هل أواصل علاقتي معه أم اقطعها حتى يخطبني
السؤال: انا شابة عندي علاقة مع شاب يعدني بالزواج سؤالي هو هل يمكنني ان اواصل علاقتي معه حتى نتزوج ام ان انتظر ان يخطبني بارك الله فيكم
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالشارع الحكيم حرم العلاقات بين الجنسين إلا في ظل زواج شرعي؛ لأن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق في التكوين الحيوي للإنسان، ومن ثمّ كانت تلك العلاقات مخاطرة بالدين، ولا يعني هذا مقاومة تلك الرغبات الفطرية، وإنما ينظمها ويضبطها ويهذبها، دونما تعريض القلوب للتجربة والابتلاء في هذا النوع من البلاء الهابط، ولذلك وضع الله سبحانه ضوابط للعلاقات بين الجنسين؛ فأمر بغض البصر: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ} إلى قوله تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 30، 31]
وإذا دعت الحاجة أو المصلحة للكلام فيكون في حدود الأدب؛ {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، فكانت أي نظرة أو حركة أو ضحكة أو دعابة أو نبرة تثير، والطريق المأمون هو قطع المثيرات؛ لأنها خطوة من خطوات الشيطان تنتهي بالزنا؛ كما قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور: 21]، وقال: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].
فالله سبحانه وتعالى عليم بخبايا النفوس، وطبيعة خلقه؛ {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]، ومن ثم أوجب أخذ الطريق عليهم، فنهى حتى عن مجرد النبرة اللينة واللهجة الخاضعة، {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً}؛ والحكمة من هذا أنه كما أن لهجة الحديث تطمع، فكذلك موضوع الحديث يطمع، فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء، ولا هذر ولا هزل، ولا دعابة ولا مزاح، كي لا يكون مدخلاً إلى شيء آخر وراءه من قريب أو من بعيد، فكيف بما هو أكبر من التكسر في الكلام؟
والله تعالى يأمر عباده المؤمنين أن يؤدوا ما ائتمنهم عليه من أوامره ونواهيه؛ فقال سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنفال: 27]، والأمانة، هي امتثال الأوامر، واجتناب المحارم، فمن أدى الأمانة استحق من الله الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها بل خانها استحق العقاب الوبيل، واستحق أن يتصف بأقبح الصفات، وهي خيانة الله والرسول ولأمانته، منقصًا لنفسه بكونه اتصفت نفسه بأخس الصفات، وأقبح الشيات، وهي الخيانة، مفوتا لها أكمل الصفات وأتمها، وهي الأمانة.
إذا تقرر هذا فيجب عليك قطع العلاقة مع هذا الشاب حتى يتقدم لخطبتك،، والله أعلم.
طريق الإسلام
التسميات: فتاوى