الجمعة، 31 ديسمبر 2021

نهى النبي عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها

الحديث :

نَهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ تُنْكَحَ المَرْأَةُ علَى عَمَّتِهَا، والمَرْأَةُ وخَالَتُهَا. فَنُرَى خَالَةَ أبِيهَا بتِلْكَ المَنْزِلَةِ لأنَّ عُرْوَةَ، حدَّثَني عن عَائِشَةَ، قالَتْ: حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5110 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (5110)، ومسلم (1408)
شرح الحديث :
حَدَّد الشَّرعُ الكريمُ أحكامَ الأسرةِ في الزَّواجِ والطَّلاقِ، وبَيَّن ما يِحُّل فيه وما يَحرُمُ، وما يترتَّبُ على ذلك كُلِّه من الحقوقِ والواجباتِ على كُلِّ الأطرافِ، واستقَرَّ الأمرُ بما وضَّحه القرآنُ وبَيَّنَتْه السُّنَّةُ النبويَّةُ، ولا ينبغي لأحَدٍ أن يُغَيِّرَ فيها باجتهادِه مع وجودِ النُّصوصِ القاطِعةِ الواضِحةِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهَى عن الجَمْعِ بيْن المرأةِ وعَمَّتِها، والمرأةِ وخالتِها في نكاحٍ واحدٍ ، فلو نكَحَهما معًا بطل نكاحُهما؛ إذ ليس تخصيصُ إحداهما بالبُطلانِ أَولى من الأخرى، فإن نكَحَهما مرتَّبًا بطل نكاحُ الثانيةِ؛ لأنَّ الجَمعَ بها حصل. وهذا النَّهيُ لما يُفضي إليه الجَمعُ من قَطعِ الأرحامِ القريبةِ بما يقَعُ بين الضرائِرِ من الشَّنَآنِ والشُّرورِ بسَبَبِ الغَيرةِ.
ثم أخبر محمَّدُ بنُ شِهابٍ الزُّهريُّ -أحَدُ رواةِ الحديثِ- أنَّ عُروةَ بنَ الزُّبَيرِ حَدَّثه عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ الرَّضَاعةَ تُحرِّمُ ما يُحرِّمُه النَّسَبُ، فكما أنَّ المرأةَ لا يُجمَعُ بيْنها وبيْن خالتِها مِنَ النَّسبِ، فكذلك لا يُجمَعُ بيْنها وبيْن خالتِها مِنَ الرَّضاعةِ، وهي أنْ تكونَ أُختَ أُمِّها الَّتي أرضَعْتَها، وكذلك العمَّةُ، فكما لا يُجمَعُ بيْن المرأةِ وعمَّتِها مِنَ النَّسبِ لا يُجَمَعُ بيْن المرأةِ وعمَّتِها مِنَ الرَّضاعةِ، وأيضًا خالةُ الأبِ مِنَ الرَّضاعِ كخالةِ الأبِ مِنَ النَّسبِ، وكذلكَ في سائرِ المُحرَّماتِ بالرَّضاعِ.
وقيل: لا حاجةَ إلى قَولِ ابنِ شِهابٍ الزُّهرىِّ: «فنرى خالةَ أبيها بتلك المنزلةِ»، ولا حاجةَ إلى تشبيهِها بما حُرِّم بالرَّضاعِ؛ فهو استدلالٌ غيرُ صَحيحٍ مِن الزُّهْريِّ؛ لأنَّه استدَلَّ على تحريمِ من حُرِّمَت بالنَّسَبِ بتحريمِ من حُرِّمَت بالرَّضاعِ، وإنَّما يدخُلُ في معنى هذا الحديثِ تحريمُ نكاحِ الرَّجُلِ المرأةَ على عَمَّتِها من الرَّضاعةِ وخالتِها من الرَّضاعةِ.

التسميات: , , ,

بيعتين وصلاتين ولبستين نهى النبي عنهم

الحديث :

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن بَيْعَتَيْنِ، وعَنْ لِبْسَتَيْنِ وعَنْ صَلَاتَيْنِ: نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الفَجْرِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وعَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وعَنِ الِاحْتِبَاءِ في ثَوْبٍ واحِدٍ، يُفْضِي بفَرْجِهِ إلى السَّمَاءِ، وعَنِ المُنَابَذَةِ، والمُلَامَسَةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 584 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
التزامُ هديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الأمْرِ والنَّهيِ والبَيعِ والشِّراءِ وسائرِ العِباداتِ والمُعامَلاتِ هو سبيلُ الخَيرِ والنَّجاةِ في الدُّنيا والآخِرةِ.وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبَعضِ المنهيَّاتِ، حيثُ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن بَيعتَين، وفسَّرَهما في الحَديثِ بأنَّهما «المُنابَذة» مِن النَّبْذِ، وهو الإلقاءُ؛ وهي أنْ يَجعَلَ إلْقاءَ السِّلعةِ إيجابًا للبَيعِ؛ فمتى أَلْقى إليه ثوبًا أو غيرَه التَزَمَ المُشترِي بشِرائِه، وعن «المُلامَسة» مِن اللَّمْسِ؛ وهي أنْ يَبِيعَ البائعُ شيئًا إلى المُشترِي على أنَّه متى لَمَسَه فقد تَمَّ البَيعُ، وكِلاهما مِن العُقُودِ المَنهِيِّ عنها؛ لِمَا فيها مِن الغِشِّ.ونهَى رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن لِبستَين، وفسَّرَهما في الحديثِ بأنَّهما «اشتِمال الصَّمَّاءِ»، وهو أنْ يَلُفَّ الإنسانُ جميعَ جسَدِه بالثَّوبِ، ولا يَرفَعَ شيئًا مِن جَوانبِه، فلا يُمكِنُه إخراجُ يدِه إلَّا مِن أسفَلِه؛ وسُمِّيَ بذلك؛ لِسَدِّه المَنافِذَ كلَّها كالصَّخْرةِ الصَّمَّاءِ، وفيه تَشبُّهٌ باليهودِ الَّذين كانوا يَفْعَلون ذلك، وقد نَهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن التَّشبُّهِ بهم. وعن «الاحتِباءِ» وهو أنْ يَقعُدَ الإنسانُ على أَليَتَيْهِ ويَنصِبَ ساقَيْهِ، فيَضُمَّ رِجلَيْهِ إلى بَطنِه بثَوبٍ، ويَجمَعَهما مع ظهْرِه، ويَشُدَّ الثَّوبَ عليه بهذه الهيئةِ، أو يَشُدَّ على ساقَيْهِ بيَدِه؛ وإنَّما نَهَى عنه؛ لأنَّه إذا لم يكُنْ عليه إلَّا ثوبٌ واحدٌ، فرُبَّما تحرَّكَ أو زَالَ، فتنكشف عَوْرتُه كما بيَّنه في قَولِه: «يُفْضي بِفَرجِه إلى السَّماء». قيل: إنَّ الاحتِباءَ المَنْهِيَّ عنه في الجُلوسِ هو احتِباءُ الرَّجُلِ الَّذي لا يملِكُ إلَّا ثوبًا واحدًا بثوبِه، أمَّا الذي يَحتبي وهو ساترٌ لعَورتِه بالثيابِ فلا بأسَ في ذلك.كما نَهَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلاتَينِ، وفسَّرَهما في الحديثِ بأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن الصَّلاةِ بعْدَ صَلاةِ الفَجرِ حتَّى تَطلُع الشَّمسُ، بمعنى أنَّه يَنهى عن الصَّلاةِ في هذا الوقتِ الذي يَبدأُ مِن أوَّلِ ظُهورِ حاجِبِ الشَّمسِ عندَ شروقِها إلى أن يَتمَّ اكتمالُ شروقِها بظُهورِ قُرصِها كاملًا في أُفقِ السَّماءِ، «وبَعدَ صَلاةِ العَصرِ حتَّى تَغرُب الشَّمسُ» وهذا هو الوقتُ الثَّاني المنهيُّ عن الصَّلاةِ فيه، وهو مِن بَعدِ أداءِ العصرِ في أوَّلِ وقتِه ويكونُ أكثر تحديدًا عندَ بَدْءِ الشَّمسِ في الغروبِ إلى أن يَتمَّ اختفاءُ قُرصِ الشمسِ كاملًا؛ فالمُرادُ بالنَّهيِ عمومًا وقْتُ الطُّلوعِ ووقْتُ الغُروبِ وما قارَبَهُما؛ لِأنَّه الوَقتُ الَّذي كانَ يُصلِّي فيه مَن يَعبُدونَ الشَّمسَ، ولأنَّه الوقتُ الذي يَقترِبُ فيه الشَّيطانُ مِن الشَّمسِ فتَكونُ بيْنَ قَرنَيْهِ، وهذا النَّهيُ يخُصُّ صلاةَ النافلةِ والتطَوُّعِ، لا الصَّلاةَ الواجبةَ كمَّنْ تأخَّرَ عن صلاةِ العَصرِ إلى هذا الوقتِ؛ فإنَّه يُصلِّي في وقتِ النَّهيِ. وقيل: إنَّ النَّهيَ عن الصلاةِ في هذا الوَقتِ إنَّما أُريدَ به النَّهيُ عن تأخيرِ الفَريضةِ لغَيرِ عُذرٍ حتَّى تقَعَ مُقارِنةً للغُروبِ.وفي الحديثِ: الحثُّ على حُسنِ التعامُلِ في البَيعِ والشِّراءِ والابتعادِ عن كلِّ ما فيه غِشٌّ أو جَهالةٌ تُؤدِّي إلى التنازُعِ.وفيه: الحثُّ على سَترِ العَورةِ، والحِرصُ على حُسنِ الهَيئةِ وجَمالِها.وفيه: بيانٌ لأوقاتِ النَّهيِ عنِ الصَّلاةِ.

التسميات: ,

الخميس، 30 ديسمبر 2021

نهى النبي عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب

الحديث

– أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب
الراوي : معاذ بن أنس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 1110 | خلاصة حكم المحدث : حسن
شرح الحديث
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الإنصات إلى الموعظة، وبالأخص في خطبة الجمعة، وينهى عن كل فعل يؤدي إلى الإلهاء عن الإمام.
وفي هذا الحديث يخبر معاذ بن أنس رضي الله عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحبوة”، والحبوة: أن يضع الإنسان أليتيه على الأرض ويضم رجليه إلى بطنه بثوب، أو بيديه، وخص النهي بيوم الجمعة والإمام يخطب؛ لأنها وسيلةٌ إلى ارتخاء الأعضاء، وربما خرج شيءٌ، وربما جاءه النعاسُ ففات عليه استماع الخطبة، فالأولى للمؤمن تركها وقت الخطبة، فيجلس مُتَرَبِّعًا أو مُتَوَرِّكًا أو مُفْتَرِشًا، كجلسته بين السَّجدتين، أو نحو ذلك غير الحبوة؛ ابتعادًا عن أسباب انتقاض الوضوء، وابتعادًا عن أسباب النُّعاس.
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

التسميات:

الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

معنى قول النبي إن الله كتب على ابن ادم حظه من الزنا

 

الحديث

– ما رَأَيْتُ شيئًا أشْبَهَ باللَّمَمِ، ممَّا قالَ أبو هُرَيْرَةَ: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 6612 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
خَلَق اللهُ تعالَى النَّاسَ في هذِه الحياةِ؛ لِيَبتلِيَهم ويَختبِرَهم؛ فمَن أطاعَ ربَّه وعَصى هَواه، كان جَزاؤُه الجنَّةَ في الآخِرَةِ، ومَن عَصى ربَّه واتَّبَع هَواه، كان مِن أهلِ النَّارِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما عن تَفْسيرِ «اللَّمَمِ» -وهو ما يُلِمُّ به الإنسانُ مِن شهَواتِ النَّفسِ، وهي صَغائرُ الذُّنوبِ- الوارِدِ في قَوْلِ اللهِ تعالَى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم: 32]، وأصلُ اللَّمَمِ والإلمامِ: المَيلُ إلى الشَّيءِ وطَلَبُه مِن غيرِ مُداومةٍ، فذكر ابنُ عَبَّاسٍ أنَّه لم يَرَ شَيئًا «أشْبَهَ باللَّمَمِ» أي: أقرَبَ ما يُفَسَّرُ به اللَّمَمُ، ممَّا رواهُ أبو هُرَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّ اللهَ كَتَب» في اللَّوْحِ المحفوظِ على كلِّ فردٍ مِن بَني آدَمَ حَظَّه ونَصِيبَه مِنَ الزِّنَا، وأنَّ ذلك مُدرِكُه ومُصِيبُه، ولا حِيلَةَ له في دفعِه، فمن كُتِب عليه شيءٌ من ذلك فلا بُدَّ أن يُصيبَه، ولا بدَّ أن يَفعَلَه، ولكِنْ ليس مُجبَرًا عليه، بل باختياره؛ «فزِنَا العينِ النَّظَرُ» لِمَا حرَّم اللهُ النَّظرَ إليه، كالنَّظرِ إلى النِّساءِ الأجنبيَّاتِ دونَ ضَرورةٍ أو حاجةٍ شَرعيَّةٍ، «وزِنَا اللِّسانِ المَنطِقُ»، والمرادُ: ما يُتلَذَّذ به مِن الحديثِ مع مَن يَحرُمُ التَّلذُّذُ بالحديثِ معه، وهذا كلُّه مِن دَواعِي الزِّنَا ومُقدِّماتِه؛ ولذا «فالنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشتَهِي» فتَهُمُّ بفِعلِ الحرامِ وتتلَذَّذُ بالتفكيرِ فيه، «والفَرْجُ» -وهو العضوُ والجارِحةُ التي يُنفَّذُ بها هذا الفِعلُ المحَرَّمُ- هو الذي «يُصدِّقُ ذلك أو يُكذِّبُه» بفِعلِ الزِّنَا أو تَرْكِه، فإنْ وَقَع في الزِّنَا لم يكُنْ مِن اللَّمَمِ، بلْ كَبِيرَةً.
وعلى هذا فإنَّ الزِّنا لا يختَصُّ بالفَرجِ، وإنما هو نوعانِ: زِنا الفَرْجِ، وزِنا الجوارحِ، فالجوارحُ كُلُّها تزني زنًا يأثَمُ عليه الإِنسانُ، ولكِنَّه أقَلُّ إثمًا من زِنا الفَرْجِ، فزِنا العَينِ النَّظَرُ إلى المرأةِ الأجنبيَّةِ بشَهوةٍ، وزِنا اللِّسانِ التحَدُّثُ إليها بشَهوةٍ، ويقاسُ على ذلك بقيَّةُ الجوارحِ.
وفي الحَديثِ: عدَمُ التَّساهُلِ في صَغائرِ الذُّنوب؛ لأنَّها دَواعِي الكبائرِ ومُقدِّماتُها.
وفيه: رَبطُ الصَّحابةِ مَعانيَ القُرآنِ بمعاني السُّنَّةِ، وأنَّ كُلًّا منهما يوضِّحُ الآخَرَ.
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

التسميات: , , ,

لماذا نهى النبي عن رد الطيب

 

الحديث

دَخَلْتُ عليه فَنَاوَلَنِي طِيبًا، قالَ: كانَ أنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لا يَرُدُّ الطِّيبَ. قالَ: وزَعَمَ أنَسٌ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ لا يَرُدُّ الطِّيبَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2582 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
كان الطِّيبُ مِن أحَبِّ الأشياءِ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان يُحِبُّ أنْ تُشَمَّ منه رائحةٌ طيِّبةٌ، ويَكرَهُ أنْ تُشَمَّ منه رائحةٌ كَريهةٌ، وحاشاهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ذلك؛ فقدْ كان أطيَبَ الخَلْقِ، يَتطيَّبون بعَرَقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي التَّابعيُّ عَزْرةُ بنُ ثابتٍ الأنصاريُّ، أنَّه دخَلَ على ثُمامةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أنسِ بنِ مالكٍ، فأعطاهُ طِيبًا -وهو المادَّةُ العِطريَّةُ ذاتُ الرَّوائحِ الطَّيِّبةِ- وأخبَرَه أنَّ جدَّهُ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه صاحبَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كان لا يَرُدُّ الطِّيبَ إذا أُهدِيَ إليه، وكان أَنَسُ بنُ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه يَفعَلُ ذلك اقتداءً برَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقدْ أخبَرَ أنسٌ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كانَ لا يَرُدُّ الطِّيبَ إذا أُهدِيَ إليه. وقد وَرَدَ النَّهيُ عن رَدِّه مَقرونًا ببَيانِ الحكمةِ في ذلك في حَديثٍ رَواهُ أبو داودَ عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «مَن عُرِضَ عليه طِيبٌ فلا يَرُدَّه؛ فإنَّه خَفيفُ الحَمْلِ، طَيِّبُ الرَّائحةِ».
وفي الحديثِ: إشارةٌ إلى حِفظِ قُلوبِ النَّاسِ بقَبولِ هَداياهُم.
وفيه: إشارةٌ إلى التَّرغيبِ في استعمالِ الطِّيبِ والرَّوائحِ العِطريةِ.

التسميات: ,

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

نهى النبي عن ركوب النمار ، وعن لبس الذهب إلا مقطعا

 

الحديث

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهَى عن ركوبِ النِّمارِ ، وعن لبسِ الذَّهبِ إلَّا مُقطَّعًا
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4239 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
استِعمالُ النِّساءِ للذَّهبِ ينبغي أنْ يكونَ للتَّحلِّي والتزيُّنِ بهِ، لاللإسرافِ والخُيلاءِ، وفي هذا الحديثِ يخبِرُ معاوِيةُ بنُ أبي سُفيانَ رضيَ الله عَنهما: “أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم نَهى عن رُكوبِ النِّمارِ”، أي: الجُلوسِ على جُلودِ السِّباعِ واستِعمالِها في السُّروجِ وما شابَه، ممَّا يجعلُ على ظُهورِ الدَّوابِّ للرُّكوبِ علَيهِ؛ لأنَّ فيها مِن الزَّهوِ والخُيلاءِ، وفيه أيضًا تشبُّهٌ بالعَجمِ.
“وعن لُبسِ الذَّهبِ إلا مُقطَّعًا”، أي: ونَهى صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم عن كَثرةِ الذَّهبِ إلَّا ما كانَ قِطعًا منه مثلَ الخاتَمِ والعِقدِ والسِّوارِ وما يكونُ مِن خُيوطٍ في الثيابِ، وهذا فيما يتعلَّقُ بالنِّساءِ؛ لأنَّ الذَّهبَ للرِّجالِ محرَّمٌ علَيهِم قليلُه وكثيرُه إلَّا ما كانَ لِضَرورةٍ، وكُرِهَ من ذلكَ الكثيرُ الذي هوَ عادةُ أهلِ السَّرفِ وزِينةُ أهلِ الخُيلاءِ والكِبرِ، واليَسيرُ هوَ ما لا يجِبُ فيه الزَّكاةُ، ويُشبِه أن يكونَ إنَّما كُرِهَ استِعمالُ الكَثيرِ مِنه لأنَّ صاحِبَه رُبما ضنَّ بإخراجِ الزَّكاةِ منه فيأثَمُ.

التسميات: , , ,

معنى حديث دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين

 

الحديث
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر، فقال: أمعك ماء؟ قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل، ثم جاء، فأفرغت عليه الإداوة، فغسل وجهه ويديه، وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها، حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ثم مسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5799 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
كان المغيرة رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في غزوة من غزواته، وهي غزوة تبوك، وكانت في السنة التاسعة من الهجرة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ «الإداوة»، وهي وعاء صغير يوضع فيه الماء للوضوء ونحوه، فأخذها المغيرة رضي الله عنه، وانطلق صلى الله عليه وسلم حتى ابتعد عن المغيرة واختفى عن عينه، فقضى حاجته من بول أو غائط، وكانت عليه جبة منسوجة في بلاد الشام، فحاول النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج يده من كمها فلم يستطع ذلك؛ لشدة ضيقه، فأخرج يده من تحت الجبة؛ ليتم كن من غسلها وغسل ذراعيه في الوضوء، وألقى الجبة على منكبيه، وهو: مجتمع أول الذراع مع الكتف، فصب المغيرة عليه فتوضأ الوضوء الشرعي الذي يفعله للصلاة.
ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما. أى على خفيه، وهو: حذاء من جلد يستر القدم، وغالبا ما يستدفأ به، ومسح على الخف؛ لأنه كان قد أدخل رجله على طهارة، فأخذ برخصة المسح على الخف دون نزعه، ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم.وقد بينت السنة أن المسح على الخف يكون مدة يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام ولياليها للمسافر.وفي الحديث: الصلاة في الثياب التي ينسجها المشركون؛ فإن بلاد الشام كان بها النصارى.وفيه: مشروعية المسح على الخفين.

التعريف براوى الحديث :
هو أبو عبد الله المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، وُلد في ثقيف بالطائف، وبها نشأ، وكان كثير الأسفار، أسلم عام الخندق، وشهد بيعة الرضوان، وهو من كبار الصحابة أصحاب الشجاعة والمكيدة والدهاء، وكان ضخم القامة، قال عنه الطبري: كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجًا، ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما. اهـ، توفي في الكوفة سنة 50هـ عن عمر يناهز 70 سنة.

التسميات:

ثلاثة لا ينظر إليهم الله يوم القيامة

الحديث

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 107 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحذر أصحابه رضي الله عنهم من سيئ الصفات وقبيح الأعمال، وكان صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على كل ما يقربهم من الجنة في الآخرة.
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أنواع من الناس لا «يكلمهم الله يوم القيامة» كلاما يسرهم؛ استهانة بهم وغضبا عليهم، وهذه عقوبة لهم على جرم قد وقعوا فيه، «ولا ينظر إليهم»، وهذه مبالغة في العقوبة؛ فلا ينظر الله إليهم نظرة رحمة فيرحمهم، «ولا يزكيهم»، فلا يطهرهم من ذنوبهم ولا يغسلهم من دناءتهم ولا يغفر لهم، «ولهم عذاب أليم»، أي: فوق كل تلك العقوبات فسوف يدخر الله لهم عذابا عظيما في الآخرة، فيضاعف عليهم العقوبة.
أما الأول: فهو رجل كبير السن قد وقع في فاحشة الزنا، مع أنه قد بلغ من الرشد والعقل وذهاب الشهوة ما يردعه عن ذلك؛ فالشاب قد يكون عنده شهوة ويعجز أن يملك نفسه، لكن الشيخ قد بردت شهوته وزالت أو نقصت كثيرا؛ فالفاحشة ليس لها سبب قوي. ومثله المرأة البالغة العجوز إذا زنت، فمعصية الشيخ والشيخة العجوز معصية تفوق معصية الزنا من الشاب، والزنا كله فاحشة ومن الكبائر، سواء من الشاب أو من الشيخ، لكنه من الشيخ أشد وأعظم.
والنوع الثاني: “ملك كذاب”، أي: كثير الكذب على رعيته؛ خداع لهم في دينهم ودنياهم، ويشمل هذا كل من ولي أمرا من أمور المسلمين فيكذب على رعيته لأجل مصلحة حكمه وشخصه. وفي رواية النسائي: «والإمام الجائر»، أي: الظالم، والكذب حرام، ومن صفات المنافقين من الملك وغير الملك، لكنه من الملك أعظم وأشد؛ لأنه لا حاجة إلى أن يكذب؛ فكلمته بين الناس هي العليا، فيجب عليه أن يكون صريحا صادقا فيما يعدهم به.
والنوع الثالث: «عائل» أي: ذو عيال، وهذا كناية عن كونه فقيرا، ولكنه على ما فيه من فقر، فهو متكبر، ولا سبب يجعله يتكبر، بل كان الأحرى به التواضع لله وبين الناس؛ لأن الفقر يوجب للإنسان أن يتواضع، ويحتمل المعنى: أن الفقير له عيال، ولا يقدر على تحصيل نفقتهم وكسوتهم ويجوعهم، وتكبره هذا يجعله لا يأخذ الزكاة والصدقة ولا يقبل أموال الناس، أو لا يعمل عملا؛ لأنه يرى أن هذا العمل ممتهن له، فمن كانت هذه صفته وقع في الإثم؛ لإيصال ضرر الجوع والعري إلى عياله، ومرجع ذلك كله هو ما عنده من كبر، والكبر حرام من الغني ومن الفقير، لكنه من الفقير أشد؛ ولهذا تجد الناس إذا رأوا غنيا متواضعا استغربوا ذلك منه، واستعظموا ذلك منه؛ لأن العادة فيه التكبر.
وقد خصص المذكورون بالوعيد؛ لأن كلا منهم التزم المعصية مع عدم ضرورته إليها، وضعف داعيتها عنده، فأشبه إقدامهم عليها المعاندة والاستخفاف بحق الله، وقصد معصيته لا لحاجة غيرها.
وذكر هؤلاء الأصناف الثلاثة في هذا الحديث لا يعني الحصر، ولا يمنع من وجود أصناف أخرى استحقت نفس العذاب، كالمسبل إزاره، والذي يحلف ليروج سلعته ويبيعها، والمنان، كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

وفي الحديث: إثبات صفة الكلام والبصر لله عز وجل على الوجه اللائق به جل جلاله، من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف؛ فإن لم يكلم الأصناف الثلاثة ولم ينظر إليهم، فهو يكلم غيرهم وينظر إليهم.
وفيه: التحذير من الزنا والكذب والتكبر.

التسميات: ,

فضيلة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل

الشيخ مصطفى اسماعيل

الشيخ مصطفى اسماعيل

فى ذكرى وفاته تعرف على فضيلة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله.

▪️ولد فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل في 17 يونيو عام 1905م، بقرية ميت غزال، مركز السَّنطة، محافظة الغربية، وأتمَّ حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا؛ ليتلقَّى علوم التجويد والقراءات.

▪️وقد تميَّز الشيخ منذ صغره بأداء فذًّ في تلاوة كتاب الله عز وجل، وبراعة مُنقطعة النظير في التَّنقُّل بين أنغامها وألوانها، وحسنِ تعبيرٍ عن معاني آياتها وكلماتها بصوته وأدائه، ووقفِه وابتدائه، وتمكُّنه في تجويد وقراءات القرآن الكريم.

▪️ذاعت شهرة الشيخ في محافظته والمحافظات المجاورة لها في بداياته، ثم انتقل إلى القاهرة، فزادت شهرته، وازدانت بصوته محافلُها ومناسباتُها.

▪️وفي محفلٍ تَغَيَّبَ عنه الشيخ عبد الفتاح الشِّعشاعي لظروف طارئة كان لحسن تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل بالغ الأثر في تعرُّف جمهور جديد عليه، وذيوع صيته، وتعلق قلوب مُستمعي القرآن الكريم بصوته الشجي العذب.

▪️وبعد سماع الملك فاروق تلاوته وإعجابه بها؛ أمر بتعيينه قارئًا لقصر مصر الملكي، رغم عدم اعتماد إذاعة القرآن الكريم له في ذلك الوقت.

▪️وفي عام 1945م انطلق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل؛ صادحًا بآيات الكتاب العزيز عبر موجات إذاعة القرآن الكريم، وتعلقت بصوته الآذانُ والقلوب، وطارت شهرته في آفاق مصر والعالم.

▪️وقد جاب الشيخ كثيرًا من دول العالم؛ قارئًا لآيات القرآن الكريم، ومُحْيِيًا ليالي رمضان، وسط احتفاءٍ وتقدير كبيرين على المستوى الشعبي والرسمي في شتى الدول التي زارها، والتي من بينها دولة فلسطين، التي قرأ بحرمها القدسي الشريف «المسجد الأقصى» تلاوته المشهورة في ذكرى الإسراء والمعراج عام 1960م، كما حصل على العديد من الأوسمة داخل مصر وخارجها.

▪️وبعد صحبةٍ صادقةٍ لتلاوة آيات القرآن الكريم دامت إلى آخر أيام حياته؛ رحل الشيخ عن عالمنا في 26 من ديسمبر عام 1978م، ودُفن في قريته ميت غزال، بمركز السنطة، محافظة الغربية؛ تاركًا خلفه ثروة كبيرة من التِّلاوات القرآنية الرائعة والمُتقنة.

رحمَ الله الشيخ مصطفى إسماعيل، وغفر له ولسامعيه ومُحبيه في كل زمان ومكان 🤲 اللهم آمين.

التسميات: ,

الطهارة في شدة البرد

 

نشر مركز الازهر العلمى للفتوى الإلكترونية أحكام الطهارة في شدة البرد كالآتى :
▪الصلوات الخمس المكتوبة فرائض عظيمة يثاب المرء على أدائها في أوقاتها، وإسباغ الوضوء وتحسينه لها.
▪الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة، وقد بين سيدنا النبي ﷺ فضل إسباغ الوضوء على المكاره، أي: المواضع التي يكره المرء إيصال الماء إليها؛ لشدة البرد مثلًا؛ فيقول ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ». [أخرجه مسلم]
▪لا يجوز التيمم مع القدرة على استعمال الماء؛ وإن كان باردًا، إلا إذا خيف وقوع الضرر عند استخدامه، وتعذر تسخينه، فيباح التيمم للضرورة التي تُقدَّر بقدرها، كما فعل سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأقره سيدنا النبي ﷺ على ذلك.
▪يجب غَسل الرأس في الغُسل الواجب بإيصال الماء لفروته، وهذا عام للرجال والنساء، دون اشتراط فك المرأة لضفائرها فيه.
▪لا يجزئ المسح على أكمام الذراعين الضيقة عند الوضوء، بل تجب إسالة الماء على اليدين إلى المرفقين.
▪لا حرج في تسخين الماء البارد؛ ليسهل استعماله في الوضوء؛ قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. [الحج: 78]
▪لا حرج في تجفيف مواضع الوضوء بعد غسلها، خاصة عند شدة البرد.
▪من يسر الشريعة الإسلامية أن شرعت مسح شعر الرأس في الوضوء لا غَسله، لطول بقاء أثر الماء على الشعر بخلاف باقي الأعضاء.
▪مع وجوب مسح الرأس في الوضوء؛ لم يشترط جمهور الفقهاء مسحه بالكلية؛ بل يجزئ الوضوء عندهم بمسح جزء من الرأس، كما يجوز استكمال المسح على عمامةٍ أو خمارٍ بعد مسح جزء من الرأس على المفتى به.
▪مما رخَّص فيه الشرع الشريف المسح على الخفين وما شابههما عند الوضوء؛ تخفيفًا على المكلفين، بشروط وضوابط، وقفنا معها في منشور سابق يمكن الرجوع إليه لتمام الفائدة.
وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد وآلِهِ وَصَحبِهِ، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.

التسميات: , , ,

الاثنين، 27 ديسمبر 2021

أربع من الدواب نهى النبي عن قتلـ ـها

الحديث

إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى عن قتلِ أربعٍ من الدوابِّ ؛ النملةِ، والنحلةِ، والهدهدِ، والصّردِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 5267 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (5267) واللفظ له، وابن ماجه (3224)، وأحمد (3066)
شرح الحديث
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَأمُرُ بَقَتْلِ الفَواسِقِ الضَّارَّةِ مِن الهوامِ، مِثْلِ: الفأرةِ والعَقْرَبَ والكَلْبِ العَقورِ وغيرِ ذَلِك، وفي المقابلِ كان يَنْهى عن قَتْلِ بعضِ الدَّوابِّ مِنَ الحشراتِ والطُّيورِ والحيواناتِ؛ لِما لها مِنْ فائدةٍ، كما جاء في هذا الحديثِ، حيث يُخبِرُ عَبْدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ من الدَّوابِّ”، والدَّوابُّ تُطْلَقُ على كُلِّ ما يَدِبُّ على الأرضِ، وتلك الأربَعُ هي: “النَّمْلَةُ”، والنَّهْيُ عَنْ قَتْلِ النَّمْلِ إذا لم يَضُرَّ، أمَّا إذا ضَرَّ فلا حَرَجَ في قَتْلِه مع الاقتصارِ على قَتْلِ الضارِّ فقط وعدَمِ توسيعِ دائرةِ القتلِ في النَّملِ. “والنَّحْلَةُ”، والنَّهْيُ عن قَتْلِها لِما فيها مِن المنفَعةِ بصُنْعِها العَسْلَ واللِّقاحَ وغيرَ ذلك، ولعدمِ ضَررِها، فليس في قَتْلِها مَصْلحةٌ. “والهُدْهدُ”، وهو دليلُ سُليمانَ عليه السَّلامُ، ولا يَضُرُّ ولا يُؤْذي، وليس في قَتْلِه أو صيدِه مَنْفعةٌ مِنْ أَكْلِ لَحْمِه؛ لأنَّه مُحرَّمٌ. “والصُّرَدُ”، وهو طائرٌ كبيرُ الرَّأسِ والمِنقارِ، وله رَيشٌ نِصْفُه أبيضُ ونِصْفُه أسوَدُ، وهو مُحرَّمٌ وليس في قَتْلِه مَنْفَعةٌ ولا مَصْلحةٌ، كما أنَّه لا يَضُرُّ؛ فلذلك وَرَدَ النَّهيُ عن قَتْلِ هذه الدَّوابِّ.

التسميات: ,

نهى النبي عن الخاتم الذهب للرجال

 

الحديث

نَهانا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سَبْعٍ: نَهانا عن خاتَمِ الذَّهَبِ -أوْ قالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ- وعَنِ الحَرِيرِ، والإِسْتَبْرَقِ، والدِّيباجِ، والمِيثَرَةِ الحَمْراءِ، والقَسِّيِّ، وآنِيَةِ الفِضَّةِ. وأَمَرَنا بسَبْعٍ: بعِيادَةِ المَرِيضِ، واتِّباعِ الجَنائِزِ، وتَشْمِيتِ العاطِسِ، ورَدِّ السَّلامِ، وإجابَةِ الدَّاعِي، وإبْرارِ المُقْسِمِ، ونَصْرِ المَظْلُومِ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5863 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (5863)، ومسلم (2066)
شرح الحديث :
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَأمُرُ أصْحابَه رضِيَ اللهُ عنهم بكلِّ خِصالِ الخَيرِ، ويَنهاهُم عن كلِّ خِصالِ الشَّرِّ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ البَرَاءُ بنُ عازِبٍ رضِيَ اللهُ عنه: «نَهانا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سَبْعٍ» أي: خِصالٍ أو أمورٍ، وهي: «نَهَانا عن خَاتَمِ الذَّهَبِ -أو قال: حَلْقَةِ الذَّهَبِ-»، وهذا النَّهيُ محمولٌ على لُبْسِ الذَّهَبِ للرِّجالِ والتَّحلِّي بهِ، أمَّا النِّساءُ فقد أباحه لهم في أحاديثَ صحيحةٍ أُخرى، وكذلك نهى عَن لُبْسِ الرِّجالِ للحَريرِ، وعن الإسْتَبْرَقِ، وهو: الحَرِيرُ الغَلِيظُ، «والدِّيباجِ» وهو: أفضَلُ أنْوَاعِ الحَريرِ وأنْفَسُها، وبذلك فقد شَمِلَ نَهْيَ الرِّجالِ عن لُبسِ كُلِّ أنواع الحريرِ إلَّا ما استثناه للضَّرورةِ، مِثلُ الحَكَّةِ في الجِلدِ، ونهى عن «المِيثَرَةِ الحَمْرَاءِ»، وهي: ثِيابٌ مِن حَريرٍ تُلبَسُ فوقَ غيرِها مِن الثِّيابِ، وقيلَ: السُّرُوجُ الَّتي تُتَّخذُ مِن الحَريرِ، ونهى عن «القَسِّيِّ»، وهي: الثِّيابُ المَصنوعَةُ مِن كَتَّانٍ مَخلُوطةٌ بالحَريرِ، ونهى عن «آنِيَةِ الفِضَّةِ»، وهي أوعيةُ الطَّعامِ والشَّرابِ المَصْنُوعِ منَ الفِضَّةِ.
ثم أخبر البراءُ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَرَهم بسَبْعِ خِصالٍ، وهي حقوقٌ لكُلِّ مُسلمٍ على أخيه المسلِمِ، أوَّلُها أنَّه أمَرَ «بعِيادَةِ المَريضِ»، أي: بزِيارَتِه، والسُّؤالِ عن حالِه، والدُّعاءِ له، وفي العادةِ تكونُ عِيادتُه لأخيهِ سَببًا لتَقويةِ أواصرِ الحُبِّ، وتَجدُّدِ نَشاطِه، وانتعاشِ قوَّتِه، وثانيها «اتِّباعُ الجَنائزِ»، ويكونُ ذلك بالصَّلاةِ عليها ودَفْنِها، والدُّعاءِ له بالرَّحمةِ والمغفِرةِ، والجِنَازَةُ: اسمٌ للمَيِّتِ في النَّعْشِ، وثالثُ هذه الأوامِرِ «تَشمِيتُ العاطِسِ»، وذلك بأنْ يُقالَ له بعْدَ حمْدِهِ للهِ: يَرحَمُكَ اللهُ، وهو دعاءٌ له بالرَّحمةِ؛ وذلك لأنَّه كان مِن أهلِ الرَّحمةِ حيثُ عظَّمَ ربَّه بالحَمدِ على نِعمتِه وعرَف قَدْرَها. ومِن فَوائدِ التَّشميتِ: تَحصيلُ المَودَّةِ، والتَّأليفُ بيْن المُسلِمينَ. والأمرُ الرابعُ: «رَدُّ السَّلامِ» إذا أُلقِيَ علينا؛ قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]، وهو واجبٌ على الكِفايةِ إنْ كان في جَماعةٍ، وواجِبٌ مُتعيِّنٌ عليه إنْ كان مُنفرِدًا، ويُستثنى مِن ذلك إنْ كان في حالةٍ يَمتنِعُ عليه رَدُّه، كما لو كان في الحمَّامِ، والأمرُ الخامِسُ: «إجابةُ الدَّاعِي»، ويكونُ ذلك بتلبِيَةِ دَعْوَةِ مَن دَعَا إلى وَلِيمَةٍ أو طَعامٍ، كوليمةِ العُرسٍ، أو العَقيقةِ، أو غَيرِهما، والأمرُ السَّادِسُ: «إبْرارُ المُقْسِمِ»، أي: فِعلُ ما حلَفَ عليه أنْ يَفْعلَه أو لا يَفعَلَه، والأمرُ السابعُ: «نَصْرُ المَظلُومِ»، ويكونُ نصْرُه بمُؤازَرَتِهِ ودَفْعِ ما يَقَعُ عنه منَ الظَّالِمِ قدْرَ الطَّاقةِ.
وهكذا يقيمُ الإسلامُ مُجتَمَعًا مُتماسِكًا مُترابِطًا، يكون المُسلِمُ فيه أَخَا المُسلِمِ، له عندَه حقوقٌ، وعليهِ تُجاهَه واجباتٌ.

التسميات: , , ,

الأحد، 26 ديسمبر 2021

لماذا نهى النبي عن الجدال فى القرآن

الحديث

نزلَ القرآنُ على سبعةِ أحرفٍ ، والمِراءُ في القرآنِ كُفرٌ -قالها ثلاثًا – ما عرفتُمْ منهُ فاعملوا بِهِ ، وما جَهِلْتُم منهُ فردُّوهُ إلى عالمِهِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير
الصفحة أو الرقم: 1/355 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (4603)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8093) مختصراً، وأحمد (7989) باختلاف يسير.
شرح الحديث :
من رحَمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ أنه أنزَل القرآنَ الكريمَ على أحرُفٍ وقِراءاتٍ تُوافِقُ لهجاتٍ عدةً، وكلُّها عربيَّةٌ؛ تَخفيفًا وتيسيرًا وتسهيلًا على المسلمين.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “نزل القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ”، أي: نزَلَ بسَبعةِ أوجُهٍ، أو سَبْعِ لَهَجاتٍ، وقيل: سبْعُ قِراءاتٍ، وقِيل: سَبعةُ أحكامٍ، والمرادُ منها التَّسهيلُ والتيسيرُ. وقيل: أُنزِلَ القرآنُ أولًا بلِسانِ قُريشٍ ومَن جاورَهم من العربِ الفُصحاءِ، ثُمَّ أُبيحَ للعربِ أنْ يَقرؤوه بلُغاتهم التي جرَتْ عادتُهم باستعمالها على اختِلافِهم في الألفاظِ والإعرابِ، ولم يُكلَّفْ أحدٌ منهم الانتقالَ من لُغتِه إلى لُغةٍ أخرى للمَشقَّةِ، ولِمَا كان فيهم مِن الحَمِيَّةِ، ولطلبِ تسهيلِ فَهْمِ المرادِ، وهذه الإباحةُ المذكورةُ لم تقَعْ بالتشهِّي بحيثُ يُغيِّرُ كلُّ أحدٍ الكلمةَ بمُرادفِها في لُغتِه، بل المُراعَى في ذلك السماعُ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فأيُّ وجهٍ تقرأُ به الأُمَّةُ، وأيُّ لهجةٍ تيسَّرَت لها؛ فهي مقبولةٌ إن شاء الله؛ تيسيرًا وتخفيفًا، وليس المرادُ أن كلَّ كلمةٍ وكلَّ جملةٍ من القرآنِ تُقرَأُ على سَبعةِ أوجُهٍ، بل المرادُ أنَّ غايةَ ما انتَهى إليه عددُ القِراءاتِ في الكلمةِ الواحدةِ إلى سَبعةٍ، فإن قيل: فإنَّا نَجِدُ بعضَ الكلماتِ يُقرَأُ على أكثرَ من سَبعةِ أوجُهٍ، فالجوابُ: أنَّ غالِبَ ذلك إمَّا لا تَثبُتُ الزِّيادةُ، وإمَّا أن يكونَ من قَبيلِ الاختلافِ في كيفيَّةِ الأداءِ؛ كما في المدِّ والإمالةِ ونحوِهما، وقيل: ليس المرادُ بالسَّبعةِ حقيقةَ العددِ، بل المرادُ التَّسهيلُ والتَّيسيرُ.
ثم يحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فيقولُ: “المِراءُ”، أي: الجِدالُ، “في القُرآنِ كُفْرٌ”، وهو الجِدالُ الَّذي يُريدُ به صاحبُه تَكذيبَ القرآنِ، وقد أنزل سبحانه كتابَه على سبعةِ أحرُفٍ، فنهاهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن إنكارِ القراءةِ التي يَسمَع بعضُهم بعضًا يَقرؤُونها، وتوعَّدَهم بالكُفرِ عليها؛ لينتهوا عن المِراءِ فيه والتكذيبِ به، وقد كرَّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الجملةَ ثلاثًا للتأكيدِ والإسماعِ، ثم قال: “ما عرفتم منه، فاعملوا به”، أي: اعمَلوا بما عَرَفْتم من الكتاب ما استطعتُم، “وما جَهِلتُم منه”، أي: خفِيَ عليكم من أحكامِهِ وغيرِها، “فرُدُّوه إلى عالِمِه”، أي: فتعلَّموه ممَّن هو أعلمُ منكم.

وفي الحديثِ: بيان خُطورةِ الجِدالِ في القُرآنِ( ).

التسميات: ,

لماذا نهى النبي عن بيعتين في بيعة

الحديث

نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن بيعتيْن في بيْعةٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 4646 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (3461) بمعناه، والترمذي (1231)، والنسائي (4632) واللفظ لهما، وأحمد (9584) مطولاً
شرح الحديث
نَظَّم الإسلامُ أمورَ البَيعِ والشِّراءِ، وحرَص على كلِّ ما يَحفَظُ حُقوقَ جَميعِ النَّاسِ، وقد بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنواعَ البُيوعِ المنهيِّ عنها؛ حتَّى يَجتنبَها المسلمُ، ومِن تِلك الصُّورِ ما جاء في هذا الحديثِ، وفيه يقولُ أبو هُريرةَ رضي اللهُ عنه: “نَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بَيعتَيْن في بيعةٍ”، أي: إنَّه نَهَى أن يَتناولَ عَقدُ البيعِ بَيعتَينِ على ألا يَتِمَّ منهما إلَّا واحدةٌ مع لُزومِ العَقدِ، سواء كان أحدُهما بنَقدٍ واحدٍ، أو بنَقدَيْن مُختلفَينِ. وفُسِّرَ ذلك على وَجهينِ؛ أحدُهما: أنْ يقولَ: بِعتُك هذا الثَّوبَ نقْدًا بِعَشرةٍ ونَسيئةً مؤجَّلًا بخَمسةَ عشرَ، فهذا منهيٌّ عنه؛ لأنَّه لا يُعلمُ الثَّمنُ الَّذي يَختارُه منهما فيَقعُ به العقدُ، وإذا جُهِلَ الثَّمنُ بطَلَ البيعُ، وقيل: علَّةُ النَّهيِ هنا عدمُ استِقرارِ الثَّمنِ ولزومُ الرِّبا عند مَن يَمنعُ بيعَ الشَّيءِ بأكثرَ من سِعرِ يَومِه لأجلِ زيادة الأَجلِ. والوَجهُ الآخَرُ: أنْ يقولَ: بِعتُك هذا العبدَ بعِشرينَ دِينارًا على أن تَبيعَني جاريتَك بِعَشرةِ دنانيرَ؛ فهذا أيضًا فاسدٌ؛ لأنَّه جعَل ثَمنَ العبدِ عِشرينَ دِينارًا وشَرَط عليه أنْ يَبيعَه جاريتَه بِعشرةِ دَنانيرَ، وذلك لا يَلزمُه، وإذا لم يَلزمْه سقَط بعضُ الثَّمنِ، وإذا سقَط بعضُه صار الباقي مَجهولًا، وقيل: علَّةُ النَّهي هنا تعليقُ البَيعِ بِشرْطٍ مُستقبَلٍ يجوزُ وقوعُه وعدمُ وقوعِه؛ فلم يَستقرَّ المِلكُ. أمَّا إذا باعه شَيئينِ بثمنٍ واحدٍ؛ كدارٍ وثوبٍ، أو عبدٍ وثوبٍ، فهذا ليس من بابِ البَيعتينِ في البيعةِ الواحدةِ، وإنَّما هي صَفقةٌ واحدةٌ جَمعتْ شَيئينِ بثَمنٍ معلومٍ.

وفي الحديثِ: النهيُ عن أنواعِ البُيوعِ؛ لِمَا فيها من الجَهالاتِ والغَررِ، وغيرِ ذلك ممَّا يُثيرُ الخِلافَ بين النَّاسِ ويوقِعُ في الرِّبا.

التسميات: , ,

السبت، 25 ديسمبر 2021

لماذا نهى النبي عن تقصيص القبور

الحديث

نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 970 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أكثرُ النَّاسِ حِرصًا عَلى إِزالةِ آثارِ الجاهليَّةِ، مِثلُ البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ لِمَا فِيها مِن إِضاعةِ المالِ والتَّفاخُرِ، وغيرِ ذلكَ مِمَّا لا يَليقُ بالدَّارِ الآخرَةِ، وَلا يُناسِبُ حالَ الموتِ والبِلى، وكَذلك كانَ حَريصًا عَلى إِرشادِ المُسلمينَ لِمَا فيهِ إظهارُ تَكريمِ بَعضِهم لبَعضٍ في المَحيا وبعْدَ المَماتِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نَهى أنْ «يُجصَّصَ القَبرُ»، وَفي رِوايةٍ لمُسلمٍ: «نُهِيَ عَن تَقصيصِ القُبورِ»، وَهوَ بِناؤُه بالقُصَّةِ، وَهي الجَصُّ والجِبسُ، وطِلاؤها؛ لِما في ذلك مِن تَعظيمٍ وغُلوٍّ. وَنَهى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم «أنْ يُقعَدَ عليهِ»، والمُرادُ مِن القُعودِ الجُلوسُ، وَقدْ نَهَى عنهُ لِمَا فيهِ مِن الِاستِخفافِ بحقِّ أَخيهِ المُسلمِ؛ ففي حَديثِ مُسلمٍ عن أبي هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «لأَنْ يَجْلِسَ أحَدُكُم على جَمْرةٍ فتُحْرِقَ ثِيابَهُ، فتَخْلُصَ إلى جِلْدِهِ؛ خَيرٌ له مِن أنْ يَجْلِسَ على قَبْرٍ!» وَهذا تَحذيرٌ شَديدٌ، ونَهيٌ أَكيدٌ عنِ الجُلوسِ عَلى القَبرِ. وَنهى «أنْ يُبنَى عليهِ» يَحتمِلُ أنَّ المُرادَ البِناءُ عَلى نَفسِ القَبرِ ليَرتفِعَ، أوِ المرادُ البِناءُ حوْلَ القبرِ مِثلَ أنْ يُتَّخذَ حَوْلَه خِباءٌ أو مَسجدٌ ونَحوُ ذلكَ، وكِلاهُما مَنهيٌّ عنهُ؛ لأنَّه مِن صَنيعِ أَهلِ الجاهليَّةِ، ولأنَّه إضاعةٌ للمالِ.
فالنَّهيُ الواردُ في الحديثِ يَشتمِلُ على نَوعينِ: الإفراطِ، والتَّفريطِ فيما يَتعلَّقُ بالقبورِ، فلا يُمتهَنُ الأمواتُ بحيث يُداسُ ويُجلَسُ على قُبورِهم، ولا يَغْلو النَّاسُ فيهم بأنْ يكونَ هناك بُنيانٌ وتَعظيمٌ يَترتَّبُ عليه مَحاذيرُ ومَفاسِدُ.

التسميات: ,

هل تجهر المرأة في صلاتها ؟

 

هل تجهر المرأة في صلاتها ؟

الجواب :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد…
فإن المرأة إذا كانت تصلى وحدها ( منفردة ) أو مع نساء فإنها تجهر فيما يجهر به وتسر فيما يسر فيه ، أما إذا كانت بحضرة رجال فإنها تسر في جميع صلواتها .
قال الإمام النووي :
( وأما المرأة فقال أكثر أصحابنا إن كانت تصلي خالية أو بحضرة نساء أو رجال محارم جهرت بالقراءة سواء صلت بنسوة أو منفردة وإن صلت بحضرة أجنبي أسرت). المجموع شرح المهذب (3/ 390) .
والنساء مأمورات في الصلاة بخفض أصواتهن خشية الافتتان بهن .
قال الإمام ابن حجر :
( وكأن منع النساء من التسبيح لأنها مأمورة بخفض صوتها في الصلاة مطلقا لما يخشى من الافتتان ومنع الرجال من التصفيق لأنه من شأن النساء ) . فتح الباري لابن حجر (3/ 77) .
وإذا صلت المرأة بالنساء فإنها تقوم وسطهن ولا تقوم أمامهن .
قال الإمام الشيرازي :
( فصل: والسنة أن تقف إمامة النساء وسطهن لما روي أن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أمتا نساء فقامتا وسطهن ) . المهذب في فقه الإمام الشافعي للشيرازي (1/ 189) .
وعليه : فلا بأس بأن تجهر المرأة في صلاتها إذا لم يكن هناك رجال .
نسأل الله – تعالى – أن يفقهنا في ديننا .
وبهذا يُعلم الجواب إذا كان الحالُ كما وَرَدَ بالسؤال، والله تعالى أعلى وأعلم .

التسميات: ,

سبب نزول سورة عبس

 

ما سبب نزول سورة عبس ، حيث إن الأعداء يتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه منها؟

الجواب :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد…
فسورة عبس شأنها شأن سور القرآن العظيمة وهي تَرُدُّ على من ينكرون نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ،ويقولون إنه من تأليفه، فلو كان من تأليفه ما عاتب نفسه في هذه السورة ،وما حدث لا يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في أخلاقه ،فسبب نزولها :أن عبدالله بن أم مكتوم (كان رجلاً ضرير البصر): عَنْ عائشة قالت: أنزل {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فِي ابن أم مكتوم الْأَعْمَى، أَتَى إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . أخرجه الحاكم (المستدرك: 2/ 514) وابن جرير (30/ 32) والترمذي (5 / 432 – ح: 3331)
-كان صلّى الله عليه وسلّم حريصًا على إيمان رؤساء مكة وصناديدها طالباً لدعوتهم وإرشادهم ، جلس يوما من الأيام معهم على سبيل الملاينة رجاء أن يوفقوا للإيمان ويرغبوا إلى قبول الدعوة وكان صلّى الله عليه وسلّم يصاحبهم ويداريهم حتى دخل عليه صلى الله عليه وسلّم ابن أم مكتوم رضى الله عنه ولم يدر من هم عنده لفقد بصره، فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله ولم يلتفت صلى الله عليه وسلّم ، واشتغل مع جلسائه الذين كان يدعوهم إلى الله فناداه بما نادى مرة بعد أخرى حتى غضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وعلينا أن نفهم أنَّ هذا وصف وليس تقييماً ، النص لم يقيّم عمل النبي صلى الله عليه وسلم لكنه وصف ما فعل ، ولا شك أن كل واحد منا إذا كان جالساً مع شخص يُعَلق أهمية كبيرة على إيمانه لأنه من المتبوعين، فإذا آمن آمن من حوله. فالله أراد أن يلفت انتباهنا لشيء في غاية الأهمية أن الذي يطلب الحق هو الذي يسمو عند الله ، والذي يعرض عنه مهما يكن ذا شأن كبير لا وزن له عند الله ،ولذلك أتبعها ربنا بقوله تعالى :
﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) [ سورة عبس : 3].
فالسورة لا يوجد فيها إشكال ولا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يتضح تعب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة وأنه يريد إسلام الجميع لأن لهم فيه الخير ،فلما كان منشغلاً في هذا طامعاً في إسلامهم وقاطعه ابن أم مكتوم طرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم الطابع البشري كأي بشر ،ومع ذلك فإن الله عاتبه ،فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيب خاطره دائماً ، يسأله بعد هذا : ” ما حاجَتُك، هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيءٍ؟” وإذا ذهب من عنده قال له: ” هَلْ لكَ حاجَةٌ فِي شَيْء؟ وكان يقول له “مرحبا بمن عاتبني فيه ربي عز وجل”(ابن العربي في “عارضة الأحوذي” 12/232)

نسأل الله – تعالى – أن يفقهنا في ديننا .
والله تعالى أعلى وأعلم.

التسميات: ,

لماذا نهى النبي عن سب الاموات

الحديث

لا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ، فإنَّهُمْ قدْ أفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1393 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
لقدْ حرَص الإسلامُ على حِفْظِ أعراضِ المُسلِمينَ أحياءً وأمواتًا، ونَهى عن إيذائِهم بالسَّبِّ والشَّتمِ.
وفي هذا الحَديثِ نَهى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبِّ الأمواتِ والإساءةِ إليهم؛ لأَنَّهم قد أَفْضَوا إلى ما قدَّموا، فوصَلوا إلى ما عَمِلوا مِن خَيرٍ أو شَرٍّ، فيُجازيهمُ اللهُ تعالَى به، فيؤاخِذُ مَن يَشاءُ بذُنوبِه، ويَغفرُ لِمَنْ يَشاءُ منهم؛ ولذلك لا يَنبغي القطْعُ لِأحدٍ بِجنَّةٍ أو نارٍ؛ لأنَّه تعالَى هو المختصُّ بذلك القادرُ عليه، ليس لأحدٍ في ذلك نصيبٌ.
ورَوى التِّرمذيُّ عن المُغِيرةِ بنِ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «لا تَسُبُّوا الأمواتَ، فتُؤْذوا الأحياءَ»، فبيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مِن أسبابِ النهْيِ هو ما يُحدِثُه ذلك مِن حُزنِ أقاربِهم؛ فالنهيُ عن سَبِّ الأمواتِ فيه مُراعاةٌ لمصلحةِ الأحياءِ، والحِفاظ على سَلامةِ المجتمعِ مِن التشاحُنِ والتباغُضِ، أمَّا ذِكرُ الأمواتِ بالخَيرِ فقدْ شرَعه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما في حديثِ النسائيِّ عن عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تَذكُروا هَلْكاكم إلَّا بخَيرٍ».
وقد ورَد في الصَّحيحَينِ عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، قال: «مَرُّوا بجِنازةٍ، فأَثْنَوا عليها خَيرًا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجبَتْ، ثمَّ مرُّوا بأُخرَى فأَثْنَوا عليها شرًّا، فقال: وجبَتْ، فقال عُمرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه: ما وجبَتْ؟ قال: هذا أثنيتُم عليه خيرًا، فوجبتْ له الجنَّةُ، وهذا أثنيتُم عليه شرًّا، فوجبَتْ له النارُ؛ أنتُم شُهداءُ اللهِ في الأرضِ»؛ فلم يَنهَهُم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذِكْرِ المَيتِ بالشَّرِّ، وممَّا قِيل في الجَمْعِ بيْنَه وبيْنَ هذا الحَديثِ: أنَّ النَّهيَ عن سَبِّ الأمواتِ هو في غَيرِ المنافقِ وسائرِ الكفَّارِ، وفي غَيرِ المتظاهرِ بفِسقٍ أو بِدعةٍ، فأمَّا المنافِقُ والكافِرُ وصاحِبُ البِدعةِ فلا يَحرُمُ ذِكرُهم بالشَّرِّ؛ للتَّحذيرِ مِن طَريقتِهم، ومِن الاقتِداءِ بآثارِهم، والتَّخلُّقِ بأخلاقِهم، ومنه ذلِك الحديثُ الَّذي أثنَوْا على المَيتِ فيه شَرًّا؛ لأنَّه كان مَشهورًا بنِفاقٍ أو نحوِه؛ إذَن فالدَّاعي لذِكرِ الأمواتِ بالشَّرِّ هو حاجةٌ شَرعيَّةٌ إلى جَرْحِه.

التسميات: , ,

حكم إعادة صلاة الفريضة في يوم مرتين

 

انتهى من صلاته جماعة ثم وجد جماعة أخرى فهل يدخل معهم مرة ثانية؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد…
فإن الإنسان إذا انتهى من صلاته سواء كان منفردا أم في جماعة ووجد جماعة أخرى سواء في مسجده الذي صلى فيه أو غيره، فإنه يباح له أن يدخل في جماعة أخرى وتحسب له نافلة.
ويدل على هذا حديث جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي آخِرِ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَهُ قَالَ: «عَلَيَّ بِهِمَا». فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا فَقَالَ: «مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟» قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا. قَالَ: «فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا، ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُمْ، فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ» سنن النسائي (2/ 112).
قال الإمام المباركفورى: (قلت حديث الباب يدل على مشروعية الدخول مع الجماعة بنية التطوع لمن كان قد صلى تلك الصلاة) تحفة الأحوذي (2/ 5).
وعليه: فيجوز لمن صلى الصلاة أن يصليها مرة أخرى إذا وجد جماعة وتحسب له نافلة والأولى هي فرضه.
اسأل الله أن يفقهنا في ديننا وبهذا يُعلم الجواب إذا كان الحالُ كما وَرَدَ بالسؤال، والله تعالى أعلى وأعلم”.

التسميات: , ,

تلد الأمة ربتها

 


السؤال : جاء فى الحديث أن من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها، فما معنى ذلك ؟
الجواب :
أشراطِها، وهي عَلامتُها الدَّالَّةُ على اقترابِها؛ فأوَّلُ عَلامةٍ هي أنْ «تَلِدَ الأَمَةُ ربَّها»، أي: أنْ تَكثُرَ الفتوحُ في بِلادِ الكفَّارِ، وجلْبُ الرَّقيقِ، حتَّى تُجلَبَ المرأةُ مِن بَلدِ الكفرِ صَغيرةً، فتُعتَقَ في بَلدِ الإسلامِ، ثمَّ تُجلَبَ أُمُّها بعدَها، فتَشتريها البنتُ وتَستخدِمُها جاهلةً بكَونِها أُمَّها، وقدْ وقَعَ ذلك في الإسلامِ، وقيل: إنَّ الإماءَ تَلِدْنَ الملوكَ، فتكونُ أُمُّه مِن جُملةِ رَعيَّتِه، وهو سيِّدَها وسَيِّدَ غَيرِها مِن رَعيَّتِه، ووَليَّ أُمورِهم، وقيل: المرادُ أنْ يَكثُرَ العُقوقُ مِن الأولادِ حتَّى يُعامِلَ الولدُ أُمَّه مُعاملةَ أَمَتِه بالسَّبِّ والإهانةِ .
والله أعلم
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والله أكبر

التسميات: , ,

الجمعة، 24 ديسمبر 2021

لماذا نهى النبي ﷺ عن البصل والكرات

الحديث

نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، عن أكْلِ البَصَلِ والْكُرَّاثِ، فَغَلَبَتْنا الحاجَةُ، فأكَلْنا مِنْها، فقالَ: مَن أكَلَ مِن هذِه الشَّجَرَةِ المُنْتِنَةِ، فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فإنَّ المَلائِكَةَ تَأَذَّى، ممَّا يَتَأَذَّى منه الإنْسُ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 564 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه مسلم (564) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
شرح الحديث :
يُبيِّنُ هذا الحديثُ أنَّ الإنسانَ مأمورٌ بتطييبِ رِيحِه واجتنابِ الرِّيحِ الخَبيثَةِ، ولا سيَّما تَطهيرُ فمِه، إذا أراد أن يُناجِيَ مَن له قَدْرٌ من الخَلْقِ؛ فكيف بمَنْ يُناجي بالتِّلاوَةِ للقرآنِ الحقَّ عزَّ وجلَّ؟! وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هريرةَ رضِي اللهُ عنه نَهَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم “عن أَكْلِ البَصلِ، أي: النِّيِء، والكُرَّاثِ فغلبتْنا الحاجَةُ فأكلنا منها”، والحاجَةُ تشمَلُ الجوعَ وغيرَه، مِثلَ الأكلِ بالتَّشهِّي والتأدُّمِ بالخُبزِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَن أَكَلَ من هذه الشَّجرةِ المُنْتِنَةِ” البَّصَلِ والفُجْلِ، وما له رائحةٌ كريهةٌ كالكُرَّاثِ، “فلا يَقْرَبَنَّ مَسجِدَنا”، أي: مَسجِدَ المسلمين، وهذا النَّهيُ إنَّما هو عن حُضورِ المسجِدِ لا عن أَكْلِ الثُّومِ والبَّصلِ ونحوهما، فهذه البُقولُ حَلالٌ، وسببُ النَّهيِ عنِ الدُّنوِّ منَ المسجِدِ
هو تأذِّي الآدميِّين وتأذِّي الملائكةِ بسَببِ رائحتِها، وعلى هذا فيَشمَلُ النَّهيُ دُخولَ المسجِدِ إنْ كانَ خَالِيًا من الإنسِ؛ لأنَّه محلُّ الملائكةِ ولعُمومِ الأحاديثِ.
ولَمَّا اختُصَّ النَّهيُ بدُخولِ المساجِدِ دلَّ على عدَمِ النَّهي عن دُخولِ الأسواقِ وغيرِها لِمَن أكَل هذه الأشياءَ؛ لأنَّه ليس فيها حُرمةُ المساجد، وليستْ مَحلَّ حضور الملائكةِ، ولأنَّه إنْ تأذَّى به أحدٌ في السُّوق فيَسهُلُ عليه الابتعادُ عنه بخِلاف المساجِدِ.
وفي هذا الحديثِ: زَجرٌ عن أذَى النَّاسِ بكُلِّ حالٍ، وأمرٌ بتَحسينِ الأدَبِ في حُضورِ مَواطنِ الصَّلاةِ من تَعاهُدِ الإنسانِ نفْسَه بتَرْكِ ما يُؤذِي ريحَهُ.

التسميات:

لماذا نهى النبي عن المزابنة

 

الحديث :

نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ المُخَابَرَةِ، والمُحَاقَلَةِ، وعَنِ المُزَابَنَةِ، وعَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، وأَنْ لا تُبَاعَ إلَّا بالدِّينَارِ والدِّرْهَمِ، إلَّا العَرَايَا.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2381 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (2381)، ومسلم (1536)
شرح الحديث :
اهتَمَّ الإسلامُ اهتمامًا بالغًا بحِفظِ أموالِ النَّاسِ، وحرَصَ حِرصًا شَديدًا على عدَمِ ضَياعِها؛ ولذلك نَهى عن بَعضِ أنواعِ المعامَلاتِ، كتِلْك الَّتي يَكونُ ظاهرُها البيعَ، وباطِنُها أكْلَ الأموالِ بالباطلِ، أو الَّتي تَشتمِلُ على غَررٍ وجَهالةٍ، وربَّما تَضُرُّ بالبائعِ أو المُشتري.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن المُخابَرةِ، وهي المُعامَلةُ على الأرضِ ببَعضِ ما يَخرُجُ منها مِن الزَّرعِ، كالثُّلثِ والرُّبعِ وغيرِ ذلك مِن الأجزاءِ المَعلومةِ، وقدْ وَرَدَ ما يَنسَخُ حكْمَ النَّهيِ؛ فقدْ عامَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أهْلَ خَيبَرَ على نِصفِ ما يَخرُجُ منها كما في الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما.
ونَهى عن المُحاقَلةِ، وهي: بَيعُ الحِنطةِ في سُنبلِها بكَيلٍ مَعلومٍ مِن الحِنطةِ الخالصةِ. وهذا فيه جَهالةُ ما في السَّنابلِ.
ونَهى عن المُزابَنةِ، وهي: بَيعُ الثَّمرِ في رُؤوسِ النَّخلِ قبْل جَنْيِه خَرْصًا -تَقديرًا- بِالتَّمرِ على الأرضِ، وبَيعُ العِنبِ على الشَّجرِ بالزَّبيبِ. وهذا فيه جَهالةٌ بكَيلِ ووَزْنِ الثِّمارِ.
ونَهى عن بَيْعِ الثَّمَرِ الَّتي على الشَّجَرِ أو على رُؤوسِ النَّخلِ مُنفرِدةً وحدَها عن الشَّجرِ أو النَّخلِ حَتَّى تَنضَجَ، ويَظهَرَ صَلاحُها، بظُهورِ مَبادئِ الحَلاوةِ بأنْ يَتلوَّنَ ويَلِينَ أو نحْوِه؛ لأنَّه إذا احمَرَّتْ أو اصفَرَّتْ كان ذلك عَلامةً على تَمامِ نُضوجِها؛ فإنَّه حِينئذٍ يَأمَنُ مِن العاهةِ الَّتي هي الآفةُ الَّتي قدْ تُذهِبُ بالثَّمَرِ أو تُقلِّلُه.
وكذلك نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تُباعَ ثِمارَ النَّخيلِ ونحْوِه، بعْدَ بُدوِّ صلاحِهِ بِتَمْرٍ، حتَّى لا يُباعَ الطَّعامُ بالطَّعامِ مع التَّفاضلِ، وهو مِن الرِّبا، وإنَّما يُباعُ بالدِّينارِ والدِّرهمِ، وفي حُكْمِهما النُّقودُ الورَقيَّةُ المُعاصِرةُ.
ورَخَّصَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ذلك في «العَرايا»، وهي: أنْ يُشتَرى الرُّطَبُ بعْدَ بُدوِّ صَلاحِهِ على النَّخلِ بتَمْرٍ على الأرضِ، فيُعطِيَ ثَمرةَ النَّخلةِ للمُحتاجِ ليَأكُلَ مِن ثَمَرِها وَقْتَما يَشاءُ، ويُقدِّرَ ما على النَّخْلِ ويَأخُذَ بدَلًا منه تَمْرًا؛ وذلك لأنَّ بَعضَ النَّاسِ كانوا يُدرِكون مَوْسِمَ الرُّطَبِ وهمْ لا يَملِكون نَخْلًا أو مالًا، ويُريدون أنْ يُطعِموا عِيالَهم منها، فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإرفاقَ بهم، فرخَّص في هذا النَّوعِ مِن البَيْعِ إذا كان دُونَ خَمْسةِ أوْسُقٍ، كما في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه، والوَسْقُ: وِعاءٌ مُعيَّنٌ يَسَعُ سِتِّينَ صاعًا.

وفي الحديثِ: يُسْرُ الشَّريعةِ ورَفْعُها للحَرَجِ عن النَّاسِ ورِعايتُها لمَصالحِهم، بما لا يَعودُ بالضَّرَرِ عليهم.

التسميات: , ,

الخميس، 23 ديسمبر 2021

هل ينطبق وصف الطيبون للطيبات على التائب من الزنا؟

 

السؤال : هل هذه الآية: (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) تشمل الناس الذين تابوا؟

الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
التفسير الميسر للآية الكريمة : كل خبيث من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للخبيث وموافق له، وكل طيِّب من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للطيب وموافق له، والطيبون والطيبات مبرؤون مما يرميهم به الخبيثون من السوء، لهم من الله مغفرة تستغرق الذنوب، ورزق كريم في الجنة.
وعلى القول بأنّ المراد بالآية أنّ الطيبات من النساء للطيبين من الرجال، فهذا يدخل فيه التائب من الزنا توبة نصوحا؛ فالتوبة الصحيحة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: … وهي قبل التوبة في حكم الزنا، فإذا تابت زال ذلك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وقوله: التوبة تمحو الحوبة. انتهى.
والله أعلم.

– أرشيف الإسلام

التسميات:

لماذا نهى النبي عن النذر

الحديث

نَهَى عنِ النَّذْرِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 6910 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث :
حرَصَ الإسلامُ على أنْ تكونَ الطاعاتُ خالِصَةً للقُربَةِ والعِبادَةِ، وليست كالعِوَضِ على أمْرٍ ومصلحةٍ، بحيثُ لو لم تحصُلْ هذه المصلحةُ لا تُؤدَّى هذه الطاعَةُ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه: “نَهى عن النَّذرِ”، والنَّذرُ عهدٌ يَقطَعُه الإنْسانُ على نَفْسِه، ويَلتزِمُه، وسببُ النَّهيِ أنَّ النَّذرَ لا يُغيِّرُ مما قُدِّرَ شيئًا، إنَّ النَّذرَ يَجعَلُ العِبادَةَ ثَقيلَةً على صاحِبِها، وقد قال في رواية مسلم: “إنَّه لا يأتي بخيرٍ”، أي: لا يكونُ سببًا في تَقديرِ الخيرِ؛ لأنَّ الأُمورَ كُلَّها مُقدَّرةٌ عندَ اللهِ، كما أنَّ المقدورَ لا يتغيَّرُ من شَرٍّ إلى خيرٍ بسَبَبِ النَّذرِ، “وإنَّما يُستخرَجُ به من البَخيلِ”، إنَّه أشبَهُ بإلزامِ البَخيلِ بإخراجِ شَيءٍ لم يكُنْ يُريدُ أنْ يُخرِجَه من تِلْقاءِ نَفْسِه، فالمعنى: أطيعوا اللهَ ابتداءً وطَواعِيَةً، ولا تطْلُبوا للطاعَةِ مُقابلًا، فعادةُ الناسِ تعليقُ النُّذورِ على حُصولِ المَنافِعِ، ودفْعِ المَضارِّ؛ فنَهى عنه، فإنَّ ذلك فِعلُ البُخلاءِ؛ إذِ السَّخيُّ إذا أرادَ أنْ يتقرَّبَ إلى اللهِ تَعالى استعجَلَ فيه وأتى به في الحالِ، والبَخيلُ لا تُطاوِعُه نَفْسُه بإخْراجِ شَيءٍ من يَدِه إلَّا في مُقابَلَةِ عِوَضٍ يُستوْفى أولًا، والمرادُ بالنَّهيِ هنا: هو التأكيدُ لأمْرِه وتحذيرُ التَّهاوُنِ به بعدَ إيجابِه، وأيضا الحضَّ على التَّقليلِ منه لا الزَّجرُ عنه؛ لأنَّ الإنَسانَ قد يقَعُ في حَرَجِ عَدَمِ الوفاءِ به، وقد مَدَحَ اللهُ عزَّ وجلَّ في كتابِه الوافيَ بنَذْرِه كما في قولِه تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} [الإنسان: 7]( ).

التسميات: , ,

الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

هل يجوز لي أن أشتري قطة وأقتنيها في المنزل؟

 

هل يجوز لي أن أشتري قطة وأقتنيها في المنزل؟
سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أجابت عنه قائلة :
الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.
وبعد؛ فقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز بيع وشراء وتربية القطط؛ لأنها من الحيوانات الطاهرة التي يُنتفع بها، فعَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ -وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ- أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ، دَخَلَ فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:« إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ».[أخرجه أبو داود]
وينبغي الالتزام بعدة ضوابط عند اقتناء القطط في المنزل منها:
أولًا: الرحمة بها، وعدم تجويعها أو إيذائها؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أن رسول الله ﷺ قَالَ: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ». [أخرجه البخاري]
ثانيًا: عدم الإسراف في نفقتها، كما يفعل بعض الناس؛ فيخرجون عن حد التوسط والاعتدال في الإنفاق على طعامها وعلاجها.
ثالثًا: ألا يترتب على اقتنائها ضرر، كأن تكون مفترسة، أو تتسبب في نقل عدوى أو حساسية للإنسان؛ عملًا بقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لا ضرر ولا ضرار». [أخرجه ابن ماجه]
ومما ذكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.
وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

التسميات: , , , ,

لماذا نهى النبي عن الوصال

 

الحديث :

نَهَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الوِصَالِ، فَقالَ له رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: فإنَّكَ -يا رَسولَ اللَّهِ- تُوَاصِلُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّكُمْ مِثْلِي؟! إنِّي أبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي ويَسْقِينِ. فَلَمَّا أبَوْا أنْ يَنْتَهُوا عَنِ الوِصَالِ واصَلَ بهِمْ يَوْمًا، ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الهِلَالَ، فَقالَ: لو تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ. كَالْمُنَكِّلِ بهِمْ حِينَ أبَوْا.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6851 | خلاصة حكم المحدث : [أورده في صحيحه] وقال : تابعه شعيب ويحيى بن سعيد ويونس عن الزهري. وقال عبد الرحمن بن خالد: عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
التخريج : أخرجه البخاري (6851)، ومسلم (1103)
شرح الحديث :
العِباداتُ أُمورٌ توقيفيَّةٌ تُؤدَّى كما أمر بها الشَّرعُ، وقد أُمِرْنا أن نتَّقِيَ اللهَ قَدْرَ الاستطاعةِ دونَ مَشَقَّةٍ على الأنفُسِ، وألَّا نتشَدَّدَ في الدِّينِ؛ لأنَّ النَّاسَ يختَلِفون في قُدُراتِهم وتحمُّلِهم، وحتى لا تمَلَّ النُّفوسُ مِنَ العِباداتِ ومِن أوامِرِ الدِّينِ.
وفي هذا الحَديثِ يخبرُنا أبو هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى أُمَّتَه -رَحمةً ورِفقًا بهم- عن مُواصَلةِ الصَّومِ بتَرْكِ الطَّعامِ لَيْلًا ونَهارًا، قَصْدًا وعَمْدًا؛ حيثُ إنَّ الوِصالَ لَم يُشْرَعْ للأُمَّةِ، وإنَّما هو خُصوصيَّةٌ مِن خُصوصيَّاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فهو يَبيتُ يُطعِمُه ربُّه ويَسقيهِ أثْناءَ اللَّيلِ إمَّا على الحقيقةِ يُطعِمُه مِن طَعامِ الجَنَّةِ؛ فالذي يُفطرُ شَرعًا إنما هو الطعامُ المعتادُ، وأمَّا الخارِقُ للعادةِ فلا، أو المعنى: يجعَلُ اللهُ تعالى فيه قُوَّةَ الطَّاعِمِ الشَّارِبِ، ويُفيضُ عليه ما يسُدُّ مَسَدَّ الطَّعامِ والشَّرابِ، ويُقَوِّي على أنواعِ الطَّاعةِ مِن غَيرِ ضَعفٍ في القُوَّةِ.
وهذا من تمامِ شَفَقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورَحمتِه بأُمَّتِه، وخوفِه عليها من المَللِ من العِبادةِ والتَّعرُّضِ للتَّقصيرِ في بعضِ وظائفِ الدِّين.
ويُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ بعضَ الصَّحابةِ لَمَّا لم يمتَنِعوا عن الوِصالِ -لظَنِّهم أنَّ نَهْيَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ نَهْيَ تنزيهٍ لا تحريمٍ- واصَل بهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّومَ يَومَينِ، ثُمَّ رأَوا هِلالَ شَوَّالٍ، فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لوْ تَأخَّر لزِدْتُكم»، أي: لَيْتَه تَأخَّرَ هِلالُ شَوَّالٍ حتَّى أَزِيدَ في عَددِ أيَّام الوِصالِ، «كالمُنَكِّل بهم حينَ أَبَوْا»، أي: قاَل ذلِك زَجرًا وتَأديبًا لهم؛ حيث كلَّفوا أنفُسَهم ما لا يَطيقون.

وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن الوِصالِ.
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

التسميات:

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

لماذا نهى النبي عن التبتل

 

الحديث

رَدَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى عُثْمَانَ بنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، ولو أذِنَ له لَاخْتَصَيْنَا.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5073 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
راعَتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ حاجاتِ النَّفسِ الإنسانيَّةَ بما يَتوافَقُ مع طَلبِ الآخرةِ مِن غيْرِ إجْحافٍ ولا إفراطٍ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَعدُ بنُ أبي وَقاصٍّ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يَأذَنْ لِعُثمانَ بنِ مَظْعونٍ رضِيَ اللهُ عنه في التَّبتُّلِ، والمُراد بالتَّبَتُّلِ: الانقطاعُ عن النِّكاحِ واعتزالُ النِّساءِ، وما يَتبَعُه مِنَ المَلاذِّ إلى العِبادةِ؛ لأنَّ تَرْكَ مَلاذِّ الحَياةِ والانقِطاعَ للعِبادةِ مِنَ الغُلُوِّ في الدِّينِ والرَّهبانيَّةِ المَذمومةِ. ويَذكُرُ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه لو أَذِنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لابنِ مَظْعونٍ رَضِيَ اللهُ عنه في تَركِ النِّكاحِ «لاخْتَصَيْنا»، والخِصاءُ: هو الشَّقُّ على الأُنْثَيَيْـنِ وانتِزاعُهما. وقولُ سَعدٍ رضِيَ اللهُ عنه: «اخْتَصَيْنا»؛ لإرادةِ المُبالَغةِ، أي: لَبالَغْنا في التَّبتُّلِ حتَّى يُفضِيَ بِنا الأمرُ إلى الاخْتِصاءِ، ولم يُرِدْ به حَقيقةَ الاختِصاءِ؛ لأنَّه حَرامٌ، وقيل: بلْ هو على ظاهرهِ، وكان ذلك قبْل النَّهيِ عن الاختِصاءِ.
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

التسميات: , ,

أنام عن صلاة الفجر فهل يصح تأديتها بعد شروق الشمس

 

أنام عن صلاة الفجر، فهل يصح تأديتها بعد شروق الشمس؟ وهل علي إثم؟
سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أجابت عنه قائلة :
الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.
وبعد؛ فقد أمر الإسلام بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها المحددة لها؛ قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}. [النساء: 103]
ويتأكد الأمر بالحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها، قبل شروق الشمس؛ حيث يغفل عنها كثير من المصلين، ولما تحتاج إليه من مجاهدة النفس، ومغالبة النوم؛ ولهذا كان عليها مزيد فضل، وعظيم أجر عند الله تعالى؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ». [أخرجه مسلم]
وقال ﷺ أيضًا: «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». [أخرجه أبو داود]
فعلى المسلم أن يجتهد في المحافظة على أداء صلاة الفجر في وقتها، وأن يأخذ بأسباب ذلك، كاستحضار النية، والنوم مبكرًا، والاستعانة بمُنَبِّه، أو بمن يوقظه؛ فإذا غلبه النوم فلا إثم عليه، مع وجوب أن يصليها فور استيقاظه.
أما إذا فرط المسلم وتكاسل عن القيام، ولم يأخذ بالأسباب التي تعينه على القيام لصلاة الفجر، فهو آثم، وعليه أن يصليها أيضًا فور استيقاظه؛ لقوله ﷺ: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا». [أخرجه مسلم]
ومما ذكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.
وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.

إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

التسميات: ,

الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف فضيلة الشيخ عطية صقر

تعرف على سيرة الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، فضيلة الشيخ عطية صقر.
مولده ونشأته
وُلد الشيخُ عطية صقر في قرية: «بهنا باي»، التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية في الرابع من محرم عام 1333هـ، الموافق 22 نوفمبر عام 1914م.
حفظ القرآن الكريم في كتَّاب القرية وهو ابن تسع سنوات، ثم أتم تجويده وسنه عشرُ سنوات.
التحق بمعهد الزقازيق الديني عام 1928م، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتخرّج فيها حاصلا على الشهادة العليا عام 1941م.
اختار الشيخ تخصص الوعظ فأخذ فيه شهادة العالمية، وحصل على إجازة الدعوة والإرشاد عام 1943م.
حياته العلمية والعملية
عُيّن الشيخ فور تخرّجه إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف، وعمل بها لمدة عامين تقريبًا.
ثم انتقل للعمل بالوعظ في الأزهر الشريف عام 1945م، متنقِّلًا بين البلاد المصرية حتى رُقِّي إلى مفتش للوعظ عام 1955م، ثم إلى مراقبٍ.
لم يكتف فضيلته بمهام عمله بالوعظ فحسب، بل كان متعدد المهارات والإسهامات؛ حيث اشتغل في أثناء عمله مترجمًا للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة عام 1955م.
كما أصبح وكيلًا لإدارة البعوث عام 1969م.
وعمل مدرسًا بالقسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر.
وأمينًا مساعدًا لمجمع البحوث الإسلامية، ثم مديرًا لمكتب شيخ الأزهر عام 1970م.
زياراته الخارجية
كان للشيخ زيارات دعوية وعلمية لبلدان كثيرة؛ ضمن جهوده الحثيثة في نشر الدعوة الوسطية والفكر المستنير، قبل إحالته للتقاعد؛ حيث:
تعاقد مع وزارة الأوقاف بالكويت عام 1972م، لمدة سبع سنوات.
وزار أندونيسيا سنة 1971م، وليبيا سنة 1972م، والبحرين سنة 1976م، والجزائر سنة 1977م، وذلك بالإضافة إلى زياراته الخارجية بعد التقاعد.
حياته بعد التقاعد
أحيل الشيخ إلى التقاعد في نوفمبر عام 1979م، ولم يتوقف عطاؤه العلمي؛ بل قام بخدمة العمل الدعويّ والفتوى في أماكن شتّى، فقد عمل:
مستشارًا لوزير الأوقاف، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضوًا بلجنة الفتوى بالأزهر، ثم ترأّسها بعد ذلك.
كما ترأس المركز الدولي للسنة والسيرة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأوقاف، مع رئاسته للجنة الموسوعة الفقهية بالمجلس.
كذلك ساهم فضيلته في الخدمة المجتمعية؛ حيث انتخب عضوًا بمجلس الشعب عام 1984م، ثم عُين بمجلس الشورى عام 1989م.
سافر الشيخ في مهام رسمية بعد التقاعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وباكستان، وبنغلاديش، والعراق، والسنغال، ونيجيريا، وبنين، وفرنسا، وبريطانيا، وماليزيا، وبروناي، وسنغافورة.
مشاركات الشيخ الإعلامية ومؤلفاته
كان الشيخ رحمه الله واسع المشاركة في البرامج الدينية بالإذاعة والتلفزيون، وكثيرا ما كانت تُنشر له مقالات وفتاوى في العديد من الصحف والمجلات، بالإضافة إلى خطابته ووعظه وإجاباته على فتاوى واستفسارات الجمهور تحريريًّا وشفويًّا.
كما أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات التي قاربت الأربعين، أبرزها:
موسوعة أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام: وهي موسوعة ضمت فتاوى الشيخ -رحمه الله- في سبعة أجزاء.
موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام.
توجيهات دينية واجتماعية.
الإسلام في مواجهة التحديات.
مغزى العبادات في الإسلام.
مختصر السيرة النبوية.
فن إلقاء الموعظة.
تكريمات وأوسمة
بهذا الثراء المعرفي والثقافي والاجتماعي حظي الشيخ باحترام وحب وثقة الناس كافة، كما حظي بتقديرِ الدوائر الثقافية الرسمية؛ وحصل فضيلته على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983م، وعلى نوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1989م.
وفاته رحمه الله
بعد حياة حافلة في خدمة الإسلام والدعوة إليه بمنهجٍ وسطيٍّ، وفكر مستنيرٍ، وأداءٍ صوتي مُتفرد له وقْعُه على آذان المسلمين في شتى بقاع الأرض؛ توفي فضيلة الشيخ عطية صقر فجر يوم الثامن من ذي القعدة عام 1426هـ، الموافق 9 ديسمبر 2006م.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء آمين.

التسميات: , , ,

تعرَّف على سيرة فضيلة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري

تعرَّف على سيرة فضيلة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري أحد أهم قراء مصر والعالم في العصر الحديث، وشيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق.

▪️ولد فضيلة الشيخ الحصري بقرية شبرا النملة بمركز طنطا بمحافظة الغربية، في الأول من ذي الحجة لعام 1335هـ، الموافق 17 سبتمبر لعام 1917م، واشتُهر بالحصري؛ لما اشتهر به والده من كثرة التصدق بحصير المصليات والمساجد.

▪️التحق الشيخ بكتاب القرية وهو في الرابعة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم مع بلوغه الثامنة، ثم التحق بالمعهد الديني بطنطا في عمر الثانية عشرة، وطلب علم القراءات على أكابر شيوخ وقراء الأزهر الشريف، حتى نال شهادة علوم القراءات العشر في عام 1958م.

▪️وفي عام 1944م تقدم لامتحان الإذاعة وحصل على المرتبة الأولى من بين المتقدمين.

▪️عُيِّن الشيخ بعد ذلك قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا في عام 1950م، ثم قارئًا لمسجد سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة عام 1955.

▪️تميز الشيخ رحمه الله بجودة الحفظ، وإحكام الأحكام، وروعة الصوت والأداء، وتمكن من قراءات وعلوم القرآن الكريم، وكانت له بصمة صوتية قرآنية خاصة لم يشابهه فيها أحد.

▪️زادت شهرة الشيخ محليًّا وعالميًّا وجاب دول العالم تاليًا لآيات الذكر الحكيم، وسفيرًا مشرّفًا لمصر والأزهر الشريف.

▪️نادى الشيخ بإنشاء أماكن لتحفيظ القرآن في جميع قرى ومدن جمهورية مصر العربية، كما نادى بضرورة إنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم لرعاية شؤونهم ومصالحهم.

▪️عُيِّن الشيخ وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية عام 1958م، ثم شيخًا لها عام 1961م.

▪️كما عُيِّن خبيرًا بمجمع البحوث الإسلامية لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، ثم رئيسًا لاتحاد قراء العالم عام 1967م.

▪️ترك الشيخ تراثًا صوتيًا ضخمًا من تسجيلات القرآن الكريم في إذاعات العالم، وكان له السبق في مجال التسجيلات القرآنية، ومما سجله رحمه الله:

• المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم عام 1961م.
• المصحف المرتل برواية ورش عن نافع عام 1946م.
• المصحف المرتل برواية قالون، ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري 1968م.
• المصحف المعلم 1969م.
• المصحف المفسر 1973م.

▪️كما ترك تراثًا مقروءًا في علوم القرآن والقراءات؛ فلم يكن الشيخ قارئًا للقرآن الكريم وحسب، بل كان عالمًا به، مُتقنًا لمعارفه، ومما كتبه رحمه الله:

• أحكام قراءة القرآن الكريم.
• القراءات العشر من الشاطبية والدرة.
• الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير.
• مع القرآن الكريم.
• رحلاتي في الإسلام.
• النهج الجديد في علم التجويد.

▪️ومما يجدر ذكره أن الشيخ رفض أن يتقاضى مقابلًا ماديًّا على تسجيلاته الصوتية لكتاب الله تعالى، فقد كتب في مظروف الإذاعة المخصص لكتابة الأجر: «لا أتقاضى أي مال على تسجيل كتاب الله».

▪️حصل الشيخ الحصري على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1967م.

▪️شيّد الشيخ في أواخر حياته مسجدًا، ومعهدًا دينيًّا، ومدرسةً لتحفيظ القرآن بمسقط رأسه، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظِه، وإنفاقه في وجوه الخير.

▪️رحل فضيلة الشيخ الحصري عن عالمنا في يوم الاثنين 16 محرم سنة 1401هـ، الموافق 24 نوفمبر 1980م، وبقي صوته يجوب العالم، ويُعلّم الأجيال، ويشنِّف الآذان، ويثلج الصدور بقراءته العذبة المتقنة.

رحم الله الشيخ الحصري، وغفر له، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء 🤲 اللهم آمين.

التسميات: , ,

تعرَّف على صاحب الحنجرة الذهبية الملقب بصوت مكة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

تعرَّف على صاحب الحنجرة الذهبية، الملقب بصوت مكة، فضيلة القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أحد أهم قراء مصر والعالم.

مولده ونشأته

ولد فضيلة الشيخ عبد الباسط في قرية «المراعزة» التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا، في 26 جمادى الآخرة عام 1345 هـ، الموافق 1 يناير 1927 م، ونشأ في بيتٍ قرآني، فجده من جهة أبيه هو الشيخ عبد الصمد، من الحفظة المشهود لهم بالتمكن في حفظ القرآن الكريم، وجده لأمه العارف بالله الشيخ أبو داود المعروف بمدينة أرمنت.

التحق الشيخ بكتّاب القرية وهو في سن السادسة، وأتم حفظ القرآن كاملًا مع بلوغه العاشرة، وجمع قراءات القرآن الكريم على يد العالم الأزهري الشيخ محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه للقراءة في السهرات والحفلات، وكان يزكيه في كل مكان يذهب إليه، إلى أن ذاع صيته في قرى ومحافظات الوجه القبلي.
شهرته

سافر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى القاهرة في سن السابعة والعشرين، والتحق بإذاعة القرآن الكريم في نهاية عام 1951م؛ ليبدأ مسيرته القرآنية العالمية، كما عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعي، ومسجد سيدنا الإمام الحسين، ويعد الشيخ أول نقيب لقراء مصر عام 1984م.

زياراته الخارجية

تلقى الشيخ دعوات عديدة من شتى بقاع الدنيا؛ للقراءة في المناسبات المختلفة، فلباها وجاب أنحاء العالم، ومن الدول التي سافر إليها: المملكة العربية السعودية، وفلسطين، وسوريا، والكويت، والعراق، والمغرب ولبنان، والجزائر، وإندونسيا، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والهند، وغيرها.

وقرأ رحمه الله في الحرمين الشريفين؛ ولهذا لقب بـ «صوت مكة»، كما قرأ في المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الأموي بدمشق، وكان يحظى بحب الملوك والرؤساء، حيث كانوا يستقبلونه استقبالًا رسميًّا حافلًا.

التكريمات والأوسمة

كُرم الشيخ في العديد من المحافل العالمية، وحصل على عدد من الأوسمة الرسمية المرموقة، منها: وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية، والوسام الذهبي من باكستان، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق، وسام الاستحقاق السنغالي، ووسام من الجمهورية السورية، ودولة ماليزيا، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية.

وفاته

رحل فضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عن عالمنا، في يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988م، بعد رحلة قرآنية ملهمة مؤثرة، ومسيرة عطاء زاخرة.

رحمه الله تعالى، وغفر له، ولمحبيه، وسامعيه، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء 🤲 اللهم آمين.

التسميات: , ,

لماذا نهى النبي عن الحذف

 

الحديث :

أنَّ امرأةً حذفتِ امرأةً فأسقِطتْ، فجعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في ولدها خمسين شاةً، ونهى يومئذٍ عن الحذفِ
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 4828 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
شرح الحديث :
نَهى الإسلامُ عن كلِّ ضررٍ يؤذي به مسلمٌ أخاه المسلِمَ، وكذلك نهَى عن كلِّ الأسبابِ الَّتي قد تُوقِعُ الضَّررَ بالمسلِمين.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ بُريدةُ بنُ الحُصيبِ رَضِي اللهُ عَنه: “أنَّ امرأةً حذَفَت” أو خَذَفَت “امرأةً”، أي: رمَتِ امرأةً أُخرى بحجَرٍ، “فأسقَطَت”، أي: فأنزلَت وأخرجَت ما في بَطنِها مِن مَولودٍ على إثرِ هذا الرَّميِ، “فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في ولَدِها”، أي: حكَم في دِيَتِه، “خَمسين شاةً؛ هكذا ورَد في نُسَخِ “المُجتَبَى” بلَفظِ: “خَمْسينَ شاةً”، والَّذي في السُّننِ “الكُبْرى”: “خَمْسمائةِ شاةٍ”، وهو الَّذي في “سُننِ أبي داودَ”، وعَلَّق النَّسائيُّ وأبو داودَ على لَفْظِ: “خَمْس مئةِ شاةٍ” بأنَّه وهْمٌ وغلَطٌ، وقالا: إنَّ الصَّوابَ “مائةُ شاةٍ”؛ فيَكونُ لفظُ الخَمْسينَ والخَمْسِ مِئةِ مِن التَّصحيفِ، أو غلَطِ بعضِ الرُّواةِ، والصَّوابُ هو مِئةُ شاةٍ، كما ورَد في كلِّ الرِّواياتِ الصَّحيحةِ في الصَّحيحَينِ وغيرِهما أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قضَى للجنينِ بغُرَّةِ عَبدٍ أو أَمَةٍ، أو يكونُ حدَثَ الوهمُ في تمييزِ الخَمْسينَ والخَمْسِ مئةِ؛ فلَعلَّ المرادَ ليس مِن الغنَمِ والشِّياهِ، بل المقصودُ تقويمُ ذلك خَمْسينَ دِينارًا، أو خَمْسَ مِئةِ دِرْهمٍ؛ وذلك لأنَّ بعضَ الرِّواياتِ كانت تُسرَدُ سَردًا دونَ وضْعِ تمييزٍ، فيُذكَرُ فيها العبدُ والغُرَّةُ أو خَمْسون أو خَمْسُ مِئةٍ، ثمَّ في النِّهايةِ يُذكَرُ مائةُ شاةٍ، فلعلَّه توَهَّم أنَّ التَّمييزَ لهم جَميعًا، وأنَّه مُخيَّرٌ بينَ ما ذُكِر وأنَّها كلَّها مِن الشِّياهِ.
“ونَهَى يَومَئذٍ عن الحَذف” أو الخَذْفِ، أي: نَهَى عن الرَّميِ بالحَصى، وهو أخْذُ الحَصَى الصَّغيرِ بينَ الإِصبَعين والرَّميُ بها، والخَذْفُ: حَجَرٌ في حجمِ أَنمُلَةِ الإِصبَعِ أو أقلَّ منه، وقد ثبَت النَّهيُ عن الخذْفِ بالحجارةِ الصَّغيرةِ وما يُشابِهُها في رواياتٍ أخرى؛ لأنَّه قد يَفقَأُ العينَ، ويُؤذي النَّاسَ، مع أنَّه لا يُمكِنُ الصَّيدُ برَميِه، ولا يؤثِّرُ في عدُوٍّ إذا ضُرِب به .

التسميات:

الاثنين، 20 ديسمبر 2021

المسح على الخفين فى الشتاء

 

قال مركز الازهر العالمى للفتوى الالكترونية ، في أيام الشتاء الباردة يمكن للمسلم إذا ارتدى خُفَّين أن يمسح على رجليه في الوضوء بدل غَسلهما.
إذا أراد المسلم المسح على خُفَّين في الوضوء عليه مراعاة الشروط الآتية:
أن يرتدي خفَّيه بعد وضوء كامل، غَسل فيه رجليه إلى الكعبين.
أن يكون الخفَّان طاهرين خاليين من النجاسة.
أن يكونا مُباحين فلا يصح المسح على خفٍّ مسروق أو مصنوع من حرير للرجل مثلًا.
أن يكونا ساترين لمحل الفرض، أي: لا بد أن يُغطيا الكعبين، وعليه؛ فإن ارتدى المسلم خُفًّا قصيرًا لا يُغطي عظمة قدمه البارزة لم يصح المسح عليه.
أن يكونا سميكين لا يوصلان الماء إلى بشرة جلد القدمين.
يُلحق بالخفين ما اتصف بصفتهما، وتوافرت فيه شروط المسح المذكورة، مثل: الجورب السميك، وحذاء «البوت» ونحوه.
إذا كان الجورب أو الحذاء قصيرًا لا يغطي موضع الوضوء من القدم؛ فلا يجوز المسح عليه.
إذا أراد المسلم المسح على الخفين أصاب من الماء بيديه، ثم مسح بيده اليمنى ظاهر قدمه اليمنى، من الأصابع إلى الساق مرة واحدة، دون أن يمسح على باطنها أو عقبها، ثم فعل بيده اليسرى على قدمه اليسرى مثل ذلك.
للمقيم (أي غير المُسافر) أن يمسح على خفيه يومًا بليلة، ويبدأ حساب المدة من أول حدث بعد الوضوء الذي غسل فيه رجليه، وينتهي في الميعاد نفسه من اليوم التالي.
▪️يرخص للمسافر أن يمسح ثلاثة أيام بلياليهن، وتبدأ مدة المسح من أول حدث إلى الميعاد نفسه من اليوم الرابع، فقد «جَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ». [أخرجه مسلم]
يبطل المسح إذا تمت مدته المحددة شرعًا، أو إذا أصابت المسلمَ جنابة مُوجِبة للغسل.
لا يُنقض الوضوء بنزع الخفين أو الحذاء الممسوح عليهما -على المُفتى به-، لكن لا يجوز لبسه والمسح عليه مرة أخرى إلا بعد غَسل القدمين؛ لأن نزعه يبطل المسح لا الوضوء.
فقهنا الله وإياكم في الدين، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد وآلِهِ وَصَحبِهِ، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.

التسميات: , ,

الصلاة في الثوب الذي أصابه طين المطر

 

الصلاة في الثوب الذي أصابه طين المطر
سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمركز الازهر العالمى للفتاوى الإلكترونية أجابت عنه قائلة :
طهارة ثوب المُصلِّي من شروط صلاته التي لا تصح إلا بها.
الأصل في ماء المطر، والطين الناتج عنه هو الطهارة، ما لم يختلط بهما ما ينجسهما، والصلاة في الثوب المصاب بهما صحيحة.
إذا اختلط بالطين شيء نجس له عين ظاهرة، وأصاب الثوب؛ وجب غَسله لتصح صلاة المسلم فيه.
إذا لم تظهر عين النجاسة، أو كانت يسيرة لا يستطيع المسلم التحرز عنها، أو كان مشكوكًا في وجودها، فإنه يُعفى عنها، ولا تؤثر في طهارة الثَّوب.
جاءت الشَّريعة الإسلامية بالتيسير على المُكلَّفين في كل ما يشقّ عليهم؛ خاصَّة فيما يغلب حُدوثه وتكراره، ويصعب التّحرّز عنه؛ قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. [الحج: 78]
وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد وآلِهِ وَصَحبِهِ، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والله أكبر

التسميات: , ,

معنى قول النبي لعن الله الواشمة والموتشمة إلا من داء

 

الحديث :

لَعَنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الربا، ومُوكِلَه، وشاهدَه وكاتبَه، والوَاشِمَةَ والمُوتَشِمَةَ ، قال : إلا مِن داءٍ ؟ فقال : نعم ، والحالُّ المُحَلَّلُ له ، ومانعُ الصدقةِ ، وكان ينهى عن النَّوْحِ ، ولم يَقُلْ لَعَنَ.
الراوي : الحارث الأعور | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 5119 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه النسائي (5104)
شرح الحديث :
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحذِّرُ أُمَّتَهُ الكبائِرَ الَّتي رُبَّما تُودي واحِدةٌ منها بصاحِبِها في نارِ جَهنَّمَ -والعِياذُ باللهِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ التَّابِعيُّ الحارِثُ بنُ عبدِ اللهِ الأعوَرُ: “لعَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”، واللَّعنُ هو الدُّعاءُ بالطَّردِ والإبعادِ عن رَحْمةِ اللهِ، “آكِلَ الرِّبا، ومُوكِلُه”، أي: نَهى عنِ التَّعامُلِ بالرِّبا، ومَنَعَهُ على الطَّرَفَينِ مَعًا، فالآكِلُ: هو الَّذي يُعطي المالَ، ويَأخُذُ زِيادة ًعلى ما أعْطى، والمُوكِلُ: هو الَّذي يُعطي الزِّيادةَ، وإنَّما خُصَّ بالأكْلِ؛ لأنَّ الَّذين نَزَلَ فيهم النَّهيُ كانت طُعمَتُهُم من الرِّبا، وإلَّا فالوعيدُ حاصِلٌ لكُلِّ مَن عَمِلَ به سواءً أكَلَ منه أم لا، ولكِنَّه أعانَهُ عليه. “وشاهِدَهُ”، وهو الذي يَشهَدُ على عَقْدِهِما، “وكاتِبَهُ”، أي: الذي يَكتُبُهُ لهما، والمُرادُ: النَّهيُ عن التَّعامُلِ بالرِّبا، سواءً كان في المالِ أو السِّلَعِ، والتَّحْذيرُ هنا يَبدَأُ بآكِلِ الرِّبا ومُوكِلِهِ وشاهِدِهِ وكاتبِه، ويَنتَهي بالمُجتَمَعِ الَّذي يَرْضَى بمِثلِ هذا ولا يُحارِبُهُ. والرِّبا أنْواعٌ؛ منها الاتِّفاقُ على زِيادةٍ في القَرْضِ من نَفسِ جِنسِهِ، ويُسمَّى هذا: رِبا الفَضْلِ، ومنها: الزِّيادةُ عِندَ التَّأخيرِ في بَيعِ الأجْناسِ الرِّبويَّةِ كالذَّهَبِ، والفِضَّةِ، ويُسمَّى رِبا النَّسيئةِ، ومِثلُ هذا يَشتَمِلُ على ظُلمٍ كَبيرٍ للمُقترِضِ، ورُبَّما أوقَعَهُ في الدُّيونِ المُتراكِبةِ، وعلى أثرِ هذا يترتَّبُ خَلَلٌ كَبيرٌ لِنِظامِ المالِ في المُجتَمَعِ، فيَمنَعُ النَّاسُ أمْوالَهُم في التِّجارةِ، ويَزدادُ الغِنيُّ غِنًى، والفَقيرُ فَقْرًا.
“والواشِمةَ”، أي: ولَعَنَ الواشمةَ، وهِيَ المرأةُ التي تَصنَعُ الوَشْمَ والرَّسْمَ، “والمُوتَشِمةَ” التي تَطلُبُ وَضْعَ الوَشْمِ، والوَشْمُ: الرَّسْمُ على الجِلدِ، ويكونُ بشَقِّ الجِلْدِ بإِبْرةٍ وحَشْوِهِ كُحلًا أو غيرَهُ، فيَخضَرُّ مكانُه، وإنَّما نُهي عنه؛ لأنَّه من فِعلِ الفُسَّاقِ والجُهَّالِ؛ ولأنَّه تَغييرٌ لِخَلقِ اللهِ. “قال: إلَّا مِن داءٍ؟”، ولعلَّ القائِلَ هنا هو الشَّعْبيُّ، يقولُ للحارِثِ: هل اسْتَثْنى من ذلك التي تَشِمُ من أجْلِ داءٍ بها؟ فقال الحارِثُ: “نَعَمْ”، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَثْنى التي تَصنَعُ الوَشْمَ؛ لأجْلِ التَّداوي من المَرَضِ.
“والحالَّ والمُحلَّلَ له”، أي: لعَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحالَّ والمحلَّلَ له -كما لعَنَ آكِلَ الرِّبا- والحالُّ والمحلِّلُ بمَعْنًى واحدٍ، وهو الذي يَتزوَّجُ مُطلَّقةَ غَيرِهِ ثَلاثًا بقَصدِ أنْ يُطلِّقَها بعدَ الوَطءِ؛ لِيَحِلَّ للمُطلِّقِ الأوَّلِ نِكاحُها، والمحلَّلُ له، أي: الزَّوجُ الأوَّلُ وهو المُطلِّقُ ثلاثًا.
“ومانِعَ الصَّدَقةِ”، أي: ولعَنَ مانِعَ الصَّدقةِ، وهو المُمتَنِعُ عن أداءِ الزَّكاةِ مُطلقًا، أو مَعْناهُ تارِكُ الصَّدَقةِ الواجِبةِ، وضمَّهُ إلى الرِّبا؛ لأنَّه منَعَ إخْراجَ ما يَجِبُ إخْراجُهُ، وأهْلُ الرِّبا أدْخَلوا ما يَحرُمُ إدْخالُهُ، وأخْرَجوا ما يَحرُمُ إخْراجُهُ، “وكانَ يَنْهى عنِ النَّوحِ”، وهو البُكاءُ على الميِّتِ بصَوتٍ مُرتفِعٍ، مع ارتِكابِ المَعاصي مِثلَ: شقِّ الجُيوبِ، وخَمْشِ الوُجوهِ، والتَّفوُّهِ بألْفاظِ الجاهِليَّةِ، “وَلَمْ يَقُلْ لَعَنَ”، أي: ولم يَقُلِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعَنَ مَن يَنوحُ على المَيِّتِ.

وفي الحَديثِ: التَّشْديدُ والتَّحْذيرُ من التَّعامُلِ بالرِّبا بكُلِّ أنواعِهِ.
وفيه: النَّهيُ عن الإعانةِ على الباطلِ.
وفيه: التَّشْديدُ والتَّحْذيرُ من تَغْييرِ خَلْقِ اللهِ بالوَشْمِ أو ما يُشبِهُهُ.
وفيه: الحثُّ على حِفظِ الأعْراضِ من الشُّبُهاتِ.
وفيه: التَّشْديدُ في أمْرِ النُّواحِ على المَيِّتِ .

التسميات:

ما معنى قول النبي وإن خير أكحالكم الإثمد

 

الحديث :

قال رسول الله ﷺ
البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم ، وإن خير أكحالكم الإثمد : يجلو البصر ، وينبت الشعر
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 3878 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (3878) واللفظ له، والترمذي (994)، وابن ماجه (3566)، وأحمد (3426)
شرح الحديث :
الثياب البيض من أفضل الثياب، ففيها تظهر نظافة الإنسان، وفي هذا الحديث يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بلبس الثياب ذات اللون الأبيض في قوله: فإنها من خير ثيابكم، أي من أفضلها وأبرقها وأنظفها؛ فإنها سرعان ما يعرف اتساخها؛ فيبادر المسلم إلى تنظيفها، ويأمر صلى الله عليه وسلم بتكفين موتى المسلمين فيها.
ثم أوصى صلى الله عليه وسلم بتكحيل العين، وأخبر أن خير أكحالكم الإثمد، و”الإثمد”: حجر أسود يميل إلى الحمرة يكون في بلاد الحجاز، وأجوده يؤتى به من أصبهان، يجلو البصر، أي يحافظ على العين ويقويها وينفعها ويزيد من إبصارها، وينبت الشعر، أي: شعر الجفن؛ فإن كحل الإثمد يساعد على إنباته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتحل، ويلبس الثياب البيض.

وفي هذا الحديث: الحض على النظافة وإظهارها، والحض على الحفاظ على الصحة، والأخذ بالأسباب التي تساعد على المحافظة عليها.

التسميات:

حكم تكرار سورة معينة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من الصلاة

 

السؤال
هل يجور قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعة الأولى ، ثم قراءة هذه السورة مرة أخرى بعد الفاتحة في الركعة الثانية ؟ وهل يجوز المداومة على قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في جميع الصلوات وفي جميع الركعات ؟ وهل تصح الصلاة مع المداومة على ذلك ؟

ملخص الجواب
والخلاصة: أنه يجوز للمصلي أن يقرأ سورة معينة بعد الفاتحة في الركعة الأولى ، ثم يقرأ نفس السورة في الركعة الثانية وكذا المداومة على قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في كل ركعة ، وفي جميع الصلوات ولكن المستحب والأفضل له : أن ينوع في قراءته ، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم .
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
يجوز للمصلي أن يقرأ سورة معينة بعد الفاتحة في الركعة الأولى ، ثم يقرأ نفس السورة في الركعة الثانية .
ويدل على جواز ذلك ما رواه أبو داود (816) عن رجل من جهينة : ” سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ ( إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ ) فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا ، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا ” ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن أبي داود ” .
قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه “الصلاة” (ص 90) : “والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك عمدا للتشريع” انتهى .
وروى البخاري (7375) ومسلم (813) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ …. إلخ الحديث .
قال ابن العربي رحمه الله – معلقاً على حديث البخاري – :
” فَكَانَ هَذَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ تَكْرَارُ سُورَةٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ” انتهى من ” أحكام القرآن ” (4/468) .
ثانياً :
المداومة على قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في كل ركعة ، وفي جميع الصلوات : جائز ، وهو مذهب جمهور العلماء .
جاء في ” الموسوعة الفقهية ” (25/290) :
” ذَهَبَ الْجُمْهُورُ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ إلَى أَنَّهُ : لَا بَأْسَ لِلْمُصَلِّي أَنْ يُكَرِّرَ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ الَّتِي قَرَأَهَا فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى ” انتهى .
غير أن ذلك وإن كان جائزا ، تصح الصلاة به ، ولا يبطلها ؛ إلا أنه خلاف السنة ، والهدي الراتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك كان المستحب والأفضل له : أن ينوع في قراءته ، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .

التسميات: , ,

ماذا يفعل المصلون خلف الإمام إذا توفـ ـى أثناء الصلاة؟

 

ماذا يفعل المصلون خلف الإمام إذا توفـ ـى أثناء الصلاة؟

أجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله ” رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا ” قائلاً : فقال إذا توفـ ـى الإمام أثناء الصلاة كان حكمه حكم من انتقض وضوءه ووجب على المأمومين أن يتموا صلاتهم إما فرادى وإما بأن يتقدم أحدهم ليكمل الصلاة جماعة، ولا يجوز لهم قطع الصلاة والخروج منها، فإنهم لن يستطيعوا أن يردوا إليه روحه ، وذلك بخلاف ما إذا كان هناك خطر يهدد حياة المصلى فإنه يجوز له أن يخرج من الصلاة.
وعن نفس السؤال أجاب موقع الإسلام سؤال وجواب :
أن الأصل في الصلاة الواجبة أنه لا يجوز قطعها؛ لأن الله تعالى نهى عن ابطال الأعمال.
قال الله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ محمد/33 .
ويستثنى من ذلك وجود حاجة ماسة لا يمكن تداركها.
جاء في “الموسوعة الفقهية الكويتية” (34 / 51):
” قطع العبادة الواجبة بعد الشروع فيها ، بلا مسوغ شرعي : غير جائز باتفاق الفقهاء، لأن قطعها بلا مسوغ شرعي : عبث يتنافى مع حرمة العبادة، وورد النهي عن إفساد العبادة، قال تعالى: ( وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ).
أما قطعها بمسوغ شرعي فمشروع، فتقطع الصلاة لقتل حية ونحوها ، للأمر بقتلها، وخوف ضياع مال له قيمة ، له أو لغيره، ولإغاثة ملهوف، وتنبيه غافل أو نائم قصدت إليه نحو حية، ولا يمكن تنبيهه بتسبيح، ويقطع الصوم لإنقاذ غريق، وخوف على نفس، أو رضيع ” انتهى.
ولا شك أن سقوط الشخص حال الصلاة على هيئة الميت ، يحتمل موته ويحتمل بقاء الحياة فيه حيث يمكن إنقاذه، فعلى من بجانبه أن يقطع الصلاة ليسعفه؛ لأن التأخير إلى نهاية الصلاة قد يفوِّت فرصة إنقاذه.
وإذا قدر أن من حوله علموا بموته ، ولم يكن هناك طمع في إنقاذه ، فلا شك أنه حدث كبير، وبقاء الميت على حاله ، في أثناء الصف: فيه قطع للصف ، بمن لا يصلي ، وقد يكون فيه نوع امتهان لحرمة الميت ، بتركه على تلك الحال .
فالذي يظهر أنه يشرع لمن حوله أن يقطعوا صلاتهم ، ويضعوا الميت في جانب ، ويجتهدوا في تغطيته ، بما يمكنهم ، إلى أن يكمل الناس صلاة فريضتهم ، ثم يفرغون إلى تجهيزه .

والمشروع في قطع الصلاة حينئذ، أن يكتفى بقدر الحاجة، كما تنص القاعدة الفقهية؛ فإذا خرج بعض المصلين من صلاتهم ، فهؤلاء تتحقق بهم المصلحة الشرعية المذكورة، ولا معنى لأن يقطع جميع المصلين صلاتهم، وينشغلوا بالميت عن صلاة الفريضة .

والله أعلم.

التسميات:

خواتيم سورة الحشر

 

ما هي السورة القرآنية التي بدأت وانتهت بالتسبيح؟

هي سورة الحشر، حيث ابتدأت بـ { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(1)}، وانتهت بـ { يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(24)}
فضل قراءة سورة الحشر:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ خواتيم الحشر من ليل أونهار فقبض فى ذلك اليوم أوالليلة فقد أوجب الجنة».
– تحدثت عن اليهود
وتضمنت سورة الحشر خصالٍ لليهود ومنها جبنهم، وكيف أنّهم لا يقاتلون إلاّ في قرى محصّنة أو من وراء جدر، وأنّهم تظهر عليهم وحدة الكلمة والموقف، والحقيقة أنّ قلوبهم شتى.
– وقت نزولها
سورةٌ مدنيةٌ من المفصّل، ٢٤ آيةً، ترتيبها التاسع والخمسين، كان نزولها بعد نزول سورة البينة، وتقع في الجزء ٢٨ من المصحف الشريف، في الحزب ٥٥.
– سبب تسميتها:
اسم: «الحشر» أحد أسماء يوم القيامة، وسميت بذلك؛ لأنّ الله -تعالى- يجمع الناس ويحشرهم يوم القيامة لمحاسبتهم على أعمالهم التي قدّموها في حياتهم الدنيا، كما حشر اليهود خارج المدينة المنورة.
– سبب نزولها:
لما ذهب النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما انتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه بني النضير وصدّقوه برسالته، ولكن هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت سببا في نقض بني النضير لعهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وعادوه، فما كان من النبي -عليه السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من المدينة المنورة.

التسميات: , ,

الأحد، 19 ديسمبر 2021

لا تدفنوا موتاكم ليلا

 

الحديث

قال رسول الله ﷺ
لا تدفِنُوا موتاكم بالليلِ ، إلَّا أنْ تُضْطَّرُّوا
الراوي : جابر بن عبدالله  | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 7268 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (1521) واللفظ له، وأحمد (14145) بمعناه
شرح الحديث :
علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه الآدابَ الشَّرعيَّةَ كُلَّها، وهنا يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بعضِ الآدابِ الخاصَّةِ بالمَوتى، مِثلَ عَدَمِ الدَّفنِ ليلًا إلَّا للضَّرورةِ، فيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “لا تَدفِنوا مَوْتاكم باللَّيلِ”؛ قيل: إنَّ النَّهيَ عن الدَّفْنِ لَيلًا؛ حتى يُصَلِّيَ عليه ناسٌ كَثيرونَ، أَكثرُ مِمَّن يُصلُّون عليهِ ليلًا. وقيل: لأنَّهم كانوا لا يُحسِنون أكْفانَ مَوْتاهم، ويَدْفُنونَهم باللَّيلِ، “إلَّا أْن تُضْطرُّوا”، أي: إلَّا أنْ تَخافوا ضَرَرًا كخَوفٍ من تَغيُّرِ جَسَدِ الميِّتِ من حَرارةٍ ونَحوِها، أَو نَحْوِ فِتْنَةٍ؛ فيكونُ الأوْلى التَّعْجيلَ بدَفْنِه ولو كان ذلك في اللَّيلِ( ).
إذا أتممت القراءة أترك ذكر
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

التسميات:

الجمعة، 17 ديسمبر 2021

لماذا نهى النبي عن عسب الفحل

 

الحديث

نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن عَسْبِ الفَحْلِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2284 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
حثَّ الإسلامُ على اتِّخاذِ سُبُلِ الرِّزقِ الطَّيِّبةِ قَدْرَ الاستطاعةِ، والبُعدِ عن كلِّ سَبيلٍ خَبيثةٍ.
وفي هذا الحديثِ يَنْهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن عَسْبِ الفَحْلِ، وهو الأجرُ الَّذي يُؤخَذُ على تَلْقيحِ الفَحْلِ، والفَحْلُ هو الذَّكَرُ مِن كلِّ حَيوانٍ؛ فَرَسًا كان، أو جَمَلًا، أو تَيسًا، أو غيرَ ذلك، وصُورتُه: أنْ يُعطيَ أحدٌ فَحْلَه لِغيرِه ممَّنْ يَملِكُ إِناثًا، فيُبقِيَه عندَه حتَّى يُلَقِّحَ الإناثَ مُقابلَ أجْرٍ يَأخُذُه على ذلك، أو يَأتِيَ مالِكُ الإناثِ بها إلى صاحبِ الفحْلِ ويَترُكَها عندَه، وقَدْ نَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك؛ قيل: لأنَّه مَجهولٌ لا يُدرَى أيُنتفَعُ به أوْ لا، وقد لا يُنزِلُ، فلا يُستفادُ منه، وقد تُلقَّحُ الأنثى وقدْ لا تُلقَّحُ، فهو أمرٌ مَظنونٌ، والغَررُ فيه مَوجودٌ، أو يُحمَلُ النَّهْيُ على الحثِّ على مَكارمِ الأخلاقِ والنَّدبِ إلى إعارتِه دونَ مُقابِلٍ؛ لِيَكثُرَ التَّناسُلُ في الحَيوانِ، وأنَّ مِثلَ هذا يَنْبغي للمسلمينَ أنْ يَتباذَلُوه بيْنهم؛ لأنَّه مِن جِنسِ الماعونِ، فتَشِيعَ رُوحُ التَّعاوُنِ والتَّرابُطِ بيْن النَّاسِ.
وفي حَديثِ أنَسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه عندَ التِّرمذيِّ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رخَّصَ في الكَرامةِ، أي: فأباحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَبولَ الهَديَّةِ التي يُعطِيها صاحبُ الأُنْثى بطَريقِ الكَرامةِ لا على سَبيلِ المُعاوَضةِ.

التسميات: ,

الخميس، 16 ديسمبر 2021

هل يجوز القيام من النـ ـوم لتأدية صلاة قيام الليل

 

هل يجوز القيام من النوم لتأدية صلاة قيام الليل بعد تأدية صلاة العشاء والسنة التي بعدها والوتر؟

سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف، وردت اللجنة قائلة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،،
فالأصل تأخير الوتر ليكون خاتمة لصلاة الليل لما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا).
لكنه قد ورد جواز أن تصلي بالليل بعد أداء صلاة الوتر، وذلك كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- كما في مسند أحمد قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس” وهذا يدل على جواز صلاة الليل بعد الوتر.
ومن ثم: فيمكن القول بأن الأصل تأخير الوتر، مع جواز الصلاة بعده، جاء في تحفة المحتاج “ويستحب أن لا يتعمد صلاةً بعده، وأما حديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الوتر جالسًا، ففعله لبيان الجواز، والذي واظب عليه وأمر به جعل آخر صلاة الليل وتراً”
وقال ابن حزم في المُحلّى “والوتر آخر الليل أفضل، ومن أوتر أوله فحسن، والصلاة بعد الوتر جائزة، ولا يعيد وتراً آخر”.
وقال النووي في المجموع “إذا أوتر ثم أراد أن يصلي نافلة أو غيرها في الليل جاز بلا كراهة ولا يعيد الوتر ثم قال عن صلاته صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الوتر: وهذا الحديث محمول على أنه صلى الركعتين بعد الوتر، بيانًا لجواز الصلاة بعد الوتر”، على أنه ينبغي للمسلم أن يراعي حاله مصداقاً لما جاء في صحيح مسلم أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: (من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل).

التسميات:

ما هي السورة المانعة من عذاب القبر؟

 

الحديث

سورةُ تبارك هي المانعةُ من عذابِ القبرِ
الراوي : عبدالله بن مسعود  | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3643 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو الشيخ في ((طبقات المحدثين)) (4/11)، والشجري في ((ترتيب الأمالي)) (569)
شرح الحديث :
القُرآنُ الكريمُ هو كَلامُ اللهِ، مَنْ حَفِظَه وتَدبَّره فازَ في الدُّنْيا، والآخِرَةِ، وقد علَّمنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فضائِلَ بعْضِ الآياتِ والسُّوَرِ، ونَقَلَها عنه الصَّحابَةُ الكِرامُ كما في هذا الحديثِ الذي يقولُ فيه عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: “سورةُ تَبارَكَ” وهي سورةُ المُلْكِ، “هي المانِعَةُ من عَذابِ القَبْرِ”، أي: هي الكافَّةُ للعَذابِ عن قارِئِها إذا ماتَ، ووُضِعَ في قَبْرِه، وقيل: إنَّها إذا قُرِئَتْ على قبْرِ ميِّتٍ مَنَعَتْ عنه العذابَ، أو هي المانِعَةُ من الوُقوعِ في الذُّنوبِ المُؤَدِّيَةِ إلى العَذابِ فيه.
وفي الحديثِ: فَضْلُ سورةِ المُلْكِ .
إذا أتممت القراءة أترك ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والله أكبر

التسميات:

ما حكم فتح سنتر لتجميل العرائس المحجبات؟

 

ما حكم فتح سنتر لتجميل العرائس المحجبات؟

سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أجابت عنه قائلة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فمن المقرر شرعًا أن الوسائل لها أحكام المقاصد وأن مراعاة المآل معتبرة شرعًا، والتزين للزوج مباح، بل مطلوب شرعًا، فقد سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟، قَالَ “الَّذِى تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلاَ تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ”.
وثبت أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تتزين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأى في يدي فتخات من ورق فقال « ما هذا يا عائشة ». فقلت صنعتهن أتزين لك يا رسول الله ، فأقرَّها النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليها.
وثبت أن نساء الصحابة رضوان الله عليهن كن يُزيِّنّ العروس عند زفافها، وكان لعائشة رضي الله عنها ملابس خاصة تلبسها العروس لزوجها، وكانت من يحين زفافها تستعير هذه الملابس لكي تتجمل لزوجها .
قالت عائشة رضي الله عنها : كان لي درع (أي ثوب) على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كانت امرأة تُقيَّن ( أي تزف إلى زوجها) بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره».
وهذا التزين يكون مباحًا بالضوابط التالية:
1- أن تكون الزينة في حدود ما أباحه الشرع، فلا تكون بتغيير خلق الله، ولا بالتشبه بالرجال ونحو ذلك مما حرّمه الله تعالى.
2- أن تكون لأجل غرض مباح كتزين المرأة لزوجها.
3- أن يكون القائم بالتزيين من النساء، أما الشباب فلا يحل لهم تزيين النساء.
فإن كان التزين بكشف العورات، وفعل المحرمات كان حرامًا.

التسميات: , ,

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

لماذا نهى النبي عن الشرب من فم السقاء

 

الحديث :

نَهَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الشُّرْبِ مِن فَمِ القِرْبَةِ أوِ السِّقَاءِ، وأَنْ يَمْنَعَ جَارَهُ أنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ في دَارِهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5627 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (5627)، ومسلم (1609) مختصراً.
شرح الحديث :
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حريصًا على تعليمِ أصحابِه كُلَّ جميلٍ مِن الآدابِ، سواءٌ في ذلك ما يُصلِحُ الإنسانَ في ذاتِه، أو يُصلِحُه في التعامُلِ مع غَيرِه.
وفي هذا الحديثِ يَنهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الشُّربِ مِن فَمِ القِربةِ أو السِّقاءِ، وهو الوِعاءُ المصنوعُ مِن الجِلدِ. وعِلَّةُ النَّهيِ عن الشُّربِ مِن فَمِ السِّقاءِ: أنَّ الإنسانَ إذا شَرِب منه مُباشرةً قدْ يَستقذِرُه غيرُه، ويُؤدِّي إلى تَغيُّرِ رائحةِ فَمِ السِّقاءِ، وقيل: لأنَّه لا يُؤمَنُ أنْ يكونَ في السِّقاءِ ما يُؤذِيه فيَدخُلَ في جَوفِه ولا يَدْري.
وينهى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيضًا عن أنْ يمنَعَ المسلمُ جارَه أنْ يَغرِزَ خشَبَه في دارِه. ومعناه: أنَّه يَنْبغي ألَّا يمنَعَ المُسلِمُ جارَه إذا أراد بناءَ بيتِه أو سَقفِه أنْ يضَعَ الخشَبَ الَّذي يَبني به في دارِ المسلمِ أو جِدارِه؛ لأنَّه لا يَستطيعُ البناءَ إلَّا بذلك، وهذا إذا احتاج الجارُ إلى ذلك، وكان بِناءُ سقفِه لا يَتِمُّ إلَّا به.

وفي الحَديثِ: اهتِمامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بما يحفَظُ على النَّاسِ صِحَّتَهم ويَقِيهم من العدوى والأمراضِ.
وفيه: شموليَّةُ أحكامِ الإسلامِ لكُلِّ ما يُصلِحُ شأنَ المسلِمِ مِن أُمورِ دِينِه ودُنياه.
وفيه: حَثُّ المُسلِمِ على أن ينفَعَ أخاه المسلِمَ بكُلِّ ما يستطيعُ.

التسميات: , ,

لماذا نهى النبي عن اختنـ ـاث الأسقـ ـية

 

الحديث :

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية. يعني أن تكسر أفواهها فيشرب منها.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5625 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته الآداب العلية في سائر شؤون حياتهم، ومن ذلك آداب الطعام والشراب.
وفي هذا الحديث ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية. وقد وضح معنى اختناث الأسقية بأن تكسر أفواهها فيشرب منها -وقيل: هذا التوضيح لمعنى الاختناث مدرج من كلام معمر بن راشد أو غيره، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم-؛ فالاختناث هو الشرب من فم السقاء، والمراد بكسرها: ثنيها لا كسرها حقيقة، وعبر عن الشرب من فم السقاء باختناث السقاء؛ لأن العادة في فم القربة إذا شرب منه الشارب وهو مفتوح أن يتدفق الماء عليه بكثرة، فلا يستطيع الشراب، فيضغط على فمها، بحيث لا يخرج منه إلا بالقدر الذي يستطيع أن يشربه، فهذا اختناث الأسقية. أو المراد قلب رأسها والشرب منها. والأسقية جمع سقاء، وهو الوعاء المصنوع من الجلد مباشرة، والمراد به هنا، كل إناء استعمل للشراب.
وعلة النهي عن اختناث السقاء: أن الإنسان إذا شرب منه مباشرة قد يستقذره غيره، ويؤدي إلى تغير رائحة فم السقاء؛ فإن إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها، وقيل: إن النهي عن الشرب منه مباشرة؛ لأنه لا يؤمن أن يكون في السقاء ما يؤذيه فيدخل في جوفه ولا يدري.
وفي الحديث: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بما يحفظ على الناس صحتهم ويقيهم من العدوى والأمراض.

التسميات:

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

صلاة سنة تجعلك فى رحمة الله

 

رغب النبي صلى الله عليه وسلم أمته في النوافل بكل أنواع الترغيب ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد حسن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين .
وهى سنة ليست رواتب أى أن النبي صل الله عليه وسلم لم يكن يواظب عليها لكن إذا حافظ عليها المؤمن كان هذا أفضل .
وهى صلاة أربع ركعات قبل العصر تسليمتين أى تصلى ركعتين وتسلم ثم تصلى ركعتين وتسلم لقول النبي صل الله عليه وسلم رحم الله امرأ صلى أربعًا قبل العصر رواه عبد الله بن عمر فى صحيح أبى داود .
(رحم الله امرأ) أي: إنسانا، وهو في معنى الإخبار المتضمن للبشارة، وقيل: هو دعاء؛ ودعاؤه مستجاب لا يرد، وهنا إشارة إلى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يدعو لأمته بكل ما ينفعهم (صلى قبل العصر أربعا) أي: أربع ركعات سنة العصر، وهي من المستحبات.

وفي الحديث:
مشروعية الصلاة قبل العصر على جهة الاستحباب وليس الإلزام
الحث على النوافل قبل العصر، وما فيها من التماس دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

التسميات: , , , ,

كنوز التراث الاسلامي على الفيس بوك

 صفحة كنوز التراث الاسلامي على الفيس جذبت إليها أكثر من 14 مليون متابع من مختلف بلاد العالم وتقدم لهم أذكار وأحاديث نبوية وآيات قرآنية وورد قرآني يومي وكذلك فتاوى معاصرة من أهل العلم ودار الافتاء وفتاوى الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ومركز الأزهر للفتاوى الإلكترونية .

 

وعلى مدار اكثر من 10 سنوات تقدم الصفحة يوميا اكثر من 40 منشور يغطى كافة الجوانب الدينية والإجتماعية ويذكر المسلمين بأمور دينهم وكذلك تعريفهم بمشاهير القراء والعلماء المسلمين .

وتضع الصفحة صورة الشيخ محمد متولى الشعراوى صورة رمزية ثابتة لها تقديرا للشيخ الجليل رحمه وقربه من قلوب المسلمين عامة والمصريين بشكل خاصة كما أن مؤسس ومدير الصفحة مصرى الجنسية فكان اختيار صورة الشيخ الشعراوى معبراً عنه وعن إرتباط المصريين بالشيخ الشعراوى وتفسيره للقرآن الكريم .

 

كما ان للصفحة ايضا حساب كبير على منصة الانستجرام وصل عدد متابعيه إلى أكثر من إثنان ونصف مليون متابع من مختلف دول العالم وبنسبة كبيرة يتم نشر نفس محتوى الفيس بوك على حساب الانستجرام .

 

التسميات: , ,

لماذا نهى النبي عن التحـ ـلق قبل صلاة الجمـ ـعة

 

الحديث

أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عنِ الشِّراءِ والبيعِ في المسجدِ وأن تنشدَ فيهِ ضالَّةٌ وأن ينشدَ فيهِ شعرٌ ونَهى عنِ التَّحلُّقِ قبلَ الصَّلاةِ يومَ الجمعة.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 1079 | خلاصة حكم المحدث : حسن
شرح الحديث
المساجِدُ بُيوتُ اللهِ في الأرضِ، والهَدَفُ مِن بِنائِها عِبادةُ اللهِ تعالى فيها وإقامُ الصَّلاةِ وذِكرُ اللهِ فيها، ولم تُجعَلْ لأُمورِ الدُّنيا كالبَيعِ والشِّراءِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهَى عن الشِّراءِ والبيعِ”، أي: إقامتِه وعَقدِه، ويُلحَقُ به ما في معناه مِن العُقودِ، كالإجارةِ وغيرِها، “في المسجدِ”؛ لأنَّ المساجدَ بُنيتْ لأداءِ الفرائضِ والأذكارِ، وفي سُننِ التِّرمذيِّ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “إذا رأيتُم مَن يبيعُ أو يبتاعُ في المسجدِ، فقولوا: لا أربحَ اللهُ تِجارتَك”.
قال عبدُ اللهِ رضي اللهُ عنه: “وأن تُنشَدَ فيه ضالَّةٌ “، والضَّالَّةُ: كلُّ ما فُقِد أو ضاع من حَيوانٍ أو مَتاعٍ أو مالٍ، وغيرِ ذلك، وإنشادُ الضَّالَّةِ هو طلَبُها والاسترشادُ عنها والإعلامُ عن ضَياعِها في المساجدِ، ومع هذا النَّهيِ أيضًا ورَدَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الدُّعاءُ على مَن فَعَل ذلك بعَدمِ وُجدانِ ضالَّتِه كما في صحيحِ مُسلمٍ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ” مَن سمِع رجلًا ينشُدُ ضالَّةً في المسجدِ فليَقُلْ: لا ردَّها اللهُ عليك؛ فإنَّ المساجدَ لم تُبْنَ لهذا”.
قال: “وأن يُنشَدَ فيه شِعرٌ”، أي: نَهَى صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يكونَ المسجدُ مَحَلًّا لإلْقاءِ الشِّعرِ؛ قيل: والمرادُ بالأشعارِ هي الأشعارُ المذمومَةُ، فأمَّا أشعارُ الإسلامِ والمحقِّينَ فغيرُ مَحظورٍ، وقيَّده هنا بالمسجدِ وإنْ كان مِثلُ ذلك محظورًا داخلَ المسجدِ وخارجَه؛ مُبالَغةً في تنزيهِ المسجدِ عن الفاحِشِ من القَولِ، ولقُربِهم بعَهدِ الجاهليَّةِ، ووُجودِ حالةِ التفاخُرِ والهِجاءِ ونحوه، والشِّعْرُ: كلامٌ موزونٌ قَصدًا بوَزنٍ عربيٍّ، فهو غيرُ الكلامِ المنثورُ، ولا يَدخُلُ في الشِّعرِ كذلك ما كان اتِّفاقيًّا، أي: لم يُقصدْ وزنُه؛ فلا يكون شِعرًا.
قال: “ونَهَى عن التَّحلُّقِ قبلَ الصَّلاةِ يومَ الجُمُعةِ”، أيِ: نَهَى صلَّى الله عليه وسلَّم عن القُعودِ حِلَقًا حِلقًا قَبلَ صَلاةِ الجُمُعةِ؛ لأنَّه يَقطعُ الصُّفوفَ مع كونِهم مأمورين يومَ الجُمُعةِ بالتَّبكيرِ والتَّراصِّ في الصُّفوفِ، وأنْ يَجلِسوا مُتحلِّقين حَلقةً واحدةً أو أكثرَ، وإنْ كان لِمذاكرةِ عِلمٍ، ولأنَّ الاجتماعَ للجُمُعةِ خَطْبٌ عظيمٌ لا يَسعُ مَن حضَرها أن يَهتمَّ بما سِواها حتَّى يَفرَغَ منها، والتَّحلُّقُ قبلَ الصَّلاةِ يُوهِم غَفلتَهم عن الأمرِ الَّذي نُدِبوا إليه، ولأنَّ الوقتَ وقتُ الاشتِغالِ بالإنصاتِ للخُطبةِ، والتَّقييدُ بقَبل الصَّلاةِ، أي: إذا فُرِغ منها كان الاجتِماعُ والتَّحلُّقُ بعدَ ذلك للعِلمِ والذِّكرِ.

قيل: النَّهيُ عن جميعِ المذكوراتِ.
وفيه: الحثُّ على عدَمِ رَفْعِ الأصواتِ في المساجِدِ، وعلى حِفظِها مِن كلِّ ما يُزيلُ رُوحَ الخُشوعِ، أو يؤثِّرُ في المتعبِّدين.

التسميات:

الاثنين، 13 ديسمبر 2021

لماذا نهى النبي عن الشغار

 

الحديث :

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهَى عَنِ الشِّغَارِ. والشِّغَارُ: أنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ علَى أنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ، ليسَ بيْنَهُما صَدَاقٌ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5112 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
لم تُكرَّمِ المَرأةُ في حَضارةٍ مِنَ الحَضاراتِ، ولا في شَريعةٍ مِنَ الشَّرائعِ مِثلَما كرَّمَها الإسلامُ؛ فقد جَعَلَ لها حُقوقًا ومَكانةً وحُظوةً ورأيًا يُحتَرَمُ، ومِن ذلك أنَّه فَرَضَ على الرَّجُلِ مَهْرًا يُؤدِّيه إليها إذا أرادها زَوجةً، بلْ أكثرُ مِنْ ذلك؛ أنْ جَعلَ لها في الزَّواجِ أمْرًا ومَشورةً، ولم يَجْعَلْها سِلعةً تُباعُ وتُشتَرى أو تُستَبدَلُ.
وفي هذا الحَديثِ يروي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عن زَواجِ الشِّغار، والشِّغارُ في الشَّرعِ -كَما عُرِّفَ في الحَديثِ-: أنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابنَتَه أو مُوَلِّيَتَه من أختٍ وغيرِها، على أنْ يُزَوِّجَه الآخرُ ابنَته أو مُوَلِّيَتَه من أختٍ وغَيرِها، وليس بيْنهما صَداقٌ، وهو المَهرُ الذي يُجعَلُ لِلمرأةِ حالَ تَزوُّجِها، أي: يكونُ تزويجُ كُلٍّ منهما مهرًا للأخرى، أمَّا إذا سُمِّيَ لكُلِّ واحدةٍ منهنَّ مَهْرُها، فلا بأسَ.
وهذا التفسيرُ للشِّغارِ؛ قيل: مَرفوعٌ مِنْ كَلامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقيل: مِنْ كَلامِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضِيَ اللهُ عنْهما، وقيل: مِنْ كَلامِ نافِعٍ مولى ابنِ عُمَرَ، وقيل: مِنْ كَلامِ مالكٍ.
وهذا النَّوعُ مِنَ الزَّواجِ كان مُنْتَشِرًا في الجاهليَّةِ، فجاء الإسلامُ فَمَحاهُ؛ لأنَّ فيه فسادًا كَبيرًا، ويُفضِي إلى إجبارِ النِّساءِ على نِكاحِ مَنْ لا يَرغَبنَ فيه؛ إيثارًا لمَصلَحةِ الأولياءِ على مَصلَحةِ النِّساءِ، وذلك مُنكَرٌ وظُلمٌ لِلنِّساءِ، ولأنَّ ذلك أيضًا يُفضي إلى حِرمانِ النِّساءِ مِن مُهورِ أمثالِهنَّ.

التسميات:

لماذا نهى النبي عن بيع الكلب

 

الحديث

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن ثَمَنِ الكَلْبِ، ومَهْرِ البَغِيِّ، وحُلْوَانِ الكَاهِنِ.
الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2237 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
أحلَّ اللهُ لعِبادِهِ الطَّيِّباتِ، وحرَّمَ عليهِمُ الخَبائِثَ مِن كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ شَيءٍ؛ مِن المَطْعَمِ والمَشْرَبِ، والمَكْسَبِ والتِّجارَةِ، وغيرِ ذلك، كما حَثَّ الشَّرْعُ المُسلِمَ على أنْ يكونَ كَريمَ النَّفْسِ، مُتْرَفِّعًا عَنِ الدَّنايا.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو مَسعودٍ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن ثَلاثةِ أشياءَ:
الأوَّلُ: عن بَيعِ الكلْبِ، وأخْذِ ثَمَنِه مُطلقًا، وما تمَّ كَسْبُهُ مِن ذلك فهو مالٌ غيرُ طَيِّبٍ؛ لأنَّ الكلْبَ مَنْهِيٌّ عَنِ اقتنائِهِ وتَربيتِهِ إلَّا كلْبَ الماشيةِ والحَرْث، قيل: إنَّ هذا حكْمٌ عامٌّ، سُواءٌ كان مُعلَّمًا على الصَّيدِ أو غيرَ مُعلَّمٍ، أو كان ممَّا يَجوزُ اقتِناؤه، أو ممَّا لا يَجوزُ اقتِناؤُه. وقيل: يُستثنَى مِن ذلك كَلبُ الحِراسةِ والصَّيدِ؛ لأنَّه ذو مَنفَعةٍ، كما في سُنَنِ التِّرمذيِّ مِن حَديثِ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «إلَّا كلْبَ الصَّيدِ». وفي رِوايةِ الدَّارقُطْنيِّ: «إلَّا الكلْبَ الضَّارِيَ»، وهو المُعتادُ للصَّيدِ، فكأنَّه عليه السَّلامُ نَهى عن ثمَنِ الكلْبِ إلَّا الكلْبَ الَّذي أُذِنَ في اتِّخاذِه للانتفاعِ به، ويُحتمَلُ أنْ يكونَ النَّهيُ عن ثمَنِ الكلْبِ كان في بَدءِ الإسلامِ، ثمَّ نُسِخَ ذلك، وأُبِيحَ الاصطيادُ به، وكان كسائرِ الجَوارحِ في جَوازِ بَيْعِه.
والثاني: عن مَهْرِ البَغيِّ، وهو الثَّمَنُ الَّذي تَتَقاضاهُ الزَّانيةُ مُقابلَ تَسليمِ نفْسِها للرجُلِ الأجْنبيِّ، وسمَّاه مَهْرًا؛ لكَونِه على صُورتِه، وقدْ كانوا في الجاهليَّةِ يُكرِهون إماءَهم على الزِّنا والاكتسابِ به، فأنْكَرَ الإسلامُ ذلك في قَولِ اللهِ تعالَى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 33].

والثالث: عن حُلْوانِ الكاهنِ، وهو ما يَأخُذُه الكاهنُ أو الكاهنةُ مُقابلَ تنَبُّؤِهما بالغيبِ. والكاهنُ: هو الَّذي يَدَّعي عِلمَ الغيبِ، ويُخبِرُ النَّاسَ بزَعمِه عن الكائناتِ الغَيبيَّةِ والأشياءِ المُستقبليَّةِ، وهو شاملٌ لكلِّ مَن يدَّعي ذلك مِن مُنجِّمٍ وضَرَّابٍ بالحَصى ونحوِه، وسُمِّيَ ما يتَقاضاهُ الكاهنُ حُلوانًا تَشبيهًا بالشَّيءِ الحُلوِ؛ لأنَّه يُؤخَذُ سَهلًا بلا كُلفةٍ.

التسميات: , , , ,