من أول صحابي لرسول الله صلى إمامًا بالمصلين؟
جاء في الصحيحين وغيرهما واللفظ لمسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي (تعني في مرضه الذي توفي فيه) قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فقلت: يا رسول الله: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه فلو أمرت غيره، وفي رواية فلو أمرت عمر، قالت والله ما بي إلا كراهة أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام النبي صلى الله عليه وسلم، قالت فراجعته مرتين أو ثلاثا، فقال: ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف” وفي رواية”: فصلى بهم أبو بكر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40].
فقالت عنه “دار الإفتاء المصرية”: سيدنا أبو بكر الصديق، أول من آمن بالرسالة المحمدية من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين، أنزل الله سبحانه وتعالى فيه هذه الآية، التي تدل على المكانةِ الساميةِ التي حظي بها سيدنا أبو بكر، وتكريمِ الله تعالى له بذكر موقفه الخالد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة.
فعن ابن عُمر رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنْتَ صَاحِبِي عَلَى الْحَوْضِ، وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ» رواه الترمذي.
وتحدث العلماء عن الحزن الذي أصاب أبا بكر الوارد في الآية، فقالوا إنه لم يكن جُبْنًا منه، وإنما كان إشفاقًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: “إنْ أُقتل فأنا رجل واحد وإن قُتِلْتَ هلكت الأمَّة”.
لقد كانت معيَّة الله تعالى هي الحافظة لرسول الله وأبي بكر، فعن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدثهم، قال: “نظرت إلى أقدام المشركين فوق رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: “يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميْه أبصرنا تحت قدميه”، فقال: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» رواه مسلم.
وهكذا تبدو واضحة جلية بعض معالم شخصية أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه، المخلص في الدفاع عن قائده ومعلمه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمحب له، والمفتدي له بروحه وماله، رضي الله عنه وأرضاه.
المصادر:
– تفسير البغوي.
– فتح الباري شرح صحيح البخاري.
التسميات: إسلاميات
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية