادت رجّتها فلمّا قال: “أشهد أن محمداً رسول الله”، خرج النساء من خدورهنّ وكأن النبي قد بعث من جديد، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.

وعاد بلال إلى الشام وظل مجاهدًا في سبيل الله إلى أن أدركه الموت، وحينها أخذت زوجته تقول: “وا حزناه”، فقال لها: لا .. لا تقولي واحزناه، بل قولي وا فرحاه، ثم قال: غدا نلقى الأحبة محمداً وصحبه رضى اللَّه عنهم، وتوفى بلال بن رباح رضي الله عنه في دمشق سنة عشرين هجريًا، بعد أن بلغ بضع وستون سنة.

التسميات: ,

الثلاثاء، 11 يناير 2022

الصحابي الذي صلى عليه سبعون ألف ملك

 

كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأحوال العجاب، فأصبحت سيرهم نبراسًا يستضاء به، وأفعالهم قدوة لنا

ومن هؤلاء الصحابي الجليل معاوية بن معاوية المُزني الذي صلى عليه بعد وفاته سبعون ألف ملك من الملائكة كما جاء في الحديث الشريف.
فمن هو معاوية المزني؟ ..
هو أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وظهر فضله بين الصحابة يوم وفاته بعد غزوة تبوك التي خرج فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان معاوية المزني سيذهب مع جيش المسلمين، ولكن أصابته حمى شديدة، ورغم محاولة علاجه إلاّ أنه اشتد المرض عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ابق يا معاوية ولا تخرج إلى هذه الغزوة.
فبقي معاوية المزني في المدينة، وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الغزوة وانتصر فيها، ثم في طريق العودة حدث أن اشتد المرض على معاوية في المدينة، ويموت رضي الله عنه وأرضاه.
وذكر قصته بعض علماء الحديث كالبيهقي في سننه وابن حجر العسقلاني بسنده إلى أنس بن مالك قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآلهو سلم في غزوة تبوك ، فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريل رسول الله، فقال: “يا جبريل، ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى؟ ” قال جبريل: ذلك أن معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ومم ذاك؟” قال: بكثرة قراءته قل هو الله أحد بالليل والنهار، وفي ممشاه وفي قيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟ قال : “نعم” ، قال: فصلى عليه ثم رجع.
وفي رواية أخرى قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد مات معاوية المزني. أفتحب أن تصلي عليه؟ قال: نعم. فضرب بجناحيه الأرض. فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت. ورفع إليه سريره حتى نظر إليه فصلى عليه. وخلفه صفان من الملائكة. في كل صف سبعون ألف ملك.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبريل بم نال هذه المنزلة من الله؟ قال: بحبه (قل هو الله أحد) وقراءته إياها جائيًا وذاهبًا وقائمًا وقاعدًا وعلى كل حال.
وفي رواية أخرى نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد مات معاوية المزني. أفتحب أن تصلي عليه؟ قال: نعم. فضرب بجناحيه الأرض.فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت. ورفع إليه سريره حتى نظر إليه فصلى عليه. وخلفه صفان من الملائكة. في كل صف سبعون ألف ملك.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبريل بم نال هذه المنزلة من الله؟ قال: بحبه (قل هو الله أحد) وقراءته إياها جائيًا وذاهبًا وقائمًا وقاعدًا وعلى كل حال.

التسميات: ,

من هو الصحابي الذي اشترى نفسه؟

 

لقد سجلت آيات القرآن الكريم مواقف بطولية لبعض الصحابة الكرام، الذين أصبحوا بأخلاقهم وأفعالهم قدوة للمسلمين، وخلد ذكرهم قرآنًا يتلى إلى يوم الدين، ويتعلم منه الناس حسن الخلق والتضحية.

ومن هؤلاء الصحابة صهيب الرومي .. الذي اشترى نفسه ليرضي الله عز وجل، عندما جاء الأمر للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة، خرج صهيب الرومي من مكة إلى المدينة، وفي الطريق أدركة كفار قريش بسهامهم وسيوفهم، فما كان من صهيب رضي الله عنه إلا أن صاح فيهم قائلًا:
“يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلًا، وأيم الله لا تصلون اليَّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا إن شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني”.
فقبل المشركين المال وتركوه قائلين: “أتيتنا صعلوكًا فقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغـت، والآن تنطلق بنفسـك وبمالـك؟ فدلهم على مالـه وانطلق الى المدينـة المنورة، وقبل أن يصل صهيب إلى المدينة، جاء أمين الوحي جبريل عليه السلام وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما فعل صهيب مع قريش وتخليه عن ثروته لله، فنزلت فيه الآية الكريمة: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}.
ولما دخل صهيب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم هشَّ له وبشَّ وقال: “رَبحَ البيعُ يا أبا يحيى… رَبحَ البيعُ”، وكررها ثلاثاً، فعلت الفرحة وجه صهيب وقال: والله ماسبقني إليك أحدٌ يا رسول الله، وما أخبرك به إلا جبريل، وتلقاه الصحابة وهنأوه بما أنزل فيه وهم يقولون: “ربح البيع يا صهيب”، فقال لهم: وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم.
وكان صهيب قد أصابه الرمد خلال طريقه من مكة إلى المدينة، وكان يتضور جوعًا، فلما وصل قباء وجد بها النبي محمد مع أبي بكر وعمر فأقبل يأكل التمر فقال النبي صلى الله عليه آله وسلم ممازحًا له: “تأكل الرطب وأنت رمد”، فقال صهيب: إنما آكله بشق عيني الصحيحة. فتبسم النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.

التسميات: ,

من هو الصحابي الذي قال الله عنه فسنيسره لليسرى؟

 

لقد كرم القرآن الكريم في آياته أفعالًا حميدة قام بها بعض الصحابة الكرام، لتكون شهادة تقدير لهم ويصبحوا قدوة لإخوانهم من المؤمنين.

ومن هؤلاء الصحابة الكرام سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، رفيق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رحلة الهجرة، وأبو أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وأول الخلفاء الراشدين المهديين.
يقول تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}.. [الليل : 5-7).
وقد روى الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله أن هذه الآية نزلت في سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ونقل قول عامر بن عبد الله بن الزبير عن قصة هذه الآية الكريمة: وهي أن سيدنا أبو بكر كان يعتق على الإسلام بمكة فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن.
فقال له أبوه: أي بني أراك تعتق أناساً ضعفاء، فلو أنك تعتق رجالاً جلداً يقومون معك، ويمنعونك ويدفعون عنك، فقال سيدنا أبو بكر: أي أبت إنما أريد ما عند الله.
وفي الآية: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.
قال الإمام ابن كثير: “وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه دخل فيها وأولى الأمة بعمومها فإن لفظها لفظ العموم، وهو قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}”. ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة، فإنه كان صديقاً تقياً كريماً جواداً بذالا لأمواله في طاعة موالاه ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
ويتابع ابن كثير في حديثه عن هذه الآيه معددًا شمائل سيدنا أبو بكر الصديق فيقول: “فكم من دراهم ودنانير بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم، ولم يكن لأحد من الناس عنده منة يحتاج إلى أن يكافئه بها، ولكن كان فضله وإحسانه على السادات والرؤساء من سائر القبائل، ولهذا قال له عروة بن مسعود: وهو سيد ثقيف يوم صلح الحديبية أما والله لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك وكان الصديق قد أغلظ له في المقالة، فإذا كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل فكيف بمن عداهم ولهذا قال تعالى: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}”

التسميات: , ,