الاثنين، 31 مايو 2021

مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم

 

 

السؤال
ما هي الآيات في القرآن التي ينبغي أن نسجد عندها ؟

الجواب

الحمد لله.

مواضع السجود في القرآن خمسة عشر موضعاً فعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم والدار قطني وحسنه المنذري والنووي وهي :
قوله تعالى : إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون .. سورة الأعراف آية 206
قوله تعالى : ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال .. سورة الرعد آية 15
قوله تعالى : ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون.. سورة النحل آية 49
قوله تعالى : قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ..سورة الإسراء آية 107
قوله تعالى : إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً .. سورة مريم آية 59
قوله تعالى : ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ..سورة الحج آية 18
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ..سورة الحج آية 77
قوله تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا .. سورة الفرقان آية 60
قوله تعالى : ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون .. سورة النمل آية 25
قوله تعالى : إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون .. سورة السجدة آية 15
قوله تعالى : وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب .. سورة ص آية 24
قوله تعالى : ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون .. سورة فصلت آية 37
قوله تعالى : فاسجدوا لله واعبدوا .. سورة النجم آية 62
قوله تعالى : وإذا قرء عليهم القرآن لا يسجدون .. سورة الانشقاق آية 21
قوله تعالى : كلا لا تطعه واسجد واقترب .. سورة العلق آية 19

التسميات:

ما هي أحب سورة إلى الله تعالى

 

القُرْآنُ الكريمُ هو كَلامُ اللهِ تعالى الَّذي أوحاهُ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وتَتفاضَلُ سُوَرُه وآياتُه بحَسَبِ حِكمةِ اللهِ تعالى.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : يا عقبةَ بنَ عامرٍ ! إنَّكَ لن تقرأَ سورةً أحبَّ إلى اللهِ ، ولا أبلغَ عِندَهُ من أن تقرأَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، فإنِ استطعْتَ أن لا تفوتَكَ في صلاةٍ فافعلْ

 

الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد
الصفحة أو الرقم: 1487 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

 

شرح الحديث :
وفي هذا الحَديثِ يَحكي عُقْبةُ بنُ عامرٍ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّه كان يومًا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وطلَبَ منه أنْ يُعلِّمَه القُرآنَ، وأنْ يُعلِّمَه سُورةَ هُودٍ، وسُورةَ يُوسُفَ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا عَلِمَ حُبَّه وحِرْصَه على تعلُّمِ القرآنِ: “يا عُقبةَ بنَ عامرٍ، إنَّك لنْ تَقرَأَ سُورةً أحبَّ إلى اللهِ ولا أبلَغَ عندَهُ”، أي: إنَّكَ لنْ تَتلُوَ شيئًا مِن القُرْآنِ في بابِ التَّعوُّذِ باللهِ مِن الشُّرورِ أتَمَّ وأكمَلَ، “مِن أنْ تَقرَأَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}”، أي: مِن قِراءةِ سُورةِ الفلَقِ، والفَلَقُ: هو ضَوءُ الصُّبحِ، فإنَّ في هذه السُّورةِ بَيانَ أنَّ الالْتِجاءَ والاحتِماءَ لا يكونُ إلَّا باللهِ سُبحانَه وتعالى وحْدَه دونَ غَيرِه، ثمَّ قال له النَّبيُّ: “فإنِ استطعْتَ ألَّا تَفوتَك في صَلاةٍ فافعَلْ”، أي: إنِ استطعْتَ أنْ تَقرَأَها في صَلاتِك فاقْرَأْها.

وفي الحديثِ: بَيانُ مَنزلةِ سُورةِ الفلَقِ.
وفيه: تفاضُلُ سُوَرِ القُرْآنِ؛ لِما تَحتويهِ بعضُ السُّوَرِ مِن مَعانٍ ومَدلولاتٍ لا تَشمَلُها بعضُ السُّوَرِ الأُخرى.

 

وهذا الحديث بوب عليه “النسائي” فقال : ” ذِكْرُ فَضْلِ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ “، انتهى .

وبوب عليه “ابن حبان” فقال : ” ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قِرَاءَةَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ أَحَبِّ مَا يَقْرَأُ الْعَبْدُ فِي صَلَاتِهِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا “، انتهى .

والظاهر أنه أراد أحب السور إلى الله في “التعوذ” خاصة ، لا في عموم القرآن .

والدليل على هذا ، ما ثبت عن عقبة بن عامر الجهنيّ ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزل عليّ آيات لم ير مثلهنّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ إلى آخر السّورة ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ إلى آخر السّورة .

وعنه ، قال : اتّبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب ، فوضعت يدي على قدمه ، فقلت : أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف ، فقال : لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ .

أما أعظم سورة في القرآن ، هي سورة الفاتحة ، ولعل هذا مما يرجح كونها أحب السور إلى الله تعالى ، عن أبي سعيد بن المعلى قال : ” مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت ، فقال : ما منعك أن تأتي؟ فقلت : كنت أصلي ، فقال: ألم يقل الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ؟ ، ثم قال : ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته ، فقال : الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ، رواه “البخاري” (4703).

وقد تضمنت سورة الفاتحة جميع علوم القرآن ومقاصده ، وذلك لأنها تشتمل على الثناء على الله – عز وجل – بأوصاف كماله وجلاله ، وتنزيهه عن جميع النقائص ، وإثبات تفرده بالإلهية ، وإثبات البعث والجزاء ، وذلك من قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) إلى قوله : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)) .

وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها ، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته تعالى ، في قوله تعالى : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) ، وتشتمل على طريق السعادة الذي يدل عليه قوله تعالى : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) إذ معناه ، أنه لا تتم السعادة إلا بالسير على ذلك الصراط القويم ، فمن خالفه وانحرف عنه ، كان في شقاء مقيم .

وتشتمل كذلك على الوعد والوعيد من قوله : صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) مع أن ذكر المغضوب عيهم ولا الضالين يشير أيضًا إلى نوع قصص القرآن .

التسميات:

كلمة تغمس صاحبها في النار وللأسف كتير مننا بيقولها

 

هوا ايه الفرق ما بين والله لا تاكل دى والله لا تشرب دى ؟ وما بين والله ما حصل وهو حصل ؟ وما بين والله العظيم ما دخلكوا بيت تانى ودخلت البيت ؟ خدوا بالكوا الفرق ما بين الثلاث حالات كبير وفيه حالة منهم تودى على النار عدل ؟
قال تعالى فى سورة المائدة :
لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)
ما أنواع اليمين، وأحكامها؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد ..
فاليمين ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1ـ اليمين اللغو: هو ما يجري على ألسنة الناس بلا قصد كقولهم: لا والله، بلى والله، والله لتأكلن أو لتشربن أو لتجلسن مع عدم قصد اليمين، ويدخل فيها أيضًا الحلف على شيء يعتقد أنه كما حلف، ثم يتبين له أن الأمر على خلافه. وهذا النوع من اليمين لا كفارة فيه ولا يؤاخذ عليه الإنسان فقد قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225].
2ـ اليمين المنعقدة: وهي أن يحلف على شيء ليفعله أو يتركه فإذا حنث فيها فعليه الكفارة، قال تعالى:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا} [المائدة: 89].
3ـ اليمين الغموس: هي أن يحلف بالله كذباً على أمر معين ، وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم والعياذ بالله، وهي من أكبر الكبائر، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ “. صحيح البخاري (8/ 137). ويجب على من حلف هذه اليمين أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً.
والله اعلى وأعلم

التسميات:

الأحد، 30 مايو 2021

حكم فرقعة الأصابع فى الصلاة أو خارج الصلاة

 

السؤال : ما تفسير الحديث الذي يتحدث عن طقطقة البراجم ” فرقعة الصوابع ” ، هل هو أمر محرم على الدوام أم في الصلاة فقط؟

الجواب :

الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أما بعد :
فرقعة الأصابع مكروهة في الصلاة ، لا على الدوام ، وإنما كُرِهت في الصلاة ؛ لأنها إما تُلهي صاحبها عن الصلاة ، أو تشوّش على غيره من المصلين.
والحديث الوارد في ذلك ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما هو موقوف على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، من قوله :
فعن شعبة مولى ابن عباس قال : ” صليت إلى جنب ابن عباس ففقَّعت أصابعي , فلما قضيت الصلاة قال : لا أمَّ لك ! تفقع أصابعك وأنت في الصلاة ! ” رواه ابن أبي شيبة (2/344) ، وقال الألباني في “إرواء الغليل” (2/99) : سنده حسن .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : فرقعة الأصابع أثناء الصلاة سهواً هل تبطل الصلاة ؟
فأجاب: ” فرقعة الأصابع لا تُبطل الصلاة ، ولكن فرقعة الأصابع من العبث ، وإذا كان ذلك في صلاة الجماعة ، أوجب التشويش على من يسمع فرقعتها ، فيكون ذلك أشد ضرراً مما لو لم يكن حوله أحد “. انتهى من “فتاوى أركان الإسلام ” (ص: 341).
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء الفتوى رقم (21349): لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبيك الأصابع في المسجد ، فهل فرقعة الأصابع داخلة تحت النهي ؟ علما بأنه لم يرد فيها حديث بالنهي.
فأجابوا : ” نص جمع من أهل العلم على أن فرقعة الأصابع مكروهة في المسجد ، إلحاقا لها بالتشبيك ؛ لأنهما من العبث “.انتهى من”فتاوى اللجنة الدائمة – 2 ” (5/ 266) .

التسميات:

أولى الناس بالصدقة والمعونة

 

السؤال : السلام عليكم نذرت أن اذبح عجل وأكل الناس فهل اولي فقراء الدول الأفريقية المسلمين ال عندهم مجاعه علي فقراء مصر ؟

الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الصدقة على الأقربين إذا كانوا محتاجين أولى وأعظم أجرا منها على غيرهم، فقد روى البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن أبا طلحة أراد أن يتصدق بحديقة له هي أحب ماله إليه، فجعل أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى أن تجعلها في الأقربين.

وقال صلى الله عليه وسلم: الصدقة على المسكين صدقة، وهي على الرحم صدقة وصلة. رواه أحمد وأصحاب السنن وحسنه الترمذي.

ومع ذلك، فإذا تصدق الشخص على الفقراء ولو لم يكونوا من أقاربه فلا شك أن في ذلك خيرا كثيرا وأجرا عظيما، وخاصة إذا كان المتصدق عليهم أحوج، ولذلك فإذا لم يكن ببلدك حاجة إلى هذه الصدقة، أو كان أقاربك في غنى عن ذلك فإن الأولى أن تجعليها في فقراء إفريقيا الذين يفتك بهم الفقر والمرض، وتعبث بهم المنظمات التنصيرية، هذا والله اعلى واعلم

التسميات:

السبت، 29 مايو 2021

عشرة أسباب لمغفرة الذنوب

 

السؤال : ما هى أعظم شئ كى يغفر الله ذنوبى كلها وكأنى لم اذنب قط غير الحج أو حتى ربنا يغفر لى من ذنوبى ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب:

السبب الأول: التوبة، وهذا متفق عليه بين المسلمين.

قال تعالى: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ] (الزمر: 53-54)، وقال تعالى: [أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] (التوبة: 104). وقال سبحانه: [وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ] (الشورى: 25).
فإذا أذنب العبد ثم تاب واجتمعت في التوبة شروطها من الندم على فعل هذه المعصية، وعزمه على عدم الرجوع إليها وإقلاعه عنها فوراً صحت توبته، وإن تخلف شرط من ذلك لم تصح توبته، فإن عاد إلى الذنب مرة أخرى ثم تاب توبة صحيحة بشروطها صحت توبته وهكذا .
قال تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) [الشورى: 25].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عزوجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” رواه الترمذي وقال حديث حسن .

السبب الثاني: الاستغفار، كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم.

السبب الثالث: الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، كما قال تعالى: [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ] (هود: 114). وقال صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. وقال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وقال: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وقال: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.

السبب الرابع الدافع لعقاب الله: دعاء المؤمنين للمؤمن، مثل صلاتهم على جنازته، فعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شفعوا فيه. وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه. رواهما مسلم.

السبب الخامس: ما يعمل للميت من أعمال البر كالصدقة ونحوها، فإن هذا ينتفع به بنصوص الكتاب والسنة الصحيحة واتفاق الأئمة، وكذلك العتق والحج، بل قد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: من مات وعليه صيام صام عنه وليه. وثبت مثل ذلك في الصحيح من صوم النذر من وجوه أخرى.

السبب السادس: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة، كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة.

السبب السابع: المصائب، وهي كل ما يؤلم من هم أوحزن أو أذى في مال أو عرض أو جسد أو غير ذلك، لكن ليس هذا من فعل العبد، وهذه المصائب يكفر الله بها في الدنيا، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. ولما نزل قوله تعالى: [مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ] (النساء: 123). قال أبو بكر: يا رسول الله: قد جاءت قاصمة الظهر، وأينا لم يعمل سوءا؟! فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر: ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأوى؟ فذلك ما تجزون به.

السبب الثامن: ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة، فإن هذا مما تكفر به الخطايا.

السبب التاسع: أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.

السبب العاشر: رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد، فالله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء سبحانه.

وما تقدم من مكفرات الذنوب متعلق بالذنوب المطلقة، ولكن هناك كفارات أخرى مقدرة، وهي الهدي والعتق والصدقة وصيام، كما يكفر المجامع في رمضان والمظاهر والمرتكب لبعض محظورات ا لحج أو تارك بعض واجباته أو قاتل الصيد.

ولمزيد بيان راجع كتاب “معرفة الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة” للإمام الحافظ ابن حجر. والله اعلم

التسميات:

الجمعة، 28 مايو 2021

أولاد الابن المتوفى هل يرثون جدهم في وجود أعمامهم

السؤال:
تُوفي شخص قبل والده وترك أولاداً، هل لهؤلاء الأولاد الحق والميراث في تركة جدهم بعد وفاته كما لو كان والدهم موجوداً على قيد الحياة؟

الجواب :
الحمدلله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أما بعد :
سئل الشيخ ابن باز عن ذلك فقال ::
ليس لهم ورث في جدهم إذا كان يوجد لهم أعمام؛ لأن الأعمام مقدمون النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر. يعني لأقرب رجل ذكر. فالعصبة مقدمون الأقرب فالأقرب، ولا ريب أن ابن الإنسان مقدم على ابن ابنه، فأولاد الولد الذي مات في عهد أبيه في حياة أبيه ليس لهم حقٌ في الميراث لكن يشرع لأبيهم يعني أبا أبيهم جدهم يعني يشرع لهم أن يوصي لهم بما فيه منفعتهم بشرط أن يكون الثلث فأقل، فإذا أوصى لهم بشيء من ذلك ولاسيما إذا كانوا فقراء فهذا من أفضل القرب، ومن أفضل الطاعات أن يوصي لهم بما يعينهم وينفعهم بالثلث فأقل.
أما الإرث فليس لهم إرث إذا كان لهم أعمام ولو عماً واحداً يمنعهم ويحجبهم، أما إذا كان ما هناك أعمام فإنهم يرثونه أو كان هناك عمات فالعمات يؤخذن فرضهن الواحدة تأخذ النصف والاثنتان فأكثر يؤخذن الثلثين والباقي يكون لأولاد الابن ذكورهم وإناثهم لأولاد الابن إذا كانوا ذكوراً أو ذكوراً وإناثاً للذكر مثل حظ الأنثيين؛ لأنه هم العصبة حينئذٍ، أما بنات الابن إذا كن إناثاً وليس معهن ابن ذكر فلا يرثن مع البنتين فأكثر؛ لأن الثلثين ذهبا فلم يبقى لإناث الفرع حق، أما لو كان الموجودة بنت، بنت جدهم فإنها تعطى النصف، ويعطى بنات الابن إذا كن بنات ليس معهن ذكر يعطين السدس تكملة الثلثين والباقي للعصبة، أما إن كان معهن ذكر فإنهن يأخذن الباقي مع أخيهن أو ابن عمهن الذي من درجتهن للذكر مثل حظ الأنثيين بعد البنت أو بعد البنتين فأكثر.
المقدم: جزاكم الله خيراً.

التسميات:

الخميس، 27 مايو 2021

شرب الماء بهذه الطريقة يمنعك من معصية الله

 

منذ وقت قريب أخذ كثير من العلماء يتحدثون عن العلاج بالماء .. فهل هناك علاقة بين شرب الماء والعلاج من الذنوب والمعاصي أيضًا؟!..هذا ما سيجيبنا عنه إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمة الله عليه – والذي قال:
“أنك إذا ما أقلبت على شربة الماء فقسمه أثلاثًا، اشرب أول جرعة وقل: “بسم الله”، واشربها، ثم انتهِ من الجرعة وقل: “الحمد الله”، وابتدئ الجرعة الثانية، وقل: “بسم الله”، وانتهِ منها وقل: “الحمد لله”، ثم اختم بالثالثة وقل: “بسم الله”، واختمها بقولك: “الحمد لله”، فإذا أخذت شربة ماء بهذه الطريقة التي نقلت عن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” طالما كان في جوفك ذلك الماء، فلم تحدثك ذرة بمعصية الله”.
شاهد الفيديو:

التسميات:

الأربعاء، 26 مايو 2021

الصحابي الذي أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة

 

 

هو جعفر بن أبى طالب، أبو عبد الله، ابن عم رسـول الله، صلى الله عليه وسلم، أخو على بن أبى طالب رضى الله عنهما، وأكبر منه بعشر سنوات، قائد مسلم، ومن السابقين الأوائل إلى الإسلام، وهو أحد وزراء الرسولِ، صلى الله عليه وسلم، أسلم قبل دخول النبـى دار الأرقم ليدعو فيها, وأسلمـت معه فى اليوم نفسه زوجته أسماء بنت عميـس.

وكان جعفر شديد الشبه برسول الله , قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، لجعفر بن أبى طالب: (أشبهتَ خلقى وخُلُقي) وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يُسميه (أبا المساكين) ،فقد كان جعفر بن أبى طالب يحب المساكين ويُحسن إليهم ويخدمهم، يقول أبو هريرة ( كان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبى طالب) ولما هاجر الرسولُ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وآخى بين المهاجرين والأنصار’ آخى بين جعفر بن أبى طالب ومعاذ بن جبل، وكان جعفر يومئذ غائباً بأرض الحبشة, كانت لجعفر بن أبى طالب هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة، فلما أذن الرسـول، صلى الله عليه وسلم، للمسلمين بالهجرة إلى الحبشـة خرج جعفر وزوجتـه حيث لبثا بها سنين عدة، رزقـا خلالها بأولادهما الثلاثة.

ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، بعثوا عبدالله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص حيث قدما الى النجاشى وقالا له :(أيها الملك، انه قد جاء الى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا فى دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، فردهم الينا ,فأرسل النجاشى إلى المسلمين وسألهم :(ما هذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به فى دينى ولا فى دين أحد من الملل, فكان الذى اختاره المسلمين للكلام جعفر بن أبى طالب فقال :(أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا الى عبادة الأوثان، فخرجنا الى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا فى جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك «فقال النجاشى» هل معك مما جاء به الله من شيء فقال له جعفر نعم وقرأ عليه من صدر سورة مريم فقال النجاشي:(إن هذا والذى جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة) ثم أعطاهم الأمان الكامل فى بلده.

والهجرة الثانية, عندما عاد جعفر بن أبى طالب وأصحابه من الحبشة إلى المدينة – يوم فتح خيبر فلما قابل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، قبله الرسول -صلى الله عليه وسلم – بين عينيه و قال: (ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحاً: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر) ،

شهد جعفر بن أبى طالب غزوة مؤتة التى دارت رحاها فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة بين المسلمين والروم، وقد أمَّره الرسولُ، صلى الله عليه وسلم، على جيش المسلمين فى حال أصيب قائدهم الأول زيد بن حارثة، إذ قال: “إن أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فقاتل زيد بن حارثة براية الرسولِ حتى أستشهد، ثم أخذ جعفر الراية فقاتل بها، حتى إذا اشتد القتال نزل عن فرسه ، فعقرها وذلك مخافة أن يأخذها العدوُّ فيقاتلَ عليها المسلمين،، ثم قاتل الروم حتى أن جعفر، رضى الله عنه، أخذ الراية بيمينه فقطعت، فأخذها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى أستشهد، ولما أستشهد جعفر وُجد به بضع وسبعون جرحا ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، كلها فى بدنه .

وقد عوضه الله تعالى عن يديه اللتين أصيبتا يومئذ جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة، فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام، ثم قال: “يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم السلام، وقد أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أو أربع، فقال: لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت، فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت، فقالت: أسماء هينئاً لجعفر ما رزقه الله من الخير، ولكن أخاف أن لا يصدق الناس فاصعد المنبر أخبر به، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إن جعفر مع جبريل وميكائيل، له جناحان عوضه الله من يديه سلم علي، ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين، فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفر لقيهم، فلذلك سمي الطيار في الجنة”.

وهذا الحديث سكت عنه كل من الحاكم والذهبي كما نص على ذلك شعيب الأرناؤوط في تخريجه لأحاديث سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي.
وقد استشهد جعفر رضي الله عنه وعمره بضع وثلاثون سنة فقط

التسميات:

صلاة بالنهار تفتح لها أبواب السماء وتعدل قيام الليل

 

صفة الصلاة ووقتها
اربع ركعات متصلة بتسليمة واحدة يعنى لا تصلي ركعتين ركعتين بل اربع متصلة كما تصلى الظهر أو العصر
وقتها : بعد الزوال اى بعد اذان الظهر وقبل أداء صلاة الظهر وهى غير الأربع ركعات سنة الظهر
الحديث :
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبلَ الظهرِ وقال : إنها ساعةٌ تُفتح فيها أبوابُ السماءِ، وأُحبُّ أن يصعَد لي فيها عملٌ صالحٌ
الراوي : عبدالله بن السائب | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 478 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث :
رغَّب النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أمَّتَه في صلاةِ أربعِ رَكَعاتٍ قبلَ الظُّهرِ، وحثَّهم عليها، حيثُ بيَّن لهم عَظيمَ أجرِها وفضْلَها وثوابَها؛ ففي هذا الحديثِ: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يصلِّي أربعًا”، أي: أربعَ ركَعاتٍ، “بعدَ أن تَزولَ الشَّمسُ”، أي: بعدَ أن تَبدَأَ الشَّمسُ في المَيلِ مِن وسَطِ السَّماءِ إلى ناحيةِ الغربِ؛ وذلك “قبلَ الظُّهرِ”، أي: قبلَ أداءِ صلاةِ الظُّهرِ، وقيل: تلك غيرُ الرَّكعاتِ الأربَعِ سُنَّةِ الظُّهرِ، بل هذه تُسمَّى الزَّوالَ، والمقصودُ أنَّ الشَّمسَ عِندَما تتَعامَدُ على الأرضِ في وقتِ الظَّهيرةِ، ثمَّ تَبدَأُ في الميلِ ناحِيةَ الغربِ، فهذا هو بِدايةُ زَوالِ الشَّمسِ، أي: ذَهابِها وغُروبِها.
وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “إنَّها ساعةٌ”، أي: وقتُ الزَّوالِ هذا، “تُفتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ”، أي: يتقبَّلُ اللهُ في هذا الوقتِ الأعمالَ والدُّعاءَ، “وأُحِبُّ أن يَصعَدَ لي فيها عمَلٌ صالحٌ”، أي: فأحبَبتُ أن أظفَرَ بعمَلٍ صالحٍ في هذا الوقتِ المبارَكِ فيُرفَعُ وأبوابُ السَّماءِ مَفتوحةٌ؛ فهو أَدْعى للقَبولِ، كما قال تَعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، وهذا مِن تَحيُّنِ الأوقاتِ المبارَكةِ، والإكثارِ مِن العمَلِ الصَّالحِ فيها.
صفة هذه الصلاة:
وفي سنن أبي داود أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَيْسَ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ، تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ» قال الألباني: حسن. وعلى هذا فإن هذه الركعات تصلى بتسليمة واحدة.
وقد ورد في بعض الأحاديث أنها تعدل قيام الليل؛ فروى ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في شعب الإيمان أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الزَّوَالِ قَبْلَ الظُّهْرِ يُعْدَلْنَ بِصَلَاةِ السَّحَرِ” حسنه الألباني. وفي رواية: وَلَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللهَ تِلْكَ السَّاعَةَ.
قال ابن القيم في زاد المعاد: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يُصَلِّي بَعْدَ الزَّوَالِ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ، وَيَقُولُ: إِنَّهُنَّ يَعْدِلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَسِرُّ هَذَا ـ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ـ أَنَّ انْتِصَافَ النَّهَارِ مُقَابِلٌ لِانْتِصَافِ اللَّيْلِ، وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، وَيَحْصُلُ النُّزُولُ الْإِلَهِيُّ بَعْدَ انْتِصَافِ اللَّيْلِ، فَهُمَا وَقْتَا قُرْبٍ وَرَحْمَةٍ، هَذَا تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَهَذَا يَنْزِلُ فِيهِ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا”

التسميات:

الثلاثاء، 25 مايو 2021

الجمع في النية بين صيام الأيام البيض وصيام الست من شوال

 


السؤال: هل يحصل الفضل لمن صام ثلاث من الست من شوال مع البيض بنية واحدة ؟
نعم، إذا صام ست أيام من شوال سقطت عنه البيض، سواء صامها عند البيض أو قبل أو بعد لأنه يصدق عليه أنه صام ثلاثة أيام من الشهر، وقالت عائشة رضي الله عنها: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره “، و هي من جنس سقوط تحية المسجد بالراتبة فلو دخل المسجد وصلى السنة الراتبة سقطت عنه تحية المسجد … و الله أعلم .
المصدر : طريق الإسلام

التسميات:

ماذا يفعل من استيقظ ووجد بللا في الثوب ولا يدري ما هو

 

السؤال
ماذا أفعل عندما أستيقظ من النوم وأنا غير متأكد إذا كان علي الغسل أم لا ؟
بمعنى أنني لست متأكداً إذا كنت قد قذفت المنى أثناء النوم لأي سبب (العلامات غير مرئية أو جزئية.. إلخ)
أرجو أن تنصحني في هذا الموقف .

الجواب

الحمد لله.

الإجابة: إذا استيقظ الإنسان فوجد بللاً، فلا يخلو من ثلاث حالات:

الحال الأولى: أن يتيقن أنه مني، فيجب عليه حينئذ الاغتسال سواء ذكر احتلاماً أم لم يذكر.

الحال الثانية: أن يتيقن أنه ليس بمني، فلا يجب عليه الغسل في هذه الحال، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه، لأن حكمه حكم البول.

الحال الثالثة: أن يجهل هل هو مني أم لا؟ ففيه تفصيل:

أولا: إن ذكر أنه احتلم في منامه، فإنه يجعله منياً ويغتسل، لحديث أم سلمة رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، هل عليها غسل؟ قال: “نعم، إذا هي رأت الماء”، فدل هذا على وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء.

ثانياً: إذا لم ير شيئاً في منامه، فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذياً.

وإن لم يسبق نومه تفكير فهذا محل خلاف:

قيل: يجب عليه الغسل احتياطاً.

وقيل: لا يجب وهو الصحيح لأن الأصل براءة الذمة.

المصدر : الإسلام سؤال وجواب

التسميات:

الاثنين، 24 مايو 2021

من النبي الذي دفن بعد الرسول

 

 

لما تولّى الصحابي الجليل أبو موسى -رضي الله عنه- خلافة مدينة السّوس بعدما فتحها، وجد في قلعتها غرفةً عليها سِتر، فسأل عنها، فأخبروه أنّ فيها جثّة النبيّ دانيال -عليه السلام-، وبجانبه مبلغٌ من المال، يأخذ الناس منه ويعيدونه في وقتٍ محدّد، فقدِم عليه أبو موسى وأمسك به وقبّله، وأرسل بخبره إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فأمره عمر أن يكفّنه ويحنّطه ويصلّي عليه، وأن يدفنه كما يُدفن الأنبياء، وأن يأخذ المال ويجعله في بيت مال المسلمين، ففعل أبو موسى -رضي الله عنه- ذلك،[١] وقد كانت جُثّته في بابل، ونُقلت إلى مدينة السّوس بعد أن طلبها أهلها من بابل؛ ليستسقوا بالنّبي دانيال بعد أن أصابهم القحط والجوع، فأعطوهم إياه،[٢] وقد حفر أبو موسى -رضي الله عنه- ثلاث عشرة حفرةً في النّهار، ودفنه في إحداها لمّا حلّ الليل، وجعلها كلّها متشابهة حتى لا يميّز الناس في أيّها دُفن فينبشوا قبره[٣]

 

خبر النبي دانيال
كان دانيال من الذين أسَرَهم بُختنَصّر*، وأخذه إلى بابل، ونجا من بين يديه حين فسّر له دانيال حلماً رآه في منامه، فأراد أن يكرمه فأطلق سراحه، حيث يُروى أن بُخت نصّر بعدما استولى على بيت المقدس وبقيت تحت إمرته سبع سنوات؛ رأى حلماً عظيماً ونسِيَه، فجمع الكهنة حتى يذكروا له ما رأى، فعجزوا عن ذلك، فأمهلهم ثلاثة أيّامٍ وهدّدهم بالقتل إن لم يعرفوا، فسمع بالخبر دانيال وهو في السجن، فأرسل إليه أنّه يعلم برؤياه وتفسيرها، فطلب بُختنَصّر من السجّان أن يحضره إليه، فلما جاء النبيّ دانيال دخل على بُختنَصّر ولم يسجد له، فسأله عمّا منعه من السجود، فأخبره أنّ الله -تعالى- آتاه علماً وأمره ألّا يسجد لغيره، فأعجب به وطلب منه أن يخبره عن رؤياه، فرواها وفسّرها له، ولما مات بُختنَصّر عاد النبيّ دانيال إلى بيت المقدس، ونقل العماد الأصبهانيّ -رحمه الله- في كتابه قول إنّ دانيال تُوفّي بمدينة السّوس من أرض خوزستان، ونَقل أيضاً أنّه حكيمٌ وليس بنبيّ، وأنّه من ذريّة داود -عليه السلام-.[٤][٥]

 

وقد وجد أبو موسى -رضي الله عنه- مع دانيال -عليه السلام- في قبره خاتماً نُقش عليه أسدان يَلْمسان بلسانَيْهما رجلاً موضوعاً بينهما دون أن يأكلاه، فسأل أبو موسى العلماء في تلك القرية عن سبب ذلك، فقالوا إنّ الملك الذي كان دانيال يعيش في زمانه، أخبره السحرة أنّ هناك فتىً سيولد، وسيكون خراب ملكه على يديه، فتوعّد بقتل جميع الغلمان، أمّا دانيال فقد أخذوه ووضعوه في قفصٍ عند أسدٍ وزوجته، فلم يضرّاه أو يأكلاه، حتى جاءت أمّه إليه وأخرجته، وبذلك نجّاه الله -تعالى-، ثمّ قام بعد ذلك بنقش هذين الأَسَدين على خاتمه ليبقى متذكّراً نعمة الله -تعالى- عليه.[٦]

 

يجدر بالذكر أنّه لم يأتِ في النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما ينصّ على الأمر بإخفاء قبرٍ من قبور الأنبياء، ولم يكن هناك مكانٌ واضحٌ لقبر أي نبيّ في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام، وذلك بسبب طول الفترة الزمنية بين عهد الأنبياء وعهد رسول الله، مما أدّى إلى اختفاء أثر هذه القبور، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “وليس في الأرض قبرٌ اتّفق على أنّه قبر نبيٍّ غير قبره -يعني قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-“، وقد كان قبر النبيّ دانيال في تَسْتُر ظاهراً للناس، وكان الناس يأتون إليه فيستسقون ويتوسّلون به، فكتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى والي تَسْتُر أبي موسى، وطلب منه أن يحفر بالنّهار ثلاثة عشر قبراً، ويختار واحداً منها ليدفنه فيه في الليل، وذلك سدّاً لذريعة أن يقع الناس في الشرك.[٧]

 

وحذّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- النّاسَ من اتّخاذ قبره مكاناً يجتمعون عنده للتوسّل به، أو يقومون بالبناء فوقه، كما حذّر من فعل ذلك على جميع القبور، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ)،[٨] وعليه فإنّ قبور الأنبياء لم يتمّ إخفاؤها؛ وإنّما اندثرت مع مرور الزمان، إلا ما أمر عمر بن الخطاب بإخفائه، أي قبر النبي دانيال -على اعتبار القول بأنّه نبي-، أمّا قبر رسول الله فإنّ وجوده واضحٌ ومعلوم؛ لقرب عهده مقارنةً بغيره من الأنبياء، ولِما لقيَ من الاعتناء الشديد به منذ عهد الخلافة الراشدة وما بعدها إلى وقتنا الحاضر.[٧]

 

واختصّ الله -تعالى- الأنبياء بخصائص تميّزوا بها عن غيرهم، منها؛ أنّه -سبحانه وتعالى- يُخيّرهم عند موتهم ببقائهم على قيد الحياة أو لقائه -سبحانه-، وأنّهم يُدفنون في المكان الذي يتوفّاهم الله -تعالى- فيه، فقد سمع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مات نبيٌّ إلا دُفِنَ حيثُ يُقبَضُ)،[٩][١٠] ومن خصائصهم أنّ أجسامهم لا تبْلى بعد دفنهم، فلا تأكل الأرض أجسادهم مثل باقي البشر، ففي الحديث الشريف: (إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)،[١١][١٢][١٠] وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ، فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ، قالَ: قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ – يقولونَ بليتَ -، فقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ)،[١٣] فتبقى أجسادهم كما هي لا يتغيّر عليها شيء.[١٤]

 

الهامش * بُختنَصّر:
ويُقال له نبوخذ نصّر، ولم يأتِ نصٌّ شرعيّ يبيّن زمنه، لكن ذكره بعض المفسّرين في كُتبهم على أنّه الرجل الذي خرّب بيت المقدس وهاجم بني إسرائيل فيها.[١٥]

المراجع
↑ علي الهندي (1981)، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (الطبعة الخامسة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 482، جزء 12. بتصرّف.
↑ أحمد البلاذري (1988)، فتوح البلدان، بيروت: دار ومكتبة الهلال، صفحة 367. بتصرّف.
↑ إسماعيل بن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 40، جزء 2. بتصرّف.
↑ محمد الأصفهاني (2002)، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان (الطبعة الأولى)، بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 75. بتصرّف.
↑ إسماعيل بن كثير (1997)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، مصر: دار هجر، صفحة 543، جزء 3. بتصرّف.
^ أ ب “توضيح حول إخفاء قبور الأنبياء”، www.islamweb.net، 5-1-2003، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2020. بتصرّف.
↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2042، صحيح.
↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 5670، صحيح.
^ أ ب صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 17، جزء 5. بتصرّف.
↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 2212، صحيح.
↑ إسماعيل بن كثير (1976)، السيرة النبوية (من البداية والنهاية لابن كثير)، بيروت: دار المعرفة، صفحة 529، جزء 4. بتصرّف.
↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 1047، صحيح.
↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 19، جزء 182. بتصرّف.
↑ “هل بختنصر هو الذي هاجم بيت المقدس بعد يحيى عليه السلام؟”، www.islamqa.info، 17-11-2017، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2020. بتصرّف.

التسميات:

إذا ذنبت وأردت أن تتوب فعليك بها

 

اذا اذنبت واردت ان تتوب فعليك بالصلاة
قال تعالى : وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر
والفحشاء: كل ما استعظم واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس.
والمنكر: كل معصية تنكرها العقول والفطر.
ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر، فبالضرورة، مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها. وثَمَّ في الصلاة مقصود أعظم من هذا وأكبر، وهو ما اشتملت عليه من ذكر اللّه، بالقلب واللسان والبدن. فإن اللّه تعالى، إنما خلق الخلق لعبادته، وأفضل عبادة تقع منهم الصلاة، وفيها من عبوديات الجوارح كلها، ما ليس في غيرها، ولهذا قال: { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }
ويحتمل أنه لما أمر بالصلاة ومدحها، أخبر أن ذكره تعالى خارج الصلاة أكبر من الصلاة، كما هو قول جمهور المفسرين، لكن الأول أولى، لأن الصلاة أفضل من الذكر خارجها، ولأنها -كما تقدم- بنفسها من أكبر الذكر.
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } من خير وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.
لفائدة أكثر شاهد هذا الفيديو

التسميات:

لماذا ضرب الله على أذان أهل الكهف ؟

لماذا ضرب الله على أذان أهل الكهف؟ “الشعراوي” يكشف السر

يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله :

يُقَال: ضُرِب الفسطاط على الأرض يعني الخيمة، أي: غُطِّيتْ الأرض بها بعد أنْ كانت فضاءً، والضرب: أن تلمس شيئاً بشيء بشدة شريطة أن يكون المضروب به أقوى من المضروب، وإلاّ كان الضارب ضارباً لنفسه.

لذلك، فالشاعر عندما تكلم عن المعترضين على القدر قال:
أَيا هَازِئاً مِنْ صُنُوفِ القَدَرِ بنفْسِـكَ تُعنـف لاَ بالقَـدَر
وَيَا ضَارِباً صَخْرةً بِالعَصَا ضَربْتَ العَصَا أَمْ ضرَبْتَ الحَجَر؟

فمعنى: { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ.. } [الكهف: 11] أي: غطيناها بغطاء محكم يحجبهم عن العالم الخارجي، والضرب على آذانهم هو الرحمة التي دعوا الله بها وطلبوها؛ لأن الإنسان الذي يحمل الفأس مثلاً ويعمل بها إنْ تعب وأجهده العمل يقف بعض الوقت ليستريح، فإنْ تعب من الوقوف قعد، فإنْ تعب من القعود استلقى واضطجع، فإنْ لم يسترح فلا يبقى إلا أن ينام، ففي النوم تهدأ الأعصاب، ويستريح الإنسان، حتى مع الآلام في أعنف الأمراض إذا نام المريض لا يشعر بشيء من الألم؛ لذلك اختار لهم ربهم هذا الوضع ليريحهم به طوال فترة مُكْثهم في الكهف.

فالحق سبحانه ـ إذن ـ هو الضارب، والمضروب هو الآذان، والضرب على الآذان هنا للرحمة لا للعذاب؛ لأن الله تعالى أراد لهم أقصى درجات الراحة والنوم الهادئ الذي لا يُعكّر صَفْوه شيء، والنوم هو الراحة التامة التي تطغى على الآلام العضوية في الذات الإنسانية.

وقد أختار الحق سبحانه الضرب على آذانهم؛ لأن حاسة السمع هي أول الحواس عملاً في الإنسان، وهي أول آلة إدراك تُؤدّي مهمتها في الطفل، كما قال الحق سبحانه وتعالى:

{ وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
[النحل: 78]

هذه الحواس هي منافذ العلم والإدراك للإنسان، فلو وضعتَ أصبعك أمام عين الطفل المولود تراه لا يرمش؛ لأنه لا يرى إلا بعد ثلاثة إلى عشرة أيام، أما لو صرختَ في أُذنه فإنه ينتبه فحاسة السمع تؤدي مهمتها منذ ولادته. وكذلك فالأذن تمتاز أيضاً بأنها الإدراك الوحيد الذي لا يتعطل ولا يتوقف أثناء النوم لأن بها يتم الاستدعاء من النوم.

وهؤلاء الفتية دخلوا وأَوَوْا إلى الكهف، وهو فَجْوة في جبل في صحراء وهي عُرْضة للعواصف والرياح وأصوات الحيوانات وأشياء كثيرة يمكن أن تزعج النائم، فلو تركهم الخالق سبحانه في نومهم هذا على طبيعتهم لأزعجتهم هذه الأصوات وأقلقتْ راحتهم؛ لذلك عطّل حاسة السمع عندهم، وبذلك استطاعوا أن يناموا كل هذه المدة.

ثم يقول تعالى: { فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً } [الكهف: 11] ومعنى عدداً أي: سنين كثيرة؛ لأن القليل لا يُعَدُّ لأنه معروف، فإنْ ذكر العدّ فاعلم أنه للشيء الكثير، كما تقول: فلان عنده مليون عَدّاً ونقداً.

ثم يقول الحق سبحانه: { ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً }.

التسميات:

الأحد، 23 مايو 2021

ماذا يفعل من فاتته صلاة الجنـازة ؟

 

فاتتني الصلاة على الجنازة وأريد أن أصليها فماذا أفعل ؟
سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية وأجابت عنه قائلة :

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد ،
فيا أيها الأخ السائل الكريم اعلم أنه تصح صلاة الجنازة في المقبره لمن فاتته ، وذلك لما رواه ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد قال : كانت سوداء تقمّ المسجد ، فتوفيت ليلًا ، فلما أصبح رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبر موتها ، فقال : ” ألا آذنتموني بها ؟ ” فخرج بأصحابه فوقف علي قبرها ، فكبّر عليها ، والناس من خلفه ودعا لها ، ثم انصرف “

التسميات:

السبت، 22 مايو 2021

هل يجوز الزواج بشرط ألا تطلب ميراث

 

السؤال : أبي سيتزوج بعد وفاة أمي وشرط على الزوجة الجديدة قبل الزواج أن لا تتطالب بالميراث بعد وفاته فهل هذا يجوز ؟

الجواب : مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف :

من حق أبيك أن يتزوج وليس لأحد منعه من حقه .

والزوجية سبب للميراث ، فإذا مات أحد الزوجين ورثه الباقي منهما ، وليس لأحد أن يمنع صاحب الحق من استيفاء حقه . واشتراط والدك علي زوجته أن لا تستوفي حقها من الميراث شرط فاسد ينافي مقتضي عقد الزواج قال الله تعالي ” وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ” وقال عز وجل في نهاية آية المواريث ” تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ” .

 

وقال صلي الله عليه وسلم ” المسلمون عند شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا أو حرم حلالًا “.

والخلاصة أن زواج والدك مع اشتراط ما ذكرت زواج صحيح والشرط باطل ، فمن مات من الزوجين أولًا ورثه الباقي منهما بحكم الشرع ، ولا عبرة بالشرط الفاسد .

التسميات:

ما هي طريقة علاج الـسـحـر ؟

السؤال
ما هي طريقة علاج السحر ؟

الجواب

الحمد لله.

من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر، وإنما يزال الشر بالخير، ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر .

لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج ، لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11 ، وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا ، منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) .

ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان ، وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله

وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال ، وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر .

ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) ، وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء

وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82 ، فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل .

وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) إلى قوله جل وعلا ( وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) من أية 79 إلى أية 82، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) … إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) .

ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق ، وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية .

نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب .

المصدر : الإسلام سؤال وجواب

التسميات:

إزاي تشفي أي مرض بإذن الله ؟

السؤال
ما هو الدعاء الذي يمكن لوالد أو والدة أن يدعو به لطفل مصاب باعتلال صحي ؟

الجواب

الحمد لله.

لقد علَّمَنا النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأحوال أمورًا فيها الشفاء والتخفيف ، كما أن فيها الأجر والمثوبة ، وذلك من رحمة الله بهذه الأمة المباركة ، ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم عليها ، وهو الذي وصفه الله بقوله : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة/128 .

فكان مما علَّمَنا صلى الله عليه وسلم :

1- قراءة الفاتحة :

فعن أبي سعيد الخدري رضي الّله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف سورة الفاتحة بأنها رقية ، وأقر الصحابي الذي رقى بها من لدغة العقرب ونحوه . البخاري (2156) ومسلم (2201) .

2- وعَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنهَا أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشتَكَى مِنَّا إِنسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ : ( أَذهِبِ البَاسَ ، رَبَّ النَّاسِ ، وَاشفِ أَنتَ الشَّافِي ، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه البخاري (5675) ومسلم (2191) واللفظ له .

3- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهلِهِ نَفَثَ عَلَيهِ بِالمُعَوِّذاتِ ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَه الذي مَاتَ فِيهِ ، جَعَلتُ أَنفُثُ عَلَيهِ وَأَمسَحُ بِيَدِ نَفسِهِ ، لِأَنَّهَا كَانَت أَعظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي . رواه البخاري (5735) ومسلم (2192) واللفظ له .

4- وَعَن عُثمَانَ بنِ أَبِي العاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّه شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنذًُ أَسلَمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : ( ضَع يَدَكَ عَلَى الذِي تَأَلَّم مِن جَسَدِكَ ، وَقُل : ” بِاسمِ اللهِ ” ثلاثًا ، وَقُل سَبعَ مَرَّاتٍ : ” أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدرَتِهِ مِن شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ” ) رواه مسلم (2202) .

5- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ جِبرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، آشتَكَيتَ ؟ فَقَالَ : نَعَم . فَقَالَ جِبرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ : بِاسْمِ اللهِ أَرقِيك ، مِن كُلِّ شَيْءٍ يُؤذِيك ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفسٍ أَو عَينٍ حَاسِدٍ ، اللَّهُ يَشفِيكَ ، بِاسمِ اللَّهِ أَرقِيكَ . رواه مسلم (2186)

.

6- وَعَن أَبِي الدَّردَاءِ رَضِيَ الَّلهُ عَنهُ قَالَ : سَمِعتُ رَسُولَ الَّلهِ صَلَّى الّله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنِ اشتَكَى مِنكُم شَيئًا أَو اشتَكَاهُ أَخٌ لَهُ فَليَقُلْ : رَبّنَا الَّلهُ الذِي فِي السَّمَاءِ ، تَقَدَّسَ اسمُكَ ، أَمرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، كَمَا رَحمَتُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الأَرْضِ ، اغفِر لَنَا حَوْبَنَا وَخَطَايَانَا ، أَنتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ ، أَنزِلْ رَحْمَةً مِن رَحمَتِكَ ، وَشِفَاءً مِن شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الوَجَعِ ، فَيَبرَأ ) رواه أبو داود (3892) وصححه الحاكم في “المستدرك” (4/243) وحسنه ابن تيمية في “مجموع الفتاوى” (3/139) .

7- وَعَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الَّلهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَن عَادَ مَرِيضًا لَم يَحضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِندَهُ سَبعَ مِرَارٍ : أَسأَلُ الَّلهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرشِ العَظِيمِ أَن يَشفِيَكَ ، إِلَّا عَافَاهُ الَّلهُ مِن ذَلِكَ المَرَضِ ) رواه أبو داود (3106) وصححه النووي في “الأذكار” (ص/180) والألباني في “صحيح أبي داود” .

وأثناء قراءتك هذه الرقى عليك أن تمسحي بيدك على وجهه وصدره وبطنه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ، وأن تقتربي من رأس طفلك حيث يأتيه نَفَسُكِ أثناء رقيتك ، ولا بأس من النفث بالريق الخفيف أثناء ذلك في وجهه .

قال ابن القيم :

” فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، كانت أتم تأثيرًا ، وأقوى فعلا ونفوذا ” انتهى .

وقبل ذلك كله وفوقه : الإخلاص لله في الدعاء ، وصدق اللجأ إليه ، والتذلل على أبوابه ، وتلمس أوقات الإجابة ، فإن الله تعالى يستحي إذا رفع العبد يديه في الدعاء أن يردهما خائبتين ، ولا تستعجلي الإجابة ، فقد يؤخر الله فَرَجَه لِحِكمةٍ يعلمها ، واعتصمي بالصبر واليقين ، وتذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ادْعُو الَّلهَ وَأَنتُم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعلَمُوا أَنَّ الَّلهَ لَا يَستَجِيبُ دُعَاءً مِن قَلبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ) رواه الترمذي (3479) وحسنه الشوكاني في “تحفة الشاكرين” (68) .

والله أعلم .

المصدر : الإسلام سؤال وجواب

التسميات:

هل يجزئ الغسل عن الوضوء ؟

السؤال
هل غسل الجمعة للنساء يجزئ عن الوضوء ؟ وهل الغسل المستحب كالعيدين يجزئ عن الوضوء ؟

الجواب :

غُسْل الجَنابة له صفتان : صفةٌ مُجزِئَةٌ ، وصفةٌ كاملةٌ :
أما الصفةُ الْمُجزِئة فأَنْ يتمضْمَضَ ويستنشِق ويَعُمَّ بدَنَه بالماء ولو دُفعةً واحدةً ولو ينغَمِس في ماءٍ عميقٍ . وأمَّا الكاملة فهي أنْ يغسِل فَرْجَه وما تلوَّثَ مِن آثارِ الجَنابة ثُمَّ يتوضَّأ وُضوءاً كاملاً ثُمَّ يَحْثُو الماء على رأسه ثلاثاً حتى يروِيَه إلى أصول شَعْره ثم يغسل شِقَّه الأيمنَ ثُمَّ شِقَّه الأيسرَ .

إذا كان الغسل واجباً أي أن عن جنابة مثلاً أو بعد طهر من حيض أو نفاس، فإنه يُجزئ عن الوضوء ما لم يُحدِث أثناء الغسل بمس ذكره أو بناقض من نواقض الوضوء. والأولى والأفضل أن يتوضأ ثم يغتسل. على الصحيح من أقوال أهل العلم ، لأن الحدث الأصغر يندرج في الحدث الأكبر ، فإذا ارتفع الأكبر بالغسل لزم ارتفاع الحدث الأصغر أيضا.

أما إن كان الغسل مسنونا ، كغسل الجمعة والعيدين ، ( رجلاً كان أم امرأة ) فلا يجزئ هذا الغسل عن الوضوء ، ولا بد من الوضوء إذا أراد الصلاة

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، كما في “مجموع فتاوى ابن باز” (10/173-174) :
” إذا كان الغسل عن الجنابة , ونوى المغتسل الحدثين : الأصغر والأكبر أجزأ عنهما , ولكن الأفضل أن يستنجي ثم يتوضأ ثم يكمل غسله ; اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم , وهكذا الحائض والنفساء في الحكم المذكور .

أما إن كان الغسل لغير ذلك ; كغسل الجمعة , وغسل التبرد والنظافة ، فلا يجزئ عن الوضوء ولو نوى ذلك ; لعدم الترتيب , وهو فرض من فروض الوضوء , ولعدم وجود طهارة كبرى تندرج فيها الطهارة الصغرى بالنية , كما في غسل الجنابة ” انتهى .

وقال أيضا ” مجموع الفتاوى ” (10/175-176) :
” السنة للجنب : أن يتوضأ ثم يغتسل ; تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم , فإن اغتسل غسل الجنابة ناويا الطهارة من الحدثين : الأصغر والأكبر أجزأه ذلك , ولكنه خلاف الأفضل , أما إذا كان الغسل مستحبا ; كغسل الجمعة , أو للتبرد ، فإنه لا يكفيه عن الوضوء ; بل لا بد من الوضوء قبله أو بعده ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) متفق على صحته .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقبل صلاة بغير طهور ) أخرجه مسلم في صحيحه .

ولا يعتبر الغسل المستحب أو المباح تطهرا من الحدث الأصغر إلا أن يؤديه كما شرعه الله في قوله سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) المائدة/6 .

أما إذا كان الغسل عن جنابة أو حيض أو نفاس ونوى المغتسل الطهارتين دخلت الصغرى في الكبرى ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق على صحته ” انتهى .
المصدر : الإسلام سؤال وجواب

التسميات:

عندما رأي الرسول صلي الله عليه وسلم جبريل عليه السلام لأول مره

 

عندما رأي الرسول صلي الله عليه وسلم جبريل عليه السلام لأول مره
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله عليها مرتين اثنتين فقط
الرؤية الأولى : كانت في الأرض في بداية الوحي ، ونزلت عليه بعدها سورة المدثر .

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ – أي انقطاع – الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي ، زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ – إلى – والرجز فَاهْجُر) رواه البخاري (4641) ومسلم (161) .

وهذه الرؤية هي التي قال الله سبحانه وتعالى فيها : (وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ) التكوير/23 .

شاهد هذا الوصف والإحساس للشيخ بدر المشاري

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
“يعني : ولقد رأى محمدٌ جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح ، (بِالأفُقِ الْمُبِينِ) أي : البين ، وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء (موضع بمكة) ، وهي المذكورة في قوله : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إَلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) النجم/5 –10 ، كما تقدم تفسيرُ ذلك وتقريره ، والدليلُ أن المرادَ بذلك جبريل عليه السلام .

 


والظاهر- والله أعلم – أن هذه السورة – يعني سورة التكوير – نزلت قبل ليلة الإسراء ؛ لأنه لم يذكر فيها إلا هذه الرؤية ، وهي الأولى .
وأما الثانية وهي المذكورة في قوله : ( وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) النجم: 13 -16، فتلك إنما ذكرت في سورة ” النجم ” ، وقد نزلت بعد سورة الإسراء ” انتهى .
” تفسير القرآن العظيم ” (8/339) .

والرؤية الثانية : كانت في السماء ، ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى .
وقد نصت الآية في سورة النجم على الرؤية الثانية ، وأشارت إلى الرؤية الأولى ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ) النجم/13-14.
قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآية : رأى جبريل له ستمائة جناح .
رواه البخاري (3232) ومسلم (174) .

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
“هذه الرؤية – يعني الأولى – لجبريل ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الأرض ، فهبط عليه جبريل عليه السلام وتدلى إليه ، فاقترب منه وهو على الصورة التي خلقه الله عليها ، له ستمائة جناح .
ثم رآه بعد ذلك نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ، يعني ليلة الإسراء” انتهى .
ولم يثبت وقوع رؤية ثالثة حقيقية لجبريل عليه السلام ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها :
( وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ ) رواه البخاري (4855) ، وهو عند الإمام مسلم (177) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ ، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنْ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ) .
والله أعلم .

التسميات:

الجمعة، 21 مايو 2021

دعاء يكفيك أي شر تخاف منه ويحفظك من الفقر ويسد عنك الدين

 

 

اللهُمَّ رَبَّ السَّمواتِ السَّبعِ ، وربَّ العرْشِ العَظِيمِ ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ ، مُنْزِلَ التوراةَ والإِنجيلَ والقرآنَ ، فَالقَ الحَبِّ والنَّوى ، أعوذُ بِكَ من شَرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذً بِناصِيَتِه ، أنتَ الأوَّلُ ؛ فلَيْسَ قَبلكَ شيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ ؛ فليسَ بعدَكَ شيءٌ ، وأنتَ الظَّاهِرُ ، فلَيسَ فَوقَكَ شيءٌ ، وأنتَ الباطِنُ ؛ فلَيسَ دُونكَ شيءٌ ، اقْضِ عنِّي الدَّينَ ، وأغْنِني من الفَقرِ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2713 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث :

يُوضِّحُ هذا الحَديثُ بعضَ آدابِ النَّومِ، وما يُقالُ قَبْلَه من الدُّعاءِ، وفيه يَقولُ التابعيُّ سهيلُ بن أبي صالحٍ: “كان أبو صالحٍ يأمرُنا إذا أرادَ أحدُنا أن ينامَ: أن “يَضْطَجِعَ على شِقِّهِ الأيمنِ”، أي: أنْ يبدأَ نومُه في فراشهِ على جانبهِ الأيمنِ، ثم يقولُ: “اللهُمَّ ربَّ السمواتِ وربَّ الأرضِ وربَّ العرش العظيمِ”، أي: خالقَهم، “ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ”، أي: يُعمِّم للهِ عزَّ وجلَّ خلقَه لكلِّ شيءٍ بعدَما خصَّه بخلقِ أعظمِ ما في الكونِ، وهذا من جَميلِ الثَّناءِ على اللهِ عزَّ وجلَّ، “فالقَ الحبِّ والنَّوى”، أي: خالقَ الزُّروعِ والأشجارِ ومُخرِجَها من الحبِّ؛ وهو بُذورُ الأشجارِ والنباتاتِ، والنَّوى، وهو بَذر النخلِ، وهذا بيانٌ لعظيمِ قُدرةِ الله تَعالى.

“ومُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ”، فالذي أنزلَ تلكَ الرِّسالاتِ هو المستحِقُّ للعُبودِيَّةِ والمتفرِّد بها وهو سُبحانَه الذي يُدْعَى لجَلْبِ النَّفعِ ودَفْعِ الضُّرِّ. “أعوذُ بكَ من شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتهِ- وفي رواية: مِن شَرِّ كلِّ دابَّةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتِها”، أي: ألْجأُ وأستجِيرُ بك مِن أن يُصيبَني شرٌّ من دوابَّ أو من أحدٍ من خَلقكَ، والناصيةُ: مُقدَّم الرَّأسِ، وهي الجَبهةُ.

“اللهمَّ أنتَ الأولُ فليسَ قبلكَ شيءٌ”، أي: القَديمُ بلا ابتِداٍء، فيدلُّ على أنَّ غَيره حادثٌ بعدَ أنْ لم يكُن، “وأنتَ الآخِرُ فليسَ بعدكَ شيءٌ”، أي: الباقي بلا انتِهاء، ويدلُّ على أنه هوَ الغايةُ التي تتجِهُ إليها جميعُ المخلوقاتِ رَغبةً ورَهبةً. “وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَك شيءٌ”، أي: ظاهرٌ بذاتهِ فوقَ كلِّ شيءٍ، وهذا يدلُّ على عَظمتِه واضْمِحلالِ كلِّ شيء عندَ عظمتِه. “وأنتَ الباطنُ فليسَ دونكَ شيءٌ”، أي: المحتجِبُ بذاتهِ فليسَ هناك من يُشارِكه في ذلكَ، فيدلُّ على اطلاعِه على الخَفايا والسرائرِ، ودَقائقِ الأشياءِ، وأيضًا على كمالِ قُربهِ، ولا يَتنافى الظاهرُ والباطنُ؛ لأنَّ اللهَ ليس كمِثلهِ شيءٌ في كلِّ النُّعوتِ.

“اقضِ عنَّا الدَّينَ”، أي: ما كان مِن حُقوقٍ للهِ وما كانَ من حُقوقٍ للعبادِ، “وأغْنِنا من الفَقرِ”، أي: الذي يكونُ فيه السُّؤالُ وطلبُ الحاجةِ من الغيرِ.
قال سُهيلٌ: “وكانَ يَروي ذلك”، أي: كانَ أبو صالحٍ يَروي هذا الحديثَ، “عن أَبي هريرةَ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.

وفي رِوايةٍ عن أبي هُرَيرَةَ رضِي اللهُ عنه: “أتتْ فاطمةُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تسألُه خادِمًا”، أي: ليُعِينَها على قَضاءِ حوائجِها، فقالَ لها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “قولي: اللهُمَّ ربَّ السَّمواتِ السبعِ – بمثل حديث سُهيلٍ، عن أبيه -“، أي: بمثلِ الدُّعاءِ الذي سَبَق.

وفي الحَديثِ: إثباتُ بعضِ الصِّفاتِ التي تليقُ بذاتِ اللهِ وجلالِه، والتوسل بصفات الله تعالى في الدعاءِ.
وفيه: عَظيمُ خَطرِ الدَّينِ، والحثُّ على دُعاءِ الله تعالى أنْ يَقضيَه.

التسميات:

علامات الساعة التي وقعت وانقضت

تعريف الأشراط والآيات
لقد سمى الله سبحانه وتعالى هذه الأمارات بأشراط الساعة في كتابه العزيز، قال تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا} [محمد:18].

و (الشَرَط) بفتحتين: العلامة، وأشراطها: علاماتها. وفي فتح الباري: “المراد بالأشراط: العلامات التي يعقبها قيام الساعة”.

وقد أطلق بعض العلماء على هذه الأشراط اسم: (الآيات)، و(الآيات): هي الأمارات الدالة على الشيء، كالأمارات التي تنصب في الصحراء دالة على الطريق، أو العلامات التي ترفع على شواطئ البحر، تهدي السفن التي تمخض عباب الماء، أو تلك التي توضع قريبًا من المدن لتدل المسافر على قرب وصوله إلى الديار التي وضعت بقربها.

يقول الطيبي : “الآيات: أمارات للساعة، إما على قربها، وإما على حصولها. فمن الأول: الدجال، ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والخسف. ومن الثاني: الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس”.

أولًا: علامات الساعة التي وقعت وانقضت
ونعني بها العلامات التي وقعت وانقضت ولن يتكرر وقوعها، وهي كثيرة وسنذكر بعضاً منها:

بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته:
من أشراط الساعة بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته، ففي الحديث عند البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا، الوسطى والتي تلي الإبهام. وقال: «بعثت أنا والساعة كهاتين»”. وفي كتب السيرة أن اليهود كانوا يحدثون عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يبعث مع الساعة.

وكذلك وفاة النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم من حديث عوف مالك الذي قال فيه النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «اعدُد ستًا بين يدي الساعة: مَوتي…» (رواه البخاري).

انشقاق القمر:
اتفق العلماء على أن القمر قد انشق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن انشقاقه إحدى المعجزات الباهرات، وقد صرح القرآن بهذا في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ . وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} [القمر:1-2].

وعن عبد الله بن مسعود قال: “بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل، وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشهدوا»” (رواه مسلم).

نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة، حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى» وبصرى: مدينة معروفة بالشام، بينها وبين دمشق ثلاث مراحل.

ومن العلماء الكبار الذين كانوا أحياء عند خروج هذه النار الإمام النووي رحمه الله تعالى، وقد ذكرها في شرحه لصحيح مسلم فقال: “وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي، وراء الحرة، تواتر العلم بخروجها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة”.
(من كتاب: القيامة الصغرى)

التسميات:

من هم الذين تفتح لهم أبواب الجنة الثمانية

 

روى مسلم (234) وأبو داود (169) والنسائي (148) والترمذي (55) وابن ماجة (470) وأحمد (122) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عن عُمَر رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ) .

زاد الترمذي : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ ) .

ونظير ذلك ما جاء في فضل أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه :

روى البخاري (1897) ومسلم (1027) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ قَالَ : ( نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

” مَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّ كُلّ عَامِل يُدْعَى مِنْ بَاب ذَلِكَ الْعَمَل , وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ صَرِيحًا مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ” لِكُلِّ عَامِل بَاب مِنْ أَبْوَاب الْجَنَّة يُدْعَى مِنْهُ بِذَلِكَ الْعَمَل ” أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَابْن أَبِي شَيْبَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح .

وَفِي الْحَدِيث إِشْعَار بِقِلَّةِ مَنْ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَاب كُلّهَا , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مَا يُتَطَوَّع بِهِ مِنْ الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة لَا وَاجِبَاتهَا ، لِكَثْرَةِ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِالْوَاجِبَاتِ كُلّهَا , بِخِلَافِ التَّطَوُّعَات فَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِجَمِيعِ أَنْوَاع التَّطَوُّعَات .

ثُمَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يُدْعَى مِنْ جَمِيع الْأَبْوَاب عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم لَهُ , وَإِلَّا فَدُخُوله إِنَّمَا يَكُون مِنْ بَاب وَاحِد , وَلَعَلَّهُ بَاب الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ عُمَر ” مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه ” الْحَدِيث وَفِيهِ ” فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَاب الْجَنَّة يَدْخُل مِنْ أَيّهَا شَاءَ ” فَلَا يُنَافِي مَا تَقَدَّمَ ، وَإِنْ كَانَ ظَاهِره أَنَّهُ يُعَارِضهُ , لِأَنَّهُ يُحْمَل عَلَى أَنَّهَا تُفْتَح لَهُ عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم , ثُمَّ عِنْد دُخُوله لَا يَدْخُل إِلَّا مِنْ بَاب الْعمل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ ” انتهى من ” فتح الباري ” .

وقال القرطبي رحمه الله :

” جاء في حديث أبي هريرة : ( إن من الناس من يدعى من جميع الأبواب ) فقيل : ذلك الدعاءُ دعاءُ تنويه وإكرام ، وإعظام ثواب العاملين تلك الأعمال … ثم يدخل من الباب الذي غلب عليه العمل ” انتهى .

التسميات:

الخميس، 20 مايو 2021

اول من ينشق القبر عنه يوم القيامة

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2278 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث :
يُبيِّنُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه سيِّدُ وَلدِ آدمَ يَومَ القيامةِ، والسَّيِّدُ: هُو الَّذي يَفوقُ قَومَه في الخيرِ. وقيل: هوَ الَّذي يُفزَعُ إِليه في النَّوائبِ والشَّدائدِ، فيَقومُ بأُمورِهم، ويَتحمَّلُ عَنهم مَكارِهَهم ويَدفعُها عنهم، والتَّقييدُ بيَومِ القيامَةِ مَع أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيِّدُهم في الدُّنيا والآخرَةِ، مَعناه: أنَّه يَظْهَرُ يومَ القيامةِ سُؤدُدُه بِلا مُنازعٍ ولا مُعاندٍ، بِخِلافِ الدُّنيا، فَقدْ نازعَه فيها مُلوكُ الكُفَّارِ وزُعماءُ المشركينَ. وأَوَّلُ مَن يَنشَقُّ عنه القَبرُ، أي: أَوَّلُ مَن يُبعَثُ مِن قَبرِه ويَحضُرُ في المحشَرِ. وأَوَّلُ شافعٍ، أي: في ذلكَ المحضَرِ، وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ أي: أَوَّلُ مَن تُقبَلُ شَفاعتُه عَلى الإِطلاقِ في أَنواعِ الشَّفاعاتِ.

التسميات:

أعظم آية فى القرآن إذا قرأتها لم يمنعك من دخول الجنة إلا

 

 

ما هى أعظم فى كتاب الله عز وجل وما ثواب قراءتها ؟

 

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة:255]. قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ.

شرح الحديث :
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنَ النَّاسِ تَعليمًا وإرشادًا لأصحابِه، وفي هذا الحَديثِ يحكي أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: يا أبا المُنذِرِ- وهيَ كُنيةُ أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضيَ اللهُ عَنه- أتدْري أيَّ آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ مَعكَ أعظَمَ؟ قالَ أُبيٌّ: قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ. قال: يا أبا المُنذِرِ، أتدرِي أيَّ آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ مَعكَ أعظَمَ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القيُّومُ…}، يَعني آيةَ الكُرسيِّ؛ وهذا لأنَّ هَذه الآيَةَ مُشتملَةٌ عَلى عَشرِ صِفاتٍ مِن صِفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فَضربَ في صَدري وَقالَ: واللهِ! لِيَهْنِكَ العِلمُ أبا المُنذرِ، أيْ: لِيَكُنِ العلمُ هنيئًا لك تَهنَّأ به، والقَصدُ الدُّعاءُ لَه بتَيسيرِ العِلمِ والرُّسوخِ فيهِ.
في الحَديثِ: مَنقُبَةٌ عَظيمَةٌ لأُبيِّ بنِ كَعبٍ رَضي اللهُ عنه.
وفيه: مَشروعيَّةُ مَدحِ الإنسانِ في وَجهِهِ إذا كان فيه مصلحةٌ، ولم يُخَفْ عليه إعجابٌ ونحوُه.
وَفيهِ أيضًا: تَبجيلُ العالِمِ فُضلاءَ أصحابِهِ.

 

وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ.

شرح الحديث :
تَجمَعُ آيةُ الكُرْسيِّ صِفاتِ العَظَمَةِ والجلالِ للهِ عزَّ وجلَّ؛ ولذا كانت أعْظمَ آيةٍ في القُرآنِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَنْ قَرَأَ آيةَ الكُرْسيِّ” وهيَ قولُهُ تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]، “دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ مَكْتوبَةٍ”، أي: بعدَ انْتِهاءِ كُلِّ صَلاةٍ فَريضَةٍ والتسليمِ منها، “لم يَمْنَعْه من دُخولِ الجنَّةِ، إلا الموْتُ” يعني الموْتُ حاجِزٌ بيْنه وبيْن دُخولِ الجنَّةِ، فإذا تحقَّق وانْقَضى حصَّلْتَ الجنَّةَ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على قِراءَةِ آيةِ الكُرْسيِّ دُبرَ الصَّلواتِ .

 

وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : من قرأ آيةَ الكرسيِّ في ليلةٍ لم يزَلْ عليه من اللهِ حافظٌ ولا يقربُه شيطانٌ حتى يُصبحَ

إذا أتى المسلم إلى فِراشِه لِلنَّومِ، فلْيَقْرأْ آيةَ الكُرسيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]، يَصِفُ عزَّ وجلَّ نفْسَه بأنَّه الإلهُ المَعبودُ الَّذي لا مَعبودَ بحقٍّ غيرُه؛ فهو وَحْدَه المستحِقُّ للعِبادةِ، وله سُبحانَه الحياةُ الكاملةُ التي لم يَسْبِقْها عَدَمٌ، ولا يَلحَقُها زَوالٌ، وهو القائمُ بنفْسِه الَّذي لا يَحتاجُ لأحدٍ، والقائمُ بأمورِ خَلْقِه مِن رِزقٍ وغيرِه، فجَميعُ الخَلْقِ مُفتَقِرٌ إليه، ومِن كَمالِ حَياتِه وقَيُّوميَّتِه تعالَى: أنَّه لا يَعتريهِ نُعاسٌ، ولا يَغلِبُه نَومٌ، يَملِكُ سُبحانه جَميعَ ما في الكونِ وَحْدَه، لا أحدَ يَشفَعُ عندَه إلَّا بعْدَ أنْ يَأذَنَ سُبحانه له، يَعلَمُ سُبحانه جَميعَ أُمورِ العِبادِ؛ ما مَضى منها وما سَيَأتي، وجميعُ مَن همْ دونه عزَّ وجلَّ لا يَعلَمون شيئًا إلَّا ما عَلَّمهم بمَشيئتِه، ولِعَظمتِه جلَّ وعلا واتِّساعِ سُلطانِه، أحاط وشَمِل كُرسيُّه -الذي هو مَوضِعُ قَدَمَيه سُبحانه- السَّمواتِ والأرضَ، وعلى الرَّغمِ مِن اتِّساعِ السَّمواتِ والأرضِ وعَظَمتِهما، لا يُثقِلُه ولا يَشُقُّ عليه حِفْظُ السَّمواتِ والأرضِ، بلْ هو أمرٌ سَهْلٌ ويَسيرٌ عليه سُبحانه، وهو ذو العُلوِّ المطلَقِ على جَميعِ مَخلوقاتِه، فهو علِيٌّ بذاتِه، وبقَهْرِه وكَمالِ صِفاتِه، كما أنَّه ذُو العَظَمةِ المطلَقةِ في ذاتِه وصِفاتِه وسُلطانِه.
وأن مَن قَرَأَها فإنَّه لا يُزالُ معه مِنَ اللهِ حافظٌ؛ ولا يَقرَبُه شَيطانٌ طُوالَ اللَّيلِ حتَّى يُصبِحَ

التسميات:

القضاء والقدر

يسأل الناس عن القضاء والقدر وهل من ثبوت العقيدة الايمان بهما ؟ وأجاب الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق فقال: الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الايمان ، بل هو أهم مظاهر الايمان بالله، ويتمثل دستور الايمان بالقدر فى قول الله تعالى فى سورة القمر : إنا كل شئ خلقناه بقدر .

وما قاله عبادة ابن الصامت لإبنه :يابنى انك لن تجد طعم حقيقة الايمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ن وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن اول ما خلق الله القلم ، فقال له اكتب .قال : رب وماذا أكتب ؟قال : اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة ” ، يابنى انى سمعت رسول الله يقول “من مات على غير هذا فليس منى “.

لا فاعل إلا الله
وقوله صلى الله عليه وسلم لإبن عباس رضى الله عنهما ” واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لم ينفعوك بشئ قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على ان يضروك بشئ لم يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف ” اخرجه احمد والترمذى وابن حيان .

فينبغى على المسلم ان يعتقد اعتقادا جازما بانه لا فعل الا الله وان كل مايجرى فى الكون ، وكل ماجرى ، وكل ما سيجرى هو فعل الله سبحانه وتعالى ، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل .

حكمة الابتلاء
وتوجد حكمة عالية فى قضية القضاء والقدر ، وهى حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله ، فالانسان لايعلم ماذا كتب عليه غدا ، ولذلك من حقه ان يتمنى ، وأن يسعى الى تحقيق ماهو مباح ومشروع ، فعندما لا تتحقق هذه الامانى والاحلام ويختلف مارتبه المخلوق مع ما اراده الخالق يظهر الايمان الحقيقى.

واذا كان ما كتبه الخالق أحب اليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح ، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصى الجاهل .وقد يترتب على عدم رضاه الخروج من الملة والعياذ بالله.

التعبير عن الإيمان
فالايمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلى للايمان بالله ، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله فيجب ان تؤمن بأثر هذه الصفات وهى افعاله سبحانه وتعالى ، فالايمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل الا لله ، وان ترضى بما يصدر فى الكون عن الله حتى تكون عبدا ربانيا .

اختيار الإنسان وقدرته
ولا تنافى بين اعتقادك ان الفعل لله وحده وبين كونك مختارا مريدا فإن اختيار الانسان وارادته محسوس لا ينكره عاقل ومن انكره كذب بالمحسوس ، وكذب بنصوص القرآن التى اثبتت للانسان قدرة ومشيئة واختيارا ، قال تعالى : وهديناه النجدين .. البلد – 10 ، وقال سبحانه منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة .. آل عمران – 152 .

فالصواب فى تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلا واختيارا ، وأن تعتقد ان الله هو الفعال وهو صاحب الامر .

فالقدر سر الله فى خلقه ، ولذا ترى بعض العارفين كأبى عباس الحريثى يقول : نظر الى الخلق بعين الشريعة مقتهم ، ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم ، فالعارف مستبصر بسر الله فى خلقه .. والله تعالى أعلى وأعلم .

التسميات:

الأربعاء، 19 مايو 2021

لقاء الأنبياء فى رحلة الاسراء والمعراج

 

 

يجيب الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: إن القرآن فيه آيات لو وقف الإنسان عندها بإمعان لأعطت له الأصل الذى يعتمد عليه فى إيمانه بالرحلة وما حدث فيها، مثلا كونه يلتقى بالأنبياء ويصلى بهم مع أنه حى بقانون الأحياء وهم موتى بقانون الأموات ..فكيف التقى الحى بالميت وعمل الاثنان عملا واحدا .

 

والواقع أن الإنسان بروحه حين تتصل به تتصل اتصالات مختلفة ، تتصل به وهو حى ..لكن تنقسم قسمين تتصل به حال النوم ولها قانون ، واليقظة ولها قانون ، واليقظة والنوم هاتان آيتان يتعرض لهما الاحياء .

 

وأنا لى حالتان حالة اليقظة وأنا حى وحالة النوم ، فاللروح اتصال بالجسم فى حالة اليقظة ولها قانونها المعروف، وللروح اتصالها بالجسم فى حالة المنام ولها قانونها المعروف، فإذا ماجئت لقانون الروح مع الجسم فى حالة المنام هل هو قانون فى حالة اليقظة.

 

لا ..ليس هو ، لأننى أرى فى المنام أن فلانا يرتدى ملابس حمراء وآخر يرتدى ملابس خضراء فأنا أرى الألوان وعينى مغلقة وذلك لأن هناك وسيلة من وسائل الإدراك غير التى عندى ووسائل من وسائل الإحساس بالأشياء غير الحواس الخاصة بى فبمجرد الخلود إلى النوم تبدأ الروح إشراقاتها وتجلياتها مع الجسم فتعطى له معانى جميلة .

 

وبعد ذلك فالزمن ليست له سيطرة المرائى ولكن لها قانون خاص ، فأنت لك عالمك وأخاك فى نفس الحجرة له عالمه.

 

وقانون الروح فى النوم أخف وأقوى منه فى اليقظة ..فإذا كان ذلك مع بقاء الحياة فما بالك لو أن هذه المادة فنيت .

 

أيكون أكثف من قانون النوم أم اشف منه ، لكن لابد أن يكون أشف منه وتكون فيه المرائى وفيه الصور وفيه الالتقاءات ..لكن من الذى يستطيع أن يتجرد من ماديته لتفرق فيه روحانيته حتى يلتقى بمثل هؤلاء.

 

هذا ما فعله الله سبحانه مع رسولنا الكريم، أنه جرده من بشريته فجعل الأشياء التى لم يرها وهو يقظ يراها وهو موجود، ولذلك أخذ الرسول المرحلتين كان لا يرى رؤية إلا وجاءت كفلق الصبح.. مابالك إذا كان الله تعالى قد أحدث فى محمد تغييرا كما قلنا ، من هنا يجب أن نلاحظ أن للروح اتصالا بالجسم حال اليقظة وبعد ذلك اتصال للروح بالجسم فى حالة النوم وقانونها اشف وأقوى من قانون اليقظة، وكذلك هناك اتصال للروح بالجسم فى حالة البرزخ، وللروح اتصال بالجسم بعد البعث وذلك هو الاتصال العلوى.

التسميات:

ماذا يحدث للميت قبل يوم القيامة وما هو عالم البرزخ ؟

 

ماذا يحدث للميت قبل يوم القيامة وما هو عالم البرزخ ؟
الجواب فضيلة أ.د محمد المسير رحمه الله
برزخ معناه وسط بين شيئين معناه أنه مرحلة وسطى بين الدنيا وبين الآخرة
هذه المرحلة عبر عنها النبي صل الله عليه وسلم بقوله أن القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار
هل الأراوح تتلاقى فيما بينها قبل يوم القيامة ؟
يقول الشيخ المسير هذا نوع من الثواب يمنحه الله لعباده المؤمنين قال تعالى : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ .. سورة الطور آية 21
الجواب كامل فيديو :

التسميات:

الثلاثاء، 18 مايو 2021

سبب نزول قوله تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله

كان الصحابة رضي الله عنهم شديدي المراقبة لسلوكهم، وكانوا فوق ذلك على درجة عالية من الالتزام بأحكام الشرع، فكانوا لشدة إيمانهم ويقينهم يسألون رسول الله صلى الله عليه عما يُشكل عليهم من المسائل والوقائع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب عن أسئلتهم بما فتح الله عليه من أجوبة، أو بما أنزل الله إليه من قرآن.

ومما جاء من هذا القبيل قوله تعالى: {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} (البقرة:284).

نتتبع فيما يأتي سبب نزول هذه الآية، ونُتبع ذلك ببعض التعليقات عليه:

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بركوا على الرُّكب، فقالوا: أي رسول الله! كُلِّفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها – يقصدون قوله سبحانه: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} -، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: {سمعنا وعصينا}! بل قولوا: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}. قالوا: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}. فلما قرأها القوم، ذلَّت بها ألسنتهم، فأنزل الله في إثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: نعم، {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: نعم، {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: نعم، {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} قال: نعم.

وروى مسلم هذا الخبر عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ قريب، قال: لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} قال: دخل قلوبهم منها شيء، لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولوا: سمعنا، وأطعنا، وسلمنا، قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، قال: قد فعلت، {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: قد فعلت {واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا}، قال: قد فعلت.

وروى الإمام أحمد عن مجاهد، قال: دخلت على ابن عباس، فقلت: يا أبا عباس! كنت عند ابن عمر، فقرأ هذه الآية فبكى. قال: أية آية؟ قلت: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه}، قال ابن عباس: إن هذه الآية حين أنزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غماً شديداً، وغاظتهم غيظاً شديداً، وقالوا: يا رسول الله! هلكنا، إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا، وبما نعمل، فأما قلوبنا فليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: {سمعنا وأطعنا}، قالوا: {سمعنا وأطعنا}. قال: فنسختها هذه الآية: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله} إلى قوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}، فتُجِوِّز لهم عن حديث النفس، وأُخذوا بالأعمال.

وقد ذكر ابن كثير روايات أُخر لسبب نزول هذه الآية، لا تخرج من مضمون ما نقلناه أنفاً، ثم قال: فهذه طرق صحيحة عن ابن عباس، وقد ثبت عن ابن عمر كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما.

قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم} جاء أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وناس من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجثوا على الرُّكب، وقالوا: يا رسول الله! والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية، إن أحدنا لَيُحَدِّث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأن له الدنيا وما فيها، وإنا لمؤاخذون بما نُحَدِّثُ به أنفسنا هلكنا والله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، فقالوا: هلكنا، وكُلِّفنا من العمل ما لا نطيق، قال: فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل لموسى: {سمعنا وعصينا}، قولوا: {سمعنا وأطعنا}، فقالوا: {سمعنا وأطعنا}، واشتد ذلك عليهم، فمكثوا بذلك حولاً – سنة -، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، فنسخت هذه الآية ما قبلها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد تجاوز لأمتي ما حدثوا به أنفسهم، ما لم يعملوا أو يتكلموا به.

ولنا على ما جاء في سبب نزول هذه الآية التعليقات التالية:

الأول: بيان ما أكرم الله تعالى به هذه الأمة، وخففه عنها، مما كان على غيرهم من المشاق والأغلال. وبيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من المسارعة إلى الانقياد لأحكام الشرع، ما يدل على إيمان راسخ، ويقين ثابت.

الثاني: ورد فيما ذكرناه من روايات، أن الآية التالية لقوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} ناسخة لهذه الآية. وليس المراد من لفظ (النسخ) في هذه الروايات وما شابهها المعنى الأصولي لـ (النسخ)، وهو رفع الحكم، بل المراد بـ (النسخ) هنا البيان والتخصيص، قال ابن عاشور: إن من سمى ذلك (نسخاً) من السلف، فإنما جرى على تسمية سبقت ضبط المصطلحات الأصولية، فأطلق (النسخ) على معنى (البيان)، وذلك كثير في عبارات المتقدمين. وقال أيضاً: وإطلاق (النسخ) على هذا اصطلاح للمتقدمين، والمراد البيان والتخصيص؛ لأن الذي تطمئن له النفس: أن هذه الآيات متتابعة النظم.

الثالث: أن حديث النفس معفو عنه، وإنما يحاسب الإنسان بعمله، لا بما تُحَدِّثُ به نفسه. وقد صح في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تكلم، أو تعمل)، رواه الجماعة؛ لذلك قال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} أي: لا يكلف أحداً فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه، ورأفته بهم، وإحسانه إليهم، وهذه هي المبينة لما كان أشفق منه الصحابة، في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} أي: هو وإن حاسب وسأل، لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه، فأما ما لا يمكن دفعه من وسوسة النفس وحديثها، فهذا لا يكلف به الإنسان.

الرابع: الآية الأخيرة من سورة البقرة، ورد فيها الدعاء التالي: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} (البقرة:286)، قال النووي: هذا الدعاء ينبغي أن يُحفظ، ويدعى به كثيراً. وقد ورد في حديث صحيح أن (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)، متفق عليه. قيل: كفتاه من قيام تلك الليلة. وقيل: كفتاه من كل سوء وشر.

التسميات:

الاثنين، 17 مايو 2021

اذا كان الله قد أرادها خمسة صلوات فلماذا فرض الخمسين أولا ؟

اذا كان الله قد أرادها خمسة صلوات فلماذا فرض الخمسين أولاً ؟
الشيخ الشعراوى رحمه الله يجيب فى هذا الفيديو النادر

التسميات:

كيف تكون رفيق النبي في الجنة

كيف تكون رفيق النبي في الجنة .. أبشر بحبك لله عز وجل ولنبيه صل الله عليه وسلم واقرأ هذا الحديث

 

أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ومَاذَا أعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: لا شيءَ، إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ.
قَالَ أنَسٌ: فَما فَرِحْنَا بشيءٍ، فَرَحَنَا بقَوْلِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ قَالَ أنَسٌ: فأنَا أُحِبُّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ معهُمْ بحُبِّي إيَّاهُمْ، وإنْ لَمْ أعْمَلْ بمِثْلِ أعْمَالِهِمْ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3688 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
وقتُ قيامِ السَّاعةِ مِنَ الغيبيَّاتِ الَّتي استأثرَ المولى سبحانه وتعالى بها، ولم يُطلِعْ عليه أَحدًا؛ ولذلك فإنَّ المؤمنَ لا يَنشغلُ بِموعدِ قيامِها، وإنَّما يجبُ أنْ تنصرفَ همَّتُه إلى زادِه إليها وما أعدَّ لها مِنَ العملِ، وفي هذا الحديثِ سألَ رجلٌ مِن أهلِ الباديةِ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عَن وقتِ قيامِ السَّاعةِ فقال له صلَّى الله عليه وسلَّم: «ويْلَكَ ما أعددْتَ لها؟»، والويلُ هو الدُّعاءُ بِالهلاكِ، وليس مقصودًا هنا، وإنَّما هو تعنيفٌ مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليه سلم؛ لِينشغِلَ بِالأصلحِ له وهو العملُ الصَّالحُ لا بِموعدِ قيامِ السَّاعةِ، فقال له الرَّجلُ بعد أنْ سمعَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذلك: «ما أعددْتُ لها إلَّا أنِّي أُحبُّ اللهَ ورسولَه» فقال له صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّك مع مَن أحببْتَ”، أي: معهم في الجنَّةِ، فقال الصِّحابةُ رضوان الله عليهم: ونحن كذلك، أي: نحن أيضًا نُحبُّ اللهَ ورسولَه فهل نكونُ مع مَن أحبَبْنَا؟ فقال لهمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم «نَعمْ»، فَفرِحوا بذلك فرحًا شديدًا، فمرَّ غلامُ المغيرةِ بنِ شُعْبَةَ عليهم وكان مِن أقرانِ أنسِ بنِ مالكٍ رضِي اللهُ عنه، أي: مُقارِبٌ له في عُمْرِه، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنْ أُخِّرَ هذا» أي: إنْ عاشَ ولم يَمُتْ في صغَرِه، «فلنْ يُدرِكَه الهرمُ حتَّى تقومُ السَّاعةُ”، أي: ساعةُ الحاضرِينَ عنده، يعني مَوتَهم؛ لأنَّ مَن ماتَ فقدْ قامَتْ قيامَتُه، ويُحتملُ أنْ يكونَ صلَّى الله عليه وسلَّم أرادَ قُربَها، أو أنَّه عَلِمَ أنَّ هذا الغلامَ لا يعيشُ حتَّى يكبُرَ في العمرِ.

إذا أتممت القراءة أذكر الله .. سبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والله أكبر
وصل على الحبيب صل الله عليه وسلم

التسميات:

فعل في الصلاة النبي ﷺ شهد إنه يغفر كل الذنوب ولا يعرفه أغلب الناس

أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ المسجدَ ، إذا رجلٌ قد قَضى صلاتَهُ وَهوَ يتشَهَّدُ ، فقالَ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ يا اللَّهُ بأنَّكَ الواحدُ الأحدُ الصَّمدُ ، الَّذي لم يَلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: قَد غَفرَ اللَّهُ لَهُ ، ثلاثًا
الراوي : محجن بن الأدرع |  المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم: 1300 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث :

لِلهِ عزَّ وجلَّ الأسماءُ الحُسنى والصِّفاتُ العُلَى، وقد أمَرنا سُبحانَه أن ندعُوَه وحدَه ونسأَلَه، ووعَدَنا بإجابةِ الدُّعاءِ؛ فكلُّ عبدٍ يُريدُ شيئًا فَلْيَسأَلِ اللهَ تعالى؛ فاللهُ قريبٌ مُجيبٌ.
وفي هذا الحديثِ يُخبرُ مِحْجَنُ بنُ الأَدْرَعِ رَضِي اللهُ عَنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم دخَل المسجِدَ”، أي: مسجِدَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ مسجِدًا آخَرَ، “إذا رجُلٌ” في المسجِدِ يُصلِّي، “قد قضَى صلاتَه”، أي: قرُبَ مِن إتمامِ صلاتِه، “وهو يَتشهَّدُ”، أي: يقرَأُ التَّشهُّدَ الأخيرَ، “فقال” هذا الرَّجُلُ بعدَ التَّشهُّدِ: “اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ” وَحْدَك لا أحدَ غيرَكَ، “يا أللهُ”؛ كرَّرَ لفْظَ الجلالةِ لإظهارِ الذُّلِّ والافتقارِ إلى اللهِ تعالى، “بأنَّكَ الواحدُ الأحدُ”، قد انحصَرَتْ فيه الأحَدِيَّةُ؛ فأنتَ الأحَدُ المُنفرِدُ بالكمالِ، الَّذي له الأسماءُ الحُسنى، والصِّفاتُ والأفعالُ العُلْيَا، الَّذي لا نَظيرَ له ولا مَثِيلَ؛ فأنتَ سبحانك واحدٌ في ذاتِك، وصفاتِك، وأفعالِك، “الصَّمَدُ”، أي: السَّيِّدُ الَّذي كمَلَ سُؤْدُدُه، الَّذي يَصمُدُ إليه النَّاسُ في حوائجِهم وأمورِهم؛ فهو الكاملُ في أوصافِه، العَليمُ الكامِلُ في عِلمِه، الحليمُ الكامِلُ في حِلمِه، وهكذا سائرُ أوصافِه، “الَّذي لم يلِدْ”، أي: ليس له ولَدٌ، وفي هذا ردٌّ على المُشرِكينَ الَّذين قالوا: إنَّ الملائكةَ بناتُ اللهِ، وردٌّ على النَّصارى الَّذين قالوا: إنَّ عيسى ابنُ اللهِ، وردٌّ على اليهودِ الَّذين قالوا: عُزَيْرٌ ابنُ اللهِ، “ولم يُولَدْ”، أي: لم يَلِدْه أحَدٌ؛ فليس له والدٌ ولا صاحبةٌ؛ فنفَى عن ذاتِه الوِلادةَ والمُماثَلةَ، “ولم يكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ”، أي: مُكافِئًا ومماثِلًا ونظيرًا، لا في أسمائِه ولا في أوصافِه، ولا في أفعالِه، تبارَك وتعالى، “أن تغفِرَ لي ذُنوبي”، أي: تمحُوَ لي ما فعَلْتُه مِن ذُنوبٍ وعِصيانٍ لكَ، وعلَّل ذلك بقولِه: “إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ”، أي: إنَّما سأَلْتُكَ مغفرةَ ذُنوبي؛ لأنَّكَ المتَّصِفُ بصِفَتَيِ المغفرةِ والرَّحمةِ.
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عِندَما سمِعَ دعاءَ الرَّجُلِ وما يتوسَّلُ به: “قد غفَر اللهُ له- ثلاثًا-“، أي: محَا وكفَّرَ عن هذا الرَّجُلِ ذنوبَه، قالها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ثلاثًا؛ تأكيدًا وإسماعًا لِمَن حَوْلَه.
وفي الحديثِ: التَّوسُّلُ بأسماءِ اللهِ تعالى الحُسْنى، وصِفاتِه العُلَى، وفَضلُ الدُّعاءِ بها، وأنَّها سببٌ لإجابةِ الدُّعاءِ.
وفيه: الحَثُّ والتَّرغيبُ في الاجتِهادِ في الدُّعاءِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ .
لو أتممت القراءة أذكر الله وصل على الحبيب صل الله عليه وسلم

التسميات:

حاجة لو عملتها اسمك يتقال حول عرش ربنا طول الوقت

 

حاجة لو عملتها اسمك يتقال حول عرش ربنا طول الوقت
إسمى أنا .. أه إسمك أنت إن شاء الله
وبفعل سهل وبسيط مش هياخد منك ثوانى

 

قال النبي صل الله عليه وسلم : إنَّ ممَّا تذكرونَ من جلالِ اللهِ التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ ينعطِفْنَ حولَ العرشِ لهنَّ دويٌّ كدويِّ النحلِ تُذكِّرُ بصاحبِها أمَا يُحبُّ أحدُكم أن يكونَ له أو لا يزالَ له من يُذكرُ به
الراوي : النعمان بن بشير | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم: 3086 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث :
ذِكْرُ اللهِ تعالى بقلْبٍ خاشعٍ له فضْلٌ كَبيرٌ، وقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تَرطيبِ الألْسِنةِ بذِكْرِ اللهِ، وتَعميرِ القُلوبِ به.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ رضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “إنَّ ممَّا تذكُرونَ مِن جَلالِ اللهِ”، أي: تَعظيمِه “التَّسبيحَ”، وهو قولُ: سُبحانَ اللهِ، وما شابَه ذلك، “والتَّهليلَ” وهو قولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، “والتَّحميدَ” وهو قولُ: الحمدُ للهِ، “يَنْعَطِفْنَ حَولَ العرْشِ”، أي: هؤلاء الكلماتُ والجُمَلُ الأربعُ يَمِلْنَ ويَدُرْنَ حولَه، والمُرادُ طَوافُهنَّ حَولَ العرشِ، “ولهنَّ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحلِ”، أي: صَوتٌ يُشْبِهُ صَوتَ النَّحلِ؛ مِن كثرةِ تَكرارِ هذه الكلماتِ وتَرديدِها، “تُذَكِّرُ بصاحبِها”، أي: تذكُرُ أنَّ قائلَها فلانٌ، في المَقامِ الأعلى، وفي هذا أعظَمُ حَضٍّ على الذِّكْرِ بهذه الألفاظِ، “أَمَا يُحِبُّ أحدُكم أنْ يكونَ له- أو لا يزالَ له- مَن يُذَكِّرُ به”، أي: عندَ اللهِ وحَولَ عرْشِه.
وهذا مِن الحَثِّ على الاستكثارِ مِن هذا الذِّكْرِ؛ فالتَّسبيحُ: تنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يليقُ به، والتَّحميدُ: إثباتٌ لأنواعِ الكمالِ للهِ في أسمائِه وصِفاتِه وأفعالِه، والتَّهليلُ: إخلاصٌ وتوحيدٌ للهِ وبَراءةٌ مِن الشِّركِ، والتَّكبيرُ: إثباتٌ لعَظَمَةِ اللهِ، وأنَّه لا شيءَ أكبَرُ منه؛ فاشتمَلَتْ هذه الجملُ على جُملةِ أنواعِ الذِّكْرِ مِن التَّنزيهِ والتَّحميدِ والتَّوحيدِ والتَّمجيدِ، ودِلالتُها على جميعِ المَطالِبِ الإلهيَّةِ إجمالًا. ولهذه الكلماتِ فَضائلُ عَظيمةٌ أُخرَى، ومِن ذلك: أنَّهنَّ مُكفِّراتٌ للذُّنوبِ، وأنَّهنَّ غَرْسُ الجنَّةِ تُغْرَسُ لقائلِها.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على ذِكْرِ اللهِ بهذه الكلماتِ.
وفيه: بيانُ فضْلِ الذِّكْرِ.
لو أكملت القراءة أذكر الله .. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله .. وصل على الحبيب ﷺ

التسميات: