الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

إذا أعجبت المرأة بخلق ودين رجل فهل تعرض نفسها عليه ليتزوجها ؟

السؤال
أنا فتاة ملتزمة ، عمري 27 ، وحافظة لكتاب الله ، وأعمل معلِّمة لكتاب الله عز وجل ، وأطلب العلم الشرعي ، وأمتلك من الصفات ما يجعل الشبان يقبلون لخطبتي كثيراً ، ولكن كل الذين يتقدمون لخطبتي أرفضهم بسبب ضعف التزامهم الديني ، وأعاني من الضغط الأسري بسبب رفضي الدائم ، ولأني تركت عملي الحكومي بسبب الاختلاط : زاد الضغط عليَّ ، في الفترة الأخيرة يريدون مني أن أقبل بأي شاب ، المهم أتزوج ، وطبعا الزواج من غير القبيلة ممنوع ، أنا لا أريد مالاً ، ولا رجلاً ذا مال ، أو منصب ، أو شابّاً وسيماً ، بل أريد شابّاً صالحاً يعينني على طاعة الله ، ويعفني ، وحتى أنتهي من هذه المشاكل التي لا تنتهي مع أهلي ، لذا فكرت أن أخطب لنفسي شابّاً من معارفنا ، تربط بيننا وبينهم علاقة مصاهرة ، وهو شاب خلوق ، صاحب دين ، حافظ لكتاب الله ، وطالب علم ، وذلك بإرسال رسالة جوال – بطريقة لبقة ، وبكل أدب – ، وهذا الشاب لا علاقة لي به أبداً ، ولكن عرفت رقم هاتفه عن طريق الخطأ ، ولا أريد أن أجعل وسيطاً ثالثاً في الموضوع ، ولا أريد إدخال طرف آخر ، فيكون الموضوع محرجاً للطرفين ، وأيضاً لا آمن أن يفشى الموضوع ، ولا أجد من أثق به تمام الثقة فلا يفشي سرِّي . فما حكم الشرع أولاً ؟ ثم ما رأيكم في الفتاة التي تقبل على هذا العمل ؟ وكيف تكون نظرة الرجل في المرأة التي تخطبه لنفسها ؟ وماذا تنصحني ؟ .

نص الجواب
الحمد لله.

أولاً:
نسأل الله تعالى أن يتم عليك نعمته ، وأن يزيدك علماً وأدباً وحياءً ، ونسأله تعالى أن ييسر لك زوجاً صالحاً ، تقيمين معه أسرة صالحة .
وقد أحسنتِ حيث خرجت من وظيفتك التي فيها اختلاط محرَّم ، وأحسنتِ حيث كنت ترفضين الخطَّاب الذين ليسوا على خلق ودين ، وأحسنتِ حيث قمتِ بالسؤال قبل القيام بمراسلة ذلك الشاب .
ثانياً:
ليس من الحرام ، ولا من العيب – عند من يعقل – أن تعرض المرأة نفسها على صاحب الخلق والدِّين ليتزوجها ، وإن أنكر ذلك أحدٌ فإنما ينكره لا بميزان الشرع ، بل بميزان العادات والتقاليد والأعراف ، وأحياناً تنكره النساء حسداً من عند أنفسهنَّ .
عن ثَابِت الْبُنَانِيِّ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَنَسٍ ، وَعِنْدَهُ ابْنَةٌ لَهُ ، قَالَ أَنَسٌ : جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَكَ بِي حَاجَةٌ ؟ .
فَقَالَتْ بِنْتُ أَنَسٍ : مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا ، وَا سَوْأَتَاهْ ! وَا سَوْأَتَاهْ ! قَالَ : هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ ، رَغِبَتْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا .
رواه البخاري ( 4828 ) .
وقد بوَّب عليه الإمام البخاري بقوله : باب ” عرْض المرأة نفسَها على الرجل الصالح ” .
ومعنى “واسوأتاه ” : الواو : للندب ، والسوءة : الفعلة القبيحة والفاضحة .
وقد ألمحت المرأة الصالحة لرغبتها بالتزوج من موسى عليه السلام بقولها – كما قاله الله تعالى عنها – : ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) القصص/ 26 ، والظاهر أنها هي التي عرضها أبوها على موسى عليه السلام ، كما قال تعالى : ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ) القصص/من الآية 27 .
وهذه رسالة لأوليائك بأن يتقوا الله تعالى ، ويتركوا العصبية القبلية ، ويبحثوا هم عن رجل صالح يزوجوه لكِ ، وعلى الأقل أن لا يرفضوا أحداً من أهل الخلُق والدين ، وها هو الرجل الصالح يعرض ابنته على موسى عليه السلام ، بعد أن تعرِّض هي بذلك ، وها هي المرأة الصالحة تعرض نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم صراحة دون تعريض ، وكل هذا لا ينافي الحياء ، بل إنه ليدل على دين متين ، ورجاحة عقل عند المرأة ، وعند وليها .
وفي ” الموسوعة الفقهية ” ( 30 / 50 ) :
يجوز عرض المرأة نفسها على الرّجل ، وتعريفه رغبتها فيه ، لصلاحه وفضله ، أو لعلمه وشرفه ، أو لخصلة من خصال الدِّين ، ولا غضاضة عليها في ذلك ، بل ذلك يدلّ على فضلها ، فقد أخرج البخاريّ من حديث ثابت البنانيّ قال : كنت عند أنس … – وذكروا الحديث السابق – .
انتهى
ثالثاً:
وبعد ذِكر ما تقدَّم : فإننا ننصحك بما ينفعك – إن شاء الله – في مسألتك هذه ، فنقول لكِ :
1. تجنبي المراسلة المباشرة معه ، ويمكنك توصيل الخبر له عن طريق رقم آخر غير معروف لديه ، ولا يخص أحداً بعينه ، وهذا الأمر يسهل عليك الحصول عليه ، فتبعثين رسالة له منه ، فيها دلالته عليكِ إن كان يرغب بالزواج ، وتكون هذه الرسالة كأنها من شخصٍ يعرف الطرفين ، وينصحه بعدم التفريط بها ، وهذا أفضل من المواجهة المباشرة – في ظننا – لأن الأمور قد لا تسير وفق مرادكِ ، فتسبب إحراجاً لكِ وله ، كما أن الإنسان لا يضمن بأن يبقى التدين والاستقامة على حالها الآن ، ويُخشى من أن يعيِّرك بهذا فيما بعد ، ولذلك اشترط العلماء ” الرجل الصالح ” وليس الصلاح هو العلم وحده ، ولا حفظ القرآن وحده ، بل الصلاح هو القيام بالعلم والقرآن ، والتخلق بأخلاقهما .
2. لا ينبغي لك – في حال قيامك بالمراسلة – أن تطلقي العنان للكلمات والمراسلات ، وإنما أجيز لك مراسلته لأمرٍ معيَّن ، وقد تؤدي هذه المراسلات إلى فتنته أو فتنتك ، أو فتنتكما .
3. تجنبي إخبار أحد ، وتوسيطه بينكما ، وقد رأيناكِ تنبهتِ لهذا الأمر .
4. قد لا يكون ظرف الرجل مناسباً للزواج ، أو قد يكون خاطباً ولا يريد التعدد ، فإذا علمتِ ذلك منه : فلا تكرري عليه ، وليس ثمة داعٍ لاستمرار المراسلة ، ومقصود المراسلة قد حصل بعرض التزوج منك عليه .
5. إذا لم يقدِّر الله تعالى لك الزواج منه : فلا ينبغي لك التعلق به ، ولا يخفى عليكِ – إن شاء الله – مدى خطورة التعلق ، وكيف أنه يشغل عن طاعة الله ، ويشغل عن حفظ القرآن ومراجعته ، ويشغل عن طلب العلم ، مع ما يسببه من أمراضٍ للقلب ، وميل للمعاصي .
6. ننصحك بالاستخارة قبل الإقدام على المراسلة ، وننصحك بها بعد مراسلته وإخباره ، والمسلم لا يدري أين الخير له في الدنيا والآخرة ، فهو جاهل عاجز ، ويطلب من ربه العالم القادر أن يختار له ، وأن ييسر له الأمر حيث كان خيراً ، وأن يصرفه عنه حيث كان شرّاً .
7. واعلمي أن غيره قد يكون خيراً منه ، وما دمتِ سلكت طريقاً شرعيّاً في إخباره ، وعرض نفسك عليه ، وما دمتِ استخرت الله تعالى ولم يقدَّر بينكما زواج : فلا تيأسي من رحمة الله ،ولا تقنطي من دعائه تعالى ، ولا تتنازلي عن الخلق والدين في المتقدِّم للزواج منكِ ، واصبري على ضغظ أهلك ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) الشرح/ 5 .
على أنه لو كان لك من محارمك ، أخوك ، أو عمك .. ، من هو قريب من نفسك ، وتستطيعين مفاتحته في ذلك ، وهو يتصرف في الأمر ، كما يتصرف عامة الرجال في تزويج بناتهم ممن يرضون من الرجال ، من غير غضاضة ولا نكير ، لو كان لك ذلك ، لكان الأمر أسهل ، وأبعد عن المخاطرة ، وأروح لقلبك إن شاء الله .
فنسأل الله أن ييسر لك من يقوم عنك بذلك .
والله أعلم

التسميات:

الاثنين، 28 سبتمبر 2020

من هم العالمين ؟ وهل يوجد مخاطبون بالقرآن غير الإنسان ؟

 

الحمد لله رب العالمين .. من هم ” العالمين ” ؟ وهل يوجد مخاطبون بالقرآن غير الإنسان ؟

يقول المولى سبحانه وتعالى في بداية سورة الفاتحة : الحمد لله رب العالمين فلماذا استفتح الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز بحمد الله رب العالمين، فمن هم العالمين ؟ فلماذا قال الله سبحانه وتعالى العالمين والعالمين هو جمع عالم، جاء في تفسير الطبري حول هذه الآية عن أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: قال جبريل لمحمد: ” يا محمد قل: (الحمد لله رب العالمين)”، قال ابن عباس: يقول: قل الحمد لله الذي له الخلق كله – السموات كلهن ومن فيهن، والأرضون كلهن ومن فيهن وما بينهن، مما يعلم ومما لا يعلم. يقول: اعلم يا محمد أن ربك هذا لا يشبهه شيء. أما القول في تأويل قوله : العالمين فالعالمون جمع عالم، والعالم: جمع لا واحد له من لفظه، كالأنام والرهط والجيش، ونحو ذلك من الأسماء التي هي موضوعات على جماع لا واحد له من لفظه.

والعالم اسم لأصناف الأمم، وكل صنف منها عالم، وأهل كل قرن من كل صنف منها عالم ذلك القرن وذلك الزمان. فالإنس عالم، وكل أهل زمان منهم عالم ذلك الزمان. والجن عالم، وكذلك سائر أجناس الخلق، كل جنس منها عالم زمانه. ولذلك جمع فقيل: عالمون، وواحده جمع، لكون عالم كل زمان من ذلك عالم ذلك الزمان.

أما في تفسير البغوي فجاء حول العالمين أن (العالمين) جمع عالم، لا واحد له في لفظه، واختلفوا في العالمين؛ قال ابن عباس:” هم الجن والإنس لأنهم المكلفون بالخطاب”، قال الله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا}

وقال قتادة ومجاهد والحسن: “هم جميع المخلوقات”، قال الله تعالى: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما} واشتقاقه من العلم والعلامة سموا به لظهور أثر الصنعة فيهم، قال أبو عبيد: “هم أربعة أمم: الملائكة، والإنس، والجن، والشياطين”، وفي تفسير الطبري أن العالم يقصد به ما يعقل وهم الإنس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم ، وأن (العالمين) جمع عالم، لا واحد له في لفظه، واختلفوا في العالمين؛ قال ابن عباس:” هم الجن والإنس لأنهم المكلفون بالخطاب”، قال الله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا}، وقال قتادة ومجاهد والحسن: “هم جميع المخلوقات”، قال الله تعالى: {قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما}

 

التسميات: ,

لماذا لم يذكر الجو في قوله تعالى: "هو الذي يسيركم في البر والبحر"؟

 

السؤال : يقول المولى عز وجل في سورة يونس : هو الذي يسيركم في البر والبحر ، ولكن لماذا لم يذكر الله الجو ؟ هل ذكر الله إمكانية سفر الناس جوا في المستقبل ؟

حول هذه الآية جاء في تفسير الطبري عن أبو جعفر قوله إن قول تعالى : الله الذي يسيركم، أيها الناس ، في البر على الظهر وفي البحر في الفلك ، (حتى إذا كنتم في الفلك) ، وهي السفن ، (وجرين بهم) يعني: وجرت الفلك بالناس ، (بريح طيبة)، في البحر ، (وفرحوا بها) ، يعني: وفرح ركبان الفلك بالريح الطيبة التي يسيرون بها، وعلى ذلك فإن الله قد ضرب في هذه الآية للناس مثلا من الأمثلة التي يمكن أن يفهموها في ذلك الوقت، لأن الإنسان في هذه الفترة كان يسير في البر ويسير في البحر فقط.
وقوله تعالى: وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ {الزمر: 28}، والمعنى على ما قاله المفسرون: وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ، أي: وَصَفْنا لهم. مِنْ كُلِّ مَثَلٍ”، أي: مِنْ كُلِّ مَعْنًى.
لكن مع ذلك فقد أشار الله في مواضع أخرى من القرآن الكريم لإمكانية أن يسافر الإنسان عبر الجو، وذلك في قول الله تعالى : لو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون . لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون . وهو إشارة إلى إمكانية سفر البشر عن طريق الجو وهو ما لم يكن موجودا ولا متصورا وقت نزل القرآن الكريم .

التسميات: ,

قصة ذو القرنين وسد يأجوج ومأجوج ومكانه وأدلة خروجهم

 

ورد ذكر قصة ذي القرنين في سورة الكهف الآيات 83-98.

قال الله تعالى: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا))

((قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا))

((قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا))

((قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا))

القصة:
لا نعلم قطعًا من هو ذو القرنين. كل ما يخبرنا القرآن الكريم عنه أنه ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.
بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعيًا إلى الله. فاتجه غربًا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه. وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم.
فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس. وكانت أرضًا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.
وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها. وعندما وجدوه ملكًا قويًا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدًا لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال يدفعونه له.
فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.
استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد. فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوي الركام مع قمتي الجبلين. ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسًا مذابًا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمن القوم الضعفاء من شرّهم.

بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.

يقول سيّد قطب رحمه الله: “وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقًا وغربًا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله.” (في ظلال القرآن(.

يأجوج ومأجوج:
يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان، وقيل: عربيان، وعلى هذا يكون اشتقاقهما من أجت النار أجيجا: إذا التهبت. أو من الأجاج: وهو الماء الشديد الملوحة، المحرق من ملوحته، وقيل عن الأج: وهو سرعة العدو. وقيل: مأجوج من ماج إذا اضطرب.

ويؤيد هذا الاشتقاق قوله تعالى (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض)، وهما على وزن يفعول في (يأجوج)، ومفعول في (مأجوج) أو على وزن فاعول فيهما هذا إذا كان الاسمان عربيان، أما إذا كانا أعجميين فليس لهما اشتقاق، لأن الأعجمية لا تشتق وأصل يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام. وهما من ذرية يافث أبي الترك، ويافث من ولد نوح عليه السلام.

والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قال (يقول الله تعالى: يا آدم ! فيقول لبيك وسعديك، والخير في يديك. فيقول اخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين. فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا: وأينا ذلك الواحد؟ قال: (ابشروا فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألف) رواه البخاري.

وعن عبدالله بن عمرو عن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” (أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفًا فصاعدا) صفتهم هم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون، ذلف الأنوف، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، على أشكال الترك وألوانهم.

وروى الإمام أحمد: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب، فقال (إنكم تقولون لا عدو، وإنكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه، صغار العيون، شهب الشعاف (الشعور)، من كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة).
وقد ذكر ابن حجر بعض الآثار في صفتهم، ولكنها كلها روايات ضعيفة، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف:
صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدًا
وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع
وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى
وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبرين، وأطولهم ثلاثة أشبار.

والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء، لا طاقة لأحد بقتالهم، ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين. ففي حديث النواس بن سمعان أن الله تعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج، وأنه لا يدان لأحد بقتالهم، ويأمره بإبعاد المؤمنين من طريقهم، فيقول لهم (حرز عبادي إلى الطور(

أدلة خروجهم
قال تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين) الأنبياء:96-97: 92- 99
وتدل الآيات على خروجهم، وأنها علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا، وقيام الساعة.
وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يومًا فزعًا يقول (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها) قالت زينب بنت جحش: فقلت يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث)

وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه (إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أولئك على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف (دود يكون في أنوف الإبل والغنم) في رقابهم فيصبحون فرسى (أي قتلى) كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله) رواه مسلم وزاد في رواية – بعد قوله (لقد كان بهذه مرة ماء) – (ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دمًا).

وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر منها (يأجوج ومأجوج) رواه مسلم
سد يأجوج ومأجوج
بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم. كما قال تعالى (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف
هذا ما جاء به الكلام على بناء السد، أما مكانه ففي جهة المشرق لقوله تعالى (حتى إذا بلغ مطلع الشمس) ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد
والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين، لقوله تعالى (حتى إذا بلغ بين السدين) والسدان: هما جبلان متقابلان. ثم قال (حتى إذا ساوى بين الصدفين)، أي: حاذى به رؤوس الجبلين وذلك بزبر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاسًا مذابًا، فكان السد محكمًا.

وهذا السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد، وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقًا. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعًا) الكهف.

والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدًا. قال: فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدًا إن شاء الله تعالى، واستثنى. قال: فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه، ويفر الناس منهم) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم.

التسميات: , ,

الأحد، 27 سبتمبر 2020

حكم السلام باليد او الاشارة دون التلفظ بالصيغة الصحيحة

 

كثر فى زماننا إلقاء السلام برفع اليد أو بالإشارة فهل يجزىء ذلك عن التلفظ به؟
سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:

فالأصل فى السلام أن يكون بالتلفظ . وقد يجمع بين التلفظ والإشارة وهو الأتم . والسلام بالإشارة دون التلفظ به مكروه كراهة تنزيهية . لورود النهى عنه. وإن ترك التلفظ لحاجة أو عذر كالأخرس مثلاً فيصح دون كراهة. وقد يجب الرد بالإشارة على الأصم الذى لا يسمع الرد باللفظ.
قال فى الفواكه الدوانى: الظَّاهِرَ أَوْ الْمُتَعَيَّنَ أَنَّهُ لا يَكْفِي فِي الابْتِدَاءِ بِالسَّلامِ الإِشَارَةُ إلا إذَا كَانَ الْمُسَلَّمُ عَلَيْهِ بَعِيدًا عَنْ الْمُسَلِّمِ بِحَيْثُ لا يَسْمَعُ صَوْتَهُ , فَيَجُوزُ أَنْ يُشِيرَ إلَيْهِ بِالسَّلامِ بِيَدِهِ أَوْ رَأْسِهِ لِيُعْلِمَهُ أَنَّهُ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ.
وقد بوب عليه النسائي، فقال: كراهية التسليم بالأكف والرؤوس والإشارة، قال النووي في الأذكار [ص258]: [باب ما جاء في كراهة الإشارة بالسلام باليد ونحوها بلا لفظ] وفيه: وأما الحديث الذي رويناه في كتاب الترمذي عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم. قال الترمذي: حديث حسن، فهذا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظ والإشارة، يدل على هذا أن أبا داود روى هذا الحديث، وقال في روايته: فسلم علينا.
قال الشيخ زكريا الأنصارى فى أسنى المطالب [ 4/183]: (ويجب الجمع بين اللفظ والإشارة على من رد) السلام (على أصم) ليحصل به الإفهام ويسقط عنه فرض الجواب (ومن سلم عليه) أي الأصم (جمع بينهما) أيضا ليحصل به الإفهام ويستحق الجواب، وقضية التعليل أنه إن علم أنه فهم ذلك بقرينة الحال والنظر إلى فمه لم تجب الإشارة وهو ما بحثه الأذرعي. (وتجزئ إشارة الأخرس ابتداء وردا) ؛ لأن إشارته به قائمة مقام العبارة…(والإشارة به) بيد أو نحوها بلا لفظ (خلاف الأولى) للنهي عنه في خبر الترمذي ولا يجب لها رد. (والجمع بينها وبين اللفظ أفضل) من الاقتصار على اللفظ. والله اعلم. See Less

التسميات: , ,

هل يجوز القاء السلام على من يقرأ القرآن ؟

مررت على قارىء للقرآن فألقيت عليه السلام فنهرنى أحد الأصدقاء وقال لى أنه حرام عليك إلقاء السلام وحرام عليه رده فهل هذا صحيح؟.
سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:

فالمفتى به أن ترك السلام أولى على المشتغل بقراءة القرآن أو الذكر عموماً. وأما رد السلام للقارىء وغيره فيصير فرض عين لو كان المُلقَى عليه واحداً. وإن كانوا جماعة ففرض كفاية فلو رد منهم واحداً سقط الإثم عن الباقيين. وإن تركوه أثموا جميعاً.
ومعلوم أن إلقاء السلام على غير القارىء والذاكر سنة على قول جمهور الفقهاء خلافاً للحنفية.
فعَنْ أَبِي عِمَارَةَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ” أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِسَبْعٍ : بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ ، وَنَصْرِ الضَّعِيفِ ، وَعَوْنِ الْمَظْلُومِ ، وَإِفْشَاءِ السَّلامِ وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ. أخرجه مسلم.
وعن أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَبُو دَاوُد رَفَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ يُجْزِئُ عَنْ الْجَمَاعَةِ إِذَا مَرُّوا أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ وَيُجْزِئُ عَنْ الْجُلُوسِ أَنْ يَرُدَّ أَحَدُهُمْ.
قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: إذا مر القارئ على قوم سلم عليهم وعاد إلى القراءة، فإن أعاد التعوذ كان حسناً، ويستحب لمن مر على القارئ أن يسلم عليه، ويلزم القارئ رد السلام باللفظ.
ويستحب للقارىء التعوذ بعد رد السلام وفى البسملة التخيير بين إعادتها أو تركها لعدم طول الفصل.
وعلى هذا: فما فعلته ليس حراماً ويجب الرد على من ألقيت عليه السلام. وكان يجدر بصديقك التمهل وعدم التعجل فعليك بإظهار الحكم له ليقف على الحكم الصحيح وليتجنب التكرار وذلك بالحكمة والرفق. والله اعلم.

التسميات: ,

السبت، 26 سبتمبر 2020

من أولى الناس بالإمامة فى الصلاة


من أولى الناس بالإمامة فى الصلاة ؟ ومن الأحق بالإمامة؟
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن وَالَاه، وبعد…

فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه. [أخرجه مسلم]
وبناءً على ذلك: فإن حفظ القرآن الكريم كاملًا ليس شرطًا لإمامة المصلين، وإنما يُشترط فيمن يؤم الناس أن يكون حافظًا لقدر من القرآن لصحة الصلاة، وأن يُحسن قراءة ذلك المقدار من القرآن وعنده ما يلزم معرفته من الأحكام الفقهية المتعلقة بالصَّلاة، فإن توفر ذلك فيمن وكَّله الإمام بالصلاة فلا حرج في ذلك حتى وإن لم يكن حافظًا للقرآن كله، وإن لم تتوفر فيؤم المصلين أقرؤهم لكتاب الله تعالى كما ورد في الحديث المذكور.
ومما ذُكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.
مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية

التسميات: , ,

هل إبليس من الملائكة أم من الجن ؟

السؤال:
لقد اطلعت على كتاب الحديث السنة الثالثة المتوسط في حديث رقم 31 بعنوان الشيطان يخالف بين المسلمين فاحذروه.
السؤال: بأن في معاني المفردات كلمة الشيطان معناها أنه كان من الملائكة فعاقبه الله بسبب عصيانه وامتناعه عن السجود لآدم فهو عدو للبشر إلى آخره، فهل هو فعلا كان من الملائكة؟

 

الجواب:
هذا فيه خلاف بين العلماء معروف، بعضهم قال إنه من الملائكة ثم طرد ولعن، وبعض أهل العلم قال إنه من الجن، وأن الطائفة التي كان منها هم الجن، ولهذا قال جل وعلا: إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [الكهف:50] فبين سبحانه أنه كان من الجن، والجن هم المعروفون، هم الثقل الثاني.
قال بعض أهل العلم: وهو أبوهم، كما أن آدم هو أبو الإنس فهو أبو الجن، وفيهم الشياطين، وهم المردة، ولكن قال بعض أهل العلم: إن الجن طائفة من الملائكة يقال لهم الجن لأنهم استجنوا اختفوا، فقيل لهم الجن وهم من الملائكة، وهذان القولان مشهوران، ولكن جماعة من المحققين يرجحون أن الجن غير الملائكة، وأنه كان مع الملائكة يصلي معهم ويتعبد معهم فعمه الأمر، فلما أبى وفسق وتكبر لعن وطرد، نعوذ بالله، وصار من ذريته الشياطين، والجن منهم المؤمن، ومنهم الفاسق، ومنهم الكافر كما قال تعالى: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ [الجن:11]

السؤال: يا شيخ هم من الجن أو من الملائكة؟
الجواب: القول المشهور عن العلماء مشهور أنه من الملائكة، وأنه طرد لما استكبر، وأن الجن طائفة من الملائكة يقال لهم الجن.
وقال آخرون: لا، الجن هم الثقل الثاني المعروفون الذين قال الله فيهم: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وأنهم ليسوا من الملائكة، وأن الملائكة خلقوا من النور، والجن خلقوا من النار كما قال تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ [الحجر:27]، قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12] فهو ليس من الملائكة في العنصر، عنصر الملائكة من النور وعنصره من النار، فليس منهم في العنصر ولا في الحقيقة، ولكنه كان معهم، فلما أمر بالسجود لم يسجد وتكبر وعصى فطرده الله وأبعده ولعنه، ولهذا اختار هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة، وقالوا: إنه من الجن، وهو أبوهم خلقه الله من مارج من نار وليس من الملائكة، ولكنه كان معهم في السماء، كان يتعبد، فلما استكبر طرد ولعن، نسأل الله العافية.
الإمام إبن باز

التسميات: ,

ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة ؟

 

ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة؟

سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أجابت عنه قائلة :
الحمد لله، والصلاة والسَّلام علىٰ سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد…
فإنَّ قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: {… فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ… } [المزمل:20]، ولو تُرِكَتِ القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.
والأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لذا جعل النَّبِيُّ ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ لظاهر قوله ﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.
أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة – في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا.
وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم.
وفرَّق المالكية بين الفرض والنفل، فَرَأَوا كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض.
بينما يرى الحنفية أنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية؛ لأنَّ حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عملٌ كثير.
وبناءً علىٰ ما سبق: فإنَّ الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ… } [العنكبوت:49]، ولأن السُّنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب.
فإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.
والله تعالى أعلىٰ وأعلم، وصلىٰ اللهُ وسلَّم علىٰ سيدنا ومولانا محمد، وعلىٰ آله وصحبه أجمعين.

التسميات: ,

الجمعة، 25 سبتمبر 2020

ما حكم صلاة الجمعة بخطيب ألقى الخطبة وآخر أمّ الناس في الصلاة

 

ما حكم صلاة الجمعة بخطيب ألقى الخطبة وآخر أمّ الناس في الصلاة
بدون عذر ؟
سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد؛

فذهب جمهور العلماء إلى استحباب أن يتولى الصلاة من يتولى الخطبة وليس ذلك بواجب؛ لأن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب بالناس ويصلي بهم، وذهب المالكية إلى أنه لا يجوز أن يتولى الصلاة غير الخطيب إلا لعذر.
وعلى قول الجمهور؛ فالصلاة صحيحة إن شاء الله وإن كان بغير عذر، شريطة أن يكون قد حضر الخطبة أو جزءا منها.
قال الكاساني الحنفي في البدائع:” ولو أحدث الإمام بعد الخطبة قبل الشروع في الصلاة فقدم رجلا يصلي بالناس إن كان ممن شهد الخطبة أو شيئا منها جاز، وإن لم يشهد شيئا من الخطبة لم يجز”. انتهى.

التسميات: ,

الخميس، 24 سبتمبر 2020

هل فعل الفاحشة يرده الله فى أحبابنا لقوله "كما تدين تدان"؟

 

وقعتُ في الفاحشة، ثم أقلعتُ وتبتُ إلى الله تعالى توبةً نصوحًا، واستقمت على الطاعات، وتزوجتُ ورزقني الله بالذرية، وأخاف على بناتي وأخواتي أن يعاقبهنَّ الله بجريمتي؛ لأنه كما تدين تدان.
سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك للتوبة، وأبشر بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، وأن من تاب إلى الله تاب الله عليه؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه ابن ماجه: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
قال الإمام المناوي رحمه الله: “التائب حبيب الله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} وهو سبحانه لا يعذب حبيبه، بل يغفر له ويستره ويسامحه.. فصار كمن لا ذنب له، فالذنب يدنس العبد، والرجوع إلى الله يطهره وهو التوبة، فرجعته إليه تصيره في محل القُرب منه، قال الغزالي: معناه إذا أحبه تاب عليه قبل الموت، فلم تضره الذنوب الماضية وإن كثرت، كما لا يضره الكفر الماضي بعد الإسلام”.
وأما خبر: “كما تدين تدان”: فقد أخرجه عبد الرزاق في مُصنَّفه مرفوعًا بلفظ: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “البر لا يبلى والإثم لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت كما تدين تدان”. إلا أن سنده ضعيف.
ومع هذا فإنه لا يُفهم منه أن من زنى فلابد أن يُعاقب في أهله بمثل ما فعل؛ فهذا غير صحيح؛ لما هو مقرَّر من شخصية العقوبة في الإسلام أي اقتصار أذاها على شخص المسؤول عن الجريمة فاعلا كان أو شريكا أو معاونًا، دون تعدِّي العقوبة إلى غيره؛ فقد قال الله عز وجل: ” وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ” {الأنعام:164}.
وقال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] وعليه: فلا يتحمَّل تبعات الجريمة إلا المجرم.
كما يدل على ذلك ما أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه ولا بجريرة أخيه»
وكذا ما أخرجه أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، لَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ».
وأما ما رواه ابن النجار عن أنس رضي الله عنه: “من زنى يُزنى به ولو بحيطان داره”. فهو خبر موضوع.

التسميات: , ,

حكم التفكير فى افكار غريبة كيف أتخلص منها ؟

أعاني من الوسواس ودائما ما أطرح على نفسي أفكارًا غريبة تتعلق بالعقيدة تارة، أو التفكير في امرأة بعينها تارة أخرى، وأجد لها وحشة في نفسي، فأستغفر الله تعالى، فهل أعاقب على هذه الأفكار؟ وماذا أفعل للتخلص منها؟
سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فاعلم أن غاية وساوس الشيطان أن تفسد على الإنسان دينه وعقله وطاعته لله تعالى، وما ذكرتَه هو من جملة الوساوس التي يستفزز الشيطان بها بني آدم، فعليك أن تُحسن التوجه إلى الله سبحانه بالطاعات والقُرُبات، فهو سبيل لتكفير السيئات، فقد قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] كما عليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ ليصرف عنك كيده، كما في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينتَهِ».
وطالما وجدت من نفسك كراهة ذلك وإنكاره وعدم التحدث به لبشاعته؛ فذلك الإنكار وهذه المحاربة لهذه الوساوس؛ دليل على إيمانك؛ فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذلك صريح الإيمان».
واعلم أن ما يأتيكِ من وساوس تتعلق بجانب العقيدة والإيمان بذات الله تعالى لا تضرك؛ لأنك معذور، لكن عليك بالاستمرار في مدافعتها.
ثم عليك بالابتعاد عما عساه يطرح مثل هذه الموبقات من كتب تدعو إلى الإلحاد، أو مواقع الإلحاد المنتشرة على الانترنت، أو غير ذلك، وابتعد عن أصدقاء السوء، وصاحب من يأخذ بيدك إلى طريق الطاعات، وخذ بطريق العلم سبيلًا للنجاة، والفوز في الدارين.

التسميات: , ,

حكم إمامة الصبي للصلاة

ما حكم إمامة الصبي؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وبعد…

فلا خلاف بين الفقهاء من أن الصبي غير مطالب بالعبادات؛ لأنه ليس من أهل التكليف، لكنه يجب على الوالدين أن يُعلّما أولادهم الصلاة وهم أبناء سبع ويضربوهم عليها وهم أبناء عشر، كما وردت بذلك السنة.
وأما عن إمامة الصبي المميِّز في الصلاة؛ فهي إما أن تكون في فرضٍ أو نفلٍ، وعلى كلٍ فهي محل خلاف بين الفقهاء على هذا النحو:

أولًا: إمامة الصبي في صلاة الفرض:
ذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة إلى أن إمامة الصبي المميِّز للبالغ في الفرض لا تصح؛ لأن الإمامة حال كمال، والصبي ليس من أهل الكمال؛ ولأنه قد يحدث منه ما يخل بشرط من شرائط الصلاة.
بينما يرى الشافعية، والحسن البصري، وإسحاق، وابن المنذر أن إمامته للبالغ صحيحة؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:” يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله “.[رواه مسلم]
ولما روي من أن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يؤمون أقوامهم وهم دون سن البلوغ؛ فقد ثبت أن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ست أو سبع سنين. [رواه البخاري]
ثانيًا: إمامة الصبي في صلاة النفل:
جمهور الفقهاء على صحة إمامة الصبي في صلاة النافلة؛ لأن النافلة يدخلها التخفيف، لكن المختار عند الحنفية، والمشهور عند المالكية، وهو رواية عند الحنابلة: أن إمامته في النفل لا تجوز كإمامته في الفرض.
وبناءً على ذلك: فالذي نختاره للفتوى هو صحة إمامة الصبي إذا كان متقنًا لقراءة القرآن عالمًا بما تصح به الصلاة من أحكام، لا سيما إن لم يوجد مَن هو أقرأَ منه. ومما ذُكر يُعلم الجواب، والله أعلم.
مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية

التسميات: ,

سيدنا موسي والخضر وهل كان لقاؤهما بشرم الشيخ

ورد ذكر قصة الخضر عليه السلام في سورة الكهف بالآيات 60-82.

القصة:
قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)

كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها، وأنه كان يقصد من ورائها أمرًا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة، ومهما يكن الزمن الذي ينفقه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).

نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟

اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى.. وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.

إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.

 

وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه، يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله: (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.

لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.

ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.

والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة.. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته.. وبرغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.

وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.

قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..
وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.

تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى – طالب العلم – ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.

ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا، وقيل إن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما، على أي حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.

وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت إلى البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.

نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليه التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.

ساعتئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون ، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.

سعد موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم.. ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.

أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.

يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه.

فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).

نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.

احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.

تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.

قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرط وانطلقا..

انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة، فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا.

فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي اشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).

وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).

سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).

ومضى موسى مع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمر بهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).

لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..

إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء البحر..

كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.

إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.

أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.

وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.

أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.

ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.

واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:
تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.
وتعلم ألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها من اللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.
هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء.

والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟
يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعه الله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق القصة يدل على نبوته من وجوه:

1. أحدها قوله تعالى:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) (الكهف)

2. والثاني قول موسى له:
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) (الكهف)
فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة، أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة.

3. والثالث أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه.. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.
4. والرابع قول الخضر لموسى:
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه.
فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.
ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته.

ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمه اللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة من الزمن.

قبل‏ 3200‏ عام‏,‏ جمع العلم بين نبي الله موسي والعبد الصالح الخضر‏,‏ في مجمع البحرين‏,‏ ذلك اللقاء الخالد الذي سرد القرآن الكريم تفاصيله ووقائعه في سورة الكهف الآيات من‏60‏ إلي‏82,‏ وقد اختلف العلماء والمفسرون حول موقع مجمع البحرين‏.
وها هو العلم الحديث يرشدنا إلي أن مجمع البحرين يقع بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ, عند نقطة التقاء خليجي العقبة والسويس بجنوب سيناء, هذا ما أكده الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في سيناء.

وقال ريحان, إنه استند لنتائج دراسة علمية أجراها الباحث الأثري عماد مهدي, الذي استعان بتقنية تصوير الأقمار الصناعية, التي كشفت عن مكان لقاء سيدنا موسي والخضر, موضحا أن التوصيف اللغوي لكلمة مجمع البحرين لا ينطبق جغرافيا علي أي مكان في العالم إلا في رأس محمد. وأضاف أن الأقمار الصناعية كشفت, كذلك, عن موقع صخرة الحوت, حيث نقطة لقاء موسي والخضر, وهي الصخرة الوحيدة التي تتوسط طريق الدخول لرأس محمد, وأن المسافة المرجحة التي قطعها الحوت من الصخرة حتي المياه العميقة تبلغ نحو كيلو مترين.

وأشار ريحان, إلي أن الأقمار الصناعية أظهرت الرصيف البحري الذي رست عليه سفينة الخضر, الذي يقع علي بعد 300 متر من صخرة اللقاء ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجاني علي الشاطئ لمسافة50 مترا حتي الغاطس وعرضه6 إلي8 أمتار, وأوضح أن خط سير السفينة يؤكد أنها كانت قادمة من خليج السويس وفي طريقها إلي خليج العقبة, وذلك لوقوع خليج السويس تحت سيادة مصر القديمة, الدولة ذات النفوذ بالمنطقة, ولم يكن يجرؤ أحد علي القيام بعمليات قرصنة فيها

التسميات: , ,

الأربعاء، 23 سبتمبر 2020

أربع مراحل فتح العمرة البداية بـ 6 آلاف معتمر يوميا

 

أعلنت المملكة العربية السعودية، عن السماح بأداء العمرة والزيارة تدريجيًا من داخل المملكة بداية من 17 صفر 1442هـ، الموافق 4 أكتوبر 2020، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية الصحية اللازمة.

وقسمت المملكة، أداء عودة العمرة على 4 مراحل تدريجية جاءت على النحو التالي:

المرحلة الأولى:

السماح بأداء العمرة للمواطنين والمقيمين من داخل المملكة، بداية من يوم الأحد 17 صفر 1442هـ، الموافق 4 أكتوبر 2020، وذلك بنسبة 30% أي بنحو 6 آلاف معتمر يوميا من الطاقة الاستيعابية التي تراعي الإجراءات الاحترازية الصحية للمسجد الحرام.

المرحلة الثانية:

السماح بأداء العمرة والزيارة والصلوات للمواطنين والمقيمين من داخل المملكة، بداية من الأحد 1 ربيع الأول 1442هـ الموافق 18 أكتوبر، بنسبة 75% نحو 15 ألف معتمر يوميا، بجانب 40 ألف مصل يوميا من الطاقة الاستيعابية التي تراعي الإجراءات الاحترازية الصحية للمسجد الحرام.

وبنسبة 75% كذلك من الطاقة الاستيعابية التي تراعي الإجراءات الاحترازية الصحية للروضة الشريفة في المسجد النبوي.

المرحلة الثالثة:

السماح بأداء العمرة والزيارة والصلوات للمواطنين والمقيمين من داخل المملكة ومن خارجها، بداية من الأحد 15 ربيع الأول 1442 هـ، الموافق 1 نوفمبر حتى الإعلان الرسمي عن انتهاء جائحة كورونا أو تلاشي الخطر، بنسبة 100% نحو 20 ألف معتمر يوميا، بالإضافة إلى 60 ألف مصل يوميا.

وبنسبة 100% كذلك من الطاقة الاستيعابية التي تراعي الإجراءات الاحترازية الصحية للمسجد النبوي.

على أن يكون قدوم المعتمرين والزوار من خارج المملكة بشكل تدريجي، ومن الدول التي تقرر وزارة الصحة عدم وجود مخاطر صحية فيها تتعلق بجائحة كورونا.

المرحلة الرابعة:

السماح بأداء العمرة والزيارة والصلوات للمواطنين والمقيمين من داخل المملكة ومن خارجها، بنسبة 100% من الطاقة الاستيعابية الطبيعية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وذلك عندما تقرر الجهة المختصة زوال مخاطر الجائحة.

يتم تنظيم دخول المعتمرين والمصلين والزوار عبر تطبيق اعتمرنا، الذي ستطلقه وزارة الحج والعمرة، بهدف إنفاذ المعايير والضوابط الصحية المعتمدة من وزارة الصحة والجهات المختصة، على أن يتم تقييم المراحل المعلن عنها بشكل مستمر، وبحسب مستجدات الجائحة.

 

التسميات:

حكم من فاتته التكبيرة الأولى في صلاة الجنازة

 

السؤال : ما حكم من فاتته التكبيرة الأولى في صلاة الجنازة ؟

الجواب: باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدُ…
فمَن فاتته تكبيرةُ الافتتاح في صلاة الجنازة فإنه يُكَبِّرُ ويدخل في الصلاة مع الإمام ثم يتابع إمامَهُ، وبعد أن يُسَلِّمَ الإمامُ يقضي ما فاته على صفتهِ بأن يُكَبِّرَ ويقرأ الفاتحة من باب المبادرة في إتمام الصلاة قبل رفع الجنازة؛ لما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» وهذا قياسٌ على سائر الصلوات.
والله تعالى أعلم.
مجمع البحوث الإسلامية .. الأزهر الشريف

التسميات: ,

جاسوس بريطاني أسلم بسبب الحجر الأسود

 

جاسوس بريطاني أسلم بسبب الحجر الأسود، فما قصة هذا الجاسوس مع الحجر الأسود؟ ولماذا أسلم؟

 

حينما علم المستشرقون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الحجر الأسود نزل من السماء، وأنه من أحجار الجنة، كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما “نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ”..

لما علموا ذلك أرادوا أن يجعلوها ثغرة يهاجمون بها الإسلام، فقالوا: إن الحجر الأسود ما هو إلا حجر بازلت أسود. وأرادوا أن يثبتوا صدق كلامهم، فأرسلت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية التابعة لجامعة كامبردج جاسوسًا بريطانيًّا ليسرق قطعة من الحجر الأسود؛ ليثبتوا للعرب أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحجر الأسود ليس صحيحًا.

درس الجاسوس البريطاني اللغة العربية مدة سبع سنوات، وذهب إلى المغرب ليكتسب اللهجة المغربية، ومنها ذهب إلى مصر على أنه حاج مغربي، وكان ذلك في القرن التاسع عشر. وركب الباخرة، وكان الحجاج المصريون يحملون زادهم وطعامهم معهم، فكانوا يتخاطفونه على كل وجبة ليكرموه ويطعموه، فتأثر قليلاً من حسن المعاملة. ثم تأثر ثانية عندما دخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمدينة المنورة، وتأثر أكثر وأكثر حينما رأى الكعبة من على مشارف مكة. والكعبة -كما نعلم- تحفها الجبال من كل جانب، وهي تقع في منطقة منخفضة، فكل من يأتي من على بُعدٍ آنذاك يرى الكعبة، ولقد كتب هو بعد ذلك قائلاً: (لقد هزني ذلك المنظر كثيرًا من الأعماق).

ولكنه كان مصممًا على إنجاز مهمته التي جاء من أجلها، وكان القرامطة قد أخذوا الحجر الأسود ونقلوه إلى الاحساء، فتفتت إلى أربع عشرة قطعة في حجم حبة الجوز، ودخل الكعبة وفي غفلة الحراسة التي لم تكن مشدَّدة مثل ما هو موجود هذه الأيام، انتزع قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة حيث السفارة أو القنصلية البريطانية، واحتفل به سفير بريطانيا في السعودية احتفال الأبطال الفاتحين، فهو -من وجهة نظره- أتى بالدليل على بطلان كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن الحجر الأسود من السماء.

ووصل إلى بريطانيا عن طريق باخرة أسترالية، وأودع قطعة الحجر الأسود في متحف التاريخ الطبيعي بلندن ليقوم العلماء بتحليله، فثبت أنه (نيزك) من نوع فريد، فتأثر الرجل لذلك وأعلن إسلامه، وكتب كتابًا من أجمل الكتب وسماه (رحلة إلى مكة) من جزأين، وصف في الجزء الأول عداءه للإسلام وتآمره على المسلمين، وفي الجزء الثاني وصف خضوعه لله رب العالمين.
وهذه القصة كاملة يرويها لنا الدكتور زغلول النجار..
موقع قصة الإسلام

التسميات: ,

قصص القرآن : قصة أصحاب الحجر

من هم أصحاب الحجر وما قصتهم ؟!
سورة الحجر سورة مكية وقد سميت بهذا الإسم لذكر قصة أصحاب الحجر فيها ضمن حكايات وقصص أخرى لامم آخرين , ذكر الله حكاياتهم مع رسلهم الذين سبقوا رسولنا الكريم – محمد- صلى الله عليه وسلم وكيف كذبوهم , لكي يهون عليه مايلاقيه من اعراض وتكذيب , حيث يقول الله تعالى في سورة الحجر
.. وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ .. “وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ

وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ .. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ .. فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يَكْسِبُونَ..”

فمن هم أصحاب الحجر؟؟
أصحاب الحجر هم ثمود قوم النبي صالح (عليه السلام). أمّا الحجر فهو اسم المنطقة التي بُعث فيها النبي صالح لهداية أهلها، فسُمّوا بها ..
وقد لبث صالح (عليه السلام) فيهم يدعوهم إلى الله مدّة مائة وست عشرة سنة، لم يؤمن به خلالها أكثر من سبعين منهم .. وقال تعالى انهم كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال – بوادي الحجرفي أرض الحجاز- من غير خوف , وقد مر به رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ذاهب الى تبوك فأسرع دابته وقال لأصحابه ” لَا تَدْخُلُوا بُيُوت الْقَوْم الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا خَشْيَة أَنْ يُصِيبكُمْ مَا أَصَابَهُم “ْ

آية صالح عليه السّلام
وأعظم آية ومعجزة للنبي صالح (عليه السلام) هي الناقة. فقد طالبه جماعة من قومه أن يُخرج لهم ناقة من بطن الجبل ليتبيّن لهم صدق دعواه. فإنّه إن كان نبياً استجاب الله دعوته. ولم يردّ صالح (عليه السلام) طلبهم فتوجّه إلى الله تعالى وسأله ذلك. فخرج صوت رهيب من الجبل ، وخرجت ناقة عظيمة من صخرة صماء, قيل إنّها كانت تعادل في ضخامتها عشرات النوق.

وكانت الناقة جميلة لا تؤذي شخصاً ولا حيواناً ولا زرعاً ولا شيئاً. وكانت تأكل من حشائش الأرض حتى إذا وصلت زرع الناس لم تنل منه حتى بمقدار حبة، وكانت لا تطأ في سيرها زرع أحد أو أنساناً أو حيواناً أو حشرة رغم ضخامتها بل كانت تتحاشى ذلك في مشيها وسيرها؛ وكانت الحيوانات الأخرى تخشاها بقدرة الله تعالى، وقد كانت تشرب في اليوم الواحد ماء القرية بأكمله، وتدع اليوم الذي يليه لأهل القرية يشربون منه. فكان لها شرب ولهم شرب يوم معلوم كما ورد في الآية الكريمة في قوله تعالى: «قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم». وكانت تعطي الحليب كل يوم بمقدار الماء الذي شربته. وتلك معجزة أخرى. فإنّ الحيوانات التي تعطي الحليب لا تعطي بمقدار ما شربته من ماء بل أقلّ منه بكثير، لكن هذه الناقة كانت معجزة في كلّ شؤونها .

عقر الناقة
أعرض أصحاب الحجر عن الآيات كلها وقرّروا قتل الناقة بزعم أنّها تحرمهم من الماء يوماً كاملاً، مع أنّهم كانوا يستفيدون من حليبها .. ووعظهم نبيهم صالح قائلاً: إن عقرتم الناقة فإنّ الله تعالى سينزل عليكم عذاباً من عنده. فقالوا: فلينزل علينا العذاب فلا نبالي .. ولم يبالوا بتحذيرات النبي صالح (عليه السلام) وعقروا الناقة؛ عقرها أشقاهم ,ثم تقاسموا لحم الناقة بينهم ..

نزول العذاب
وهنا أخبرهم نبيهم (عليه السلام) أنّ الله سينزل عليهم العذاب بعد ثلاثة أيام، تصفرّ وجوههم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في اليوم الثاني، وتسودّ في اليوم الثالث.. ثمّ ينزل عليهم العذاب إن لم يرجعوا حتى ذلك الحين ..
ومع أنّ هؤلاء القوم كذّبوا المرسَلين واستمرّوا في تكذيبهم حتى بعد نزول الآيات، إلا أن الله برحمته يمهلهم ثلاثة أيام عسى أن يتوبوا فيعفو عنهم ويقبلهم، ولكنّهم لم يرجعوا مع ذلك واستمرّوا في غيّهم، حتى كان اليوم التالي فاصفرّت وجوه الذين لم يؤمنوا بصالح (عليه السلام)، فقال ضعفاؤهم لكبرائهم: لقد اصفرّت وجوهنا وإنّ صالحاً صدق فيما قال. فأجابوهم: دعوها تصفرّ..

وفي اليوم الثاني احمرّت وجوه القوم، لكنّ الأشقياء أجابوا المعترضين: لعلّ صالحاً سحركم، دعوها تحمرّ. حتى كان اليوم الأخير فاسودّت وجوههم فقالوا: لن نؤمن له ولو هلكنا , فأنزل الله عليهم صيحة قضت عليهم وأصبحوا في ديارهم جاثمين , ولم تغني عنهم بيوتهم ولازروعهم ولاأموالهم …
‏ ونزل بهم جميعا ما يستحقون من غضب الله وتنكيله وبطشه نتيجة لعنادهم واستكبارهم وبعدهم عن الحق.
من تفسير ابن كثير والمراغي

التسميات: ,

هل يرى المحتضر ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب

 

السؤال : هل كل شخص عندما يحتضر يرى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب رؤيا العين وهل يتكلم معهم ويكلمونه ؟

 

إذا حضر الموت : فإن كان العبد من المؤمنين الصالحين ، نزلت عليه ملائكة الرحمة تبشره برحمة الله ، وإن كان من الكافرين العاصين ، نزلت عليه ملائكة العذاب ، تبشره بعذاب الله . فيراهم المؤمن والكافر جميعًا .

قال تعالى 🙁 يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ) الفرقان/ 22 .
قال ابن كثير رحمه الله :

” أي : هُمْ لَا يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ فِي يَوْمِ خَيْرٍ لَهُمْ ، بَلْ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لَهُمْ ، وَذَلِكَ يَصْدُق عَلَى وَقْتِ الِاحْتِضَارِ حِينَ تُبَشِّرُهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالنَّارِ ، وَغَضَبِ الْجَبَّار ِ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لِلْكَافِرِ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحِهِ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي إِلَى سَموم وحَميم، وظلِّ مِنْ يَحْمُومٍ. فَتَأْبَى الْخُرُوجَ وَتَتَفَرَّقُ فِي الْبَدَنِ ، فَيَضْرِبُونَهُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) الْأَنْفَالِ/ 50 .
وَقَالَ : ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ) أَيْ : بِالضَّرْبِ ، ( أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) الْأَنْعَامِ/ 93

ولهذا قال في هذه الآية الْكَرِيمَةِ : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ ) ، وَهَذَا بِخِلَافِ حَالِ الْمُؤْمِنِينَ فِي وَقْتِ احْتِضَارِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ يُبَشَّرُونَ بِالْخَيْرَاتِ ، وَحُصُولِ الْمَسَرَّاتِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) فُصِّلَتْ/ 30 -31 .
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ ) يَعْنِي : يَوْمَ الْقِيَامَة ِ. قَالَهُ مُجَاهِد ، وَالضَّحَّاكُ ؛ وَغَيْرُهُمَا .

وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا تَقَدَّمَ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي هَذَيْنَ الْيَوْمَيْنِ يَوْمِ الْمَمَاتِ وَيَوْمِ الْمَعَادِ تَتَجَلَّى لِلْمُؤْمِنِينَ وَلِلْكَافِرِينَ، فَتُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ، وَتُخْبِرُ الْكَافِرِينَ بِالْخَيْبَةِ وَالْخُسْرَانِ، فَلَا بُشْرَى يَوْمئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ ” انتهى من “تفسير ابن كثير” (6/ 101-102).
وروى الإمام أحمد (18534) عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ … وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ ، فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَيَأْخُذُهَا… ) الحديث ، وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (1676).
وروى الطبري في “تفسيره” (13/ 664) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ” إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ شَهِدَتْهُ الْمَلَائِكَةُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَبَشَّرُوهُ بِالْجَنَّةِ ” .

وقال ابن القيم رحمه الله :
” تنزل الملائكة على المحتضر وتجلس قريبا منه ويشاهدهم عيانا ويتحدثون عنده ، ومعهم الأكفان والحنوط ، إما من الجنة وإما من النار ، ويؤمنون على دعاء الحاضرين بالخير والشر ، وقد يسلمون على المحتضر ويرد عليهم تارة بلفظه وتارة بإشارته وتاره بقلبه ، حيث لا يتمكن من نطق ولا إشارة .
وقد سُمع بعض المحتضرين يقول : أهلا وسهلا ومرحبا بهذه الوجوه .
وأخبرني شيخنا عن بعض المحتضرين ، فلا أدرى أشاهده أم أخبر عنه ؟ أنه سُمع وهو يقول : عليك السلام ها هنا فاجلس ، وعليك السلام ها هنا فاجلس ….
ثم ذكر ابن القيم بعض ما ورد في ذلك ، ثم قال :

” وأبلغ وأكفى من ذلك كله قول الله عز وجل : ( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ) الواقعة/ 83 – 85 . أي : أقرب إليه بملائكتنا ورسلنا ، ولكنكم لا ترونهم ، فهذا أول الأمر ، وهو غير مرئي لنا ولا مشاهد ، وهو في هذه الدار .
ثم يمد الملك يده إلى الروح فيقبضها ويخاطبها ، والحاضرون لا يرونه ولا يسمعونه ، ثم تخرج فيخرج لها نور مثل شعاع الشمس ورائحة أطيب من رائحة المسك ، والحاضرون لا يرون ذلك ولا يشمونه ، ثم تصعد بين سماطين من الملائكة والحاضرون لا يرونهم … ” انتهى من “الروح” (ص 64-65).
فالمحتضر يرى الملائكة ، وتكلمه الملائكة وتبشره إما بالجنة وإما بالنار .
أما كلامه معهم ، فقد يقع ذلك لبعض الناس كما ذكر ابن القيم رحمه الله .
والله أعلم.

موقع الإسلام سؤال وجواب

التسميات: ,

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

سببان أكد عليهما النبي في سعة الرزق

 

من الأسباب التي دل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأثبتتهم التجارب من اجل سعة الرزق، سببان، أولهما التوسعة الأهل وثانيهما صلة الأرحام.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي “صلى الله عليه وسلم” قال: {من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه}.

وقد أكدت التجربة أن صلة الرحم باب خير عميم، فيها تتأكد وحدة المجتمعات وتماسكها، وتمتلئ النفوس بالشعور بالراحة والاطمئنان، إذ يبقى المرء دوماً بمنجى عن الوحدة والعزلة، ويتأكد أن أقاربه يحيطونه بالمودة والرعاية، ويمدونه بالعون عند الحاجة، ويهدي تأمل جماليات البيان النبوي في الحديث الشريف إلى إدراك شفقة الرسول “صلى الله عليه وسلم” بأمته وحرصه على توجيهها إلى ما ينفعها.

وربط ربنا سبحانه وتعالى بين صلة الأرحام والإحسان إلى الأقارب وبين أسباب سعة الرزق ؛ لأن صلة الأرحام أمر يحبه الله جل وعلا، قال تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً”، النساء: 36

وقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، النحل: 90.

وقال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً”، الإسراء: 23.

وقال تعالى: “فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ “، الروم: 38.

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً”، النساء:

وقال سبحانه وتعالى: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْم وقال سبحانه وتعالى: “وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ”، الرعد: 25.

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي “صلى الله عليه وسلم”: أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “تعبد الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم”. رواه البخاري واللفظ له، ومسلم.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”. رواه البخاري، ومسلم وهذا لفظه.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سرهُ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه”. رواه البخاري، ومسلم.

التسميات: ,

أسباب وأسرار نزول أول سورة الروم

 

فى قراءة التاريخ عظة ودروس لابد من تفسيرها وفهمها، وهنا نعرض أسباب وأسرار نزول أول سورة الروم على النبي محمد، “صلى الله عليه وسلم”، ولماذا سردت مايحدث وما سوف يحدث من علم الغيب.

فقد روى الإمام أحمد والترمذي وحسنه، والنسائي والبيهقي والضياء المقدسي عن ابن عباس وابن جرير والبيهقي من وجه آخر عنه، وابن جرير عن ابن مسعود وأبو يعلى وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب، والترمذيّ وصححه والطبراني عن نيار ابن مكرم وغيرهم: أن الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الأرض، وأدنى الأرض يومئذ أذرعات بها التقوا، فهزمت الروم.

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو بمكة، فشقّ ذلك عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميّون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، وفرح الكفار بمكة وشمتوا، فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنكم أهل كتاب وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب، وإنكم إذا قاتلتمونا لنظهرنَّ عليكم؛ فأنزل الله تعالى: ﴿الم ۞ غُلِبَتِ الرُّومُ ۞ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ۞ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ۞ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ۞ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 1-6].

﴿الم﴾ الله أعلم بمراده به، ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ وهم أهلُ كتابٍ غلبتها فارس، وليسوا أهل كتاب، بل يعبدون الأوثان.

﴿فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾ أي: أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة، التقى فيها الجيشان، والبادئ بالغزو الفرس.

﴿وَهُمْ﴾ أي: الروم.

﴿مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ﴾ أضيف المصدر إلى المفعول، أي: غلبة أهل فارس إيَّاهم.

﴿سَيَغْلِبُونَ﴾ فارس.

﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ هو ما بين الثالث إلى التسع أو العشر؛ فالتقى الجيشان في السَّنة السَّابعة من الالتقاء الأول، وغلبت الرُّومُ فارس.

﴿للهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ من قبل غلب الروم ومن بعده، المعنى: أن غلبة فارس أولًا وغلبة الرُّوم ثانيًا بأمر الله أي بإرادته. ﴿وَيَوْمَئِذٍ﴾ أي يوم يغلب الروم.

﴿يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ﴾ إياهم على فارس، وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر، ونزول جبريل بذلك مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه.

﴿يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ﴾ نصرته.

﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ الغالب.

﴿الرَّحِيمُ﴾ بالمؤمنين.

﴿وَعْدَ اللهِ﴾ مصدر بدل من اللفظ بفعله، والأصل وعدهم الله النصر.

﴿لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ﴾ به.

﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ﴾ كفَّار مكة.

﴿لا يَعْلَمُونَ﴾ وعده تعالى بذلك.

وقد أخبر الله بأنَّ الروم يغلبون الفرس في ظرف تسع سنين مرَّةً أخرى.

وكان هذا التنبُّؤُ في ذلك الزمان خلاف القياس والظَّنِّ تمامًا؛ فإن التغلب على أمة غالبة عظيمة بعد تلك الهزيمة الكبرى في ظرف تسع سنوات كان مستحيلًا في نظر أهل الدنيا، ومن هنا جعل أُبَي بن خلف هذه الآية معيارًا لصدق القرآن الكريم، وكذبه، وأوعز لأبي بكر رضي الله عنه أن يراهن على ذلك لو كان مؤمنًا بالقرآن.

وكان هذا الحادث وقع في العام السابع من البعثة، وقَبِلَ أبو بكر هذا الرِّهان؛ لأنَّ النَّهي عنه لم يكن قد نزل بعد؛ فقد جاء في الأثر أنه لما نزلت هذه الآيات قال المشركون لأبي بكر رضي الله عنه: ألا ترى إلى ما يقول صاحبك؟ يزعم أن الروم تغلب فارس. قال: صدق صاحبي. وفي رواية: فخرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الكفار فقال: أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا؟ فلا تفرحوا ولا يُقرُّ اللهُ عينَكم، فوالله ليظهرنَّ الروم على فارس؛ أخبرنا بذلك نبيُّنا. فقام إليه أبي بن خلف فقال: كذبت. فقال أبو بكر رضي الله عنه: أنت أكذب يا عدو الله. قال: أُنَاحِبُكَ –أُرَاهِنُكَ- عشر قلائص منيّ وعشر قلائص منك، فإن ظهرت الروم على فارس غرمت، وإن ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين.

ثم جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: «وَمَا هَكَذَا ذَكَرْتُ، إِنَّمَا الْبِضْعُ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى التِّسْعِ، فَزَايِدْهُ فِي الْخَطَرِ، وَمَادِّهِ فِي الْأَجَلِ».

فخرج أبو بكر رضي الله عنه فلقي أُبيًّا فقال: لعلك ندمت؟ قال: لا. قال: تعالى أزيدك في الخطر وأمادّك في الأجل؛ فأجعلها مائة قلوص بمائة قلوص إلى تسع سنين. قال: فعلتُ. -وذلك قبل تحريم الرِّهان-، فلما خشي أبي بن خلف أن يخرج أبو بكر من مكة أتاه ولزمه وقال: إني أخاف أن تخرج من مكة فَأَقِمْ كفيلًا. فَكَفَلَهُ ابنة عبد الله رضي الله عنهما.

فلما أراد أبي بن خلف أن يخرج إلى أُحُدٍ أتاه عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما وقال له: لا والله لا أدعك تخرج حتى تعطيني كفيلًا فأعطاه كفيلًا.

فخرج إلى أُحُدٍ ثم رجع إلى مكة، وبه جراحة جرحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين بارزه يوم أُحُدٍ فمات منها بمكة، وظهرت الروم على فارس فغلب أبو بكر أبيًّا وأخذ الخطر من ورثته، فجاء يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هذا سُحْتٌ، تَصَدَّقْ بِهِ».

وبعد نزول الآية بسبع سنين وقع ما جاء فيها، فقد انتهت الحرب الأهلية والفوضى الداخلية بروما بتبوؤ هرقل عرش الحكم، فاستعاد البلاد التي فقدها الملوك السابقون، ودخلت مصر والشام وفلسطين وآسيا الصغرى تحت حوزة سلطنة القسطنطنية.

وكانت الكلمات القرآنية قد تضمنت بشارة في بشارة، وذلك أنها ذكرت أن المؤمنين أيضًا يتمتعون بالنصر في ذلك الحين، وتحقق ذلك أيضًا، فإن انتصار أهل الكتاب على المجوس وقع في الوقت الذي انتصر فيه أهل التوحيد على المشركين في وقعةِ بدر.

ومما لاشك فيه أن هذا التنبؤ آيةٌ بيِّنَةٌ على صحَّةِ نبوَّته صلّى الله عليه وآله وسلم، وعلى أن القرآن من عند الله تعالى؛ لأنها نبأٌ عن الغيب.

المصادر:
– “تفسير ابن جرير الطبري”.
– “سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد”.
– “تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس”.
– “رحمة للعالمين” لمحمد سليمان المنصورفوري المتوفى: (1348هـ)، ترجمه من الأرديَّة إلى العربية د. سمير عبد الحميد إبراهيم.

 

التسميات: ,

أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم كاملاً بإذن الله

هذه الطريقة تتميز بقوة الحفظ ورسوخه، وسرعة الحفظ والانتهاء من ختم القرآن سريعًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. هذه الطريقة تتميز بقوة الحفظ ورسوخه، وسرعة الحفظ والانتهاء من ختم القرآن سريعًا. هذه الطريقة مع التمثيل بوجه واحد من سورة الجمعة ما يلي:

1- تقرأ الآية الأولى عشرين مرة: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
2- تقرأ الآية الثانية عشرين مرة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
3- تقرأ الآية الثالثة عشرين مرة: {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
4- تقرأ الآية الرابعة عشرين مرة: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
5- تقرأ هذه الأربع من أولها إلى آخرها للربط بينها عشرين مرة.
6- تقرأ الآية الخامسة عشرين مرة: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

7- تقرأ الآية السادسة عشرين مرة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
8- تقرأ الآية السابعة عشرين مرة: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.
9- تقرأ الآية الثامنة عشرين مرة: مثل {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
10- تقرأ من الآية الخامسة إلى الآية الثامنة: عشرين مرة للربط بينها.
11- تقرأ من الآية الأولى إلى الآية الثامنة: عشرين مرة لإتقان هذا الوجه. وهكذا تلتزم هذه الطريقة في كل وجه لكل القرآن ولا تزد في اليوم الواحد عن حفظ أكثر من ثمن لئلا يزيد عليك المحفوظ فيتلفت الحفظ.

إذا أردت حفظ وجه جديد في يوم غد فكيف أفعل؟
ـ إذا أردت أن تحفظ الوجه الآخر في اليوم التالي فقبل أن تحفظ الوجه الجديد بالطريقة التي ذكرتها لك، تقرأ من أول الوجه إلى آخره عشرين مرة ليكون محفوظ الوجه السابق راسخًا، ثم تنتقل إلى حفظ الوجه الجديد على الطريقة التي أشرت إليها.
كيف أجمع بين الحفظ والمراجعة؟
ـ لا تحفظ القرآن بدون مراجعة، فذلك لو حفظت القرآن وجهًا وجهًا حتى تختم القرآن، وأردت الرجوع إلى ما حفظته وجدت نفسك قد نسيت ما حفظته، والطريقة المثلى أن تجمع بين الحفظ والمراجعة.

وقسم القرآن عندك ثلاثة أقسام كل عشرة أجزاء قسم، فإذا حفظت في اليوم وجهًا فراجع أربعة أوجه حتى تحفظ عشرة أجزاء، فإذا حفظت عشرة أجزاء، توقف شهرًا كاملاً للمراجعة، وكل يوم تراجع ثمانية أوجه.
ـ وبعد شهر من المراجعة ابدأ في بقية الحفظ تحفظ وجهًا أو وجهين حسب القدرة، وتراجع ثمانية أوجه حتى تحفظ عشرين جزءًا فإذا حفظت عشرين جزءا، توقف عن الحفظ مدة شهرين لمراجعة العشرين جزءا، كل يوم تراجع ثمانية أوجه، فإذا مضى شهران على المراجعة، ابدأ في الحفظ كل يوم وجها أو وجهين حسب القدرة، وتراجع ثمانية أوجه حتى تنتهي من حفظ القرآن كاملاً.

ـ فإذا انتهيت من حفظ القرآن، راجع العشرة الأجزاء الأولى بمفردها مدة شهر، كل يوم نصف جزء، ثم تنتقل إلى العشرين جزءا مدة شهر، كل يوم نصف جزء، وتقرأ من العشرة الأجزاء الأولى ثمانية أوجه، ثم تنتقل إلى مراجعة العشرة الأخيرة من القرآن مدة شهر كل يوم نصف جزء مع ثمانية أوجه من العشرة الأجزاء الأولى، وثمانية أوجه من العشرين جزءًا.

* كيف أراجع القرآن كاملاً إذا انتهيت من هذه المراجعة؟ ـ
ابدأ بمراجعة القرآن كاملاً، كل يوم جزءان، أن تكرره ثلاث مرات كل يوم وتكون في كل أسبوعين تختم القرآن كاملاً بالمراجعة. وبهذه الطريقة تكون خلال سنة قد حفظت القرآن كاملا بإتقان، وافعل هذه الطريقة سنة كاملة.
* ماذا أفعل بعد سنة من حفظ القرآن؟
ـ بعد سنة من إتقان القرآن ومراجعته، ليكن حزبك اليومي من القرآن حتى مماتك هو حزب النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يحزب القرآن سبعًا، أي كل سبعة أيام يختم القرآن، قال أوس بن حذيفة رحمه الله: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشر سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم. رواه أحمد.

ـ أي في اليوم الأول يقرأ من (سورة الفاتحة) إلى نهاية (سورة النساء)
وفي اليوم الثاني: يقرأ (سورة المائدة) إلى نهاية (سورة التوبة)
وفي اليوم الثالث: يقرأ من (سورة يونس) إلى نهاية (سورة النحل)
وفي اليوم الرابع يقرأ من (سورة الإسراء) إلى نهاية (سورة الفرقان)
وفي اليوم الخامس: يقرأ من (سورة الشعراء) إلى نهاية (سورة يس)
وفي اليوم السادس: يقرأ من (سورة الصافّات) إلى نهاية (سورة الحجرات)
وفي اليوم السابع: يقرأ من (سورة ق) إلى نهاية (سورة الناس).
ـ وحزب النبي صلى الله عليه وسلم جمعه العلماء في قولهم (فمي بشوق).

ـ فكل حرف من هاتين الكلمتين هو بداية حزب النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم، فحرف الفاء في قولهم (فمي) رمز لسورة الفاتحة يشير إلى أنه حزبه في اليوم الأول يبدأ من سورة الفاتحة، وحرف الميم في قولهم (فمي) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الثاني يبدأ من (سورة المائدة) ، وحرف الياء في قولهم (فمي) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الثالث يبدأ من (سورة يونس) ، وحرف الباء في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الرابع يبدأ من سورة (الإسراء)، وحرف الشين في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الخامس يبدأ من (سورة الشعراء)، وحرف الواو في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم السادس يبدأ من (سورة والصافات)، وحرف القاف في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم السابع يبدأ من (سورة ق) إلى نهاية (سورة الناس) . وأما تحزيب القرآن الحالي فهو من وضع الحجاج بن يوسف.

* كيف أفرق بين المتشابهات في القرآن؟
ـ أفضل طريقة أنه إذا وقع عندك تشابه في آيتين، فافتح المصحف على كلتا الآيتين، وانظر ما الفرق بينهما، وتأمله، وضع لنفسك ضابطًا، وأثناء مراجعتك، الحظ ذلك الفرق مرارًا حتى تتقن المتشابه الذي بينهما.
* قواعد وضوابط في الحفظ:
1- يجب أن يكون حفظك على شيخ لتصحيح التلاوة.
2- احفظ كل يوم وجهين، وجها بعد الفجر، ووجهًا بعد العصر أو بعد المغرب وبهذه الطريقة تحفظ القرآن كاملا متقنا خلال سنة، ويكون حفظك متقنًا، أما إذا أكثرت من الحفظ فإن المحفوظ يضعف.
3- الحفظ يكون من سورة الناس إلى سورة البقرة، لأنه أيسر، وبعد حفظك للقرآن تكون مراجعتك من البقرة إلى الناس.
4- الحفظ يكون من مصحف موحد في الطبعة ليكون معينًا على رسوخ الحفظ وسرعة الاستذكار لمواطن الآيات وأواخر الصفحات وأولها.
5- كل من حفظ في السنتين الأوليين يتفلت عليه المحفوظ، وهذه تسمى (مرحلة التجميع) فلا تحزن من تفلت القرآن منك أو كثرة خطئك، وهذه مرحلة صعبة للابتلاء، للشيطان منها نصيب ليوقفك عن حفظ القرآن، فدع عنك وساوسه، واستمر في حفظه، فهو كنز لا يعطى لأي أحد.
ﺍﺫﺍ ﺍﺗﻤﻤﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ .. ﻓﺄﺭﺟﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺁﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻟﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ .. ﻭﻻ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻓﻰ ﻧﺸﺮﻫﺎ

التسميات: ,

الاثنين، 21 سبتمبر 2020

بشكل رسمي وزارة الحج تعلن العودة للعمرة تقنيا

 

 

أعلنت وزارة الحج والعمرة بالسعودية أنها ستعتمد مراحل العودة التدريجية للعمرة والزيارة على الحلول التقنية التي تمكن الشركات والمؤسسات من تقديم الخدمات عالميًا ومحليًا.

 

وكانت مصادر لجريدة سبق كشفت الأسبوع الماضي بأن البدء في عودة العمرة سيكون قريباً، وفق عدة إجراءات أهمها البدء بأعداد محدودة ومواعيد ثابتة.

وأشارت المصادر إلى أنه سيتم إطلاق تطبيق يختص بالتقديم من خلاله لأداء العمرة، كما يُشترط حصول المعتمر على شهادة طبية تثبت سلامته من فيروس كورونا المستجد عند تقدمه لأداء العمرة، كما أشارت أنه سيتم البدء بالداخل ثم الخارج.

اللهم أرزقنا وإياكم عمرة قريبة

التسميات: ,

هل الميت يشعر بمن يزور قبره

 

هل الميت يشعر بمن يزور قبره ؟
سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:
وردت أحاديث تفيد لسماع الميت لبعض ما يقوله الأحياء ‏ ‏إطلع النبي ‏ ﷺ ‏ ‏على أهل ‏ ‏القليب ‏ ‏فقال : ‏ ‏وجدتم ما وعد ربكم حقاً ، فقيل له ‏: ‏تدعو أمواتاً فقال : ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون.وأخبر النبي ‏ ﷺ عن أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين ، وأحاديث غيرها كثير
لكن الذي نراه أن الميت إنما يسمع ما يتعلق بحياته البرزخيه من رفع الدرجات له وإضافة حسنات له بما يفعله أهله له بعد موته .
أما ما يتعلق بحال حياة الأحياء من معيشة وزواج ونجاح وغير ذلك من متع الدنيا فليس هناك حديث صحيح يؤيد ذلك ولأن الميت مشغول بحياته عن حياة الدنيا فلا يهمه إلا ما يتعلق بثواب يصل إليه دون غرور الدنيا وزخر منها

التسميات: ,

أول من آمن بالنبي محمد على وجه الأرض

 

أول من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الأرض

أول من ذهب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها بعد رؤيته لسيدنا جبريل وبدء الوحي هي زوجته الصالحة السيدة خديجة رضي الله عنها؛ فمن المؤكد أنها أوَّل مَنْ آمن به على ظهر الأرض؛ فهي التي كانت تُتابع مع النبي صلى الله عليه وسلم أحداث الوحي، وهي التي ذهبت به إلى ورقة بن نوفل، وعرفت أن هذا جبريل وهو الناموس الذي ينزل على الأنبياء، وهي التي تابعت الأحداث معه إلى أن نزل قوله تعالى: ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: 2]، بل إنها هي التي صرَّحت بأنها تتوقَّع أن يكون زوجها هو نبي هذه الأُمَّة..

لقد أحبَّت السيدة خديجة رضي الله عنها النبيَّ محمد صلى الله عليه وسلم حبًّا لا يُوصف، فكان هذا الحبُّ هو طريق تصديق العقل؛ فقد استدلَّت بعقلها على تأييد الله له، فقالت له: «إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَحْمِلُّ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ»[1]. وهذه الصفات لا يمكن أن تجتمع في كذَّاب، أو مدَّعٍ لهذا الأمر، وهي التي ذهبت به إلى ورقة ليُؤَكِّد لها عندئذٍ أنه نبي، ولقد أخبره الْمَلَك أنه رسول الله، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرها بذلك، وهي تعلم صدقه وأنه لا يكذب أبدًا، وهذا الكلام الذي جاء به ليس من كلام البشر، فلا بُدَّ أن هناك قوَّةً فوق قوَّة البشر..

[1] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التسميات: ,

الأحد، 20 سبتمبر 2020

10 اختراعات إسلامية أثرت في العالم إلى الآن

بدأت الحضارة الإسلامية تتواجد بين الحضارات الآخرى منذ نبوة سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- وامتداد بالعصر الخلفاء الراشدين، والعصر الأموي ، واستمرت حتى نهاية العصر الدولة العباسية، ومازلت أثارها باقية حتى الآن، وما قدمته الحضارة الإسلامية اختراعات كثيرة أثرت في العالم إلى وقتنا الحالي من القهوة مرورًا بنظام الثلاث وجبات اليومي وحتى الشيكات، أعطانا العالم الإسلامي العديد من الاختراعات التي لا غنى عن استعمالها في حياتنا اليومية.

1- السجاد: برع المسلمون في صناعة السجاد وغيره من الأغطية، على العكس في الجهة الأخرى كانت الأرضيات في أوروبا بوضوح بلا أغطية حتى وصلها السجاد من المسلمين.

2- القهوة: كان هناك عربي يدعى “خالد” كان يعتني ببعض الماعز في منطقة “كافا” بجنوب إثيوبيا، وعندما لاحظ أنّ حيواناته أصبحت أكثر نشاطًا حينما تأكل بعض الحبوب النباتية، قام بغلي هذه الحبوب ليصنع أول فنجان من القهوة!

ومن المؤكد أنّ أول مرة خرجت فيها القهوة إلى خارج إثيوبيا كان إلى اليمن ثم في أواخر القرن الخامس عشر وصلت القهوة إلى مكة وتركيا ومنهما إلى أوربا.

3- المظلة (الباراشوت): قام “عباس بن فرناس” بمحاولات عديدة لإنشاء آلة طيران، وفي مرة من هذه المرات قفز من أعلى مئذنة الجامع الكبير بـقرطبة مستخدما عباءة صلبة غير محكمة مدعمة بقوائم خشبية، لكنه لم يفلح هذه المرة ولكن العباءة قللت من سرعة هبوطه، مكونة ما يمكن أن نسميه “باراشوت”.

4- الصابون: النظافة أمر مهم لدى المسلمين، ربما كان هذا سبب تطويرهم لشكل الصابون إلى الشكل الذي مازلنا نستخدمه الآن، والمصريون القدماء كان عندهم أحد أنواع الصابون، تمامًا مثل الرومان الذين استخدموها غالبا كـدهان (مرهم)! لكن المسلمون هم أول من جمع بين زيوت النباتات وهيدروكسيد الصوديوم والمواد الأروماتية مثل الـ “thyme oil”.

5- طواحين الهواء: اخترع المسلمون طواحين الهواء عام 634م، وكانت تستخدم لطحن الذرة وريّ المياه في الصحراء الواسعة.

6- التطعيم: فكرة التطعيم ابتكرها العالم الإسلامي، ووصلت إلى أوربا من خلال زوجة سفير بريطانيا في تركيا وتحديدًا في اسطنبول عام 1724م؛ حيث كان الأطفال في تركيا قد طُعِّموا ضد الجدري قبل خمسين عامًا من اكتشاف الغرب لذلك.

7- الميكروب: الشيخ آق شمس الدين أحد أعلام الحضارة الإسلامية، وأحد شيوخ السلطان محمد الفاتح، اهتم اهتماما خاصا بالأمراض المعدية، وألَّف في ذلك كتابًا بالتركية بعنوان (مادة الحياة)، وضع فيه لأول مرة تعريفا للميكروب.

8- القلم الجاف: اخترع في مصر أول مرة لأجل السلطان في عام 953م؛ حينما طلب قلمًا لا يلوث يديه أو ملابسه، وكان القلم يحتوي على الحبر في خزانة كـالأقلام الحديثة.

9- الثلاث وجبات اليومية: علي بن نفيس والمعروف بـ”زيراب”، قدم من العراق إلى قرطبة في القرن التاسع الميلادي، وعرّف الغرب لأول مرة بمبدأ الثلاث وجبات اليومية.

10- نظام الشيكات: كلمة “check” الغربية أتت في الأصل من كلمة “صك” وهي عبارة عن وصل مكتوب يستخدم لشراء السلع؛ وذلك لتفادي مشاكل نقل الأموال، ففي القرن التاسع عشر كان المسلم يستطيع أن يدفع في الصين بواسطة شيك لمصرف في بغداد.

 

التسميات: ,

السبت، 19 سبتمبر 2020

لماذا قال الله ويسألونك عن المحيض ولم يقل ويسألونك عن الحيض ؟

لماذا قال الله ” ويسألونك عن المحيض ”
ولم يقل ” ويسألونك عن الحيض ” ؟
قال تعالى ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ “(٢٢٢- البقرة)
والسؤال هنا :
لماذا قال الله تعالى ( ويسألونك عن المحيض )
ولم يقل ( ويسألونك عن الحيض ) ؟

والجواب :
لأن كلمة الحَيض لا تشمل إلا معنى واحدًا
وهو الدم الذى تفرزه غدد النساء البالغات ..
فلو قال ” ويسألونك عن الحيض قل هو أذى ”
لكان المنهيُّ عنه هو الدمّ فقط !
أما المَحيض فهي مصدر ميمي ، واسم مكان ، واسم زمان
فتشمل ثلاثة معانٍ وهي :
1- الدم
2- مكان الدم
3- زمان الدم
فبدلاً من أن يقول القرآن ” ويسألونك عن الحيض ومكانه وزمانه ”
أوجز هذه الأسئلة الثلاثة في سؤال واحد ..
فقال : ” ويسألونك عن المحيض ”
ثم جاء جواب الأسئلة الثلاثة في الآية نفسها :
أما عن الدم : ” قل هو أذى ”
أما عن مكان الدم ( الفرج ) : ” فاعتزلوا النساء فى المحيض ”
أما عن زمان الدم ( ميعاد انقطاع الدم ) : ” ولا تقربوهن حتى يطهرن ”
فسبحان من هذا كلامه !

التسميات: , ,

زاد الإمام ركعة فماذا يفعل المأموم ؟

زاد الإمام ركعة فماذا يفعل المأموم ؟

سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:

 

لو زاد الإمام ركعةً فلا تحل متابعته؛ لأن تصرف الإمام حينئذٍ خلاف المشروع ومتابعته فيه لا تحل. وعلى هذا فعلى المأموم تنبيه الإمام للزيادة فإن لم يرجع فلا يجوز متابعته ويتخير المأموم بين عدم قيامه للزيادة وينتظره حتى يسلم ثم يسلم معه. أو ينوى مفارقة الإمام ويتم صلاته بدونه.
قال النووي رحمه الله: لو قام إلى ركعة خامسة فإنه لا يتابعه حملا له على أنه ترك ركنا من ركعة لأنه لو تحقق الحال هناك لم تجز متابعته لأن المأموم أتم صلاته يقينا. فلو كان المأموم مسبوقا بركعة أو شاكا في فعل ركن كالفاتحة فقام الإمام إلى الخامسة لم يجز للمسبوق متابعته فيها لأنا نعلم أنها غير محسوبة للإمام. وأنه غالط فيها. [المجموع للنووي. 4/145].
وقد سئل ابن حجر الهيتمي في الفتاوى: إذا قام إمامه لخامسة هل الأولى انتظاره أو فراقه، وفيما إذا كان مسبوقاً هل هو كغيره أو لا حتى تجوز مفارقته؟
فأجاب بقوله: الأولى انتظاره وسواء المسبوق وغيره، وعبارة شرحي للعباب: لو قام الإمام لزيادة كخامسة سهواً لم يجز له متابعته وإن كان شاكاً في فعل ركعة أو مسبوقاً علم ذلك أو ظنه، فإن تابعه بطلت صلاته إن علم وتعمد. [الفتاوى الفقهية الكبرى, 1/214]. والله اعلم.

التسميات: ,

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

وشرفت عيني برؤية سيدنا ابراهيم الخليل

 

مقام ابراهيم, وهو حجر يشبة المكعب، ومن علي هذا الحجر قام ابراهيم بدعوة الناس إلى الحج

ولهذا الحجر قصة مع الشيخ الشعراوي, تعود وقائعها إلى 1954 حينما كان يعمل استاذا بكلية الشريعة في مكة المكرمة.

في هذه الأيام .. كانت هناك فكرة لنقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر, أي أن يرجعوا بالمقام إلى الوراء ليفسحوا المطاف الذي وجدوه قد ضاق بالطائفين، وتحدد يوم الثلاثاء ليقوم الملك سعود بنقل المقام.
يقول الشيخ الشعرواي: “قبلها بخمسة أيام عرفت بالموضوع مصادفة حينما كنت أصلي في الحرم الشريف، وأن العلماء في السعودية استندوا في نقل المقام أن النبي صلي الله عليه وسلم قد نقل المقام من قبل بعدما كان ملاصقا للكعبة. اعترض الشيخ الجليل علي الفكرة واعتبرها مخالفة للشريع فبدأ بالتحرك السريع، واتصل ببعض العلماء السعوديين والمصريين في البعثة لكنهم قالوا إن الموضوع منتهي وإن
المبني الجديد قد أقيم .
قال الشعراوي “أرسلت برقية من خمس صفحات إلى الملك سعود ..
وعرضت فيها المسألة من الناحية الفقهية والتاريخية .. وقلت إن الذين احتجوا بأن رسول الله قد قام بنقل المقام قد جانبهم الصواب لأن الرسول رسول ومشرع وليست هذه حجة لكي نستند إليها وننقل المقام من المكان الذي وضعه فيه رسول الله؛ ثم إن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لم يفعلها .. وإنه حينما وقع سيل شديد في عهده وجرف “حجر المقام” من مكانه وذهب به بعيدا .. جاء عمر فزعا من المدينة وجمع الصحابة وسألهم: “أناشدكم أيكم يعرف موقع هذا المقام في عهد رسول الله؟” فقام رجل وقال: أنا يا عمر .. لقد اعددت لهذا الأمر عدته .. لذلك قست المسافة التي تحدد موضع المقام بالنسبة لما حوله .. واستخدم هذا الرجل الحبل في قياس المسافات وبالفعل أرسل عمر في طلب الحبل من بيت الرجل وتأكد من صدق
كلامه وأعاد المقام إلى مكانه.

وصلت البرقية الى الملك سعود , فجمع العلماء وطلب منهم دراسة برقية الشعراوي, فوافقوا علي كل ما جاء في البرقية, فأصدر الملك قرارا بعدم نقل المقام. وأمر الملك بدراسة مقترحات الشعراوي لتوسعة الطواف, حيث اقترح الشيخ أن يوضع الحجر في قبة صغيرة من الزجاج الغير قابل للكسر، بدلا من المقام القديم الذي كان عبارة عن بناء كبير يضيق على الطائفين. وطلب الملك الشيخ الشعراوي, وكرمه واعطاه عباءة وساعة وقلم, ثم يسكت الشيخ قليلا وراح ينشغل بنفسه وتضئ الفرحة وجهه وهو يقول: بعد يومين اثنين من الأمر الذي أصدره الملك سعود بنقل المقام ..شرفني الله ..وشرفت عيني برؤية سيدنا ابراهيم الخليل رحم الله شيخنا الكبير ونفعنا بعلمه .
( نقلا عن كتاب من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر للشيخ أحمد ربيع الأزهري)

التسميات: ,

من هو الخضر

المفتي عطية صقر .. مايو 1997
السؤال : من هو الخضر وهل هو حى أو ميت؟

الجواب : تحدث القرآن الكريم عن عبد من عباد الله تقابل معه موسى عليه السلام،وكان بينهما ما جاء فى سورة الكهف {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} الآية: 65، وتحدثت السنة النبوية الصحيحة، كما رواه البخارى وأحمد والترمذى عن هذا العبد الصالح باسم ” الخضر” لأنه جلس على فروة بيضاء – هى وجه الأرض -فإذا هى تهتز من تحته خضراء.
وإلى القراء أضواء بسيطة على شخصيته من حيث اسمه وحياته ونبوته:

يقول العالم الكبير كمال الدين الدميرى المتوفى سنة 808 ر فى كتابه الموسوعى “حياة الحيوان الكبرى” عند الكلام عن الحوت: إن اسم الخضر مضطرب فيه اضطرابا متباينا والأصح -كما نقله أهل السير وثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم كما نقله البغوى وغيره -أن اسمه ” بليا ” بفتح الباء وسكون اللام، وأن أباه يسمى ” ملكان ” بفتح الميم وإسكان اللام وبالنون فى اَخره، وكان من بنى إسرائيل ومن أبناء الملوك، وفر من الملك وانصرف إلى العبادة.
أما هل هو حى أو ميت، فقد اختلف فى ذلك، فقال النووى وجمهور العلماء: إنه حى موجود بين أظهرنا الآن، وهذا الرأى متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة.
والأخبار عن الاجتماع به كثيرة، وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: هو حى عند جماهير العلماء والصالحين، والعامة معهم على ذلك وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين.
وقال الحسن: إنه مات وقال ابن المناوى: لا يثبت حديث فى بقائه. وقال الإمام أبو بكر بن العربى: مات قبل انقضاء المائة، ويقرب من جواب الإمام محمد بن إسماعيل البخارى لما سئل عن الخضر وإلياس عليهما السلام: هل هما فى الأحياء؟ فقال كيف يكون ذلك وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ” لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد ” والصحيح الصواب أنه حى.
وقال بعضهم: إنه اجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزى أهل بيته وهم مجتمعون لغسله، وقد روى ذلك من طرق صحاح، والقرطبى فى تفسيره صحح حياته “ج 11 ص 41 “.
واختلف فى الخضر هل هو نبى أو ولى. فقال القشيرى وكثيرون:
هو ولى، وقال بعضهم هو نبى. ورجَّحه النووى، وقال المازرى: إن الأكثرين من العلماء على أنه نبى ومن قالوا: إنه نبى اختلفوا، هل هو مرسل إلى غيره من الناس أو لا؟ والأدلة على هذا الاختلاف فى الاسم والحياة والنبوة كثيرة لا يتسع المقام لها. وقد أوردت لك هذه الأقوال التى ليس فيها اتفاق على رأى لترى أنه لا يوجد نص قاطع يعتمد عليه فى هذه الأمور.
فالثابت فى القراَن أنه عبد من عباد الله آتاه الله رحمة وعلما من عنده، لكن هذا العبد يحتمل أن يكون نبيا ويحتمل أن يكون وليا أى رجلا صالحا، والثابت بالحديث أن لقبه الخضر، ولم يرد نص صرح فى كونه مات أو ما زال حيا حتى يقتله الدجال، أو أن له لقاء آت مع بعض الأنبياء أو الأولياء، أو أنه يلقى السلام على بعض الناس فيردون عليه التحية. كل ذلك ليس له دليل يعتد به. وفى الوقت نفسه لا يترتب على الجهل به عقاب، ولا يؤثر على إيمان المؤمن، فهو ليس من العقائد التى كلفنا بها الدين، وأولى ألا نشغل بالبحث عنها كثيرا، وفى كتب التفسير والتاريخ متسع لمن أراد المزيد

التسميات: ,