الأحد، 21 مارس 2021

الأدلة على سماع المتوفى كلام الأحياء ورفع القرآن من المصاحف

السؤال : أفتونا مأجورين مشكورين عن صحة ما يأتي حيث إنه منتشر في المنتديات. معلومة قد ترعبك: آخر حاسة تتوقف عندك هي حاسة السمع، يعني تستطيع أن تسمع أهلك يبكون عليك، والناس يعزون فيك ولا تقدر على فعل شيء !! #معلومة قد ترعب. إذا أشرقت الشمس من مغربها يهرع الناس لفتح المصاحف، فلا يجدون غير البياض، داوموا على القراءة حيث.

الإجابــة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث عن الموتى وأحوالهم من سماعهم، وكلامهم، وتألمهم، ونحوها، هو من الأمور الغيبية التي يتوقف في معرفتها على نصوص الوحي من الكتاب أو السنة، وقد وردت أدلة في أن الميت يسمع كلام الأحياء في بعض الأحوال، من مثل قوله صلى الله عليه وسلم: وإنه ليسمع قرع نعالهم. رواه البخاري ومسلم. ولهما من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قتلى بدر من المشركين: مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيّ شَيْئًا.
قال شيخ الإسلام: الْمَيِّتَ يَسْمَعُ فِي الْجُمْلَةِ كَلَامَ الْحَيِّ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ السَّمْعُ لَهُ دَائِمًا، بَلْ قَدْ يَسْمَعُ فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ، كَمَا قَدْ يُعْرَضُ لِلْحَيِّ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَسْمَعُ أَحْيَانًا خِطَابَ مَنْ يُخَاطِبُهُ، وَقَدْ لَا يَسْمَعُ لِعَارِضٍ يَعْرِضُ لَهُ، وَهَذَا السَّمْعُ سَمْعُ إدْرَاكٍ، لَيْسَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ جَزَاءٌ. انتهى.
فمع ثبوت سماع الميت في حال دون حال، لا يصح إطلاق القول بأن السماع يتوقف عند الميت.
وكذلك لا يمكن إثبات أو نفي أن الميت يسمع تعزية الناس فيه، لعدم ورود الدليل الخاص في ذلك.

وأما رفع القرآن من المصاحف، فقد جاءت أحاديث وآثار تشهد بصحة ذلك، وقد ذكر كثيرا منها الشيخ حمود التويجري في كتابه: “إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة” غير أن هذه الأحاديث لم تقيد رفع القرآن بطلوع الشمس من مغربها.

وهذه بعض النقول التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع. قالوا: وكيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا، وأثبتناه في مصاحفنا؟! قال: يسرى عليه في ليلة، فيذهب ما في قلوبكم وما في مصاحفكم، ثم قرأ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} “. رواه الحاكم في “مستدركه”، وقال “صحيح الإسناد ولم يخرجاه”، ووافقه الذهبي في “تلخيصه”. وقد رواه الطبراني، ولفظه: قال: لينزعن القرآن من بين أظهركم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟! قال: يسرى على القرآن ليلا، فيذهب من أجواف الرجال، فلا يبقى في الأرض منه شيء”. وفي رواية قال: “يسرى على القرآن ليلا، فلا يبقى في قلب عبد ولا في مصحفه منه شيء، ويصبح الناس فقراء كالبهائم، ثم قرأ عبد الله: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} “. قال الهيثمي: “رجاله رجال الصحيح؛ غير شداد بن معقل، وهو ثقة”. وعنه رضي الله عنه: أنه قال: “ليسرين على القرآن في ليلة، فلا تترك آية في مصحف أحد؛ إلا رفعت”. ذكره صاحب “كنز العمال”، وقال: “رواه ابن أبي داود “.

ثم قال رحمه الله: وهذه الآثار لها حكم المرفوعة؛ لأن مثلها لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن توقيف. انتهى.

والله أعلم.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية